صانع المحتوي الإنجليزي داني لـ(البلاد): انتقال «رونالدو» للدوري السعودي صدم الأوروبيين
تاريخ النشر: 23rd, January 2025 GMT
الرياض- محمد النجيري
حلَّ صانع المحتوي المشهور الإنجليزي” داني” ضيفًا على المملكة. داني كشف أنه منبهر للغاية من النقلة الرياضية التي تعيشها السعودية، ولا يكاد يصدق ما يحدث من توالي استضافتها لأقوى الأحداث والبطولات الرياضية العالمية. داني حضر وتابع عدة أحداث وفعاليات رياضية، تنوعت بين المصارعة والملاكمة وكرة القدم، فقد تابع عدة مباريات في دوري روشن؛ كالهلال والفتح في ملعب المملكة أرينا، كما حضر مباريات للأهلي والاتحاد في ملعب الجوهرة بجدة.
صانع المحتوى الإنجليزي، أكد أن السعودية تسير في الطريق الصحيح، وأنها تحظي بثقة الكثير من زوارها؛ بسبب التطور اللافت الذي تعيشه في كل المجالات.” البلاد” التقت مع صانع المحتوى الإنجليزي” داني”؛ للتعرف على انطباعاته ومشاهداته في زيارته للمملكة، فكان الحوار التالي..
•• كيف تعرفت علي السعودية؟
• معرفتي بالسعودية كانت عن طريق نادي نيوكاسل الإنجليزي، عندما قرر صندوق الاستثمارات السعودي شراء نيوكاسل؛ فأحببت التعرف على الملاك الجدد، وبحثت في المواقع الإلكترونية، فوجدت المعلومات الكافية عن هذه البلاد الجميلة، ثم اطلعت على رؤيتكم الطموحة” السعودية 2030″
•• هل أنت من مشجعي نيوكاسل؟
• أنا أشجع ناديًا عريقًا في إنجلترا؛ اسمه بولتون، سبق وقدم سيريل ريجيز للمنتخب الإنجليزي، وهو نادٍ يحتاج مشروعًا مثل مشروع نيوكاسل- قالها ضاحكًا.
•• ماذا لفت نظرك في رؤية السعوديه 2030.. وهل اطلعت على جوانبها أم لفت نظرك الجانب الرياضي؟
• في الحقيقة؛ هي رؤية عظيمة ستنقل السعودية من الوضع الإقليمي إلى العالمية. ماعرفته عن هذا المشروع أن السعودية ستقود العالم في عدد من المجالات؛ ومنها الرياضة.
•• هل اطلعت على المزيد عن الوضع الرياضي في المملكة؟
• بالتأكيد.. كان انضمام رونالدو للدوري السعودي حدثًا مذهلًا بالنسبة لنا في إنجلترا. الكل تحدث عن ذلك، وتعرف على السعودية، وعن طموحاتها وأحلامها، وانتقال رونالدو من مانشستر إلى النصر كشف الكثير عن بلادكم؛ حيث أصبح الجميع في العالم يود أن يتعرف على هذا البلد المضياف.
•• هل زرت المملكة من قبل؟
• نعم.. سبق لي زيارة السعودية، وهذه زيارتي السادسة بصحبة أحد الأصدقاء؛ حيث حضرنا منذ سنتين السوبر الإسباني، والإيطالي في الرياض وجدة، بالإضافة إلى عدد من الفعاليات الرياضية الأخرى، كما حضرنا موسم الرياض، وأعجبتني فكرة الموسم، وكذلك وجود ركن لكل دولة؛ حيث تعيش وكأنك في تلك الدولة.
•• كيف رأيت السوبر الإيطالي في المملكة؟
• في الحقيقة، كان أمرًا مذهلًا، فقد حضرت الديربي بين إنتر ميلان، وميلان، واستمتعت بالحضور الجماهيري، والتفاعل الرائع مع أحداث المباراة. بصدق أنتم بدأتم تسحبون البساط من عدد من البطولات؛ حيث أعيش في إنجلترا، وأجد الحديث عن السعودية في أشياء كثيرة، خصوصًا انتقالات اللاعبين.
•• حدثني عن انطباعك عندما تم استقطاب ذلك الكم من اللاعبين العالميين للدوري السعودي؟
• انتقال رونالدو للدوري السعودي شكل صدمة هائلة في أوروبا، وما تبعه من نجوم عالميين من الطراز الأول مثل بن زيمة وكانتي ورياض محرز، ثم انصدمنا في إنجلترا تحديدًا بمفاوضات الهلال مع الصربي ميتروفيتش لاعب نادي فولهام، وما تبعه من انتقال عدد من لاعبي الدوري الإنجليزي للأندية السعودية- بالمناسبة صديقي في رحلتي الحالية، حضر للتصوير مع ميروفيتش، وأخذ توقيعه لأنه يشجع نادي فولهام.
•• ماذا عن السوبر الإسباني؟
• أجواء الملعب كانت رائعة جدًا، وتشبه ما يحدث في أوروبا وأمريكا. التشجيع جميل والحماهير الحاضرة يهمها الاستمتاع بالكره الجميلة في ظل تواجد نجوم كبار.
•• هل شجعت أحد فرق السعوديه بعد هذا الحراك الرياضي؟
• بصراحة، أعجبني فريق الهلال بنجومه، وأحب مشاهدة رونالدو مع النصر، أما الأهلي فأنا أستغرب من مستوى محرز؛ لأنه لا يقدم ما كنت أراه عندما كان في السيتي، واللاعب كيسيه مميز جدًا، وفي الاتحاد يعجبني بنزيمة بالطبع.
