موقع 24:
2025-01-23@14:43:05 GMT

ترامب.. و "خطاب العالمثالثيَّة"

تاريخ النشر: 23rd, January 2025 GMT

ترامب.. و 'خطاب العالمثالثيَّة'

حملت كلمة ترامب وعودا مستقبلية، ولكنها تنذر بفوضى ستجتاح العالم

انتظرَت دول العالم ـ خاصّة قادتها ـ منذ إعلان فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية، ما سينتج عن ذلك من مواقف حاسمة على خلفيَّة ما قام به حين كان رئيساً من جهة، ولما أصدره من قرارات حاسمة ومفاجئة من جهة ثانية. وقد بدَا ـ في نظر المراقبين ـ حاضراً، ومشاركاً، في صناعة القرارات الخيرة الصادرة عن البيت الأبيض خلال الشهور الماضية حول قضايا عالمية محل خلاف وجدل، ومنها بوجه خاص حرب الإبادة في غزة، التي انتهت ـ في مرحلتها الأولى ـ منذ الأحد الماضي 19 يناير (كانون الثاني) الجاري إلى إبرام صفقة بين إسرائيل وحماس.


لذلك ترقَّب كثير من القادة والنخب، وحتى شعوب العالم، خطابه في حفل تنصيبه، أثناء تأديته لليمين الدستورية رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية، من منطلق أنه سيتحدث عن قضايا يكون خطابه عنها بحجم ووزن الدولة القوية والقائدة للعالم اليوم، حتى لو ركَّز في جانبه الأكبر على متطلبات وحاجات الجبهة الداخلية وعلى مصالح بلاده في الخارج. لكن جاءت كلمته ـ عند تنصيبه ـ أقرب من ناحية التعبير من الخطاب السائد في دول العالم الثالث.. صحيح أنها حملت وعودا مستقبلية، ولكنها تنذر بفوضى ستجتاح العالم، بدايتها بتصفية الحساب ـ المؤجل ـ مع مؤسسات الدولة الأمريكية نفسها.
كثيرة هي القضايا، التي ذكرها ترامب، وهي بمثابة ملفات كبرى، منها ثلاث قضايا مركزية، تمثل حاضر الولايات المتحدة الأمريكية، وتمددها الذي لا ينتهي بالنسبة لترامب، وهي "عمله لأجل أن تكون أمريكا أمة عظيمة، وأنهاء الانهيار الأمريكي وإعادة الحلم، واستعادة القضاء العادل"، وهذا لكي تستعيد أمريكا مكانتها الصحيحة" باعتبارها أعظم وأقوى وأكثر الدول احتراما على وجه الأرض"، على حدِّ قول ترامب.
وإذا كان من غير الممكن منافسة أمريكا في مكانتها العالمية، على الأقل في الوقت الحالي، فإن المستقبل قد لا يكون لصالحها مادام رئيسها ــ كما ذكرت سابقاً ـ يتحدث بلغة عالمثالثيَّة، ترفض الخرائط التي نتجت عن الحربيْن العالميَّتيْن الأولى والثانية، كما هو الأمر في دول عديدة ـ خاصة في أفريقيا ـ حيث الخلافات على الحدود بلغت أوجها في حروب لا تزال نيران بعضها مستعرة إلى الآن، وقد ظهر ذلك تعهده باسترجاع قناة بنما، وتغيير اسم "خليج المكسيك" ليصبح "خليج أمريكا".
من ناحية أخرى، فإن ترامب أبَان عن تعميم ـ غير مقصود ـ لخطاب العالمثالثية، وقد جاء واضحاً في عدة نقاط، منها قوله: "سأضع أمريكا أوّلاً بحيث ستصبح قريبا أقوى وأكثر استمراريّة عما كانت عليه في السَّابق"، و "الانتخابات الأمريكية الأخيرة هي الأعظم في تاريخ بلدنا"، و" سنحاول أن نواجه كل أزمة بكرامة وقوة"، و"سنتحرك بسرعة لاستعادة الأمن والأمل لكل مواطنينا من كل لون"، و "نحن عاجزون عن تقديم أيّ رعاية صحية للكثير من أبناء شعبنا وهذا الأمر سيتغير تماما"، و"سأمنح قوات الأمن الإمكانية من أجل القضاء على العصابات التي تجلب الإجرام إلى حدودنا وبلادنا"، وسأرسل آلافاً من قواتنا إلى الحدود لوقف تدفق المجرمين وسنتعامل مع عناصر العصابات على أنهم إرهابيون"، و"إدارتي ستؤسس قسما يسمى الكفاءة الحكومية، وسنفرض تعريفة جمركية وضرائب على منتجات الدول الأجنبية، " و "سندعم كل العاملين في الولايات المتحدة" و"سيتمكن الأمريكيون من شراء السيارات التي يرغبون فيها".
كل العبارات السابقة في خطاب التنصيب تشي بأن الرئيس دونالد ترامب، أقرب إلى قادة العالم الثالث منه إلى زعماء العالم المتقدم، وفي ذلك خسارة للعالم كله، لأن دول العالم في تقليدها مستقبلاً للولايات المتحدة طوعاً أو كرهاً ستوسع من دائرة التخلف في الجمال السياسي على حساب التقدم، ذلك المنجز الذي حققته الدول المتقدمة، وتسعى إليه، أو تحلم به، الدول المتخلفة (العالمثالثية).

