موقع النيلين:
2025-05-01@19:23:28 GMT

حديث المدينة.. هل يخجلون مثلنا

تاريخ النشر: 23rd, January 2025 GMT

هل يخجلون مثلنا..

شاب سوداني التقيته صدفة.. يقيم في دولة أوروبية ويحمل جوازها.. قال لي بتأثر بالغ أن الهوية الأوروبية لم تمحو وصمة كونه سودانيا عند عبوره المطارات الأوروبية ذاتها.. في مطار أوروبي شهير أبرز جوازه الأجنبي لكن موظف الهجرة سأله عن جنسيته الأصلية فلما رد عليه أنه سوداني، أشار إليه أن يتنحى عن الصف وينتظر قليلا.

وفوجيء بعد ذلك أن سودانيين آخرين عابرين بالمطار ذاته ينتظرون لعدة ساعات للسماح لهم بدخول الدولة الأوروبية.. كلهم القاسم المشترك بينهم يحملون شرف كونهم من أصول سودانية.

لم أتفاجأ بالقصة.. لأني سمعتها مرارا تختلف التفاصيل وتتفق في توصيف الحال الذي وصلنا إليه.. أن الهويات الورقية لا تخفي هوية الدم الذي يجري في العروق.. الذي لا يمكن تبديله أو الهروب منه.
عند زيارتي لعدة دولة في الفترة الأخيرة.. ورغم تعاطف شعوب تلك الدول مع حالنا السوداني وحسرتهم على ما يسمعونه في الأخبار.. إلا أنني كنت أحس بخجل كبير كلما سألوني عن الحال في بلادنا.. خاصة في سيارات الأجرة.. بمجرد ما يلمح السائق السمات السودانية – وهي لفخرنا لا تخفي على أحد- يبادر بالسؤال بعفوية عن آخر أخبار السودان.. ثم يتساءل ببراءة ما الذي يجبر السودانيين على الولوغ من هذا المستنقع الدامي.. كنت أحس بحجر ثقيل في صدري و أنا أحاول أن أشرح له ما يُخجل شرحه.
والله الذي يحدث في بلادنا –وحتى دون حساب التكلفة البشرية والمادية- هو عار ووصمة في جبين كل سودانية وسوداني.
ويزداد العار أكثر كلما حملت الأخبار هتكا واسعا للأعراض و سرقات و اجبار الملايين على النزوح .. في ما تسميه الأمم المتحدة أكبر كارثة انسانية في العالم.
ثم يزداد العار أكبر عند الحديث عن المجاعة.. و يا لحسرتي عند نشر صور طوابير الواقفين أمام “التكايا”.. ما أفجع من صور الجوع إلا تعليق يتباهى بأن السودانيين أهل كرم لأنهم يفتحون “التكايا”.. وكأن الذين أحوجه الجوع للوقوف في الطابور لساعات تحت الشمس من أجل حفنة لقيمات تقمن صلبه.. ليس سودانيا!
منذ متى يرضى سوداني أن يقف في طابور أمام مغرفة تضع له في إنائه قليلا من الطعام يحمله لأسرته، إن لم يجبره قهر النظر في عيني أطفاله الجوعي.
هذا الشعور العميق بالحياء والحسرة من نظرة الشعوب الأخرى إليناـ ياترى هل يتسلل إلى قلوب سادتنا وساستنا الممسكين بدفة الأمور في بلادنا.. أم تراهم يظنون أن الشعب من فرط سعادته يخرج ليستقبلهم في المطارات والطرقات ليقول لهم شكرا رفعتم رؤوسنا..
عندما يسافرون لتمثيلنا في الخارج… هل يشعرون مثلنا بالحياء؟

عثمان ميرغني
حديث المدينة

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

رئيس مبادرة عودة الوافدين السودانيين لبلادهم: مدن كاملة لجأت للمحروسة.. شكرًا مصر تحملت 2 مليون وافد

منذ اندلاع الحرب السودان، وصل عدد الوافدين لمصر حوالي 2 مليون تقريبًا، وفي هذا الإطار، قال محمد سليمان رئيس المبادرة الطوعية لعودة السودانيين لبلادهم، من جاء لمصر عدد رهيب، مدن بكاملها هرب سكانها لمعظم المحافظات المصرية، «مثلا معظم سكان ود مدني» جاء للقاهرة والجيزة، وكذلك كسلا، ونظرًا للمحبة بين شعبي وادي النيل ووجود جالية سودانية مقيمة بمصر منذ عشرات السنين فلم يظهر التعداد الحقيقي لكنه بكل حال أكثر من 2 مليون وافد (بخلاف الجالية 6 مليون) فضلاً عن تسامح السلطات المصرية كثيراً فسمحت بدخول الآلاف من الوافدين حتى بدون ورق ثبوتي كامل مع عدد كبير من تلاميذ وطلاب المدارس السودانية، ويعيش السوداني بمصر مثل كل المصريين خلال ما يقرب من ثلاث سنوات تقريباً.

