بوابة الوفد:
2024-07-11@09:55:15 GMT

عالم الحيوان وأسراره المذهلة

تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT

أحببت عالم الحيوان حبًا جمًا منذ الصغر، وما زلت، فقد كنت محظوظًا بوالد عظيم لفت انتباهى بقوة إلى السحر الكامن فى دنيا الحيوانات والطيور وما تخبئه البحار من كائنات مذهلة. أذكر جيدًا كم اصطحبنى هذا الوالد الفذ وشقيقى الأصغر الراحل المهندس صلاح إلى حديقة الحيوان بالجيزة، حيث كان ينبه عقولنا الصغيرة، وأنا لم أتجاوز السادسة، إلى هيبة الأسد المتمثلة فى هيكله المتين ولبدة شعره الكثيفة ونظراته الواثقة المخيفة، ثم يشير بأصبعه نحو النمر موضحًا شراسته ومكره وتربصه.

كما كان يدعونا إلى تأمل نظرات القرد والشمبانزى وإنسان الغاب وسلوكياتهم، لنرى حجم التشابه بينها وبين الإنسان، مؤكدًا أن الله عز وجل حبا الإنسان بعقل جبار جعله قادرًا على اصطياد كل هذه الحيوانات ليتفحصها ويدرس أفعالها وتصرفاتها وردود فعلها. أما غرام هذا الوالد المرحوم عبدالفتاح عراق بأشكال الطيور وتنوعها المدهش وألوانها البراقة، فحدث ولا حرج، إذ أذكر كيف كان يرسم لى أنواعًا مختلفة من الطيور شارحًا لماذا يمتاز هذا الطائر بأرجل طويلة، وذاك مزود بمنقار حاد وثالث مدعوم بجناحين عريضين، والهدف واحد للجميع وهو: كيف يمكن له تدبير طعامه فى هذه الغابة المحتشدة بمئات الحيوانات؟ وفى الوقت نفسه كيف يستطيع الهرب من الوحوش الجائعة؟.

الحق أننا لا يمكن فهم سلوك الإنسان دون التوقف كثيرًا عند سلوك الحيوانات، ولعلك تعلم أن ثمة جينات وراثية مشتركة بين الإنسان وبين جميع الحيوانات والطيور، فكلما ارتقى الحيوان فى منظومة التطور صارت جيناته قريبة جدًا من جينات الإنسان، فعلى سبيل المثال، فجينات الشمبانزى هى هى جينات الإنسان بنسبة 98%، أما جينات إنسان الغاب والغوريلا فأقل قليلا، حيث تصل النسبة إلى 96% تقريبًا.

اللافت أن جوهر الحياة لدى جميع الكائنات الحية، بمن فيهم الإنسان، يكمن فى ثلاثة أهداف هى: البحث عن الطعام، والرغبة فى التناسل، والهرب من الخطر المحدق دومًا. ولا يوجد كائن حى غير مهدد طوال حياته!

هذه الأهداف الثلاثة هى التى يجرى حولها الصراع فى عالم البشر، كما يدور حولها محور الحياة لدى جميع الكائنات الحية، فالصراعات السياسية التى قد تصل إلى الحروب عرفها الإنسان منذ البداية من أجل السيطرة وتوفير ظروف معيشية أفضل. والسعى الدائم إلى الزواج والإنجاب هدف كل رجل وامرأة مادام وصل الاثنان إلى مرحلة النضوج الجنسى، أما المستقبل، فهو المجهول الغامض الذى يهابه الجميع ويعملون له ألف حساب، فيكافحون من أجل تفادى عواقبه الخطيرة ومفاجآته الغادرة، إذ إن العمل على تحقيق مستقبل آمن هدف جوهرى يمسك بخناق البشر، لدرجة أنه قد يدفع بعضهم إلى قتل الآخرين!.

إن تأمل عالم الحيون يمنحنا دروسًا ثمينة لفهم أنفسنا، وأذكر جيدًا كيف كان الوالد ينتظر بشغف، قبل نصف قرن، مشاهدة برنامج (عالم الحيوان) الذى كان يعده ويقدمه بصوته الجميل ظهر كل جمعة فى التليفزيون المصرى الأستاذ سعيد محمود.

السلام لروح الوالد والأستاذ سعيد.

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

وفاة الكاتب محمد بن عبداللطيف آل الشيخ

الرياض

توفي الكاتب السعودي محمد بن عبداللطيف آل الشيخ، اليوم الثلاثاء، بعد معاناة مع المرض.

واشتهر الكاتب الراحل طوال مسيرته بمحاربة الظلام والظلاميين على مدار ما يقرب من 20 عاماً، وكان لمقالاته في الصحافة السعودية، وتغريداته عبر منصات التواصل الإجتماعي دور مؤثر في المملكة.

وجاء محمد بن عبداللطيف آل الشيخ من عالم الأعمال والتجارة إلى عالم الصحافة والكتابة، وكان ناشراً من رواد النشر في الأدب، بخاصة الأدب الشعبي، حين كان يرأس مجلس إدارة مجلة “قطوف” التي كان يرأس تحريرها الشاعر فهد عافت، ومجلة “حياة الناس”.

مقالات مشابهة

  • “بيئة مكة” تحتفي باليوم العالمي للأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان
  • ” بيئة رابغ ” تنفذ حملات إرشادية بيطرية عن الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان
  • حملات إرشادية عن الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان في رابغ
  • قطر تؤكّد دعمها الحلول السلمية التي تحافظ على وحدة ليبيا
  • استجابة لما نشرته "الوفد".. الموافقة علي تجديد عقود عمال حديقة الحيوان
  • موعد افتتاح حديقة الحيوان.. الزراعة تكشف آخر تطورات أعمال التطوير
  • عاجل | خبراء الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: المجاعة انتشرت في جميع أنحاء قطاع غزة
  • وفاة الكاتب محمد بن عبداللطيف آل الشيخ
  • الأقوى والأغرب.. تعرف على "دب الماء" الحيوان الأصغر في العالم
  • لقطة من حديقة الحيوان بالرياض قديما