عربي21:
2025-04-25@12:41:14 GMT

بارزاني أمام إصرار بغداد على النزعة الديكتاتورية!

تاريخ النشر: 23rd, January 2025 GMT

يبدو أن سياسة الحصار والتجويع التي فرضها رئيس الحكومة لدورتين متتاليتين (2006 ـ 2014) نوري المالكي قد سارت عليها الحكومات العراقية من بعده وتحولت لديها إلى عادة متبعة، بهدف إذلال الشعب الكردي واستسلامه من خلال تقويض كيان إقليم كردستان شبه المستقل الذي تشكل بعد اندحار القوات العراقية الغازية من الكويت وانسحابها من الإقليم عام 1991! .

.

ومازالت استراتيجية الحصار وقطع الرواتب والتلاعب بقوت الشعب الكردي من أولى أولويات البرنامج الحكومي لـ "محمد شياع السوداني".. ويبدو أنه سوف لن يتخلى عنها أبدا رغم كل الاتفاقات والتعهدات التي أبرمتها مع سلطات الإقليم التي ابدت مرونة وتنازلات كبيرة لبغداد من أجل رفع تلك العقوبات الجائرة على كاهل الشعب وحل أزمة تمويل رواتب موظفيه، ولكن دون جدوى. والحقيقة أن بغداد لن تتخلى عن هذا السيف المسلط على رقاب الكرد أبدا، تشهره بوجهه كلما دعت الحاجة إليه! وأي حراك سياسي يقوم بها قادة الكرد ولا تتناغم مع سياسات بغداد الطائفية، تستعمله دون تردد لإجبارهم على الخضوع والاستسلام!.

ما يضطر الإقليم إلى إرسال وفد سياسي رفيع أو إداري إلى بغداد لإقناع المسؤولين بإعادة إرسال الرواتب المقطوعة إلى موظفي الإقليم أسوة بباقي المحافظات العراقية، وتستمر العلاقة بين إربيل وبغداد بهذا الشكل الشاذ، بغداد تمتنع عن إرسال الرواتب والإقليم يرسل وفدا إلى بغداد وهكذا دواليك!

رغم حنكة نيجيرفان بارزاني الدبلوماسية ونجاحه في تخفيف حدة الأزمات بين الأحزاب الكردية المتصارعة داخل الإقليم والتوسط بين الدول (تركيا والإمارات العربية المتحدة) و(تركيا وفرنسا) بطلب من الرئيس الفرنسي "ماكرون"، لكن يبدو وفق تحليلات المراقبين، أنه لم يتلقى من حكام بغداد الاستجابة المناسبة في زيارته الأخيرة إلى العاصمة العراقية لرفع الحصار على الشعب الكردي وإطلاق رواتب الموظفين، ورجع كما ذهب بسيل من الكلام المطاطي الفارغ الذي لا يسمن ولا يغني من جوع! ولو أحصينا عدد الوفود الكردية التي زارت بغداد لهذا الهدف، فإنها لا تعد ولا تحصى! وآخر هذه الوفود الدبلوماسية الرفيعة التي زارت بغداد كانت برئاسة رئيس إقليم كردستان "نيجيرفان بارزاني" الذي يمتاز بشخصية سياسية مرموقة لدى بغداد بمختلف أحزابها الشيعية والسنية! التقى "بارزاني" كالعادة برئيس الحكومة وقادة إدارة الدولة والاطار التنسيقي، لوضع النقاط على الأحرف، وإنهاء أزمة الرواتب من جذورها ولكن كعادتهم دائما في المراوغة والتلاعب بالكلمات وتوزيع الوعود السخية والعهود المجانية، وشد وجذب و.. في النهاية لن تصل معهم إلى أي نتيجة!

وكل المواد المفصلية سواء كانت مادة دستورية كالمادة 140 أو قانونية مثل قانون النفط والغاز معلقة ولم تنفذ أي واحدة منها، رغم اللقاءات الكثيرة والوعود الزائفة، هكذا هم منذ أن استولوا على الحكم  ولن يتغيروا! ولقد عانى منهم رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني الأمرين من خلال زياراته المكوكية الكثيرة إلى بغداد والتقائه بقادة الأحزاب الشيعية والإطار التنسيقي وإدارة الدولة ورؤساء الحكومة والبرلمان والمحكمة لحل المشاكل العالقة ولكن دون طائل!

المشكلة انه لا توجد أرضية مشتركة بين أربيل وبغداد التي تسعى الى إخضاع أربيل إلى إرادتها الطائفية وسلطتها "المركزية" الشديدة الشبيهة بسلطة صدام حسين البائدة والكرد يرفضون هذا التوجه الديكتاتوري البغيض الذي حاربوه لسنوات طويلة وتجرعوا مرارة الذل والهوان على يديه، ومن الطبيعي وفق هذه النظرة المتباينة أن لا يلتقي الطرفان ولو عقدوا ألف اتفاقية سياسية واجتمعوا ألف مرة!

