موقع النيلين:
2025-01-23@13:08:31 GMT

حديث المدينة.. هل يخجلون مثلنا

تاريخ النشر: 23rd, January 2025 GMT

هل يخجلون مثلنا..

شاب سوداني التقيته صدفة.. يقيم في دولة أوروبية ويحمل جوازها.. قال لي بتأثر بالغ أن الهوية الأوروبية لم تمحو وصمة كونه سودانيا عند عبوره المطارات الأوروبية ذاتها.. في مطار أوروبي شهير أبرز جوازه الأجنبي لكن موظف الهجرة سأله عن جنسيته الأصلية فلما رد عليه أنه سوداني، أشار إليه أن يتنحى عن الصف وينتظر قليلا.

وفوجيء بعد ذلك أن سودانيين آخرين عابرين بالمطار ذاته ينتظرون لعدة ساعات للسماح لهم بدخول الدولة الأوروبية.. كلهم القاسم المشترك بينهم يحملون شرف كونهم من أصول سودانية.

لم أتفاجأ بالقصة.. لأني سمعتها مرارا تختلف التفاصيل وتتفق في توصيف الحال الذي وصلنا إليه.. أن الهويات الورقية لا تخفي هوية الدم الذي يجري في العروق.. الذي لا يمكن تبديله أو الهروب منه.
عند زيارتي لعدة دولة في الفترة الأخيرة.. ورغم تعاطف شعوب تلك الدول مع حالنا السوداني وحسرتهم على ما يسمعونه في الأخبار.. إلا أنني كنت أحس بخجل كبير كلما سألوني عن الحال في بلادنا.. خاصة في سيارات الأجرة.. بمجرد ما يلمح السائق السمات السودانية – وهي لفخرنا لا تخفي على أحد- يبادر بالسؤال بعفوية عن آخر أخبار السودان.. ثم يتساءل ببراءة ما الذي يجبر السودانيين على الولوغ من هذا المستنقع الدامي.. كنت أحس بحجر ثقيل في صدري و أنا أحاول أن أشرح له ما يُخجل شرحه.
والله الذي يحدث في بلادنا –وحتى دون حساب التكلفة البشرية والمادية- هو عار ووصمة في جبين كل سودانية وسوداني.
ويزداد العار أكثر كلما حملت الأخبار هتكا واسعا للأعراض و سرقات و اجبار الملايين على النزوح .. في ما تسميه الأمم المتحدة أكبر كارثة انسانية في العالم.
ثم يزداد العار أكبر عند الحديث عن المجاعة.. و يا لحسرتي عند نشر صور طوابير الواقفين أمام “التكايا”.. ما أفجع من صور الجوع إلا تعليق يتباهى بأن السودانيين أهل كرم لأنهم يفتحون “التكايا”.. وكأن الذين أحوجه الجوع للوقوف في الطابور لساعات تحت الشمس من أجل حفنة لقيمات تقمن صلبه.. ليس سودانيا!
منذ متى يرضى سوداني أن يقف في طابور أمام مغرفة تضع له في إنائه قليلا من الطعام يحمله لأسرته، إن لم يجبره قهر النظر في عيني أطفاله الجوعي.
هذا الشعور العميق بالحياء والحسرة من نظرة الشعوب الأخرى إليناـ ياترى هل يتسلل إلى قلوب سادتنا وساستنا الممسكين بدفة الأمور في بلادنا.. أم تراهم يظنون أن الشعب من فرط سعادته يخرج ليستقبلهم في المطارات والطرقات ليقول لهم شكرا رفعتم رؤوسنا..
عندما يسافرون لتمثيلنا في الخارج… هل يشعرون مثلنا بالحياء؟

عثمان ميرغني
حديث المدينة

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

الرئيس السيسي: «لن ننسى كل بيت قدم شهيد أو مصاب.. تمن أمن بلادنا غالي أوي»

قال الرئيس عبدالفتاح السيسي: «لن ننسى أبدًا كل بيت قدم شهيد أو مصاب، ونشكره، وكل الدعم له، ومصر لن تنساه، وده عرفان كل يوم، التمن ده غالي أوي، التمن اللي اتقدم علشان أمن البلد دي غالي أوي، ولازم نحافظ على تضحيات الشهداء». 

وأضاف الرئيس السيسي خلال الاحتفال بعيد الشرطة الـ73 المُقام في مقر الاحتفالية بأكاديمية الشرطة: «الشر ما انتهاش ومبينتهيش، وطول ما الدنيا موجودة في شر، ولكن طول ما في ناس قاعدة بتحمي وتحافظ، بيكون في تمن وصعب ومؤلم وقاسي، ولكن هو تمن استقرار 106 ملايين مواطن بالإضافة إلى 9 ملايين ضيوف، يعني حوالي 120 مليون».

 

مقالات مشابهة

  • استمرار الحرب يقلص خيارات السودانيين في البحث عن لقمة العيش
  • وزير خارجية سوريا: رفع العقوبات هو أساس استقرار بلادنا
  • وزير الخارجية السوري: رفع العقوبات أساس استقرار بلادنا
  • الرئيس السيسي: «لن ننسى كل بيت قدم شهيد أو مصاب.. تمن أمن بلادنا غالي أوي»
  • شاب سوداني ينهي حياته قفزًا من الطابق الرابع بالهرم
  • حميدتي كلما تحدث فانه يتكلم بنفسية المظلوم
  • إرتفاع عدد الضحايا السودانيين في دولة الجنوب إلى «16» قتيلاً
  • تقرير أممي: تحديات في إحصاء الفارين السودانيين إلى ليبيا
  • مافي حاجة اسمها حوار سوداني سوداني، واستهبال، ولف دوران