محمد سليمان: أعداد العائدين للسودان وصلت إلى 3 آلاف شخص يوميا

وأضاف محمد سليمان، في حواره مع «الأسبوع»، أنه منذ ستة أشهر ونحن نسّفر للخرطوم عددا كبيرً، والآن حدث تراجع عكسي وبدأ الوافدون يعودون للسودان، وأعداد العائدين، وصلت إلى 3 آلاف شخص يومياً، يتم نقلهم براً عبر نحو 60 حافلة، تنطلق من عدة أحياء بالقاهرة، وصولاً إلى مدن في شمال السودان، عبر المعابر الحدودية بين البلدين، وتقدم المبادرة كل ما يحتاجه مئات السودانيين الذين عجزوا عن توفير تكلفة الرجوع فنتحمل كل التكاليف بدعم من رجال أعمال سودانيين من أمريكا وكندا وهولندا، ولا بد أن نشكر جيش مصر العظيم الذي يقوم بتوصيل السودانيين من أبو سمبل، وحظوا مقابل ذلك بتسهيلات كبيرة، حيث وفر الجيش المصري حافلات نقل والتزم بتأمين العائدين حتى معبر «أشكيت» بوادي حلفا بمقابل رمزي جدًا، بينما كان المهربون يطالبون بحوالي 5 آلاف جنيه (100 دولار تقريبا) للشخص الواحد.

وتواصل حركة عودة الوافديين عبر معبري أرقين، وأشكيت، وهناك يوجد تكدس شديد يعتمد فمن هناك يتم التبادل التجاري ونقل الأفراد، أضاف محمد سليمان، وللمبادرة أكثر من خمسة وعشرين نقطة تجمع تنطلق من أحياء فيصل، وعابدين، وإمبابة، وسفرهم يتم لشمال السودان، ونحن نساعد بتسهيلات لغير القادرين وذوي الاحتياجات الخاصة، ومكفوفي البصر والمرضي مجانا، وقال سليمان إن مع تزايد أعداد الراغبين في العودة، تنادى عدد من الشباب والناشطين السودانيين في مصر لتنظيم مبادرة حملت عنوان (راجعين لبلد الطيبين) تأسست لمساعدة الأسر الراغبة في الرجوع بتوفير قيمة تذاكر السفر وتنظيم عملية النقل وخصوصا للذين دخلوا مصر بطريقة غير قانونية.

ويقول مؤسس المبادرة محمد سليمان محمد علي، لـ «الأسبوع»، إن الفكرة بدأت في نطاق أسري ضيق للغاية قبل نحو 6 أشهر، وتوسّعت لاحقا بانضمام أعداد كبيرة من الراغبين في العودة، حيث تم إنشاء سبعة مجموعات تواصل لاستيعاب الأعداد وترتيب العودة لمدن الخرطوم وأم درمان وود مدني.

تسهيلات وإعفاء جمركي للعائدين للسودان

وتوقع «سليمان» قيام الحكومة السودانية، بإعلان العودة المجانية للسودانيين من الخارج، بعد استعادة الجيش السيطرة على معظم السودان، وبعض الجهات الحكومية بدأت أيضاً في توفير حافلات لتسهيل عودة النازحين وإجراءات عودتهم، وتسهيلات للعائدين بالإعفاء الجمركي، ونقل الأثاث والأدوات المنزلية والأجهزة الخاصة عبر طرق العودة البرية، وتسهيلات عبر الطيران السوداني برحلاتها مباشرة بين القاهرة وبورتسودان، مما يعزز من فرص عودة السودانيين من مصر.

وأضاف سليمان: ومن دوافع عودة الوافدين السودانيين من مصر، استمرار إغلاق بعض مدارس سودانية، فكثيراً من الأسر تعجّل بقرار العودة، بهدف لحاق أبنائهم بالعام الدراسي الجديد بالسودان، حتي تتمكن الأم من إلحاق اثنين من أبنائها بالمدارس في ظل الارتفاع الكبير للرسوم الدراسية، وصعوبات الإقامة بمصر بعد فشل آلاف الأسرة في التواصل مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين رغم محاولات مستميتة للتسجيل في قوائم الانتظار.

وقد استقبل معبر أرقين الحدودي بين مصر والسودان، السبت الماضي أكثر من ثلاثة آلاف مواطن سوداني عائدين إلى وطنهم، يصل العدد الإجمالي للعائدين عبر المعبر، منذ يوم الأحد الماضي إلى 9.744 عائدًا وتقوم حكومة السوادان بعمل دؤوب لحل مشكلة العالقين العائدين من مصر ضمن برنامج العودة الطوعية بمعبري أرقين وأشكيت، وعدم قدرة المعبرين على استيعاب أعدادهم الكبيرة، فيما يلي الوضع الصحي والغذائي والمياه والترحيل والحماية، بتوفير العيادات وخيام الإيواء والتكايا عبر غرفة طوارئ حلفا وبرنامج الغذاء العالمي ومنظمة الهجرة الدولية واليونيسيف، المستمرة لحل مشكلة العائدين.

