الثورة السورية ومسار التغيير نحو مستقبل أفضل.. التحولات والآفاق
تاريخ النشر: 23rd, January 2025 GMT
منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011، حملت تطلعات الشعب السوري نحو الحرية والكرامة وسط معركة غير متكافئة مع نظام ديكتاتوري استبدادي. ورغم سنوات طويلة من القمع، جاءت نهاية عام 2024 لتفتح صفحة جديدة في تاريخ سوريا، بسقوط نظام بشار الأسد وبدء مرحلة انتقالية واعدة تتسم بتحديات وآمال كبرى.
الانتصار العسكري.
. بداية التحول السياسي
في 8 ديسمبر 2024، وبعد 11 يومًا من العمليات العسكرية التي انطلقت من إدلب بقيادة أحمد الشرع، استطاعت الفصائل الثورية الموحدة تحرير مناطق استراتيجية وصولًا إلى دمشق. هذا الانتصار العسكري لم يكن مجرد معركة ميدانية، بل كان انعكاسًا لإرادة السوريين في التخلص من الظلم الذي رزحوا تحته لعقود طويلة. كما أظهرت التجربة قدرة الشعب السوري على التكيف والابتكار، بما في ذلك تطوير الطائرات المسيرة “شاهين” في جامعات إدلب، التي ساهمت بشكل كبير في تعزيز القدرات القتالية للثوار.
الدور الإيجابي للمنظمات الإنسانية والتنموية
في خضم المأساة السورية، لعبت المنظمات الإنسانية دورًا محوريًا في تقديم العون للسوريين. وأبرز هذه المنظمات كان الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، الذي تصدر الجهود لإنقاذ المدنيين وتقديم الإغاثة الفورية في المناطق المحررة. إضافة إلى ذلك، كان للمنظمات التنموية والجاليات السورية في أوروبا وأمريكا دورٌ لا يُستهان به في دعم الثورة سياسيًا وإنسانيًا.
على سبيل المثال، نجحت الجالية السورية في الولايات المتحدة في التأثير على صناع القرار الأمريكيين، مما ساهم في إصدار رخصة لرفع جزء كبير من العقوبات المفروضة على سوريا. وقد أظهر ذلك أهمية العمل الجماعي المنظم، وقدرة السوريين في الخارج على التأثير في المشهد الدولي.
خطاب الحكومة الجديدة ودور المجتمع الدولي
مع تولي الحكومة الجديدة بقيادة محمد البشير إدارة البلاد، شهدت سوريا خطابًا سياسيًا أكثر انفتاحًا ومرونة. هذا الخطاب شجع العديد من الدول الأوروبية على إعادة النظر في العقوبات المفروضة على سوريا، وأكدت الحكومات الأجنبية أنها تراقب تصرفات حكومة تصريف الأعمال عن كثب، وترغب في رؤية الأقوال تتحول إلى أفعال.
المساعدات الإنسانية والدعم العربي
في ظل هذه المرحلة الجديدة، قدمت دول عربية شقيقة، مثل السعودية وقطر وليبيا ومصر، مساعدات إنسانية وتنموية لسوريا. هذا الدعم يعكس حالة من الرضا الحذر تجاه القيادة الجديدة، ويُعد مؤشرًا إيجابيًا على استعادة سوريا لعلاقاتها مع الدول العربية.
اليوم، الرهان الأكبر هو على وعي السوريين، الذين أثبتوا أن إرادتهم قادرة على إحداث تغيير حقيقي. كما أن دور الأشقاء العرب سيكون حاسمًا في دعم الاستقرار في سوريا، حيث إن عودة سوريا إلى الحضن العربي تتطلب تعاونًا مشتركًا لتجاوز التحديات وبناء دولة ديمقراطية تحتضن جميع أبنائها.بالإضافة إلى ذلك، فإن الانتصار السوري الأخير أسهم في تقليص النفوذ الإيراني في المنطقة العربية، حيث تم القضاء على معامل تصنيع المخدرات التي كانت برعاية نظام الأسد البائد. هذا الإنجاز لم يُحسن الوضع الأمني في سوريا فحسب، بل انعكس إيجابيًا على الأمن الإقليمي، خاصة في دول الخليج العربي.
