يوسف العربي (أبوظبي)
أكد مسؤولون ورجال أعمال أن إطلاق «استراتيجية حكومة أبوظبي الرقمية 2025 - 2027»، لتعزيز مسيرة التحول في الإمارة، نحو حكومة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، يعد بمثابة نقلة نوعية في مجال الجيل التالي من الرقمنة، موضحين أن الاستراتيجية تعزز جودة الحياة، وترتقي بتنافسية الإمارة على صعيد الأعمال.

 
وتهدف الاستراتيجية، التي تتولى تنفيذها دائرة التمكين الحكومي - أبوظبي، بالتعاون مع الجهات الحكومية في الإمارة، إلى تحقيق الريادة العالمية للإمارة في الحكومة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، مع استثمارات تقدر قيمتها بـ 13 مليار درهم حتى نهاية العام الجاري والعامين المقبلين، بما يطوّر ويعزّز منظومة الابتكار وتبني التكنولوجيا في إمارة أبوظبي. وأشاروا إلى أن أبوظبي تسبق مدن العالم في توظيف التطبيقات وتقنيات الذكاء الاصطناعي لرفع جودة الخدمات المقدمة للأفراد والمستثمرين.

وقال عبدالله عمر باعبيد، الرئيس التنفيذي لمجموعة «إيه أم جي»، إن إطلاق «استراتيجية حكومة أبوظبي الرقمية 2025 - 2027»، لتعزيز مسيرة التحول في الإمارة، نحو حكومة تعتمد على الذكاء الاصطناعي يعد نقلة نوعية في مجال الجيل التالي من الرقمنة حيث تعزز جودة الحياة، وترتقي بتنافسية الإمارة على صعيد الأعمال.
وأضاف أن أبوظبي أدركت مبكراً أهمية تقنيات الذكاء الاصطناعي، واستطاعت، من خلال العديد من المبادرات والاستثمارات المشتركة مع كل من الولايات المتحدة الأميركية والصين، حجز مكانة عالمية في هذا المجال.
وأضاف أن أبوظبي تسبق مدن العالم في توظيف التطبيقات وتقنيات الذكاء الاصطناعي لرفع جودة الخدمات المقدمة للأفراد والمستثمرين، حيث سيكون الذكاء الاصطناعي جزءاً لا يتجزأ من التفاصيل اليومية في حياتهم.
ولفت إلى أن هذه الاستثمارات الموجهة للذكاء الاصطناعي تعد شهادة على حيوية القطاع التكنولوجي بالإمارة وقدرته على استيعاب المزيد من المشاريع والابتكارات، من خلال بناء شراكات بين القطاعين الحكومي والخاص.
وأشار إلى أهمية تضمين استراتيجية حكومة أبوظبي الرقمية 2025 - 2027 برنامج «الذكاء الاصطناعي للجميع» ضمن الاستراتيجية، حيث تستثمر حكومة أبوظبي في تدريب وتمكين مواطني الإمارة في استخدامات الذكاء الاصطناعي المختلفة، إلى جانب استخدام أكثر من 200 حل مبتكر للذكاء الاصطناعي في جميع الخدمات الحكومية، ما يعزز مكانة إمارة أبوظبي مركزاً عالمياً للابتكار المدعوم بالذكاء الاصطناعي.

أخبار ذات صلة فعاليات «صينية -إماراتية» تستعرض التراث وتدعم الاستدامة رئيس مايكروسوفت لـ«الاتحاد»: الإمارات رائدة عالمياً في الذكاء الاصطناعي

