سودانايل:
2025-01-23@12:17:10 GMT

أمريكا الأخرى: كلمة التحرير

تاريخ النشر: 23rd, January 2025 GMT

عبد الله علي إبراهيم
(من الأرشيف)

لا أعرف اقتراحاً وعى محنة الصحافة السودانية المهنية مثل ذلك الذي تقدم به الدكتور محجوب عبدالمالك. فقد قال محجوب إن خلو الصحيفة من كلمة المحرر خلل مهني كبير. وهي كلمة كاتبها مبني للمجهول تحمل رأي الصحيفة في مجريات الأمور. وهذا مربط الفرس في قولنا أن الصحافة هي سلطة رابعة.

ولعظم تبعة الكلمة فالجريدة تنتخب لها من محرريها أولي الفطانة وحسن التبليغ تعينهم جماعة ساهرة من الباحثين الذين يوفرون لهم المعلومة حتى يتمكنوا من رؤية الصورة من كل جوانبها.
وقد ضمرت كلمة التحرير عندنا حتى أصبحت بمثابة التهنئة في الأعياد، أو العزاء في كوراث الأمة الفاجعة. وليس هذا بمستغرب في صحافة مضربة عن بناء مراكز المعلومات ولا اعتقاد لها في جدوى البحث. ولهذا غالباً ما صدرت الكتابة فيها عفو الخاطر. وكنت التمست من الحكومة أن تكف عن اشتراط عدد صفحات معينة للجريدة لكي تصدر، أو أن تظل تنظر شذراً للصحف تعتدي عليها أثناء أداءها لواجبها من فرط الوسوسة. واقترحت عليها بدلاً عن ذلك ألا تصدق لصحيفة ليس لها برنامجاً قصير المدى، أو طويله، لبناء مركز للمعلومات وتدريب المحررين. وأضفت أنه لو تعذر ذلك على الصحف فالبديل أن تؤسس الحكومة مركزاً للمعلومات تموله باشتراكات متراوحة من الصحف. وليس بناء هذا المركز بمعجز. فنواته قائمة بالفعل في وكالة سونا للأنباء. ومن تجربة شخصية وجدتها بوبت الوقائع السياسة وغير السياسة في ملفات غاية في الضبط والإبانة.
ومعلوم أنه اشتكت الحكومة، لو أحسنا الظن بها، من الكتابة "العشوائية" عنها. ولا منجاة لها من ذلك بالرقابة المستترة أو المعلنة. فشفاء الصحف والحكومة معاً في أن تقوم الصحف على مهنية مستنيرة ويكون الخلاف الذي لا مهرب منه بينهما على بينة.
ولا أريد الإيحاء هنا أن المهنية ستنصف الحكومة. لا. بل ربما ضربت المهنية وأوجعت. ولكننا هنا حريصون على القارئ الذي نريد لها أن يقرأ كتابات تحترم ذهنه. وهو الفيصل في الأمر طال الزمن أو قصر.
لقد عاودتني هذه الفكرة وأنا أقرأ قبل سنوات افتتاحية للنيويورك تايمز تطلب من مولانا اسكاليا رئيس المحكمة العليا الأمريكية أن ينسحب من النظر في قضية معروضة على المحكمة أحد أطرافها السيد ديك شيني نائب الرئيس الأمريكي. ودعوة الصحيفة لاسكاليا أن يعفي نفسه من نظر القضية سببها مظنة الغرض. وقد أسست الصحيفة ذلك على بينات جمعتها كدم الحجامة.
وكانت الجريدة قد كتبت من قبل تكشف عن رحلة صيد للبط جمعت شيني واسكاليا بعد أيام من قبول المحكمة العليا النظر في قضيته. ولم يحرك اسكاليا ساكناً. ثم أتضح أن اسكاليا كان سافر الي الرحلة على طائرة سلاح الجو رقم 2 وهي طائرة نائب الرئيس. واختتمت الجريدة مناشدتها للقاضي بالانسحاب بقولها:
(إن أحكام إعفاء القاضي عن النظر في قضية فيها مظنة حياده (وهي أحكام فدرالية) لا تحمي الخصمين فحسب، بل المحكمة ذاتها. وإذا بقي اسكاليا بالمحكمة وصوت لصالح شيني ستواجه المحكمة المزيد من النقد. وإننا لنعتقد أن اسكاليا لا بد أن يعفي نفسه من القضية إما طوعاً أو بتشجيع حثيث من زملائه).
سيقول القائل نحن وين وديلا وين. وهذه مماحكة معروفة عند أهل الهزء. لكل شيء بداية.