الفرق شاسع بين الطرفين غير المتناغمين؛ طرف يدعو إلى تفعيل الدستور وتكريس الديمقراطية وطرف يسعى إلى تكريس الديكتاتورية ونسف كيان الإقليم وإعادته إلى العبودية المركزية!

يبدو أن محاولات "بارزاني" لم تؤت ثمارها كما كان التوقع، لم يستطع نزع ورقة الرواتب التي يهددون بها الإقليم دائما من يدهم، بل واجه إصرارهم على استعمالها متى ماشاؤوا وكيفما حتى يرضخ الإقليم والشعب الكردي لسياستهم القمعية!

رغم حنكة نيجيرفان بارزاني الدبلوماسية ونجاحه في تخفيف حدة الأزمات بين الأحزاب الكردية المتصارعة داخل الإقليم والتوسط بين الدول (تركيا والإمارات العربية المتحدة) و(تركيا وفرنسا) بطلب من الرئيس الفرنسي "ماكرون"، لكن يبدو وفق تحليلات المراقبين، أنه لم يتلقى من حكام بغداد الاستجابة المناسبة في زيارته الأخيرة إلى العاصمة العراقية لرفع الحصار على الشعب الكردي وإطلاق رواتب الموظفين، ورجع كما ذهب بسيل من الكلام المطاطي الفارغ الذي لا يسمن ولا يغني من جوع!

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه العراقية العراق اكراد مواقف رأي مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة نیجیرفان بارزانی الشعب الکردی

إقرأ أيضاً:

حماس ترد على سباب عباس.. إصرار مشبوه

ردت حركة "حماس" على تصريح رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الذي هاجم فيه المقاومة، داعيا إلى تسليم الأسرى لإنهاء الحرب.

اقرأ ايضاًبالسباب والشتم.. عباس يقترح تسليم الأسرى وإيقاف الحرب (فيديو)

وقال القيادي في الحركة باسم نعيم إن "عباس يصر بشكل متكرر ومشبوه على تحميل شعبنا مسؤولية جرائم الاحتلال وعدوانه المستمر".

وشن عباس ظهر الأربعاء، هجوما قاسيا على حركة حماس، حيث "شتم المقاومة" وطالبها بتسليم الأسرى وإنهاء الحرب في غزة.

وجاءت تصريحات عباس خلال كلمة متلفزة في افتتاح جلسة المجلس المركزي الفلسطيني في مدينة رام الله، حيث دعا الحركة إلى "تسليم الرهائن الإسرائيليين".

اقرأ ايضاًإسرائيل تحذف تعزية في وفاة البابا.. وتوضح السبب

وأثار تصريح عباس "الذي سبّ فيه المقاومة" جدلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي وداخل الأوساط السياسية الفلسطينية.

 

المصدر: سكاي نيوز عربية


© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)

عمر الزاغ

محرر أخبار، كاتب وصانع محتوى عربي ومنتج فيديوهات ومواد إعلامية، انضممت للعمل في موقع أخبار "بوابة الشرق الأوسط" بعد خبرة 7 أعوام في فنونالكتابة الصحفية نشرت مقالاتي في العديد من المواقع الأردنية والعربية والقنوات الفضائية ومنصات التواصل الاجتماعي. ‎

الأحدثترند حماس ترد على "سباب عباس".. إصرار مشبوه حرائق ضخمة تشتعل وسط "إسرائيل" إصابة 3 عناصر إطفاء غزة وسد النهضة.. أبرز ملفات اجتماع عربي وزاري بالقاهرة تحضيرا للقمة مبتكر Succession يعود بفيلم Mountainhead من بطولة ستيف كارل.. القصة وموعد العرض بريانكا شوبرا عميلة استخباراتية في فيلم الأكشن Heads of State Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • أقلية متمردة …!
  • هجوم كشمير يذكي نار التوتر بين الهند وباكستان... ماذا نعرف عن الصراع حول الإقليم؟
  • دارفور التي سيحررها أبناء الشعب السوداني من الجيش والبراءون والدراعة ستكون (..)
  • حماس ترد على سباب عباس.. إصرار مشبوه
  • خطوة استراتيجية لتعزيز مكانة العاصمة العراقية بين وجهات الضيافة الفاخرة حول العالم
  • مسرور بارزاني يبحث مع وزير الخارجية الفرنسي علاقة الإقليم مع الحكومة الاتحادية
  • تركيا.. وفد الحزب الكردي يلتقي وزير العدل
  • الشعب الجزائري يطالب رئيسه بعدم الذهاب للعراق لأنه تحت الحكم الإيراني
  • (الجزء الإلهي من الدماغ) لماثيو ألبر: عرض ونقد
  • من فيتنام إلى اليمن.. عندما تُهزَمُ أمريكا أمام الشعوب الحرة