د.حماد عبدالله يكتب: القاهرة فى إحتياج إلى "جان" !!
تاريخ النشر: 23rd, January 2025 GMT
"جان" هو المهندس المعمارى ذو الخمس وعشرون ربيعًا، حينما جاء إلى "القاهرة" مع حملة "نابليون بونابرت" عام 1798 ضمن علماء، مصاحبين الحملة ليكتشفوا أسرار الحضارة المصرية وهو الذى خط أعظم ما إحتوته المكتبة العالمية، موسوعة "وصف مصر" "جان دى شابرول".
هذا "الجان" حينما عاد إلى "باريس" أسند له الإمبراطور وظيفة محافظ العاصمة "باريس" فقدمها للفرنسيين وللعالم كله كما هى اليوم،عاصمة "النور".
نحن فى القاهرة نحتاج إلى مبدع لا لكى يخطط مثل "القاهرة الخديوية" أو غيرها،ولكن فقط للحفاظ على ما نمتلكه من عظمة فى العمارة القديمة !.
وإليكم قصة إحدى عمارات وسط البلد، أو عمارة "تيرنج" إحدى المعالم المهملة فى منطقة "العتبة الخضراء " وسط البلد ﻫﻰ ﻋﻤﺎﺭﺓ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻓﻰ ﺃﻋﻼﻫﺎ ﻛﺮﺓ ﺗﺤﻤﻠﻬﺎ 4 ﺗﻤﺎﺛﻴﻞ، ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻤﺎﺭﺓ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻣﺜﻠﻬﺎ ﺳﻮى ﺛﻼﺛﺔ فى ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻛﻠﻪ،صممها وأشرف على بنائها ﺍﻟﻤﻬﻨﺪﺱ ﺍﻟﻤﻌﻤﺎﺭﻯ (ﺃﻭﺳﻜﺎﺭ ﻫﻮﺭﻭﻳﺘﺰ )،ﻭ ﻫﻮ ﻣﻌﻤﺎﺭى "ﻳﻬﻮﺩى ﻧﻤﺴﺎﻭى" ﻭﻟﺪ ﻓﻰ ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ 1881 ﻓﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ "ﺟﺎﺟﻨﺪﻭﺭﻑ ﻓﻰ ﺍﻟﻨﻤﺴﺎ "ﺩﺭﺱ ﺍﻟﻌﻤﺎﺭﺓ فى ﺍﻟﻨﻤﺴﺎ ﻭ ﺟﺎﺀ ﺇلى ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ فى ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ 1913-1915 ﻡ بنى ﺧﻼﻟﻬﺎ هذا المبنى المعروف ب« ﺗﻴﺮﻳﻨﺞ ».
ﻋﻤﺎﺭﺓ ﺗﻴﺮﻳﻨﺞ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻠﻚ ﻳﻬﻮﺩﻯ ﻫﻮ" ﻓﻴﻜﺘﻮﺭ ﺗﻴﺮﻳﻨﺞ" ﻣﻦ ﻣﻮﺍﻟﻴﺪ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻘﺴﻄﻨﻄﻴﻨﻴﺔ ﻭ ﻗﺪ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﺤﺎﻛﻰ ﻣﺘﺎجر ( ﺳﻴﺰﺍﺭ ﺭﻳﺘﺰ ) ﻓﻰ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ، وأختار هذا الموقع بميدان ﺍﻟﻌﺘﺒﺔ فى ﻋﺎﻡ 1910 لما لهذا الموقع من أهمية حيث يربط ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ بﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ الخديوية، ﻓﻔﻰ ﺷﺮﻕ ﺍﻟﻤﺒﻨﻰ "حى ﺍﻟﻤﻮﺳﻜﻰ" ﺍﻟﻤﻜﺘﻆ ﺑﺎﻟﺴﻜﺎﻥ ﻭ ﺍﻟﻤﻠﻴﺊ ﺑﺎﻟﺸﻮﺍﺭﻉ ﻭ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭﻯ ﺑﻌﻄﻮﺭﻩ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ،ﻭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻣﻨﻪ ﺃﻓﺨﻢ ﺍﻟﺤﺪﺍﺋﻖ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ( ﺣﺪﻳﻘﺔ ﺍﻷﺯﺑﻜﻴﺔ ) ﻭ ﺍﻟﻤﺒﺎﻧﻰ ﺍﻟﻤﺰﻳﻨﺔ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﺍﻟﻔﺨﻤﺔ ﺍﻟﺘﻰ أﻧﺸﺄﻫﺎ "ﺍﻟﺨﺪﻳﻮﻯ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ" ﻣﻊ ﻣﻴﺎﺩﻳﻨﻬﺎ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ وﺍﻟﻔﻨﺎﺩﻕ ﺍﻟﻔﺨﻤﺔ ﻭ ﺃﻭﺑﺮﺍ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﻭمظاهر ﺍﻟﺒﺮﺟﻮﺍﺯﻳﺔ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻣﻴﺔ،.
