هل أذعن أصحاب الشركات الكبرى لترامب؟
تاريخ النشر: 23rd, January 2025 GMT
ذكر مقال نشرته فاينانشال تايمز أنه منذ إعلان فوز الرئيس الجمهوري دونالد ترامب بالانتخابات في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي تبنت كبرى الشركات تحولا كبيرا في نهجها المعتاد، بهدف التوافق مع المواقف المحافظة التي ينتهجها ترامب.
تجلى ذلك بالتخلي عن مبادرات التنوع والشمول، وسحب الدعم من الجمعيات الخيرية المعنية بالمساواة العرقية، التي يبدي ترامب مناهضة شديدة لها منذ ولايته السابقة، ومن الأمثلة على ذلك:
شركة ميتا ألغت سياسات رقابة المحتوى التي كانت تهدف للحد من المعلومات الخاطئة، وعينت في مجلس إداراتها دانا وايت المقرب من ترامب.كما التقى زوكربيرغ المدير التنفيذي لميتا، وتيم كوك المديرالتنفيذي لشركة "آبل" مع ترامب في مقره بفلوريدا، وأعلنا عن تبرعات لصندوق تنصيب الرئيس. شركة أمازون أبرمت صفقة لإنتاج فيلم عن حياة ميلانيا ترامب، وتبرعت بمليون دولار لصندوق تنصيب الرئيس المنتخب. وتواصل جيف بيزوس مؤسس أمازون شخصيا مع ترامب بعد فوزه، معلنا دعمه لسياسات خفض اللوائح التنظيمية . أعلنت شركات مثل "أوبن إيه آي" و"سوفت بنك" عن مشروع ضخم للبنية التحتية للذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة، يحمل اسم استارغيت "Stargate"، بتكلفة تصل إلى 100 مليار دولار، مع إمكانية زيادتها إلى 500 مليار دولار. هذا المشروع يهدف إلى بناء مراكز بيانات واسعة لدعم الجيل القادم من تقنيات الذكاء الاصطناعي، وقد حظي بإشادة ترامب كدليل على الثقة في الاقتصاد الأمريكي. الشركات الاستهلاكية الكبرى تبنت أيضا تغييرات جذرية، مثل ماكدونالدز التي أوقفت تدريب الموظفين على المساواة العرقية والجندرية، وألغت أهداف التنوع الخاصة وبرامج إشراك الموردين من الأقليات. إعلان حسب الموجة السياسية
وعلقت الصحيفة على ذلك بأنه "لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت هذه التحولات ستسمر على المدى الطويل أو أنها مجرد استجابة مؤقتة، وقد تكون هذه التغيرات قد تتغير إذا تغيرت البيئة السياسية أو تصاعد الضغوط الاجتماعية".
التغييرات الجماعية في نهج الشركات جعلتها عرضة لانتقادات شديدة، فوصف محللون ذلك بالتنازل عن المبادئ الأساسية لصلاح السياسيين، ما يهدد القيم الديمقراطية والاجتماعية والبيئية. ويؤدي إلى تباطؤ الجهود العالمية لمكافحة تغير المناخ.
وعلق على ذلك المستشار الاستثماري براد لاندر -حسب فايناشيال تايمز- بالقول إن انصياع الشركات لترامب أمر مثير للقلق العميق. لقد رأينا أمثلة كثيرة على ذلك عبر التاريخ. وهذه هي الكيفية التي تضعف بها الديمقراطية الأساسية مع مرور الوقت.
وفي نفس المقال ذكرت الصحيفة أنه خلال حفل تنصيب ترامب، تم تسليط الضوء على حضور عدد من الرؤساء التنفيذيين لشركات التكنولوجيا البارزة، معتبرة أن هذا الحضور يشير إلى تحول في ثقافة العمل، مع احتمال تراجع الجهود المتعلقة بالتنوع والشمول والعمل عن بُعد. حيث يعتقد بعض الخبراء أن هذا التوجه قد يؤدي إلى التركيز على حرية التعبير والنمو الاقتصادي، مما قد يقلل من برامج التنوع والشمول.
