عربي21:
2025-04-25@11:23:37 GMT

في أكتوبر.. لم تنتصر غزة ولم تنتصر مصر!!

تاريخ النشر: 23rd, January 2025 GMT

منذ سريان الهدنة ووقف الحرب في غزة، بل وقبلها بأيام، منذ نشر أخبار قرب التوصل لاتفاق، والنقاش المحتدم لا ينتهي، حول مسألة واحدة اشتعلت فيها كل وسائل التواصل، وغيرها من الوسائل، وعلى رأسها: القنوات الفضائية، حول: هل انتصرت غزة، أم أنها هزمت شر هزيمة؟!

لا شك أن النقاش اتسم بنوع من بعض التعصب لكل صاحب رأي، ولأتباع الرأي، ولا يقبل المتعصبون أي مساحة للنقاش في الرأي الآخر، خاصة لو انطلق من قواعد منطقية وعقلية سليمة، ولا يتحدث مقالنا هنا عن أصحاب الطرح الذي يتسم بشيء من الوجاهة، سواء كان مع انتصار غزة أو الرأي القائل بعدم انتصار غزة في الحرب.



هناك مساحة لم ينتبه إليها في النقاش، وهي لدى فريق يصر بكل السبل على أن غزة قد هزمت، وشر هزيمة، ولا قيام للمقاومة فيها مرة أخرى، وأن المقاومة قد انتهت في غزة للأبد ولا أمل في رجعتها، ويبدأ في ذكر الخسائر البشرية والسياسية للمقاومة في غزة، وهو كلام يمكن أن يقبل من أصحاب التخصص البحثي المستقل، أو المنهجي، لكن الغريب العجيب أن يصدر ذلك عن أبواق تنطلق فقط من باب التثبيط، ومن باب النكاية ليس إلا، حيث إن المعايير التي يريدون تطبيقها على حرب غزة، لا يجرؤ أحدهم أن يطبقها على بلده في حروبها.

فقد كان من اللافت أن معظم الأبواق الإعلامية التي راحت تروج ليل نهار لهزيمة غزة، وذكر الخسائر المادية والبشرية، كانت من دول كبرى عربية، مثل: مصر، والسعودية، والإمارات، سواء كانت قنوات أو أصوات إعلامية وسياسية تتحدث في هذا المضمار، ولو أنهم اتسموا بأقل قدر من العلمية وراحوا يطبقون هذه المعايير على حروب بلدانهم لخجلوا من مجرد الحديث عن غزة وما جرى فيها.

وقد كان ينبغي أن يكون أول درجات الخجل، أن أدوار هذه الدول الكبرى كان مخجلا للغاية، ليس على مستوى دعم دولة عربية محتلة كفلسطين، وفيها منطقة صغيرة كغزة تحتاج للدعم والنخوة العربية، بل عندما فضحهم به نتنياهو نفسه، حيث أعلن عن شكره لمحور أطلق عليه: محور الخير، حيث صرح نتنياهو منذ عام تقريبا قائلا: (نشكر دول محور الخير السعودية والإمارات ومصر والأردن الذين قدموا لنا المساعدة في الحرب ولن ننسى موقفهم المساند)، والتعليق هنا على هذا التصريح، متروك لكل صاحب نخوة أو دين أو خلق، ليقارن بين حجمي المساعدة للعدو، بينما الخذلان والتواطؤ ضد أهل اللغة والدين والجغرافيا الواحدة، وفي أي كفة من النصر أو الهزيمة يوضع هذا التصرف.

كان من اللافت أن معظم الأبواق الإعلامية التي راحت تروج ليل نهار لهزيمة غزة، وذكر الخسائر المادية والبشرية، كانت من دول كبرى عربية، مثل: مصر، والسعودية، والإمارات، سواء كانت قنوات أو أصوات إعلامية وسياسية تتحدث في هذا المضمار، ولو أنهم اتسموا بأقل قدر من العلمية وراحوا يطبقون هذه المعايير على حروب بلدانهم لخجلوا من مجرد الحديث عن غزة وما جرى فيها.لو رحنا نطبق معايير الحكم على مقاومة غزة في حرب أكتوبر سنة 2023، وما بين حرب مصر في أكتوبر سنة 1973م، ورغم مرور خمسين عاما بين الحربين، سنجد فروقا هائلة، تحسب لصالح غزة، رغم مكانة مصر الكبرى، فإن أبواق النظام المصري راحت تذكر تدمير غزة، وعدد الشهداء والمصابين، بينما كانت مصر في حربها يقف معها جل العالم العربي، واستخدم البترول العربي، وكانت مصر تواجه إسرائيل وحدها، ولما دخل السلاح الأمريكي قال السادات قولته المشهورة: لا أستطيع مواجهة أمريكا!!

وفي غزة كانت دول العالم الغربي والعربي، سلاحا ومالا وسياسة تقف مع الكيان ضد غزة، فالمقارنة هنا ظالمة ولا يمكن أن تكون إلا لصالح غزة، فهي منطقة صغيرة جدا، وكانت الحرب الدائرة على أرضها المحتلة، وكذلك كانت حربنا كمصريين مع الكيان في سيناء، على أرضنا، ولم نحدث أي نكاية في الكيان الصهيوني، ولا في مناطقه الجغرافية، فكل المعارك في أرضنا (سيناء)، بينما المقاومة وصلت قوتها لقلب الكيان.