فوائد رئيسة 
من ناحيته، قال الدكتور محمد المصلح، أستاذ مساعد في ابتكار المنتجات في كلية التصميم بجامعة هيريوت وات دبي، إن إطلاق استراتيجية حكومة أبوظبي الرقمية 2025 - 2027 خطوة محورية في تعزيز الحوكمة، وتحسين مستوى الخدمات العامة، حيث تهدف هذه الاستراتيجية إلى تعزيز كفاءة الحكومة، من خلال دمج العمليات الرقمية عبر الجهات في القطاعات المختلفة، وتبسيط الخدمات للمواطنين والمقيمين.
وأضاف أن هذه الخطوة المهمة تعزز مفهوم الابتكار وتشجعه، وذلك من خلال اعتماد تقنيات تكنولوجية متقدمة وتبنى أدوات متطورة، ما يضع أبوظبي والإمارات العربية المتحدة في مكانة رائدة عالمياً في التحول الرقمي، كما أنه يعزز النمو الاقتصادي، من خلال تحسين سهولة ممارسة الأعمال، وجذب الاستثمارات ودعم جهود التنويع.
وحول تأثير الاستثمارات الجديدة البالغة «13 مليار درهم» على القطاع التكنولوجي في الدولة، قال المصلح، إن هذا الاستثمار المكثف في قطاع التكنولوجيا في دولة الإمارات يؤدي إلى تحسين ورفع مستوى الخدمات، ودفع الابتكار بشكل كبير، مما يضع الدولة في الريادة العالمية في الاقتصاد الرقمي.
وأشار إلى أن هذا الاستثمار يسهم بدوره على تعزيز البنية التحتية الرقمية.

ذكاء وكفاءة
قال حيدر عزيز، المدير العام لدى شركة «فاست داتا» في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا، إن جهود أبوظبي في مجال توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي أدت إلى طفرة نوعية في جودة الخدمات المقدمة للمتعاملين على مدار السنوات الماضية.  وأوضح أن الإمارة وظفت تقنيات الذكاء الاصطناعي لجعل الخدمات العامة أكثر ذكاءً وكفاءة بداية من أنظمة إدارة حركة المرور التي تقلل من الازدحام، ووصولاً إلى أدوات الرعاية الصحية التنبئية التي تتوقع احتياجات المرضى، حيث يعمل الذكاء الاصطناعي على الارتقاء المستمر بعمليات تقديم الخدمات في الإمارة.
وقال إن «أبوظبي الرقمية» تقود مبادرات أتمتة العمليات واستخدام البيانات لاتخاذ قرارات أفضل، حيث تضمن هذه الجهود أن تكون الخدمات أسرع وأكثر تخصصاً، مما يعكس التزام أبوظبي بالابتكار وتحسين جودة الحياة لسكانها.
وأستكمل: تسعى أبوظبي ودولة الإمارات عموماً لأن تصبح مركزاً عالمياً للذكاء الاصطناعي، مدفوعتين باستثمارات استباقية وبنية تحتية قوية وسياسات حكومية داعمة. 
وتوقع عزيز أن تؤدي العمليات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي إلى زيادة الإنتاجية، حيث يعتقد 95% من في استطلاع أجرته شركة برايس ووترهاوس كوبرز أن الذكاء الاصطناعي سيساعد في تطوير خطوط أعمال جديدة وزيادة الإنتاجية خلال العام المقبل.

التحول الرقمي
تستند «استراتيجية حكومة أبوظبي الرقمية»، إلى ما يزيد على عقد من التحول الرقمي، حيث ارتقت أبوظبي في مسارها من الحكومة الإلكترونية إلى الحكومة الذكية وصولاً إلى الحكومة الرقمية، وتتجه اليوم للوصول إلى حكومة رائدة في الخدمات المدعومة بالذكاء الاصطناعي للمواطنين والمقيمين والشركات عبر مختلف القطاعات.
وتشمل أبرز المبادرات التي جرى إطلاقها مؤخراً الجيل الثالث لمنصة الخدمات الحكومية «تم 3.0»، و«برنامج أبوظبي لتجربة متعاملين بلا جهد»، مما يمهد الطريق للجيل المقبل من الحلول والتقنيات الرقمية المبنية على الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المستدامة والحوسبة السحابية وتحليل البيانات.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي أبوظبي حكومة أبوظبي الإمارات تقنیات الذکاء الاصطناعی على الذکاء الاصطناعی فی الإمارة من خلال

إقرأ أيضاً:

من يُلام في خطأ طبي يرتكبه الذكاء الاصطناعي؟

تُبشّر تقنيات الذكاء الاصطناعي المساعد بآفاقٍ واعدة لإحداث نقلة نوعية في الرعاية الصحية، من خلال مساعدة الأطباء في تشخيص المرضى وإدارتهم وعلاجهم. ومع ذلك، فإنّ التوجه الحالي لتطبيق الذكاء الاصطناعي المساعد قد يُفاقم التحديات المتعلقة بمنع الأخطاء وإرهاق الأطباء، بحسب موجز جديد أعده باحثون في جامعتي جون هوبكنز وتكساس.

