قال ديفيد رومانو، أستاذ العلوم السياسية والخبير بالشأن الكردي، إن الاستقرار والحكم المستقبلي لسوريا يتوقفان على الاعتراف بالمناطق المستقلة التي يقودها الأكراد، خاصة في الجزء الشمال الشرقي من البلاد.

أفضل طريقة لتخفيف الضرر المحتمل هي تنفيذ نظام لتقاسم السلطة اللامركزي

وأضاف رومانو في مقال لموقع مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية أن الإطاحة الأخيرة بنظام الأسد  تقدم فرصة للتغيير، لكن الصعود المحتمل لنظام إسلاموي متطرف يشكل تهديداً كبيراً.

تقاسم السلطة أفضل مسار

ورأى الكاتب أن تقاسم السلطة اللامركزي، مع تعزيز الحكم الذاتي الكردي، يمثل المسار الأمثل لتحقيق سوريا أكثر استقراراً وشمولاً.

كما أشار رومانو إلى الزعامة المفاجئة لأحمد الشرع، التي أثارت مخاوف جدية بسبب انتماءاته السابقة لتنظيم القاعدة، ودوره في تشكيل هيئة تحرير الشام، ما يثير تساؤلات حول مستقبل سوريا واتجاهها السياسي. 

Syria’s Future Depends On The Kurds https://t.co/u7fbj2IhZW via @TheNatlInterest

— Nino Brodin (@Orgetorix) January 22, 2025

ورغم محاولات الشرع الأخيرة لإظهار صورة أكثر اعتدالاً، بما في ذلك الاجتماعات مع دبلوماسيين أمريكيين ولاحقاً إلغاء المكافأة المطلوبة على رأسه، أعرب الكاتب عن شكوكه العميقة في اعتدال الشرع باعتباره تكتيكاً مخادعاً، وقارنه بالأيام الأولى للثورة الإيرانية وغيرها من الحالات حيث قدم القادة المتطرفون في البداية واجهة معتدلة.

السلطة المركزية كارثية

ورأى الكاتب أن السلطة المركزية في سوريا ما بعد الأسد، وخاصة في ظل نظام متطرف محتمل، ستكون كارثية.

ويفترض أن أفضل طريقة للتخفيف من الضرر المحتمل الناجم عن مثل هذا النظام هي تنفيذ نظام لتقاسم السلطة اللامركزي، الذي يراه متماشياً مع مصالح أغلب السكان السوريين والقوى الغربية المهتمة بعدم ظهور نظام إسلامي متطرف جديد في دمشق. 

Syria’s Future Depends on the Kurds https://t.co/7HsBDDgYpc

— Mutlu Civiroglu (@mutludc) January 22, 2025

ومع ذلك، أوضح الكاتب أن هذا النهج يواجه معارضة قوية من تركيا، التي تعارض بشدة الحكم الذاتي الكردي في سوريا وتعده تهديداً لسلامة ووحدة أراضيها بسبب وجود "حزب العمال الكردستاني"، وهي جماعة صنفتها تركيا كمنظمة إرهابية، في المنطقة.

الدور الإشكالي التركي في سورية

وأشار الكاتب إلى الدور الإشكالي الذي تلعبه تركيا في الصراع السوري، مسلطاً الضوء على دعمها لهيئة تحرير الشام، ومؤكداً في هذا السياق على إمكانية قيام تركيا بزعزعة استقرار أي محاولات لتحقيق اللامركزية وتعقيد الوضع أكثر.

وعلى النقيض من احتمالات الفوضى في ظل نظام مركزي، أشار الكاتب إلى الإدارات الذاتية في شمال شرق سوريا كمثال إيجابي، واصفاً زيارته لها في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) من العام نفسه، حيث شهد نظاماً وظيفياً للحكم الذاتي المحلي وفر ملاذاً آمناً لمجتمعات متنوعة.

براغماتية القادة المحليين

ولفت الكاتب النظر إلى براغماتية القادة المحليين، الذين يركزون على تحسين الظروف المعيشية والحفاظ على الاستقرار والسعي للحصول على الدعم الدولي.

ويروي رومانو محادثات أعرب فيها القادة المحليون عن رغبتهم في التعايش السلمي مع تركيا وأكدوا على انفصالهم عن حزب العمال الكردستاني.

دعم نموذج اللامركزية ودعا الكاتب الغرب، خاصة الولايات المتحدة بقواتها البالغ عددها 2000 جندي المتمركزة في شمال شرق سوريا، إلى دعم نموذج اللامركزية الذي تمثله المناطق المستقلة التي يقودها الأكراد. ورأى أن هذا النهج يوفر أفضل فرصة للحصول على دولة سورية تتميز بالاستقرار والتعددية مع تبديد المخاوف الغربية بشأن صعود الجماعات الإسلاموية المتطرفة.
وشدد الكاتب على الحاجة إلى أن تتوسط الولايات المتحدة في عملية انتقالية سورية تسمح باللامركزية والوقوف بحزم ضد المعارضة التركية للحكم الذاتي الكردي، محذراً من أن السماح لتركيا ووكلائها بإملاء نظام مركزي واستبدادي سيؤدي إلى إدامة الصراع السوري، حيث ستقاوم مجموعات مختلفة، بما في ذلك الأكراد، مثل هذه النتيجة حتماً.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: اتفاق غزة سقوط الأسد عودة ترامب إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الأسد أحمد الشرع هيئة تحرير الشام تركيا سقوط الأسد سوريا أحمد الشرع هيئة تحرير الشام تركيا

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية الأمريكي: نرغب في التعاون مع تركيا بشأن سوريا

قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إن : نرغب في التعاون مع تركيا بشأن سوريا وأماكن أخرى، حسبما أفادت قناة القاهرة الإخبارية في نبأ عاجل.

وزير الخارجية الأمريكي: واشنطن قلقة إزاء الاحتجاجات الأخيرة في تركياروبيو أم ويتكوف.. من هو وزير الخارجية الأمريكي الحقيقي في عهد ترامب؟وزارة الخارجية الأمريكية: أيام الردود المحدودة على الحوثيين انتهتوزير الخارجية الأمريكي: الإفراج عن جميع الرهائن في غزة أولوية لواشنطن

وتابع: "أعربت لنظيري التركي عن قلقي بشأن عدم الاستقرار الذي تشهده البلاد في أعقاب اعتقال رئيس بلدية إسطنبول"، لافتا إلى أن تركيا لديها اعتبارات سياسية داخلية وواشنطن لن تبدي رأيها في كل مسألة.

مقالات مشابهة

  • السودان .. سيطرة الجيش على الخرطوم بداية لـ «الاستقرار» أم استمرار لـ «الحرب»
  • تغيرات مهمة في سوق العقارات والمركبات في تركيا
  • السعودية.. جسر دبلوماسي لتعزيز الأمن بين سوريا ولبنان
  • أردوغان يؤكد لبوتين أهمية التعاون لتحقيق الاستقرار في سوريا ورفع العقوبات عنها
  • إلغاء زيارة وزيرة الداخلية الألمانية إلى سوريا بعد تهديد إرهابي محتمل
  • وزير الخارجية الأمريكي: نرغب في التعاون مع تركيا بشأن سوريا
  • وزير الخارجية الأمريكي: واشنطن قلقة بشأن عدم الاستقرار في تركيا
  • أجواء أول عيد فطر في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد: بين الأمل والتحديات
  • للمرة الثانية منذ بداية العام.. قتلى وجرحى بحريق التهم «فندقاً» في تركيا
  • الإمارات تؤكد أهمية بناء سوريا موحدة وآمنة وخالية من التطرف