لم نحرر سيناء في حرب أكتوبر، فعيد تحرير سيناء في 25 إبريل سنة 1982م، أي بعد الحرب بتسع سنوات، ولم نستلم هذه الأرض إلا بموجب معاهدة كامب ديفيد التي جردت مصر من أهم أسلحتها، وجعلت مساحة غير قليلة من أرض سيناء منزوعة السلاح، وسلخت مصر من الجسد العربي، ومن أي مواجهة مع الكيان، وهو ما كتبه كيسنجر أن أي حرب لإسرائيل لا بد أولا أن تكون مصر محايدة، حتى نضمن عدم هزيمتها، ولم نستلم آخر نقطة محتلة من أرضنا (طابا) إلا بالتحكيم الدولي سنة 1989م، أي أن حرب أكتوبر لم تحرر الأرض، ولم نتسلم شبرا من أرضنا بناء على المعركة، ومع ذلك نحتفل كل عام بنصر أكتوبر، وهو بالفعل نصر، وبالفعل جهد حربي كبير لا يمكن لعاقل أن يقلل من قيمته، ومع ذلك لا يزال هناك جزء عزيز من أرضنا محتلا، وهي: أم الرشراش، أو إيلات.

أما على مستوى المملكة العربية السعودية، فقد أعلنت دخولها عملية: عاصفة الحزم، والقصد منها تحرير اليمن من الحوثيين، ولم يحدث ذلك، بل ما حدث أن خرج السنة من اليمن، وتمكن الحوثيون منها، ووصلت صواريخ الحوثيين إلى قلب المملكة، مهددة آبار النفط، في عقر دارها، وفي أهم ما تملك المملكة، ومع ذلك لم نجد من الإعلام السعودي المهاجم للمقاومة، أن يقوم بوقفة محاسبة ليخبرنا هل انتصرت المملكة في عاصفة الحزم، أم ماذا؟

يمكن لمن أراد النقاش لنصر أو عدم نصر المقاومة في غزة كما يشاء، لكن عندما يكون لديه استقامة في الفكر والنقاش، أما تكون البوصلة لها اتجاه واحد، فهنا لا يوصف هذا التفكير سوى بالعور العقلي، لأن العقل عندئذ لا يرى إلا بعين واحدة، هي عين التجني، وهو ما حدث للأسف من هذه المنصات والأبواق الإعلامية والسياسية.أما الإمارات العربية المتحدة، فموقفها أعجب وأعجب، وبخاصة الدكتور عبد الخالق عبد الله، والذي منذ أول عدوان على غزة منذ ما يقرب من عشرين سنة، عندما كان يشارك على قناة الجزيرة، ويتخذ نفس الموقف، ولا يزال، رغم أن دولته لديها ثلاثة جزر محتلة من إيران، ولم نسمع عن أي محاولة لتحريرها، ولا لردها، رغم أن الإمارات لم تدع بلدا عربيا دون تدخل منها بالمال والسلاح، ففي السودان ساعدت حميدتي بالسلاح والمال، حتى قام مؤخرا الرئيس التركي أردوغان بالصلح بينها وبين الجيش السوداني.

وفي ليبيا قامت الإمارات بدعم حفتر بالمال والسلاح، ضد الثورة الليبية، وفي اليمن نفس الحال، وفي إثيوبيا ساعدتها على بناء السد ضد مصر الحليفة، وفي مصر قامت بدعم الانقلاب العسكري في مصر بالمال والسلاح والسياسة وبكل ما أوتيت من قوة ناعمة وغير ناعمة، ومع ذلك لم يخبرنا السيد عبد الخالق وإخوانه من أصحاب هذا الرأي عنده، متى آخر مرة أطلقت الإمارات بمب العيد، أو ألعاب نارية لتحرير الجزر الثلاث؟!

يمكن لمن أراد النقاش لنصر أو عدم نصر المقاومة في غزة كما يشاء، لكن عندما يكون لديه استقامة في الفكر والنقاش، أما تكون البوصلة لها اتجاه واحد، فهنا لا يوصف هذا التفكير سوى بالعور العقلي، لأن العقل عندئذ لا يرى إلا بعين واحدة، هي عين التجني، وهو ما حدث للأسف من هذه المنصات والأبواق الإعلامية والسياسية.

[email protected]

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة رأي المقاومة احتلال فلسطين مقاومة غزة رأي مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة ومع ذلک فی غزة

إقرأ أيضاً:

محاكمة مبديع تفضح "لجان الأظرفة" غير المؤهلة... ومتهم: كانت هناك أطر مؤهلة لم يتم توظيفها

واصلت محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، يوم الخميس، لساعات طويلة، الاستماع إلى المتهمين في قضية محاكمة محمد مبديع، القيادي في حزب الحركة الشعبية، ورئيس سابق لجماعة لفقيه بنصالح.