"ﻣﺒﻨﻰ ﺗﻴﺮﻳﻨﺞ" ﻏﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﺑﺄﻛﻤﻠﻪ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺍﻟﻜﺮﺓ ﺍﻷﺭﺿﻴﺔ ﺃﻋﻠﻰ ﻗﺒﺘﻪ ﺍﻟﺘﻰ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻈﻬﺮ ﻻﻣﻌﺔ ﺑﺮﺍﻗﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﻠﻴﻞ،ﻭ ﻗﺪ ﺗﻢ ﺍﻹﻧﺘﻬﺎﺀ ﻣﻦ ﺑﻨﺎﺀ "ﻣﺒﻨﻰ ﺍﻟﺘﻴﺮﻳﻨﺞ" ﻋﺎﻡ 1915 ﻣﻤﺎ ﺟﻌﻠﻪ ﻣﻦ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﺘﺎﺟﺮ ﺍﻟﺒﻴﻊ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﺍﻟﻄﻮﺍﺑﻖ فى ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ( ﺍﻟﻤﻮﻻﺕ ﺑﺎﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﺍﻟﺪﺍﺭﺝ ﺍليوم )، ﻳﺘﻜﻮﻥ ﻣﺒﻨﻰ ﺗﻴﺮﻳﻨﺞ ﻣﻦ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻃﻮﺍﺑﻖ،ﻭ ﻛﺎﻥ "ﻓﻴﻜﺘﻮﺭ ﺗﻴﺮﻳﻨﺞ" ﻭ ﺇﺧﻮﺗﻪ "ﻏﻮﺳﺘﺎﻑ ﻭ ﻛﻮﻧﺮﺍﺩ" ﻗﺪ أﻓﺘﺘﺤﻮﺍ ﺗﺠﺎﺭﺗﻬﻢ فى "ﻓﻴﻴﻨﺎ" فى ﺍﻟﻌﺎﻡ 1882ﻭ إﺳﺘﻬﺪﻓﻮﺍ ﻓﺘﺢ ﻓﺮﻭﻉ ﻟﻬﻢ فى ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻟﺴﻮﺀ ﺣﻈﻬﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺃﻭﻗﻔﺖ ﺃﻧﺸﻄﺘﻬﻢ فى ﺍﻟﺘﻮﺳﻊ.
فى ﻋﺎﻡ 1915 ( ﺗﻴﺮﻳﻨﺞ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ) ﻛﺎﻥ ﺗﺤﺖ ﺇﺩﺍﺭﺓ "ﻛﺎﺭﻟﻮ ﻣﻴﻨﺎﺳﺲ" وفى ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﻄﺎﻑ ﺗﻢ ﻣﻨﺢ ﻣﺒﻨﻰ "ﺍﻟﺘﻴﺮﻳﻨﺞ" ﺗﺮﺧﻴﺼﺎ ﻣﺸﺮﻭﻃﺎ ﻟﻠﺘﺠﺎﺭﺓ فى "ﻣﺼﺮ" ﻣﻊ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻭ ﻣﻊ حلفاء ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﺍﻟﻌﻈﻤﻰ، حتى ﺗﻢ ﺗﺼﻔﻴﺔ ﻧﺸﺎﻃﻬﺎ فى ﻋﺎﻡ 1920، ﻭ ﺗﻢ ﺗﺠﺮﻳﺪ ﻣﺒﻨﻰ "ﺍﻟﺘﻴﺮﻳﻨﺞ" ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺑﻬﺎ الأصليين، ﻭ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺗﻨﻘﻠﺖ ﻣﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺑﻴﻦ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﻟﻜﻴﻦ، ﻭ ﻇﻞ ﺍلمبنى ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﺑﻌﺪ ﻳﻮﻟﻴﻮ 1952 إﺳﺘﻮﻟﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﻭﺍﺿﻌﻰ ﺍﻟﻴﺪ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺣﻮﻟﻮﻩ ﺇﻟﻰ "ﻭﺭﺵ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻭ ﻣﺤﺎﻝ ﺗﺠﺎﺭﻳﺔ" ومخازن للكاوتش والبويات،ﻭ إﺳﺘﻤﺮ ﺍﻟﺘﺠﺎﻫﻞ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺌﻮﻟﻴﻦ ﻭ ﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﻭ ﺍﻷﻣﺎﻛﻦ ﺍﻷﺛﺮﻳﺔ ﻣﻤﺎ ﻧﺘﺞ ﻋﻨﻪ ﺃﻥ ﻭﺻﻞ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺗﻌﺘﺒﺮ "ﺟﺮﻣﺎ" ﻓﻰ ﺣﻖ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﻌﻤﺎﺭﻯ ﻟﻤﺒﻨﻰ ﻫﻮ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻦ ﻧﻮﻋﻪ ﻓﻘﻂ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ !!وهذا الأثر المعمارى الحى، ما زال يستصرخ من له سلطة القرار السياسى فى البلد، لكى يعيده إلى الحياة للمصريين، فهل سيجد من يلبى ندائه!!