هذه التطورات تعكس سعي الشركات الأمريكية الكبرى للتكيف مع المناخ السياسي الجديد، من خلال تعديل سياساتها واستراتيجياتها بما يتماشى مع توجهات إدارة الرئيس الجديد.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
انتقاد فرنسي لترامب .. بايرو يصف مواجهته مع زيلينسكي بـالوحشية
سرايا - تصاعدت حدة التوترات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، بعد المشادة العنيفة التي وقعت بين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ونظيره الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، خلال لقائهما في البيت الأبيض، ما أثار انتقادات دولية، كان أبرزها من رئيس الوزراء الفرنسي، فرانسوا بايرو، الذي وصف ما جرى بأنه "عرض مذهل للوحشية والإذلال".
وخلال مناقشة برلمانية حول أوكرانيا، وجّه بايرو انتقادا شديد اللهجة لترامب، مؤكداً أن المشهد الذي جرى في المكتب البيضاوي كان "مذهلاً بوحشيته"، قائلا: "ما رأيناه لم يكن مجرد خلاف دبلوماسي، بل محاولة متعمدة لإذلال رئيس دولة أمام العالم".
ويعدّ التصريح خروجًا عن الخطاب المعتاد للقيادة الفرنسية، التي لطالما تبنت نهجًا أكثر تحفظًا في التعامل مع واشنطن، في المقابل، التزم الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بنبرة أكثر دبلوماسية عند تعليقه على الحادثة، ما يعكس اختلافًا في التوجهات داخل الحكومة الفرنسية بشأن العلاقة مع إدارة ترامب.
وبحسب وسائل إعلام أمريكية، فقد انتهى الاجتماع بين ترامب وزيلينسكي بطرد الأخير ووفده من البيت الأبيض، وذلك بعد رفض ترامب مواصلة المحادثات، كما تم إلغاء مراسم توقيع صفقة المعادن، التي كان من المقرر أن يتم التوقيع عليها خلال اللقاء، بعد أن شهد الاجتماع مواجهة حادة بين الطرفين أمام عدسات وسائل الإعلام العالمية.
وأفادت التقارير بأن الخلاف بدأ عندما قاطع زيلينسكي مرارًا ترامب ونائب الرئيس، جي دي فانس، في أثناء مناقشتهما للملف الأوكراني، حيث أصر الرئيس الأوكراني على استمرار الدعم العسكري الأمريكي، وعدم تقديم أي تنازلات في المفاوضات مع روسيا. في المقابل، شدد ترامب على أهمية وقف إطلاق النار، والبحث عن تسوية سلمية، منتقدًا النهج الذي يتبعه زيلينسكي في التعامل مع الأزمة.
وشهد الاجتماع تصعيدًا إضافيًا، عندما أبدى نائب الرئيس الأمريكي، جي دي فانس، غضبه من موقف زيلينسكي، متهمًا إياه بـ "نكران الجميل"، ووفقًا لشهود عيان، فقد ذكر فانس الرئيس الأوكراني بمساندته للحزب الديمقراطي ومرشحته كامالا هاريس في الانتخابات الأمريكية، معتبرًا أن إصراره على رفض مبادرات ترامب هو محاولة لفرض أجندته الخاصة على السياسة الأمريكية.
وأضاف فانس موجهاً كلامه لزيلينسكي: "الرئيس ترامب يحاول إنقاذ بلادك، لكنك تصر على رفض أي حلول، بينما تستمر في إلقاء اللوم على روسيا وحدها".
وفي رد فعل مفاجئ، قال زيلينسكي إن الولايات المتحدة ستشعر مستقبلاً بتداعيات هذا الصراع، في إشارة اعتبرها البعض تهديدًا مبطناً بشأن تبعات تقليل الدعم الأمريكي لأوكرانيا.
أثار الحادث مخاوف من تدهور العلاقات بين كييف وواشنطن، خصوصًا في ظل توجه ترامب نحو مقاربة جديدة أكثر مرونة تجاه موسكو. كما أن الانتقادات الأوروبية، التي بدأت تظهر علنًا، قد تضيف مزيدًا من التعقيدات للعلاقة بين البيت الأبيض وحلفائه التقليديين في الاتحاد الأوروبي.
وفي هذا السياق، وصف زعيم الأقلية في مجلس النواب الأمريكي، تشاك شومر، ما حدث بأنه "خطأ استراتيجي فادح"، مشيرًا إلى أن موقف ترامب يبدو كأنه يمنح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مساحة أكبر للمناورة في الأزمة الأوكرانية.
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 1205
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 04-03-2025 03:54 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...