وقد استمعت المحكمة إلى عبد الرزاق، رئيس لجنة الأظرفة ومستشار جماعي بلفقيه بنصالح منذ عام 1983، الذي صرح بأنه كان يقوم بفتح الملفات فقط، وأن رئيس مصلحة الصفقات الذي يدعى رشيد، ورئيس المصلحة التقنية الذي يسمى حميد، هما من يقومان بدراسة هذه الملفات « بحكم أنهما على دراية بالقانون ».

وعند استفساره من قبل القاضي عما إذا كان رأي رشيد وحميد هام، أجاب المتهم: « نحن لا نعرف، هما العارفان بهذه الأمور ».

وقد علق القاضي على هذا الأمر قائلاً: « شخصان يقرران مصير المال العام… نتحدث عن أكثر من 24 مليون درهم »، مضيفاً أن « العبرة ليست بالأقدمية بل بالعلم ».

فرد المتهم قائلا: « نحن لا نعرف، ليس لدينا علم ولا تكوين ولا شيء ». وأضاف أن « رشيد دائما ما تكون لديه الملفات حتى وإن لم يكن هو من يترأسها ».

كما استمعت المحكمة إلى متهم آخر يدعى عبده، وهو عضو سابق باللجنة. صرح هذا المتهم، على غرار باقي المتهمين، أنه غير مؤهل لدراسة وفهم هذه الصفقات التي تعرض على اللجنة التي ينتمي إليها، مبرزا، أنه لم يحصل على شهادة البكالوريا.

بل وأوضح، في ذلك الوقت كانت الإدارة تضم أطراً يمكن اختيارهم، لكن ذلك لم يحدث، وأنه لم يكن مؤهلا. وتساءل القاضي عن سبب عدم إخبار رئيس المجلس أي محمد مبديع بكونه يجهل هذه الأمور، رد المتهم بالنفي.

وواجهت المحكمة، المتهمين، بتصريحات لمهندسين تفاجأوا بوجود أسمائهم ضمن مكتب للدراسات. وأفاد أحد المهندسين، الشرطة، بوجود « وثيقة مزورة »، مؤكدا أنه لم يجمعه أي عقد عمل مع مكتب الدراسات التابع لشركة « إكترا »، وأنه لم يناقش بصفة استشارية أي طلب أو يتم تكليفه بمهام لدراسة هذه الصفقة. وأكد مهندس آخر أن سيرته الذاتية تضمنت « معطيات خاطئة »، وأنه كان يعمل في مدن أخرى، وأن التوقيع الموجود في الملف « لا يخصه »، معربا عن جهله بظروف وملابسات إقحام اسمه.

وقد وصف المتهم عبده، رشيد وحميد بأنهما « أكفاء في حقلهما »، مشيراً إلى خبرة رشيد الطويلة في مصلحة الصفقات، وحميد كرئيس للمصلحة التقنية. واختتم حديثه قائلا: « 40 عاماً وأنا أعمل بالجماعة، والآن استأجرت منزلاً في تطوان، لا أملك منزلا، أنا ضحية، ولا أعلم إن كان هذا غباء مني ».

وقد تقدم دفاع أحد المتهمين بطلب عارض لاستدعاء المهندسين المذكورين للاستماع إليهم، بصفتهم مصرحي المحضر. إلا أن المحكمة قررت رفض هذا الملتمس، وتأجيل الجلسة إلى 15 ماي المقبل.

كلمات دلالية الدار البيضاء محكمة الاستئناف محمد مبديع

مقالات مشابهة

  • أخبار التوك شو| مصطفى بكري: الرئيس السيسي مستهدف من القوى المعادية لوقوفه ضد مخطط التهجير.. مساعد وزير الدفاع الأسبق: حرب الاستنزاف كانت الممهد الحقيقي لنصر أكتوبر
  • أسامة كمال: سيناء كانت وما زالت قلبًا ينبض في جسد بلد عظيم اسمه مصر
  • مساعد وزير الدفاع الأسبق: حرب الاستنزاف كانت الممهد الحقيقي لنصر أكتوبر
  • محاكمة مبديع تفضح "لجان الأظرفة" غير المؤهلة... ومتهم: كانت هناك أطر مؤهلة لم يتم توظيفها
  • العدالة تنتصر.. حكم بالإعدام لمرتكبي جريمة خطف وقتل طفلتين
  • مختار نوح: الإخوان كانت تسعى لتسليم الأردن إلى إسرائيل
  • العدالة تنتصر لطالب ثانوي صدمه باب شاحنة مفتوح في طنطا.. والمحكمة تؤيد حبس السائق شهراً مع الغرامة
  • دعاء الأم على أبنائها.. هل يستجاب حتى ولو كانت ظالمة ؟
  • ترامب: جميع الدول تقريباً كانت تنهب أمريكا في السابق
  • ‏أنشيلوتي: مشاكلنا هذا الموسم كانت واضحة. لقد غيّرنا طريقة اللعب قليلاً حسب خصائص اللاعبين.