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: اتفاق غزة سقوط الأسد عودة ترامب إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية عودة ترامب

إقرأ أيضاً:

قلق دولي بعد خطاب ترامب.. أفكار استعمارية تثير مخاوف المجتمع الدولي.. أستاذ علوم سياسية: تصريحات الرئيس الأمريكي شيطانية وإسرائيل ذراع أمريكا لتطبيق سياساتها

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في خطوة أثارت جدلًا واسعًا، جدد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، دعوته لضم كل من كندا، بنما، وجرينلاند إلى الولايات المتحدة. حيث اعتبر أن هذه التحركات ستعزز من قوة الولايات المتحدة على الصعيدين الاقتصادي والأمني.

ضم كندا مع الولايات المتحدة

نشر ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي: "إذا اندمجت كندا مع الولايات المتحدة، فلن تكون هناك تعريفات جمركية، وستنخفض الضرائب بشكل كبير، وستصبح كندا آمنة تماما من التهديدات الروسية والصينية المحيطة بها".واعتبر أن كندا تمتلك موارد ومساحات شاسعة يمكن أن تعزز قوة الولايات المتحدة.

وجاء رد كندا سريعا وحاسما؛ إذ صرح رئيس الوزراء الكندي المستقيل جاستن ترودو ووزيرة الخارجية الكندية، ميلاني جولي، على أن أوتاوا لن تستسلم لتهديدات ترامب.


وأكد ترودو أن "كندا لن تصبح جزءا من الولايات المتحدة على الإطلاق".

واعتبرت وزيرة الخارجية الكندية أن تصريحات ترامب تعكس "عدم إدراك لمدى قوة كندا"، مؤكدة أن "كندا لن تخضع أبدا أمام أي تهديد".

ضم جرينلاند

أما  بشأن جرينلاند قال ترامب أنها تتمتع بأهمية استراتيجية نظرًا لموقعها الجغرافي وما تحتويه من معادن ثمينة، وأنها موطنا لمنشأة فضائية أمريكية كبيرة، وقال إنها "ضرورية للجهود العسكرية لتعقب السفن الصينية والروسية المنتشرة في كل مكان" مؤكدا "أنا أتحدث عن حماية العالم الحر".

وحذر ترامب  من أن الدنمارك قد تواجه تعريفات جمركية باهظة إذا لم تتخل عن السيطرة على جرينلاند ورفض استبعاد العمل العسكري للاستيلاء عليها بالقوة.


جرينلاند هي أكبر جزيرة في العالم، تقع في شمال المحيط الأطلسي بين القطب الشمالي وأمريكا الشمالية. تتمتع بموقع استراتيجي مهم وتعد إقليمًا ذاتي الحكم يتبع مملكة الدنمارك.

رفضت السلطات المحلية  في جرينلاند، أي حديث عن الانضمام إلى الولايات المتحدة، مؤكدة أن مستقبل الجزيرة يحدده سكانها فقط.

وصفت رئيس الوزراء الدنماركية عن فكرة شراء الولايات المتحدة جرينلاند  بأنها "سخيفة"، ورفضتها صراحة.

ضم قناة بنما

كما اعتبرترامب  قناة بنما "ضرورة للأمن الاقتصادي الأمريكي"، مؤكدا أنها بنيت في الأصل لخدمة الجيش الأمريكي.

أكد وزير الخارجية البنمي، خافيير مارتينيز-آشا، أن سيادة بلاده على قناة بنما "غير قابلة للتفاوض"، وذلك في رد حازم على تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باستخدام القوة العسكرية لاستعادة القناة، في حال لم تقم بنما بخفض رسوم عبور السفن الأمريكية.


