بوابة الوفد:
2024-07-10@18:06:16 GMT

صلوات خاصة تذهب الحزن

تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT

اعتدت منذ سنوات طويلة أن أجلس فى الركن القصى من المقهى، طاولة صغيرة ذات أرجل نحيفة خشبية، وكرسى صغير تتوسط ذراعه لوحة نحاسية صغيرة مكتوب عليها بخط كوفى «ستأتى غريبًا وترحل غريبًا»، لم أهتم يومًا بمعرفة من دشنها.

ركن المقهى يريحنى بإضاءته الخافتة التى تأتى من أشعة الشمس المتسللة باستحياء من فتحات المشربية الضيقة، فضلًا عن انعزاله قليلًا عن باقى رواد المقهى القابع بجوار بوابة السلامة الضخمة، والمواجه لرصيف المحطة.

صخب القطارات ما عاد يزعجني، كم من مرات ذاكرتى لا تسعفنى لحصرها أمسك بيمينى سبحة من الفيروز مكتوبًا على حباتها بخط منمنم أسماء الله الحسنى، ووردة حمراء، وفى اليد الأخرى منديلًا من الحرير مطرزًا ببيت شعر صوفى أحفظه عن ظهر قلب أردده بصوت خفيض: «لست أمامى ولكنك كل ما أرى»؛ لكى أودع بها رفيق رحلة أو حبيبًا قريبًا من القلب.

يستقل قطارات المحطة الذاهبة بعيدًا العابرون من كل عمر ومذهب ودين، منهم من يلوح بيده مبتسمًا فرحًا برحلته الأخيرة، ومنهم من يذوب فى الزحام فى محاولة للاختباء لعله يصبح نسيًا منسيًا.

فتحت عينى ببطء شديد، وأخذت أعتدل فى جلستى وأضبط هيئتى السوداء، وأتذكر رويدًا رويدًا ما حدث بالأمس.. فبكيت بحرقة على رفيق عمرى يسرى شبانة.. من كان فى عينى ومازال نجم النجوم فى قسم الحوادث فى جريدة الوفد، ومن أهدانى أجمل زهرتين فى حياتي: أحمد ودينا.. يا الله! هل رحل حقًا وتركني؟!

من سيأتى فى المساء ليهدينى أزهار الفل البيضاء التى زرعتها فى روف بيتنا؟ الزهور تموت مع أصحابها فلم يعد للفل معنى.

قبل رحيله بثلاثة أيام فقط أيقظنى لصلاة الفجر معه، لم أعرف وقتها أنها الصلاة الأخيرة والود الأخير والكلمات الأخيرة. 

يهرول نادل المقهى مسرعًا باتجاهى ويدعو لى مبتسمًا بسلامة العودة قائلًا: رواد المقهى قلقون عليكِ، وهناك من أحبابك من يأتى كل فترة لكى يسأل عنكِ، أربعة عشر شهرًا وأنت هنا.. الله يرحم حبيبك كان وداعه يومًا مشهودًا، كل من كان فى المحطة بكى عليه، اخرجى يا بنيتي، فأحمد ودينا ينتظران كل يوم أن تفتحى عينيك وتكملى معهما الطريق بالخارج، اذهبى، مربتًا على كتفى محدثًا نفسه: «ستأتى غريبًا وترحل غريبًا».

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: اشعة الشمس غریب ا

إقرأ أيضاً:

الكنز المُختبئ.. إلى أين تذهب كسوة الكعبة القديمة بعد استبدالها؟

مع دخول العام الهجري الجديد 1446، وبدء شهر الله المحرم، يشهد الحرم المكي الشريف مشهداً مهيباً يتمثل في استبدال كسوة الكعبة المشرفة القديمة بأخرى جديدة، كما جرت العادة سنوياً، وقد شهدت مراسم استبدال الكسوة حضور الآلاف من المصلين والمعتمرين في صحن الحرم المكي الشريف، وسط استخدام آلات رفع ميكانيكية في عملية الاستبدال.

كسوة الكعبة

ومن المعروف أن الموعد الرسمي لتغيير كسوة الكعبة كل عام في يوم عرفة اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، ولكن تم تأجيله إلى غرة شهر المحرم من كل عام، وفقًا للإعلان الرسمي للرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بالمملكة العربية السعودية الشيخ عبد الرحمن السديس.

أين تذهب كسوة الكعبة القديمة؟

ويُثار تساؤل عن مصير الكسوة القديمة بعد استبدالها بالجديدة، فقد أوضح مدير عام مجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة، أحمد المنصوري، في تصريحات سابقة أن أركان الكسوة القديمة تُفكك من المذهبات ظهر يوم الثامن من ذي الحجة، تمهيداً لاستبدالها بالكسوة الجديدة فجر عرفة، بعد ذلك تُخزن الكسوة القديمة وفقاً لنظام المستودعات الحكومية، مع توفير الحفظ الفني الملائم لها لمنع التفاعلات الكيميائية أو تسلل البكتيريا، وتُصرف الكسوة القديمة عند طلبها لمتاحف أو هدايا بناءً على نظام المستودعات، والذي ينص على ضرورة طلب صرف المواد من قبل السلطة المختصة، وفي بعض الأحيان، يتم تقطيعها بشكل معين وإرسالها كهدايا لشخصيات هامة، وفقًا لقناة «العربية».

وكسوة الكعبة المشرفة مصنوعة من الحرير الطبيعي المصبوغ باللون الأسود، وتبلغ طولها 14 متراً وتُزينها في الثلث العلوي حزام عريض بعرض 95 سنتيمتر وطول 47 متراً.

تتكون كسوة الكعبة المشرفة من ستة قطع: خمس قطع تغطي أوجه الكعبة، وقطعة سادسة تُشكل الستارة التي تُغطي بابها تُزين حزام الكسوة، المُكون من 16 قطعة، بزخارف إسلامية مُحاطة بشكل مربع.

مقالات مشابهة

  • من قتل رفعت؟!
  • صديق غير عادي
  • المحطة الأخيرة بقضية مقتل الإعلامية شيماء جمال تنتهى بتأييد إعدام المتهمين
  • حدث في غزة .. مُسن يلفظ أنفاسه الأخيرة بعد المقابلة بـ5 ثوانٍ / فيديو
  • جلالة السلطان المعظم يبدأ زيارة خاصة إلى أوروبا
  • عائلات الأسرى لنتنايهو: لا تذهب إلى واشنطن قبل إعادة الأسرى
  • جلالةُ السُّلطان المعظم يتوجّه إلى أوروبا في زيارة خاصة
  • جلالة السلطان يغادر إلى أوروبا في زيارة خاصة
  • إحصاءات تقلق باسيل وهذا ما كشفته
  • الكنز المُختبئ.. إلى أين تذهب كسوة الكعبة القديمة بعد استبدالها؟