[email protected]
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
د. عصام محمد عبد القادر يكتب: عيد الشرطة
عندما يُضّحي الإنسانُ بحياته من أجل الوطن، وبقائه ومن أجل ترابه، ومن أجل عزّته، وطُهره، وصون مقدّراته، والحفاظ على شرفه، وعرضه؛ فتلك غاياتٌ، لا تضاهيها أخرى، وتلك ممارسة نبيلة، لا تناظرها أخرى؛ فمؤسسةُ الشرطة قد قدمت ذلك، وأكثر، وشاهد ذلك موقعة الإسماعلية 1952م التي شهدتْ مُواجهةً جَسُورةً، وشجاعة مع عدوٍ معتدٍ، أثيمٍ حينئذٍ، وهو المحتل البريطاني الذي أراد أن يفرض كلمته، وسلطته، ويمارس وصايته على شعب أجل عظيم قد تربّى على العزة، والكرامة؛ فما كان من هؤلاء الرجال البواسل إلا أن قدّموا أرواحهم، وبذلوا دمائهم؛ لتبقى كرامة الوطن مُقدّمةً على كل شيء، ويصبح الحدث الجلل المخلد في ذاكرة الأمة المصرية ما بقيتْ الحياةُ.
وفي مصر العظمي يتربّى رجال الشرطة في مؤسسة عريقة، من شأنها تشكيل الوعي، والوجدان، وتكسب المهارات، وتصقل الذات؛ ليتخرج منها بواسل الميادين؛ ليؤدوا واجبهم تحت قسم الولاء، والانتماء لتراب هذا الوطن، والحفاظ على مقدّراته المادية، والبشرية، ولو تكلف ذلك الأرواح، والدماء؛ إنها تربيةٌ لها خصوصية منذ أن يلتحق الطالب بكلية الشرطة، أو كما نسميها أكاديمية الشرطة؛ فندركُ أن المهمة قد باتت عظيمة، وأن الراحة تفارق الجفون، والأبدان، وأن السهر على أمن، وأمان البلاد غاية نبيلة، وجهاد، لا يوازيه أمر أخر، وأن تعزيز العدالة، والمساواة، وتطبيق القانون على الجميع مبدأٌ راسخٌ، لا يمكن التنازل عنه.
وما تقدمه المؤسسة الشرطية من تدريب، وصقل للخبرات المعرفية، والوجدانية يُعد فريدًا من نوعه إذا ما قورن بأخرى، وهذا ليس من قبيل المُجاملة؛ فقد أشارت التصنيفات العالمية إلى منزلة، ومكانة، وترتيب أكاديمية الشرطة المصرية وفق ما تنفذه من برامج تدريبية، وتعليمية للإعداد، والتأهيل، وما توفره من نظم تقنية متقدمة، تتيح لمنتسبيها الوصول إلى مستويات قياسية، واحترافية في المجال الأمني؛ ومن ثم يلتحق بتلك المؤسسة المتميزة العديد من الطلاب العرب، والأفارقة؛ لكونها دون مبالغة من أفضل الأكاديميات الشرطية على مستوى العالم؛ نظرًا لما تمتلكه من خبرات، وبرامج، وتقنيات بما يحقق فلسفة التكامل في الإعداد المهني، والأكاديمي على حدٍّ سواءٍ.