وشكر محمد سليمان، قنصل السودان بأسوان لقيامه بالمبادرة المجتمعية (شرفتونا)، من خلال فرع جمارك أرقين برئاسة عبد الفتاح سليمان، وتقديم الخدمات الجمركية، وحالياً يتواصل العمل حتى ساعات متأخرة من الليل لضمان انسياب الحركة عبر المعبر، وقد وجه محمد سليمان الشكر للرئيس السيسي لموافقته علي افتتاح القنصلية المصرية في وادي حلفا، فهي خطوة مهمة لتعزيز الروابط مع مصر في مجالات عديدة، فالقنصلية الجديدة ستساعد على تسهيل الخدمات القنصلية للسودانيين والمصريين، وستعزز الإجراءات المتعلقة بإصدار تأشيرات الدخول بين البلدين وحركة الأفراد والنازحين، بالإضافة إلى تسهيل التجارة الحدودية، عبر ثلاثة محاور للنقل البري: الأول هو محور غرب النيل (توشكى - أرقين) بطول 100 كيلومتر، والثاني هو محور شرق النيل (قسطل - وادي حلفا) بطول 35 كيلومترًا، والثالث يمتد على ساحل البحر الأحمر من حلايب إلى بورتسودان بطول 280 كيلومترًا.

وأكد محمد سليمان، أن حكومة الخرطوم ستفتح قنصلية سودانية بشكل رسمي في الإسكندرية قريبًا لتتعاون مع القنصلية المصرية في وادي حلفا ومع نظيرتها السودانية في أسوان، لتطوير الروابط بين البلدين في مختلف المجالات، خصوصًا الاقتصادية والثقافية، فالسودان له أهمية خاصة لدى مصر سياسيًا وشعبيًا، وتستهدف القاهرة تسهيل الخدمات، خاصة للسودانيين النازحين لديها.

وقال سليمان: إن الجيش السوداني حقق تقدمًا ميدانيًا من خلال استعادة مناطق ومدن من (الدعم السريع)، و ذلك يشجع العديد من السودانيين في مصر على العودة إلى بلادهم، فالسودان يسعى لجذب الشركات المصرية للمساهمة في إعادة الإعمار بعد الحرب، بالإضافة لمشروعات الربط الكهربائي والسكة الحديد بين البلدين، وبحثت إقامة مشروع خط سكة حديد من أبو سمبل بجنوب مصر لوادي حلفا - أبو حمد في شمال السودان لتسهيل حركة العائدين، وتقديم الدعم الخدمات اللازمة لمرور آمن وسلس للعائدين ووصولهم إلى وجهاتهم النهائية دون عوائق لتطوير قطاع الطيران وربط المطارات السودانية بدول العالم وتسهيل حركة المواطنين والبضائع بين المدن السودانية والمطارات الدولية.

وأكد محمد سليمان، أن رجل أعمال من كسلا قدم الدعم وتوفير كل المعينات لجميع فئات الشعب السوداني، وساهم في دفع تكاليف النقل النهري بين أسوان ووادي حلفا وسيناء لنقل الركاب بالوسائل الكفيلة لعودة السودانيين من مصر بالترتيب مع السفارة السودانية في القاهرة.

وحاليا تقوم حكومة السودان بإعادة خطوط السكة الحديد بدخول شركات في تأهيل الخط الشرقي وعمل دراسات لخط سكك الحديد بين السودان ومصر، بعد الأضرار التي تعرض لها الطريق القومي كسلا وهو أهم طريق إعادة الوافدين إلى مناطقهم من خلال النقل البري وغرف النقل المختلفة وهم أكثر من 2 مليون سوداني عبروا الحدود إلى مصر.

اقرأ أيضاًأبو الغيط يبحث مع المبعوث الخاص لسكرتير عام الأمم المتحدة إلى السودان التطورات الميدانية والسياسية والإنسانية

السودان على حافة الانقسام

مقالات مشابهة

  • “الملاريا الحبشية” ترعب السودانيين
  • المستشارية الطبية تسلّم أكثر من 400 بطاقة علاجية مخفضة للطلاب السودانيين بمصر
  • شاهد بالفيديو.. شاب سوداني يقلد صوت الفنانة إنصاف مدني بــ(الكربون) ويصيب الجمهور بالدهشة
  • رئيس مبادرة عودة الوافدين السودانيين لبلادهم: مدن كاملة لجأت للمحروسة.. شكرًا مصر تحملت 2 مليون وافد
  • نمو اقتصاد منطقة اليورو.. فماذا عن أكبر الاقتصادات الأوروبية؟
  • مسؤول سوداني سابق لـ”سبوتنيك”: إعلان إثيوبيا عن قرب التشغيل الكامل لسد النهضة يتطلب تحركا غير مسبوق
  • حديث برنامج المجلس بعد هزيمة الهلال من الاهلي
  • من هدوء المدينة إلى نار الاشتباكات والطائفية... ما الذي حدث في جرمانا السورية؟
  • غارديان: السجون اليونانية تعج باللاجئين السودانيين
  • عاجل. لابيد: حديث نتنياهو عن عملية "البيجر" هو كشف غير ضروري وغير مسؤول