إبراهيم النجار يكتب: إسرائيل.. ومرحلة تصفية الحسابات السياسية
تاريخ النشر: 23rd, January 2025 GMT
إسرائيل تدشن عهد دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي، بعدوان علي الضفة الغربية، وهارتسي هاليفي، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، يقدم استقالته وسط دعوات إسرائيلية، لـ نتانياهو، إلي خطوة مماثلة.
أي مرحلة من المآزق الأمنية وتصفية الحسابات السياسية، تقبل عليها تل أبيب؟
" الطوفان"، يطيح بـ هاليفي، يقدم استقالته ويقر بالمسئولية عن الفشل في السابع من أكتوبر 2023، صحيح أن موعد خروجه من منصبه، لن يكون قبل شهر مارس المقبل.
إلا أن خطوته بدت إيذانا بدخول إسرائيل، في مرحلة من تصفية الحسابات السياسية. فمع إعلان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هذا القرار تسارعت المواقف الإسرائيلية، من هذا المعسكر وذاك. بين دعوات إلي استقالة نتانياهو، وبدء مسار المحاسبة. وأخري وضعت الخطوة في إطار الاستعداد لتجدد الحرب، بقيادة عسكرية مختلفة. حرب يبدو أن إسرائيل، قررت استكمالها من الضفة الغربية، مدشنة الولاية الثانية لـ ترامب، بعدوان "السور الحديدي".
وإذا كان الرئيس الجمهوري، قد دفع رئيس وزراء الاحتلال، إلي القبول بوقف إطلاق النار في غزة. فإن مقاربته في الضفة، تبدو مغايرة. بعضها يتصل بصفقات انتخابية عقدها مع كبار المتمولين من الداعمين لإسرائيل، وخطط الضم. علي أن عدوان الضفة الغربية، يتزامن مع خروقات إسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة. ما يهدد مصير الاتفاق. وهي الرسالة التي أبلغتها المقاومة للوسطاء. مؤكدة استعدادها لمواجهة هذه الخروقات بالطريقة المناسبة، حسب تصريحات قيادة المقاومة الفلسطينية.
أما في لبنان، فمهلة الـ 60 يوما، تشارف نهايتها، من دون أن تتوقف الخروقات الإسرائيلية، ولا التقارير عن نية إسرائيل، البقاء إلي ما بعد هذه المهلة. وهو ما يقابله لبنان، بتكرار موقفه بضرورة الانسحاب ضمن المهلة المحددة. وإجبار الجانب الإسرائيلي، علي الالتزام بالاتفاق. واضعا الكرة في ملعب الدول الضامنة، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، بإدارتها الجديدة. وهي إدارة تقول إنها تريد إنهاء الحروب لا إشعالها. فإلي أين تتجه المنطقة؟ وهل ينفذ ترامب، التعهدات والعهود التي أطلقها في خطاب القسم، أم أن الحسابات تختلف مع إسرائيل؟.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: إسرائيل دونالد ترامب الضفة الغربية المزيد
إقرأ أيضاً:
إبراهيم عثمان يكتب: الحياد المستحيل
*لا يمكن لوطني صاحب مباديء وقيم وأخلاق أن يكون محايداً تجاه ميليشيا ساعية لحكم أسري، تابعة للخارج، وكيلة عن أطماعه، جالبة للمرتزقة، محاربة للمدنيين، مثيرة للفتن القبلية والجهوية، غارقة في النهب والتخريب، ومهددة للوحدة الوطنية وفق أجندة أجنبية.ولذلك فالحياد تجاهها مستحيل، لأنه يتطلب قدراً كبيراً من التعايش والتسامح والتواطؤ مع كل هذه الموبقات.*
▪️ *الاستحالة ليست فقط استحالة أخلاقية ومبدئية، بل أيضاً استحالة “عملية”. وقد أثبت القائلون بالحياد هذه الاستحالة العملية بأنفسهم، حين اتخذوا مواقف غير محايدة “لتأهيل” الميليشيا للحياد, جمعت هذه المواقف بين الاستبعاد، والتبرئة، والتبرير، والتصنيف، وقلب الحقيقة، والفصل بين ما لا يمكن فصله، كل ذلك لتجميل الميليشيا وتقليل قبحها، و”تأهيلها” لنسختهم الرثة من الحياد.*
▪️ *استبعدوا أطماع آل دقلو، وبرأوهم من التمرد وإشعال الحرب، والتقسيم، والفتنة القبلية والجهوية، وهونوا من نهبهم وتخريبهم. وبرأوا الدول المعتدية، بل وجعلوا السودان معتدياً عليها. وبرروا بعض جرائم الميليشيا، وفصلوا موقفهم السياسي الداعم لها عن إجرامها، وفصلوا الكارثة الإنسانية عنها ونسبوها إلى الحرب، ووظفوها لصالحها، لفرض التفاوض معها والاستجابة لأطماعها وأطماع مشغليها الأجانب. واخترعوا تصنيف “معسكر الحرب”، وأدانوا به خصوم الميليشيا، وأخرجوها وداعميها من هذا التصنيف.*
▪️ *كل هذا، وغيره مما يشبهه، أثبت أن الحياد تجاه ميليشيا بمواصفات ميليشيا آل دقلو مستحيل أخلاقياً وعملياً، إذ لا يمكن “تأهيلها” له إلا “بمواقف غير محايدة”، ومنحازة ليس ضد الجيش فقط، بل ضد الوطن والمواطنين أيضاً! والواقع أثبت أن هذا “التأهيل” للميليشيا لم يحقق غرض القائمين به: لم يؤهلها للحياد، بل كشف استحالته، وحرمهم هم من “التأهيل” لادعاء تمثيل المواطنين والصدور عن مواقفهم. ولعل هذا هو ما فهمه بعض أدعياء الحياد الذين قاموا بإشهار تحالفهم مع الميليشيا بعد طول تستر!*
إبراهيم عثمان
إنضم لقناة النيلين على واتساب