“خطر قاتل” يرتبط بالدهون المخفية في العضلات
تاريخ النشر: 23rd, January 2025 GMT
إنجلترا – كشفت دراسة حديثة عن خطر صحي قاتل يرتبط بالدهون المخفية في العضلات، والمعروفة أيضا بـ”الرخام الدهني” الذي يشبه تلك الدهون الموجودة في اللحم البقري.
رغم أن “الرخام الدهني” أو البقع الدهنية التي تنتشر في اللحم تُستخدم تجاريا لتقييم جودة الماشية، إلا أنه لا يعرف الكثير عن تأثير هذا النوع من الدهون في الجسم لدى البشر وتأثيره على الصحة.
ولكن العلماء اكتشفوا الآن أن هذه الدهون يمكن أن تؤدي إلى الالتهاب ومقاومة الأنسولين، ما يسبب تلف الأوعية الدموية حول القلب.
وفي الدراسة، حلل فريق من مستشفى “بريغهام آند وومان” في بوسطن بيانات 669 شخصا يعانون من آلام في الصدر أو ضيق التنفس. وتم تقييم وظائف القلب للمشاركين، بالإضافة إلى استخدام التصوير المقطعي المحوسب لتحليل تكوين أجسامهم، حيث تم قياس كميات الدهون والعضلات في أجزاء مختلفة من الجسم.
ولتحديد كمية الدهون المخزنة في العضلات، حسب الباحثون نسبة الدهون إلى إجمالي العضلات، ما أدى إلى تطوير مقياس أطلقوا عليه “نسبة العضلات الدهنية”. وتم متابعة هؤلاء المرضى لمدة 6 سنوات تقريبا، حيث سجل فريق البحث ما إذا كان أي منهم قد توفي أو نُقل إلى المستشفى بسبب نوبة قلبية أو قصور في القلب.
وكشفت نتائج الدراسة أن الأشخاص الذين يمتلكون كميات أكبر من الدهون المخزنة في عضلاتهم كانوا أكثر عرضة للإصابة بتلف الأوعية الدموية الدقيقة التي تغذي القلب، وزادت احتمالية وفاتهم أو دخولهم المستشفى بسبب أمراض القلب. ففي كل مرة ارتفعت فيها نسبة العضلات الدهنية بنسبة 1%، كان هناك زيادة في خطر تلف الأوعية الدموية الصغيرة في القلب بنسبة 2%، وزيادة بنسبة 7% في خطر الإصابة بأمراض القلب الخطيرة، بغض النظر عن مؤشر كتلة الجسم.
وقالت البروفيسورة فيفياناي تاكيتي، المعدة الرئيسية، إن الدهون المخزنة في العضلات قد تساهم في زيادة الالتهاب ومقاومة الأنسولين، ما يؤدي إلى تلف الأوعية الدموية، بما في ذلك تلك التي تغذي عضلة القلب. وأضافت: “معرفة أن الدهون بين العضلات تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب يمنحنا أداة إضافية لتحديد الأشخاص المعرضين للخطر، بغض النظر عن مؤشر كتلة الجسم لديهم”.
وأكدت أن السمنة تعد واحدة من أكبر التهديدات لصحة القلب والأوعية الدموية، مشيرة إلى أن مؤشر كتلة الجسم لا يزال مقياسا مثيرا للجدل وغير دقيق لتشخيص أمراض القلب.
وأضافت: “هذا ينطبق بشكل خاص على النساء، حيث قد يعكس مؤشر كتلة الجسم المرتفع أنواعا “حميدة” من الدهون”.
وأشار العلماء إلى أن نتائج الدراسة تدعم ضرورة استخدام طرق إضافية لتقييم خطر الإصابة بأمراض القلب، مؤكدين أن قياس مؤشر كتلة الجسم أو محيط الخصر وحدهما لا يكفيان للتنبؤ بالتهديدات الصحية المرتبطة بالقلب.
المصدر: ديلي ميل
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: الأوعیة الدمویة مؤشر کتلة الجسم فی العضلات
إقرأ أيضاً:
لماذا تصر قسد على الانضمام كتلة واحدة إلى الجيش السوري الجديد؟
يثير اشتراط قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعومة أمريكياً الانضمام ككتلة عسكرية، في الجيش السوري الجديد الذي تشكله حكومة دمشق، ورفض الأخيرة لهذا المطلب، وطلبها بدلاً من ذلك ضم عناصر "قسد" كأفراد تساؤلات كثيرة.
وكان وزير الدفاع في الإدارة السورية الجديدة مرهف أبو قصرة، قد اعتبر الأحد، أنه "لن يكون من الصواب أن يحتفظ المسلحون الأكراد بتكتل خاص داخل القوات المسلحة السورية"، متهماً قائد "قسد" مظلوم عبدي بـ"المماطلة في تعامله مع المسألة".