•• أنت تشبه لاعب نادي تشلسي” بالمر” فلماذا لا تشجع تشلسي؟
– ضحك.. ثم قال: التقيت بالمر وأخذت توقيعه، والتقطت الصور معه، لكن يبقي نادي بولتون أحب الأندية لقلبي، وأتمنى أن تستثمر السعودية في ذلك النادي العريق. نحن نحلم اليوم بأن يشملنا المشروع السعودي؛ لأنه سيطور نادينا للغاية.
•• ماذا ستقول لأصدقائك عندما تعود لإنجلترا؟
• الكثير من الإيجابيات شاهدتها، الناس هنا طيبون، ويقدمون الخدمة بدون مقابل، وكل شيء منظم ويستحق الاحترام. شكرًا لكم.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: للدوری السعودی فی إنجلترا عدد من
إقرأ أيضاً:
المعلم : صانع الحضارة
بقلم : د. غفران إقبال الشمري ..
عندما نقف أمام المهنة التي تشكل نواة الحضارات وركيزة التقدم، نجد أنفسنا أمام المعلم. فهو ليس مجرد موظف يؤدي ساعات عمل محددة، بل هو القلب النابض الذي ينقل العلم، وينير العقول، ويرسم ملامح المستقبل. ورغم هذه الأهمية العظيمة، نجد أن واقع المعلم في كثير من المجتمعات، ومنها مجتمعنا، لا يعكس مكانته الحقيقية فإنه يُعامل وكأنه موظف ثانوي، تُثقل كاهله الروتين الإداري، وتُهمل احتياجاته، وكأننا نسينا أن الحضارات لا تبنى إلا على أكتاف المعلمين.
وعبر التاريخ، كان للمعلم الدور الأبرز في تشكيل الأمم. فكل فكرة عظيمة، وكل اختراع غيّر مجرى البشرية، وكل قائد ألهم التغيير، كان خلفه معلم. إنه الشخص الذي ينقل القيم، ويرسخ المفاهيم، ويعلم الأجيال كيف تفكر، فمن غيره يستطيع أن يغرس الإبداع في عقول الأطفال؟ ومن غيره يمكنه أن يزرع حب المعرفة في قلوب الشباب؟
لكن في عصرنا الحالي، يبدو أن هذه الحقيقة العظيمة قد أصبحت مجرد شعارات تُردد في المناسبات الرسمية. نسمع كلمات مثل “المعلم هو الأساس” و”المعلم يستحق كل تقدير”، ولكن هل تُترجم هذه الشعارات إلى سياسات حقيقية؟
اذاً تكريم المعلم لا يكون بإطلاق الألقاب الرنانة فقط، بل بإحداث تغيير حقيقي في حياته المهنية والمادية والاجتماعية. فكيف يمكن للمعلم أن يؤدي رسالته السامية وهو يعاني من ضغوط اقتصادية؟ كيف له أن يبدع في التعليم وهو يفتقر إلى التدريب المستمر والموارد الحديثة؟
الحلول واضحة، لكنها تتطلب إرادة حقيقية. أولاً، يجب أن يكون هناك استثمار حقيقي في تأهيل المعلمين وتطويرهم. التعليم مهنة متجددة، وما ينقله المعلم اليوم قد يصبح غير ذي صلة غداً. لذلك، يجب أن يُمنح المعلم فرصاً مستمرة للتعلم والتطوير.
ثانياً، لا بد من تحسين الأوضاع المادية للمعلمين. فلا يمكن أن نطالب المعلم بأن يكون قدوة للأجيال وهو يعاني لضمان حياة كريمة لعائلته. فيجب أن تكون رواتب المعلمين على قدر الجهد الذي يبذلونه، وأن تكون هناك حوافز تشجعهم على الإبداع والابتكار.
ثالثًا، يجب أن تُعزز مكانة المعلم في المجتمع. وهذا لا يكون فقط من خلال التشريعات، بل عبر حملات توعية تُعيد للمجتمع احترامه للمعلم. فكما يُقال، “من علمني حرفاً صرت له عبداً”، ولكن في واقعنا اليوم، يبدو أن هذا الاحترام قد تآكل بفعل تغييرات اجتماعية وثقافية.
بدلاً من أن يُعامل المعلم كموظف يؤدي مهام محددة، يجب أن يُنظر إليه كقائد تربوي. فالمعلم ليس مجرد ناقل للمعرفة، بل هو موجه وملهم. ومن أجل تحقيق هذا التحول، لا بد من تغيير النظرة السائدة تجاه التعليم ككل. التعليم ليس خدمة تقدمها الدولة للمواطنين، بل هو استثمار في مستقبل الأمة.
عندما نُمكّن المعلم ونضعه في المكانة التي يستحقها، فإننا نُمكّن المجتمع بأسره. فالطالب الذي يتعلم على يد معلم متمكن ومُلهم، سيكون قادراً على الإبداع والابتكار، وسيكون إضافة حقيقية لمجتمعه.
إلى كل من يملك سلطة التأثير في سياسات التعليم: إن الاستثمار في المعلم هو استثمار في مستقبل الأمة. لا تكتفوا بالشعارات، بل اجعلوا التغيير واقعًا. أعيدوا للمعلم مكانته، وامنحوه الأدوات التي يحتاجها ليؤدي رسالته، فالمعلم ليس مهنة عادية.. إنه صانع حضارات.
بيد إن بناء الحضارات يبدأ من بناء الإنسان، وبناء الإنسان يبدأ من التعليم، والتعليم يبدأ من المعلم. لذا، علينا جميعاً أن ندرك أن النهوض بحال المعلم هو الخطوة الأولى نحو النهوض بالأمة. فإذا أردنا أن نصنع مستقبلاً أفضل، فعلينا أن نعيد النظر في طريقة تعاملنا مع المعلم، ليس كموظف، بل كمهندس للحضارة.