قال الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إنه في ليلة الإسراء والمعراج، التي تُعتبر واحدة من أعظم الرحلات التي شهدها تاريخ الأمة الإسلامية، فرض الله عز وجل على نبيه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم خمسين صلاة، هذا الفرض العظيم كان في البداية عددًا كبيرًا من الصلوات، لكن رحمة الله تعالى كانت حاضرة بشكل واضح في هذه الواقعة.

وأضاف عثمان، في مقطع فيديو له نشرته دار الإفتاء المصرية: «عندما مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على نبي الله موسى عليه السلام في رحلته السماوية الإسراء والمعراج ، سأل سيدنا موسى النبي صلى الله عليه وسلم عن ما فرضه الله عليه، فأجاب الحبيب صلى الله عليه وسلم: خمسون صلاة، فكان رد سيدنا موسى عليه السلام: ارجع إلى ربك، فسله التخفيف، فإن أمتك لا تطيق ذلك».

وصل العدد إلى خمس صلوات فقط في اليوم والليلة

وتابع أمين الفتوى: «ظل رسول الله صلى الله عليه وسلم يتردد بين ربه عز وجل وبين نبي الله موسى عليه السلام، في رحلة الإسراء والمعراج وفي كل مرة كان الله عز وجل يخفف عن الأمة خمس صلوات، حتى وصل العدد إلى خمس صلوات فقط في اليوم والليلة، وعلى الرغم من أن العدد في الواقع أصبح خمسًا، إلا أن الأجر المتعلق بهذه الصلوات ظل كما هو، أي أجر خمسين صلاة».

وأوضح الشيخ عويضة عثمان قائلاً: «الرحمة في هذه الواقعة واضحة؛ فقد كان الله عز وجل يعلم أن أمة محمد صلى الله عليه وسلم لن تطيق هذا العدد الكبير من الصلوات في كل يوم، لذا، خفف عنهم وترك لهم خمس صلوات فقط، ولكنهم سيحصلون على أجر خمسين صلاة، إن هذا التخفيف يعكس عظمة ورحمة الله بعباده، ويجب على المسلمين أن يتفكروا في هذه اللحظة التاريخية بعين التفهم والإيمان».

الصلاة ليست مجرد عبادة جسدية فحسب

وأضاف الشيخ عويضة: «من خلال هذه الواقعة نعرف أن الصلاة، على الرغم من أنها فرضت في ليلة الإسراء والمعراج، إلا أن فريضتها ليست مجرد عبادة جسدية فحسب، بل هي صلة مباشرة بين العبد وربه، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يُصلي في تلك الرحلة في السماوات العُلى، وهو ما يُظهر عظمة هذه العبادة في الإسلام».

في الختام، يجب على المسلم أن يحسن أداء صلاته وأن يتذكر دائمًا أنه في كل صلاة يؤديها، يحصل على أجر خمسين صلاة، لأن الله عز وجل لم يخفف عنهم فقط في العدد بل في الأجر أيضًا، فالصلاة ليست مجرد فرض واجب، بل هي قربة عظيمة إلى الله سبحانه وتعالى.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: ليلة الإسراء والمعراج الإسراء والمعراج رحلة الإسراء والمعراج فرض الصلاة صلى الله علیه وسلم الإسراء والمعراج الله عز وجل

إقرأ أيضاً:

التوفيق الأعظم.. خطيب المسجد النبوي: جاهد نفسك للسلامة من هذه الحقوق

قال الشيخ الدكتور حسين آل الشيخ، إمام وخطيب المسجد النبوي ، إن من التوفيق الأعظم، والسداد الأتم، أن يحرص العبد على حفظ طاعاته لربه عز وجل، فيكون حريصًا أشد الحرص على حفظ طاعته.

التوفيق الأعظم

وأضاف “ آل الشيخ” خلال خطبة الجمعة الأخيرة من شهر شوال اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة : يجاهد نفسه على السلامة من حقوق الخلق، ويجاهدها على البعد التام عن الوقوع في ظلم المخلوقين، بأي نوع من أنواع الظلم القولية والفعلية.

واستشهد بما قال تعالى: (وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ) ، منوهًا بأن من أعظم البوار، وأشد الخسارة، ترك العنان للنفس في ظلمها للآخرين وانتهاك حقوقهم.

ودلل بما قال صلى الله عليه وسلم: (اتَّقُوا الظلم، فإنَّ الظُّلْمَ ظُلُماتٌ يَومَ القيامة)، مؤكدًا أن أعظم ما يجب على المسلم حفظ حسناته، وصيانة دينه والحفاظ عليه، لقوله تعالى: (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَسِينَ).

وأوضح أن الإفلاس الحقيقي والخسارة الكبرى، أن توفّق للخيرات والمسارعة للطاعات، وتأتي يوم القيامة حاملًا حقوق الناس متلبسًا بظلمهم فتلك البلية العظمى والخسارة الكبرى.

الإفلاس الحقيقي

واستند إلى قوله -صلى الله عليه وسلم-: (أَتَدْرُونَ من المُفْلِسُ؟ قالوا : المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال صلى الله عليه وسلم: إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام، وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسَفَكَ دَمَ هذا، وضَرَبَ هذا، فيُعطى هذا من حسناته، وهذا مِن حَسَناتِهِ، فَإِن فَنِيَتْ حَسَناتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار ) رواه مسلم.

وأوصى المبادرة بأداء حقوق العباد، والتحلل منهم، وكف اللسان عن شتم الخلق، وقذفهم، وغيبتهم، والطعن في أعراضهم، محذرًا من الظلم والاعتداء على الخلق، وأكل أموالهم، والتهاون في إرجاعها، مستشهدًا بقوله تعالى: (وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا).
وختم الخطبة، مبينًا أن الواجب على كل مسلم أن يجتهد في براءة ذمته من حقوق الخلق، فقد ورد في الحديث الصحيح أن الجهاد في سبيل الله يكفر الخطايا إلا الدين، وأن التساهل به يورد العبد الموارد المهلكة في الدنيا والآخرة، مستشهدًا بقوله صلى الله عليه وسلم: (من أخذ أموال الناس يُريد أداءها أدى الله عنه، ومَن أخذَ يُرِيدُ إتلافها أتْلَفَهُ الله) رواه البخاري.

طباعة شارك خطيب المسجد النبوي إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور حسين آل الشيخ

مقالات مشابهة

  • دار الإفتاء تكشف حكم سجود التلاوة بدون وضوء
  • هل الحج يغني عن الصلاة الفائتة لشخص كان لا يصلي؟.. الإفتاء ترد
  • التوفيق الأعظم.. خطيب المسجد النبوي: جاهد نفسك للسلامة من هذه الحقوق
  • ما هي الأعمال المستحبة عند زيارة مسجد النبي؟.. داعية يُوضح
  • حكم النقاب.. أمين الفتوى: لو كان فرضا لما منعه النبي فى الحج والعمرة
  • هل التأمين على السيارات حلال أم حرام؟.. الإفتاء تكشف
  • هل يشترط الوضوء عند ترديد الأذكار.. أمين الفتوى يحسم الجدل
  • نقيب الأشراف يبحث سبل التعاون مع رئيس المجلس الفقهي الأسترالي
  • دعاء الأم على أبنائها.. هل يستجاب حتى ولو كانت ظالمة ؟
  • أفضل دعاء تبدأ وتختم به يومك .. واظب عليه