بوابة الوفد:
2025-02-22@22:11:56 GMT

حوار بينى وبين أرسطو عن الأدب والسلام العالمى

تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT

كتبت هذا المقال وأنا فى مدينة هامبورح فى ألمانيا. لا أستطيع النوم فى أسرِّة غريبة وأجد نفسى على التخوم غير المأهولة بين مملكتى اليقظة والنوم، وفى هذه المنطقة البينية، أحلم أحلاماً شبه حقيقية، أحلاماً غالباً ما تعكس ما كنت أشغل نفسى به وأتحدث عنه فى ساعات النهار. 

وهذا ما تخيلته: حوار بينى وبين أرسطو عن دور الأدب فى تنمية السلام العالمى.

 

أرسطو: تحية وسلاماً، يا أيها الباحث عن الحقيقة. إننى -مثلك- مفتون بمفهوم السلام الكونى وعلاقته بالفن والأدب. ما هى أفكارك حول كيفية مساهمة أشكال الإبداع هذه فى تحقيق السلام العالمى؟ 

أنا: لك كل التبجيل والاحترام، أيها الفيلسوف العظيم. أشعر بالأسى فى عالم اليوم وأنا أتابع أخبار الحروب والصراعات والزلازل والأعاصير والتهديد باستخدام أسلحة نووية، ولكننى ما زلت مؤمناً أن الفن والأدب يمتلكان القدرة على تجسير الانقسامات وتعزيز التفاهم بين الأمم. من خلال التعبيرات الإبداعية المختلفة من شعر ومسرح وحكايات، يمكن للناس أن يتعاطفوا مع تجاربهم المتنوعة ووجهات نظرهم المختلفة. 

أرسطو: جميل، أنا أيضًا أدرك مدى التأثير العظيم للأدب –انظر كتابى The Poetics «فن الشعر» (330 ق.م.)— فبالأدب يمكن تنمية الفضائل وتحفّيز التفكير النقدى وتشجيع الحوار. ومع ذلك، هل تعتقد أن هناك نوعًا معينًا من الفن أو العمل الأدبى يحمل إمكانات أكبر لتعزيز السلام؟

أنا: نعم، أيها المعلم الأول. يمكن للأدب، الذى يركز على موضوعات عالمية، مثل الحب والتعاطف والتجربة الإنسانية المشتركة، أن يتجاوز الحدود بين البشر. بالإضافة إلى ذلك، تتمتع الفنون القولية مثل الشعر والمرئية - السمعية، مثل المسرحية والموسيقى، بالقدرة على إثارة المشاعر وإلهام التغيير، ما يجعلها أدوات قوية لتعزيز التعاطف والتفاهم بين الأمم. 

أرسطو: يمكن للتأثير الشافى للمآسى والدروس الأخلاقية التى ينقلها الأدب أن تشجع على الاستبطان والنمو الشخصى. ومع ذلك، من الضرورى أن نتذكر أنه لكى يساهم الفن والأدب فى السلام، يجب أن يكونا متاحين للبشر على نطاق واسع. كيف يمكننا ضمان وصول هذه الإبداعات لأكبر عدد ممكن من الأشخاص؟ 

أنا: فى عالمنا، توفّر التكنولوجيا الحديثة والعولمة فرصًا لنشر الفن والأدب على نطاق أوسع من أى وقت مضى. يمكن للمنصات عبر الإنترنت والترجمات والتبادلات الثقافية تسهيل مشاركة الروايات المتنوعة وتعزيز الروابط بين الأفراد من خلفيات مختلفة. من خلال تبنى هذه الأدوات، يمكننا تضخيم التأثير الإيجابى للفن والأدب على نطاق عالمى. لا يزال صدى حكمتك من الماضى يتردد فى عصرنا الحديث. 

أرسطو: عالمكم مضطرب ومنقسم ومشوش وينقصه التعقّل وتعوزه الحكمة. اسعوا جاهدين لتسخير إمكانات الفن والأدب لإزالة الحواجز وبناء الجسور والمساهمة فى إقامة عالم أكثر تعقلاً وتوحداً وسلاماً. 

 

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

الأدب الإماراتي يضيء بلغات أخرى

هزاع أبوالريش  
تلعب المؤسسات الثقافية ودور النشر المحلية دوراً رائداً ومتميّزاً في مجال ترجمة الأعمال الأدبية الإماراتية إلى اللغات الأخرى، وهو ما يسهم في تقديم المنتج الإبداعي للعالم، ويرسّخ حضور المبدع الإماراتي على الساحة العالمية. كما أن الترجمة تبنى جسور التواصل مع الثقافات الأخرى، وطالما ساهمت في إثراء الحضارات الإنسانية عبر التاريخ.

