بوابة الوفد:
2025-04-16@16:34:08 GMT

صلوات خاصة تذهب الحزن

تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT

اعتدت منذ سنوات طويلة أن أجلس فى الركن القصى من المقهى، طاولة صغيرة ذات أرجل نحيفة خشبية، وكرسى صغير تتوسط ذراعه لوحة نحاسية صغيرة مكتوب عليها بخط كوفى «ستأتى غريبًا وترحل غريبًا»، لم أهتم يومًا بمعرفة من دشنها.

ركن المقهى يريحنى بإضاءته الخافتة التى تأتى من أشعة الشمس المتسللة باستحياء من فتحات المشربية الضيقة، فضلًا عن انعزاله قليلًا عن باقى رواد المقهى القابع بجوار بوابة السلامة الضخمة، والمواجه لرصيف المحطة.

صخب القطارات ما عاد يزعجني، كم من مرات ذاكرتى لا تسعفنى لحصرها أمسك بيمينى سبحة من الفيروز مكتوبًا على حباتها بخط منمنم أسماء الله الحسنى، ووردة حمراء، وفى اليد الأخرى منديلًا من الحرير مطرزًا ببيت شعر صوفى أحفظه عن ظهر قلب أردده بصوت خفيض: «لست أمامى ولكنك كل ما أرى»؛ لكى أودع بها رفيق رحلة أو حبيبًا قريبًا من القلب.

يستقل قطارات المحطة الذاهبة بعيدًا العابرون من كل عمر ومذهب ودين، منهم من يلوح بيده مبتسمًا فرحًا برحلته الأخيرة، ومنهم من يذوب فى الزحام فى محاولة للاختباء لعله يصبح نسيًا منسيًا.

فتحت عينى ببطء شديد، وأخذت أعتدل فى جلستى وأضبط هيئتى السوداء، وأتذكر رويدًا رويدًا ما حدث بالأمس.. فبكيت بحرقة على رفيق عمرى يسرى شبانة.. من كان فى عينى ومازال نجم النجوم فى قسم الحوادث فى جريدة الوفد، ومن أهدانى أجمل زهرتين فى حياتي: أحمد ودينا.. يا الله! هل رحل حقًا وتركني؟!

من سيأتى فى المساء ليهدينى أزهار الفل البيضاء التى زرعتها فى روف بيتنا؟ الزهور تموت مع أصحابها فلم يعد للفل معنى.

قبل رحيله بثلاثة أيام فقط أيقظنى لصلاة الفجر معه، لم أعرف وقتها أنها الصلاة الأخيرة والود الأخير والكلمات الأخيرة. 

يهرول نادل المقهى مسرعًا باتجاهى ويدعو لى مبتسمًا بسلامة العودة قائلًا: رواد المقهى قلقون عليكِ، وهناك من أحبابك من يأتى كل فترة لكى يسأل عنكِ، أربعة عشر شهرًا وأنت هنا.. الله يرحم حبيبك كان وداعه يومًا مشهودًا، كل من كان فى المحطة بكى عليه، اخرجى يا بنيتي، فأحمد ودينا ينتظران كل يوم أن تفتحى عينيك وتكملى معهما الطريق بالخارج، اذهبى، مربتًا على كتفى محدثًا نفسه: «ستأتى غريبًا وترحل غريبًا».

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: اشعة الشمس غریب ا

إقرأ أيضاً:

الأنبا غبريال يشارك في صلوات البصخة بدير المحرق

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شارك الأنبا غبريال، أسقف بني سويف، في صلوات البصخة المقدسة المقامة اليوم الثلاثاء 15 أبريل 2025، بدير السيدة العذراء المحرق بأسيوط، إلى جانب الأنبا بيجول، أسقف ورئيس الدير.

وجاءت المشاركة في إطار الفعاليات الروحية التي تشهدها الكنيسة القبطية الأرثوذكسية خلال أسبوع الآلام، وسط حضور شعبي ورهباني كبير، وسط طقوس يملؤها التأمل والخشوع.


 


دير المحرق .. مكان له رمزية خاصة 

يُعد دير السيدة العذراء المحرق من أقدم المزارات المسيحية في العالم، حيث أقامت فيه العائلة المقدسة أثناء هروبها إلى مصر. 

 

ويشهد الدير خلال أسبوع الآلام إقبالًا مكثفًا من المصلين، الذين يحرصون على حضور صلوات البصخة والاستفادة من الأجواء الروحية العميقة التي تميز هذا الأسبوع في الحياة الكنسية.

مقالات مشابهة

  • مجلة "داون" تسلط الضوء على "الزينيبات" في اليمن.. الجناح النسائي العسكري للحوثيين وأنشطتهن (ترجمة خاصة)
  • "كان" الفتيان: الضربات الترجيحية تذهب بالمنتخب المغربي إلى النهائي على حساب كوت ديفوار
  • رئاسة الحرمين تضع اللمسات الأخيرة للخطة التشغيلية لحج 1446
  • 72.6 بالمئة من صادرات قطاع السيارات التركي تذهب إلى أوروبا
  • الأنبا غبريال يشارك في صلوات البصخة بدير المحرق
  • في أسبوع الآلام.. صلوات الرحمة والبركة تعمّ العالم وتتضمن الدعاء لمصر والعالم
  • عيد ميلاد جديد!
  • مجلة أمريكية متخصصة بالحرب تنشر أسماء وصور قيادات الحوثيين الذين قتلوا بالغارات الأمريكية الأخيرة (ترجمة خاصة)
  • تدريبات بدنية خاصة لـ عبد الله السعيد ومصطفى شلبي في جيمانيزيوم الزمالك
  • الموتى أيضا يضحكون