ibrahima@missouri.edu  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

بعد التحرير… طلاب كلية الآداب الثانية بالسويداء يتطلعون لتخفيف معاناتهم ‏ونقل مقر كليتهم إلى المدينة ‏

السويداء-سانا‏

يتطلع طلاب كلية الآداب الثانية بالسويداء ومدرسوهم وأهاليهم بعد عملية ‏التحرير لنقل مقر الكلية الحالي في بلدة عريقة إلى مركز المحافظة، لتخفيف ‏معاناتهم اليومية المتمثلة بأعباء التنقل وصعوبته وأجوره المرتفعة.‏

الطلاب يأملون بعد خلو مبنى فرع حزب البعث سابقاً، واعتماده مؤخراً مقراً ‏لفرع جامعة دمشق بالسويداء أن يتم استثمار هذا المبنى الواسع ليكون أيضاً ‏مقراً جديداً لكليتهم، الأمر الذي يخدم جميع الطلبة، وهذا ما طالب به العديد ‏منهم في شكاوى لمراسل سانا. ‏

وبحسب الطالبة سها السمين فإن موقع الكلية الحالي البعيد عن مكان إقامتها ‏وإقامة الكثير من زملائها يجعل الوصول إليها من المسائل الصعبة التي ‏تواجههم كطلبة من حيث الوقت الطويل، والأجور المرتفعة لوسائل النقل والتي يعجزون ‏عنها، ما يخلق حالةً من التوتر لديهم كطلبة وخاصة في أوقات الامتحانات.

‏الطالبة تيماء الباسط تؤكد أنه رغم إقامتها في مدينة السويداء تعجز عن ‏الدوام بشكلٍ كاملٍ في الكلية بسبب أجور النقل، متسائلةً كيف هو الحال ‏بالنسبة لزملائها في الريف الذين يضطرون للقدوم إلى المدينة.‏

عضو الهيئة التدريسية في كلية الآداب الثانية بالسويداء الدكتور نايف شقير ‏يأمل بنقل مقر الكلية إلى موقع فرع الحزب سابقاً، باعتبار بقائه في ‏عريقة فيه ظلم للطلاب وذويهم، وللكادر التدريسيّ والإداريّ فيها، فضلاً عن ‏أن المقرّ الحاليّ بعيد والحافلات المخصصة للنقل إليه من مدينة السويداء ‏محدودة العدد وتتوقّف عن العمل قرابة الثانية عشرة ظهراً، ولا خطوط نقلٍ ‏عابرة يمكن الاستفادة منها للوصول إلى الكليّة، ما يضطر المدرسين إلى ‏تقصير مدّة التدريس وإنهاء اليوم الدراسي قبل الواحدة ظهراً ليتمكن الطلاّب ‏من العودة إلى مدينة السويداء، وهذا يؤثّر تأثيراً كبيراً في العملية التعليمية.‏

الدكتور شقير اعتبر أن بعد موقع الكلية أدى إلى تراجع عدد الطلاب المسجلين ‏فيها من 14 ألف طالب عام 2014 إلى أقل من 3000 طالبٍ حالياً، ‏بحيث فضّل كثيرٌ من الطلاّب الانتقال من عريقة أولاً، وبعد ذلك ترك الكليّة، ‏والانتقال إلى جامعاتٍ أخرى، كما أن الخدمات في بلدة عريقة غير متوفّرة للطالب ‏الجامعيّ من مكتبة عامّة، أو مسرحٍ، أو ملعبٍ، أو غيرها.‏

عمر الطويل ‏

مقالات مشابهة

  • بعد التحرير… طلاب كلية الآداب الثانية بالسويداء يتطلعون لتخفيف معاناتهم ‏ونقل مقر كليتهم إلى المدينة ‏
  • هكذا تناولت الصحف الأميركية خطاب ترامب في حفل تنصيبه
  • العراق يرحب بتخفيض بريطانيا للمستوى الأمني ويدعو الدول الأخرى لقرار مشابه
  • الرقابة يختتم برنامجاً تدريبياً لعدد من منتسبي الدفاع والأمن
  • اعطاء الثنائي الشيعي وزارة المال يفتح الشهية على الحقائب الأخرى ويطيح المداورة
  • لو بتعانى منه .. اكتشف طرق علاج انقطاع التنفس أثناء النوم
  • ترامب يصف تنصيبه بـ«يوم التحرير»: أنقذني الله لأعيد أمريكا إلى سابق عهدها
  • رئيس “الفاف” يعزي لاعب جبهة التحرير الوطني محمد معوش
  • كنيسة منشية التحرير تنظم دورة حول تنمية شخصية الشباب