بوابة الوفد:
2025-04-24@14:06:44 GMT

غاياتنا فى الحياة

تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT

لُهاث وسعى وصراع وشد وجذب ولف ودوران ومناكفة وكبد. جد وكد وصد وكر وفر واجتهاد وبذل وتعب. ذلك مُلخص ما نمشيه على الأرض. ما العُمر سوى ساعات تختطفنا لندور سعياً لمكسب وتحقيقاً لأمل، ربما يكون مالاً، جاهاً، سُلطاناً نظُن أنه قمة السعادة، لكن سرعان ما يذوب مذاق ما تحقق على صخرة الزمن.

نفترض أننا نعيش لنصنع مجداً عظيماً، فإذا ما تحقق هذا المجد لم يعُد للحياة معنى، ونشعر بأن مسيرتنا على الأرض عبثية.

الطبيعة تُعلمنا أن اكتمال القمر يُمهد لزواله تماماً، وأن كل مد يليه جزر.

كان صديقى الملياردير يظن أنه يعيش ليجمع مليار دولار تُغنيه عن العالمين، فلما فعلها شعر بأنه بحاجة لمليار أخرى، ثم خفتت نشوة المليار الثالث، ولم يعد يشعر بقيمة لأى فعل أو سعى لجنى أموال أخرى، وتحول الأمر إلى دأب آلى، وقال لى إن نشوة المال زالت بفعل المال.

حلم صديقى الآخر بمنصب كبير يجعله صاحب سلطان، يأمر فيطاع، ويقرر فيلتزم الجميع، وصار ما أراد، لكنه شعر أن الناس تهابه لسلطته لا لذاته، وأن القلوب تخفى تجاهه ما لا تبوح به الكلمات. وسرعان ما انتابه قلق دائم خوفاً من زوال سلطته، فاندفع لفعل ما لا يحب حفاظاً على السلطة المكتسبة من الزوال.

أما مَن طلب الشهرة فأدركته، وصار مركز الأضواء وذائع الذكر، فإنه يتعذب كل يوم إن خفت ذكره، ويدخل فى اكتئاب بعد اكتئاب.

تتبدد الغايات إن لم تسلم النوايا. ماذا تُريد أن تفعل فى هذه الدنيا؟ سألنى والدى رحمه الله يوماً ما. لم أعرف رداً، وظللت حائراً. سنين وسنين وما اهتديت.

أفكر الآن بحكمة المشيب وبزهد المفارق لجد الشباب، المقاوم للعلل الطبيعية للإنسان عندما يقبل على الشيخوخة. أرى أن أفضل ما نحققه هو أن نشعر بنفع الآخرين. للمنح لذة تغالب لذة الكسب. أن تُعطى فأنت فى بهجة، أن تُسعد آخر فأنت فى نعمة عظيمة. أن تفيد بشراً أو تعينه فأنت تستعير سعادته فى قلبك، فتشعر بإنسانيتك.

أكتب لأكسب سعادتى. الكتابة فعل عظيم عظيم. نترك بصمات ربما تسهم فى إنارة عقول، تبديد أوهام، إنصاف مظاليم، مقاومة قبح. أكتب لأننى سأموت، وآمل أن تبقى كلماتى أثراً لى بعد غيابى. أؤمن بأن نجيب محفوظ لم يمت، محمود درويش حى، إدوارد سعيد، أمل دنقل، طه حسين، وعبدالرحمن الكواكبى، ومحمد عبده، وكل مَن خط كلمات مؤثرة خالدٌ بعد رحيل جسده.

يقول محمود درويش فى قصيدته «جدارية»:

« هزَمَتْكَ يا موتُ الفنونُ جميعُها..

هزمتك يا موتُ الأغانى فى بلادِ الرافدين.

مِسَلَّةُ المصرى، مقبرةُ الفراعنةِ،

النقوشُ على حجارةِ معبدٍ هَزَمَتْكَ.

وانتصرتْ، وأِفْلَتَ من كمائنك

الخُلُود».

فى كل موقع وعمل يُمكن للإنسان أن ينفع الناس. سيموت كل مَن عليها، لكن الزبد يذهب جفاء، وما ينفع الناس يمكث فى الأرض.

والله أعلم.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الملياردير العالمين

إقرأ أيضاً:

المطران مخايل إبراهيم ناعيا البابا فرنسيس: خسرنا أبًا روحيًا عظيمًا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

 عبّر المطران إبراهيم مخايل إبراهيم، رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك، عن عميق حزنه وتأثره لوفاة قداسة البابا فرنسيس، الذي رقد بالرب صباح اليوم في الفاتيكان، بعد حياةٍ حافلة بالخدمة والتفاني في سبيل الكنيسة والإنسانية.

كلمات الوداع: “صوت للسلام ومدافع عن المهمشين”

وفي بيان رسمي صادر عن المكتب الإعلامي في أبرشية الفرزل وزحلة والبقاع، قال سيادة المطران:

“برحيل قداسة البابا فرنسيس، نخسر أبًا روحيًا عظيمًا، وقائدًا حمل شعلة المحبة والتواضع في زمن يعاني من الانقسامات والصراعات. كان صوتًا للسلام، ومدافعًا شجاعًا عن الفقراء والمهمشين، وصورة حيّة لإنجيل الرحمة.”

قدوة عالمية ووجدان إنساني

أضاف المطران إبراهيم: “قداسة البابا فرنسيس لم يكن فقط أسقف روما، بل كان وجدانًا عالميًا حيًا، جمع بين الإيمان العميق والرؤية الإنسانية المنفتحة. باسمي وباسم أبناء الأبرشية، نرفع الصلاة لراحة نفسه الطاهرة، ونتحد مع الكنيسة الجامعة في الحزن والصلاة والرجاء.”

دعوة للصلاة والوفاء لمسيرته

وفي ختام بيانه، دعا المطران إبراهيم المؤمنين إلى المشاركة في القداسات التي ستُقام لراحة نفس البابا الراحل، مؤكدًا أهمية الاستمرار على درب المحبة والانفتاح التي رسمها قداسته خلال حبريته.

نبذة عن البابا فرنسيس

يُذكر أن البابا فرنسيس، واسمه الأصلي خورخي ماريو برغوليو، هو أول بابا من أميركا اللاتينية، وقد انتُخب للكرسي الرسولي في آذار/مارس 2013. عُرف بمواقفه الإنسانية الجريئة، وإصلاحاته في بنية الكنيسة، وتواضعه اللافت الذي لمس قلوب الملايين حول العالم.

مقالات مشابهة

  • وتريات الإسكندرية تعزف أعمال عالمية على مسرح سيد درويش
  • "حرام الجسد" رجعني لزمن دعاء الكروان.. أحمد عبد الله محمود: أنا ابن مدرسة تحب الفن مش الإيرادات
  • آيتان بهما كنز عظيم .. داوم على قراءتهما كل يوم وليلة
  • نجوم أوبرا الإسكندرية يغنّون للربيع على مسرح سيد درويش.. غدًا
  • بعد طرح البوستر التشويقي.. موعد عرض فيلم «درويش»
  • بعد طرح البوستر التشويقي.. موعد عرض فيلم «درويش» في السينما | صور
  • أمين الإفتاء: الغش في البيع والشراء يؤدي إلى فساد عظيم
  • انستغرام يطلق ميزة لكشف «كذب الأطفال».. والإمارات تكشف ابتكار عظيم!
  • المطران مخايل إبراهيم ناعيا البابا فرنسيس: خسرنا أبًا روحيًا عظيمًا
  • المصيبة جلل والمصاب عظيم.. عصام السقا يكشف كواليس حادث ملوي