صرح الوزير البنمي قائلًا: "الرئيس خوسيه راوول مولينو أكد سابقًا أن سيادتنا على القناة غير قابلة للتفاوض، فهي جزء من تاريخنا النضالي"، مشددًا على أن القناة "أعيدت ولن تعود لأي طرف آخر تحت أي ظرف".

قناة بنما ممتدة على مسافة 80 كيلومترا تربط بين المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ والتي دشنتها الولايات المتحدة عام 1914، انتقلت إدارتها رسميا إلى بنما في 31 ديسمبر 1999، بموجب معاهدات وقعت عام 1977 بين الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر والرئيس البنمي عمر توريخوس.

قالت رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني، إنها لا تعتقد أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب ينوي بالفعل استخدام القوة العسكرية للسيطرة على جرينلاند أو قناة بنما، وأنها تعتبر تعليقات ترامب بمثابة تحذير للصين وغيرها من اللاعبين العالميين الآخرين بهدف إبقائهم بعيدا عن مثل هذه المصالح ذات الأهمية الاستراتيجية".

وصرح وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو بأن "الاتحاد الأوروبي لن يسمح لدول أخرى في العالم، مهما كانت، بمهاجمة حدوده السيادية، وأنه لا يعتقد أن الولايات المتحدة "ستحتل" جزيرة جرينلاند، الواقعة في القطب الشمالي، التي تتمتع بحكم ذاتي تحت سيادة الدانمارك.


من جانبه، قال متحدث باسم الخارجية الألمانية إن برلين على علم بتعليقات ترامب بشأن جرينلاند وكندا، كما هي الحال دائما، فإن المبدأ النبيل لميثاق الأمم المتحدة واتفاقات هلسنكي ينطبق هنا، وهو عدم جواز تعديل الحدود بالقوة".

استنكر الدكتور طارق أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة التصريحات الأخيرة للرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتي تمثل فكر امبريالي أمريكي مبني على السيطرة والسطو، فهى تمثل نهج تاريخى من قبل الولايات المتحدة فى ضم بعض الولايات امتداد ألاسكا وأوهايو فى السابق، وتلك السياسات تعطي شرعية لتوجهات العدوان الإسرائيلي خلال 2025، من ضم مناطق المستوطنات والضفة الغربية والأغوار.

وتابع الدكتور طارق فهمى في تصريحات خاصة لـ "البوابة" أن ترامب في ولايته الثانية والأخيرة، وهو ما يعني أنه من الممكن أن يأتي لتغيير بعض السياسيات الأمريكية، وهو ما ظهر جلياَ من فكرته الشيطانية التى جاءت في تصريحاته الأخيرة، والتي تحدث فيها عن ضم قناة بنما وكندا وجريلايند. واستطرد فهمي قائلًا "نحن أمام رئيس ربما يغير من كل معطيات الإستقرار السياسي والأمني والإستراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية، وسيعمل على السماح لقوى أخرى مثل باغية مثل العدوان الإسرائيلي لتنفيذ تلك السياسات، وهو الفكر الإمبريالي التوسعي، وهو يعكس توجهات عدائية واستعلائية.

مقالات مشابهة

  • هذه الدول التي لديها أطول وأقصر ساعات عمل في العام 2024 (إنفوغراف)
  • قلق دولي بعد خطاب ترامب.. أفكار استعمارية تثير مخاوف المجتمع الدولي.. أستاذ علوم سياسية: تصريحات الرئيس الأمريكي شيطانية وإسرائيل ذراع أمريكا لتطبيق سياساتها
  • «عاصفة أوامر تنفيذية».. ترامب يضع بصمته منذ اللحظة الأولى (فيديو)
  • رئيس يشغل العالم.. "ترامب 2025" عاصفة التغيير ومستقبل أمريكا.. السياسة الخارجية الأمريكية تواجه تحديات المشروع النووي الإيراني.. وتعهدات بإنهاء الحرب في أوكرانيا وحل النزاعات الإقليمية
  • نبيل فهمي: خطاب ترامب يكشف ملامح أمريكا الجديدة والانفصال عن المسؤولية الدولية
  • لكل من فاته خطاب ترامب.. هذه أبرز القرارات التي أعلن عنها فور تنصيبه
  • في خطاب التنصيب.. ترامب يطلق رسائل عدة ويبشر بعصر “أمريكا الذهبي”
  • خطاب التنصيب.. ترامب: قواتنا المسلحة مهمتها الوحيدة إلحاق الهزيمة بأعداء أمريكا
  • باحث سياسي: روسيا ترى تنصيب ترامب أمرا يساهم في عودة العلاقات مع أمريكا