تصريحات أبو قصرة، جاءت رداً على تأكيد عبدي انفتاح قواته على الانضمام للجيش السوري "لكن ككتلة عسكرية وليس على شكل أفراد".
ما تفسير إصرار "قسد"
وفسر مصدر مقرب من "قسد" في حديثه لـ"عربي21" المطلب بـ"رغبة القوات الكردية بالمحافظة على خصوصيتها، وكذلك المحافظة على بعض المكتسبات التي أنجزتها من خلال مسيرة محاربتها تنظيم الدولة".
وقال المصدر إن "قسد تمتلك ترسانة أسلحة "أمريكية الصنع" متطورة، وهي قادرة على حماية شمالي شرق سوريا".
أمين "الحركة الوطنية السورية" وعضو الائتلاف السابق، زكريا ملاحفجي، قال لـ"عربي21" إن "قسد تريد الحفاظ على كيانها، وخاصة أنها تريد أن يكون الحكم في سوريا لا مركزياً".
وتابع بأن الموافقة على مطلب "قسد" يخلق إشكاليات في سوريا، داعياً "قسد" إلى إعلان التبعية لوزارة الدفاع السورية، ومن ثم مناقشة المطالب كلها ضمن التفاوض السياسي والدستور.
شروط "تعجيزية"
من جهته، اعتبر السياسي الكردي علي تمي، أن "قسد" تدرك أن هذا الشرط لا يمكن أن تقبله الإدارة الجديدة في دمشق، وبالتالي تستخدم لعبة رمي الكرة إلى الملعب الآخر.
وتابع في حديثه لـ"عربي21" بأن "قسد" لن تتنازل عن سلاحها ومنظومتها إلا من خلال حرب وهذا بات واقعاً.
وخلال اليومين الماضيين وجهت "إدارة العمليات العسكرية" التي يقودها أحمد الشرع، أرتالاً عسكرية إلى الشرق السوري، وإلى مناطق التماس التي تشهد اشتباكات محدودة بين "قسد" وفصائل الجيش الوطني ضمن غرفة عمليات "فجر الحرية" في محيط سد تشرين بريف حلب الشرقي.
ويبدو أن "إدارة العمليات العسكرية" تتحضر لخوض معركة ضد "قسد" في حال إصرارها على مطلب الانضمام للجيش السوري ككتلة مستقلة.
في الأثناء، كشفت وكالة "رويترز" عن مفاوضات لبحث مصير القوات الكردية، موضحة أن "مفاوضين دبلوماسيين وعسكريين من الولايات المتحدة وتركيا وسوريا، بجانب قسد، يبدون أكبر قدر من المرونة والصبر" في المفاوضات.
وتابعت بأن "تلك المفاوضات قد تمهد الطريق لإتمام اتفاق خلال الأشهر المقبلة، يتضمن مغادرة بعض المقاتلين الأكراد من شمال شرقي سوريا، ويضع آخرين تحت قيادة وزارة الدفاع الجديدة في البلاد".
تحذيرات
وفي هذا السياق، حذر العميد أحمد بري رئيس أركان الجيش السوري الحر سابقاً، من مخاطر القبول بانضمام "قسد" إلى الجيش السوري، قبل الإعلان عن حل تشكيلها، وذوبانه ضمن تشكيلات الجيش السوري.
وقال لـ"عربي21"، إن "قسد تريد الحفاظ على قوتها الكاملة، حتى تضمن التنصل من أي اتفاق تعقده مع دمشق، بحيث يتيح لها الحفاظ على هيكلتها العسكرية تنفيذ انقلاب أو حركات تمرد عسكري".
وأشار بري إلى مطالب مشابهة من تشكيلات عسكرية أخرى، مثل بعض فصائل الجنوب السوري (درعا، السويداء)، وقال: "نرفض ذلك كعسكريين، ولن نسمح في سوريا المجال لميليشيات داخل الدولة".
وبحسب العميد، فإن "كل الدول ترفض وجود أكثر من جيش واحد داخل الدولة، وعسكرياً لا يمكن ذلك".
قسد
وتشكلت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في أواخر العام 2015، بدعم من قوات التحالف الدولي التي تقودها الولايات المتحدة، بغرض محاربة تنظيم الدولة (داعش).
وتتكون "قسد" بشكل رئيسي من وحدات حماية الشعب التابعة لحزب "الاتحاد الديمقراطي" الكردي، الذي يُعتبر امتداداً سورياً لحزب "العمال" الكردستاني.
وتقول "قسد" إن قواتها تمثل مكونات المنطقة، لكن أبناء المحافظات الشرقية السورية من العرب يؤكدون أن القرار بيد الأكراد، ويتهمون "قسد" بالاستيلاء على ثروات المنطقة، وارتكاب انتهاكات ضد السكان على أساس قومي، باعتراف منظمات دولية مثل "هيومن رايتس ووتش".