موقع النيلين:
2025-03-26@13:46:46 GMT

حديث المدينة.. هل يخجلون مثلنا

تاريخ النشر: 23rd, January 2025 GMT

هل يخجلون مثلنا..

شاب سوداني التقيته صدفة.. يقيم في دولة أوروبية ويحمل جوازها.. قال لي بتأثر بالغ أن الهوية الأوروبية لم تمحو وصمة كونه سودانيا عند عبوره المطارات الأوروبية ذاتها.. في مطار أوروبي شهير أبرز جوازه الأجنبي لكن موظف الهجرة سأله عن جنسيته الأصلية فلما رد عليه أنه سوداني، أشار إليه أن يتنحى عن الصف وينتظر قليلا.

وفوجيء بعد ذلك أن سودانيين آخرين عابرين بالمطار ذاته ينتظرون لعدة ساعات للسماح لهم بدخول الدولة الأوروبية.. كلهم القاسم المشترك بينهم يحملون شرف كونهم من أصول سودانية.

لم أتفاجأ بالقصة.. لأني سمعتها مرارا تختلف التفاصيل وتتفق في توصيف الحال الذي وصلنا إليه.. أن الهويات الورقية لا تخفي هوية الدم الذي يجري في العروق.. الذي لا يمكن تبديله أو الهروب منه.
عند زيارتي لعدة دولة في الفترة الأخيرة.. ورغم تعاطف شعوب تلك الدول مع حالنا السوداني وحسرتهم على ما يسمعونه في الأخبار.. إلا أنني كنت أحس بخجل كبير كلما سألوني عن الحال في بلادنا.. خاصة في سيارات الأجرة.. بمجرد ما يلمح السائق السمات السودانية – وهي لفخرنا لا تخفي على أحد- يبادر بالسؤال بعفوية عن آخر أخبار السودان.. ثم يتساءل ببراءة ما الذي يجبر السودانيين على الولوغ من هذا المستنقع الدامي.. كنت أحس بحجر ثقيل في صدري و أنا أحاول أن أشرح له ما يُخجل شرحه.
والله الذي يحدث في بلادنا –وحتى دون حساب التكلفة البشرية والمادية- هو عار ووصمة في جبين كل سودانية وسوداني.
ويزداد العار أكثر كلما حملت الأخبار هتكا واسعا للأعراض و سرقات و اجبار الملايين على النزوح .. في ما تسميه الأمم المتحدة أكبر كارثة انسانية في العالم.
ثم يزداد العار أكبر عند الحديث عن المجاعة.. و يا لحسرتي عند نشر صور طوابير الواقفين أمام “التكايا”.. ما أفجع من صور الجوع إلا تعليق يتباهى بأن السودانيين أهل كرم لأنهم يفتحون “التكايا”.. وكأن الذين أحوجه الجوع للوقوف في الطابور لساعات تحت الشمس من أجل حفنة لقيمات تقمن صلبه.. ليس سودانيا!
منذ متى يرضى سوداني أن يقف في طابور أمام مغرفة تضع له في إنائه قليلا من الطعام يحمله لأسرته، إن لم يجبره قهر النظر في عيني أطفاله الجوعي.
هذا الشعور العميق بالحياء والحسرة من نظرة الشعوب الأخرى إليناـ ياترى هل يتسلل إلى قلوب سادتنا وساستنا الممسكين بدفة الأمور في بلادنا.. أم تراهم يظنون أن الشعب من فرط سعادته يخرج ليستقبلهم في المطارات والطرقات ليقول لهم شكرا رفعتم رؤوسنا..
عندما يسافرون لتمثيلنا في الخارج… هل يشعرون مثلنا بالحياء؟

عثمان ميرغني
حديث المدينة

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

خارجية الوحدة: الباعور تباحث مع سفير الخرطوم لإعادة السودانيين إلى بلادهم

استقبل الطاهر الباعور، المكلف بتسيير شؤون وزارة الخارجية والتعاون الدولي بحكومة الوحدة، اليوم، السفير إبراهيم محمد أحمد، سفير جمهورية السودان لدى ليبيا، حيث تناول اللقاء تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل الارتقاء بها بما يخدم المصالح المشتركة.

وأكد الجانبان خلال المباحثات على عمق الروابط التاريخية التي تجمع ليبيا والسودان، وأهمية تعزيز التعاون في مختلف المجالات. كما ناقشا المستجدات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك وسبل التنسيق بشأنها، وفق بيان الباعور.

كما شهد اللقاء مناقشة أوضاع النازحين السودانيين في ليبيا، حيث أعرب السفير السوداني عن تقديره لدولة ليبيا وحكومة الوحدة الوطنية على جهودها في دعم النازحين السودانيين وتقديم المساعدات اللازمة لهم. وتم التباحث حول آليات التعاون المشترك لحصر النازحين وتسهيل عودتهم إلى وطنهم، بحسب البيان.

مقالات مشابهة

  • القمة البريطانية لاجل ايقاف الحرب في السودان ودور السودانيين في جعلها تصب في ايقاف الحرب فعلا
  • حماس: كلما جرّب الاحتلال استعادة أسراه بالقوة عاد بهم قتلى في توابيت
  • في حديث خاص لشفق نيوز.. يونس محمود يخلي مسؤوليته عن نتائج المنتخب: اسألوا درجال
  • الزبيدي يؤكد للسفير الأمريكي استعداد الانتقالي للعمل مع واشنطن للقضاء على الحوثيين
  • مفوضية اللاجئين تعلق علاج أكثر من 939 ألف سوداني في مصر بسبب نقص التمويل 
  • إصابة 11 سودانيًا ومصرع مصري إثر انقلاب ميكروباص بسوهاج
  • العطا .. حديث مؤيد بالقانون الدولي!
  • حديث العطا وخطر إشعال المنطقة
  • خارجية الوحدة: الباعور تباحث مع سفير الخرطوم لإعادة السودانيين إلى بلادهم
  • مشهد عودة رجب الجرتلي وإش إش يتصدر حديث الجمهور