وزيارةُ الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الأكاديمية في أوقات الاختبارات، وكلماته المعبرة، والصادقة عن رسالة الشرطة السامية، لها دلالاتها الواضحة، وتتضمن رسائل عميقة؛ حيث أشار سيادته إلى أن وزارة الداخلية، وقوات الشرطة تقوم بمهمة مُقدّسَةٍ وهي حفظ الأمن، والاستقرار في الدولة المصريّة؛ فما أجلَّ!، وأرقى هذه المهمة، وما أصعبَ مسئولية الحفاظ على الوطن!، ومقدراته، وما أشْرفها من غاية! يتحقق من خلالها أن تبيت في سربك آمنا، وقارَّ العين، ومُطَمئنَّ النفس على روحك، وكل من تحب، وما لديك، وما أعلاها من مهمةٍ! تُهيء للتنمية، والنهضة المناخ المواتي؛ ليستطيع الجميعُ أن ينتجوا، كلٌ في مجاله، وتخصصه.
وإيمانًا بالعلم، ودوره في الحياة العملية، والعلمية، والمعيشية تؤدي الأكاديميةُ الدور المنوط بها في هذا الخضمِّ؛ حيث تفتح المجال أمام طلابها، وللوافدين من الدول العربية، والأفريقية مساراتِ استكمالِ الدراساتِ العليا بمرحلتيها المعروفة الماجستير، والدكتوراه في العلوم الشرطيّة، والأمنيّة، وهذا الأمر يضيف للرصيد المعرفي عبر بوابة البحث العلمي، ويجدد من طرائق التدريب الحديثة، ويستكشف استراتيجيات أمنيّةٍ، تتماشي مع التقدم التقني المتسارع، بل ويصقل الخبرات المعنية برفع الروح المعنويّة، وتحقيق أقصى درجات الانضباط الانفعالي لمنتسبي المؤسسة الشرطية بمراحلها المختلفة.
وندرك أن نتاج الدراسات العليا يعود بالنفع على العملية التعليمية بالأكاديمية؛ حيث يفرز الجديد من المعارف، التي ثبت جدواها؛ فيصبح المحتوى التعليمي متجددًا وفق ما يتناغم، ويتسق مع النظريات القديمة منها، والمستحدثة، وهذا يؤكد أن برامج الإعداد المهني، والأكاديمي التي تتبناه أكاديمية الشرطة يتماشى مع المعايير العالمية، بل وينفذ بكل دقة، وتحت رعايةٍ، وإشرافٍ متكاملين، كما يعود النفع على المجتمع المصريّ؛ إذْ تخرج الأكاديمية أفضل العناصر الشُرْطيّة المستوفيّة الإعداد، والتي تتعامل بصورةٍ لائقةٍ مع المواطن، وتقدم له سبل الدعم، والمساندة، وفي المقابل تعمل على ضبط الأمن، والاستقرار من خلال المواجهة الحاسمة للخارجين عن سياج القانون، الذي يطبق على الجميع دون اسْتثناءٍ.
وما كان لنا أن ننسى شُهدائَنا من أبرارِ الشُرْطة الذين ضَحّوا من أجل مصر، وتحقيق أمنها، وأمانها والحفاظ عليها، وصوْنها؛ فنبعث لهم دعواتِ الرحمةِ، ونتضرّعُ إلى الله – تعالى – أن يسكنهم جنّاتِ الفرْدوسِ مع النبيين، والصديقين، والشهداء، وحسن أولئك رفيقًا، ونؤكد أن ذِكْراهم مازالتْ في القلوب، والأفئدة باقيةً، وأن مِيْراثَ الشجاعة، والبطولات بيد جيلٍ تلو أخر، قد نشأوا، وترعرعوا، وتخرّجوا من تلك المؤسسة العظيمة، التي لا ينضبُ عطاؤها، ولا يجِفُّ معينُها أبد الدهر.
ويطيبُ لنا أن نُهْدِيَ برْقيةً عطِرةً تحمل التهنئة، والأمنيات بالدعوات الصادقة بدوام التقدم، والازدهار والرقيّ لتلك المؤسّسةِ صاحبةِ الرسالةِ الساميّةِ، كما تحمل في طيّاتها دعواتٍ بأن يُعين أبطالها في مهامهم، ويُسِدّدُ بالحق رميتهم، ويوفقهم لما يحب ربي - جل في علاه - ويرضى، وأن يحفظَ بهم البلادَ، والعبادَ.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.