الرهان على الوعي الشعبي والعربي
اليوم، الرهان الأكبر هو على وعي السوريين، الذين أثبتوا أن إرادتهم قادرة على إحداث تغيير حقيقي. كما أن دور الأشقاء العرب سيكون حاسمًا في دعم الاستقرار في سوريا، حيث إن عودة سوريا إلى الحضن العربي تتطلب تعاونًا مشتركًا لتجاوز التحديات وبناء دولة ديمقراطية تحتضن جميع أبنائها.
الآفاق المستقبلية.. بناء دولة ديمقراطية
إن المرحلة الجديدة تفرض تحديات كبيرة، من وضع دستور جديد يضمن الحقوق والحريات للجميع، إلى تعزيز الحوار والمصالحة الوطنية، وإجراء انتخابات ديمقراطية نزيهة. كما أن التعاون الدولي والدعم الإقليمي سيكونان ضروريين لتأمين عملية الانتقال الديمقراطي بنجاح.
ختامًا
ما تشهده سوريا اليوم ليس مجرد انتصار عسكري، بل هو بداية لحقبة جديدة تحمل الأمل في بناء دولة ديمقراطية عادلة، خالية من القمع والاستبداد. إن النصر الذي تحقق هو ثمرة كفاح الشعب السوري ودعم الأصدقاء والأشقاء العرب والدوليين، والرهان الآن على استمرار هذا الدعم وتوحيد الجهود من أجل مستقبل أفضل لسوريا وللمنطقة بأكملها.
*كاتب سوري
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه سوريا سوريا سياسة رأي تحولات مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة دولة دیمقراطیة
إقرأ أيضاً:
قيادي بمستقبل وطن: سيناء اليوم أرض حياة وتنمية ورفح الجديدة تبعث الأمل في قلب الفيروز
أكد هاني عبد السميع، أمين مساعد حزب «مستقبل وطن» بمحافظة البحر الأحمر، أن الذكرى الثالثة والأربعين لتحرير سيناء تمثل مناسبة خالدة في وجدان كل مصري، مشددًا على أن سيناء اليوم تقف شامخة، تبعث برسالة قوية للعالم أجمع، أن الأرض التي عانت لسنوات طويلة من ويلات الحروب والإرهاب، قد تحولت إلى أرض تزدهر بالحياة، وتنبض بالتنمية والعمل.
وقال ”عبد السميع“، في بيان اليوم السبت، إن الدولة المصرية، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، استطاعت أن تحقق معجزة تنموية على أرض الفيروز، موضحًا أن مشروعات الإعمار الشاملة التي تشهدها سيناء حاليًا ترسم ملامح مستقبل مشرق للأجيال القادمة، وتُعيد لهذه الأرض المقدسة حقها الطبيعي في الحياة والاستقرار.
وأشار أمين مساعد حزب «مستقبل وطن» بمحافظة البحر الأحمر إلى أن رفح الجديدة تمثل واحدة من أهم بشائر الأمل، حيث أعادت الحياة إلى شمال سيناء، وأسهمت في تغيير الخريطة السكانية والاجتماعية بالمنطقة، لتصبح نموذجًا للمجتمعات العمرانية المتكاملة التي تجمع بين السكن والعمل والخدمات.
وأضاف القيادي بحزب «مستقبل وطن» أن شبكة الطرق والأنفاق العملاقة التي تربط سيناء بالوادي والدلتا عززت من فرص الاستثمار والتنمية، وساهمت في دمج سيناء بشكل كامل في قلب التنمية الوطنية، مشيرًا إلى أن حقول الخير والمزارع المنتشرة على امتداد القرى تنبئ بطفرة اقتصادية واعدة، تعزز الأمن الغذائي لمصر كلها.
ولفت ”عبد السميع“ إلى أن شواطئ العريش باتت اليوم تتألق من جديد على خريطة السياحة، حيث تشهد إقبالًا متزايدًا بفضل الاستقرار والأمن والمشروعات السياحية الحديثة، مؤكّدًا أن ما تحقق في سيناء خلال السنوات الأخيرة يُعد أعظم رد عملي على كل من حاولوا بث الفوضى والإرهاب فيها.
واختتم هاني عبد السميع بالتأكيد على أن ذكرى تحرير سيناء ليست فقط استدعاءً للماضي المجيد، بل هي احتفاء بما تحقق من إنجازات حقيقية على أرض الواقع، مشددًا على أن الدولة المصرية ماضية بخطى ثابتة نحو تحقيق التنمية الشاملة في كل ربوع سيناء، لترسخ مكانتها كأرض بطولات وأمل ومستقبل مشرق.