ويُوضّح الموجز أنّ هناك توقعات متزايدة من الأطباء بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي للحدّ من الأخطاء الطبية. 

ومع ذلك، لم تُوضَع بعد قوانين ولوائح مناسبة لدعم الأطباء في اتخاذ قراراتهم المُوجّهة بالذكاء الاصطناعي، على الرغم من التبني المُكثّف لهذه التقنيات في مؤسسات الرعاية الصحية.

المسؤولية الطبية

ووفق "مديكال إكسبريس"، يتوقع الباحثون أن المسؤولية الطبية ستعتمد على من يعتبره المجتمع مُخطئاً عند فشل التقنية أو ارتكابها خطأً، ما يُخضع الأطباء لتوقعاتٍ غير واقعية بمعرفة متى يجب تجاوز الذكاء الاصطناعي أو الثقة به. 

ويُحذّر الباحثون من أنّ مثل هذا التوقع قد يزيد من خطر الإرهاق، وحتى الأخطاء بين الأطباء.

تفسير التقنيات

وقالت شيفالي باتيل، الأستاذة المشاركة من جامعة تكساس: "كان الهدف من الذكاء الاصطناعي تخفيف العبء، ولكنه بدلاً من ذلك يُلقي بالمسؤولية على عاتق الأطباء، مُجبراً إياهم على تفسير تقنيات لا يستطيع حتى مُبتكروها شرحها بالكامل". 

وأضافت: "هذا التوقع غير الواقعي يُولّد تردداً ويُشكّل تهديداً مباشراً لرعاية المرضى".

ويقترح الموجز الجديد استراتيجياتٍ لمؤسسات الرعاية الصحية لدعم الأطباء من خلال تحويل التركيز من الأداء الفردي إلى الدعم والتعلم التنظيمي، ما قد يُخفف الضغط على الأطباء ويُعزز نهجاً أكثر تعاوناً لدمج الذكاء الاصطناعي.

وقال كريستوفر مايرز، الباحث المشارك: "إن توقع أن يفهم الأطباء الذكاء الاصطناعي ويطبقونه بشكل مثالي عند اتخاذ القرارات السريرية يُشبه توقع أن يُصمّم الطيارون طائراتهم الخاصة أيضاً أثناء تحليقهم بها". 

وأضاف: "لضمان تمكين الذكاء الاصطناعي للأطباء بدلاً من إرهاقهم، يتعين على منظمات الرعاية الصحية تطوير أنظمة دعم تساعد الأطباء على تحديد متى وكيف يستخدمون الذكاء الاصطناعي حتى لا يضطروا إلى التشكيك في الأدوات التي يستخدمونها لاتخاذ القرارات الرئيسية".

مقالات مشابهة

  • أحمد سليمان: رفضت دولارات قطر حبا في الزمالك.. ورجال الأعمال يبحثون عن الشو
  • ديب سيك تعزز منافستها مع OpenAI بتحديث نموذجها للذكاء الاصطناعي
  • من يُلام في خطأ طبي يرتكبه الذكاء الاصطناعي؟
  • الذكاء الاصطناعي فرصة ذهبية لبناء الاستقلال المالي
  • بحضور خبراء دوليين.. مركز "ICAIRE" يستعرض تقرير جاهزية المملكة للذكاء الاصطناعي
  • Gmail يطور ميزة البحث .. الذكاء الاصطناعي يحدد ما تحتاجه أولا
  • «الملتقى» يكشف عن مبادرات تعزز دور القطاع الخاص في اقتصاد أبوظبي
  • شرطة أبوظبي تعزز ثقافة القراءة بين منتسبيها
  • شرطة أبوظبي تعزز ثقافة القراءة بين منتسبيها تزامناً مع شهر القراءة
  • رئيس "صناعة النواب": الانضمام لمؤشر "جاهزية الأعمال" سيعزز من تنافسية الاقتصاد