بداية تقول شيخة عبدالله المطيري، رئيس قسم الثقافة الوطنية، بمركز جمعة الماجد للثقافة والتراث: «تبسط المكتبات أرففها أمام ما يصلها من نتاج معرفي وثقافي من أقلام اللغات الأم، لتكون المكان الذي يليق بالعقول المنتجة من أبناء البلد، كما يكتمل عطاؤها حين تجد مساحة رائعة للكتب المترجمة، والتي تحدث التواصل الإنساني بين العالم. ونحن في مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث نهتم كثيراً باقتناء الكتب المترجمة من نوادر الإصدارات وما يصدر حديثاً، لذا يتم البحث الدائم عن هذه الترجمات وتوفيرها للباحثين من مرتادي المكتبة. كما يحرص المركز على إقامة الندوات المتخصصة في مجال ترجمة الأدب والعناية بعمل المترجمين وتقديم المنصة الجيدة للتواصل بينهم وبين القارئ». 
وتضيف: يحرص المركز كذلك على اقتناء المخطوطات المترجمة من القرون العلمية الأولى ويرفد بها المشتغلين في قطاع البحث من مؤسسات وأفراد، ويشرك المجتمع في هذه المعرفة من خلال إقامة معارض تتحدث عن النتاج المترجم، ويستضيف المركز بشكل دائم الباحثين من أقطار العالم المختلفة على تنوع لغاتهم وثقافاتهم، وذلك بسبب وجود المكتبة العالمية التي توفر لهم ما يبحثون عنه. 

أخبار ذات صلة «الأيام» وإبداعات «أبو الفنون» المجتمع.. كيف يكون محفزاً على الإبداع؟

مبادرات وطنية
من جانبه يقول محمد أحمد صبري، مترجم ومحرر صحفي، تحظى مهنة الترجمة باهتمام كبير في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتلعب العديد من المؤسسات الثقافية دوراً محورياً في هذا المجال، حيث تعمل على إثراء الثقافة العربية بترجمات أدبية إماراتية لها قيمتها الفكرية التي تستحق الإطلاع عليها ومتابعتها من مختلف الدول الأخرى. وهناك العديد من المؤسسات والجهات الحكومية التي لديها مبادرات مميزة في ترجمة الأعمال الإماراتية إلى اللغات الأخرى، حيث يترجم سنوياً مئات الأعمال الأدبية الإماراتية إلى اللغات الأخرى، وتأتي هذه المبادرات الوطنية كفرصة من أفضل الممارسات في مجال الترجمة الأدبية. ومن بين الجهات الفاعلة أيضاً في مجالات أخرى، ما يقوم به مركز الترجمة في أكاديمية سيف بن زايد للعلوم الشرطية والأمنية في إثراء مهنة الترجمة التخصصية في أحدث المجالات العلمية والأمنية، مما تعكس هذه الجهود التزام الإمارات بنقل التراث الأدبي والفكري إلى القارئ العربي، وإلى العالم، حيث يسهم في بناء جسور ثقافية بين الشعوب، بما يرسخ ذلك المكانة الثقافية لدولة الإمارات على الصعيد العالمي.

ويرى الشاعر الدكتور طلال سعيد الجنيبي، أن دولة الإمارات العربية المتحدة تزخر بالعديد من الجهات التي تعتني بمسألة الترجمة، والجدير بالذكر أن الترجمة تمثل جسراً معرفياً ما بين الإبداع بلغته الأصلية وما بين العالم الذي نفتح عليه، والجدل القائم الذي لم ينتهي، إن كان الشعر خيانة للنص الأصلي أو كان إيصالاً لأفكارها ومضمون ما تحتويه، ولكن يبقى أن للترجمة رؤية مختلفة نسعى من خلالها إلى نقل مضامين وفكر وإبداع مجتمع ومبدعين يمثلون هذه الثقافة المعنية. وفي الإمارات نقف على الكثير من الجهات التي تعتني بالأعمال الأدبية الإماراتية وترجمتها والاحتفاء بالأدباء والمثقفين في المحافل الدولية لتوقيع إصداراتهم الأدبية المترجمة إلى اللغات الأخرى، وهذا ما يشجع المبدع لأن ينتج ويبدع ويستمر في الوهج والتألق الفكري لأنه يشعر من خلال هذا الاحتفاء بأن إصداره الأدبي وصل إلى الآخر ولامس فكره، ورسالته الأدبية اجتازت وطنه وتعدّت محيطه لتستقر بمكانٍ آخر، وحاز على شريحة أوسع من الجمهور ونطاق أبعد من نطاقه المحلي، فكل ذلك يصب في قيمة الأدب المحلي وثيمة الجهود المبذولة لخدمة الإبداع الإماراتي ووصوله إلى الآخر.

مقالات مشابهة

  • الأدب الإماراتي يضيء بلغات أخرى
  • الباسكيط الفضيحة.. المنتخب المغربي يمنى بهزيمة جديدة أمام الكونغو ويدخل نطاق الحسابات الضيقة للتأهل لكأس أفريقيا
  • الخارجية الإسبانية: لا يمكن فرض السلام على أوكرانيا
  • الرابطة القلمية: كيف غيّر ميخائيل نعيمة وجه الأدب العربي؟
  • ترامب: خطتي بشأن غزة لا يمكن فرضها وسأكتفي بالتوصية بها
  • فانس: الهجرة غير الشرعية تهدد الغرب.. والسلام في أوكرانيا "على الطاولة"
  • الإمارات: الحوار ضرورة إنسانية ورافد للمواطنة الإيجابية
  • سوريا.. رحلة البحث عن كنوز أثرية في باطن الأرض وبين جدران البيوت
  • بارزاني: لا يمكن إدارة سوريا بأيديولوجية واحدة والشرع يسعى لحلول ناجعة (شاهد)
  • وزيرة بحكومة الدبيبة: ملتزمة بمواصلة الجهود لتعزيز الاستقرار والسلام في البلاد