جاءت قرارات الساعات الأولى لتولي سيد البيت الأبيض ، لتؤكد عزمه تنفيذ الوعود الاِنتخابية التى قطعها، منها المثير للجدل والمتعلق بملف الهجرة والجنسية وحقوق المواطنة ، زيادة التعريفة الجمركية مقابل الإعفاءات الضريبية ، بالإضافة إلي تعليق المساعدات الخارجية لمراجعتها والاِنسحاب من بعض الاِتفاقيات والمنظمات الدولية.

وحمل خطاب التنصيب رغبة حثيثة من الرئيس دونالد ترامب في طرح نفسه كصانع للسلام وموحد العالم ، لكن هل ينجح حقا فى تسوية الصراعات الموجودة على الساحة العالمية. 

يأتى إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية ليمثل التحدى الأكبر لتلك الرغبة، و التي يريد من خلالها أن تكون إرثا له ،وهو من أصعب الملفات الشائكة بالنظر إلى الوضع الراهن فى ساحة المعركة، ونظرا لتشابكها مع المصالح الأوروبية فهل يمتلك ترامب مفاتيح الحل فى هذا النزاع المعقد.

قد يرى ترامب أنه نجح فيما فشل فيه سابقه بالتوصل إلى اِتفاق تهدئة ووقف لإطلاق النار فى غزة ، لكنه فى الوقت نفسه لا يضمن استمراريته بإعترافه خلال حفل تنصيبه ، وتناقض يشكل ثانى أكبر تحدى يواجه الصورة الذهنية التى يحاول ترسيخها كصانع للسلام.

مسار القضية الفلسطينية  ثانى أكبر تحدى يواجه المنطقة العربية ، فخلال ولاية ترامب السابقة ،اِتخذت إدارته قرارات سياسية داعمة بشدة لإسرائيل ، كان أبزرها نقل السفارة الأمريكية للقدس و الإعتراف بها كعاصمة لإسرائيل فى تحد صارخ لحقوق الشعب الفلسطيني ، وهو ما آثار موجة اِستِنكار عربية.

ولم يكتف الجالس علي المكتب البيضاوي بهذا بل اعترفت إدارته بالوجود الإسرائيلي على مرتفعات الجولان السورية، وهو ما ينقلنا للحديث عن الوضع السورى ، و رغم تجاهل ترامب للأحداث الأخيرة بسوريا يثار تساؤل هام ، حول إمكانية اِتِّخاذ قرارات نافذة بشأن سوريا الجديدة ، خاصة بعد تصنيف إدارته السابقة لهيئة تحرير الشام التى ينتمى إليها أحمد الشرع كجماعة إرهابية  ،وتقاطعات تجيب عليها الأيام القادمة.
إيران واحدة من أكبر التحديات الكبرى التى تواجه واشنطن فى مجال السياسة الخارجية ، حيث شهدت الفترة الرئاسية السابقة لترامب توترات أفضت إلى اِنسحابه من الاِتفاق النووى خمسة- واحد, و فرض عقوبات اِقتصادية صارمة وهو ما ألقى بظلاله القاتمة على الاِقتصاد الإيراني، وهو ما تخشاه إيران حال  استمرار سياسات ترامب المتشددة  فهل يميل للتصعيد أم للتهدئة فى ظل متغيرات دولية وإِقليمية. 

ومع ذكر إيران لابد من الحديث عن حلفائها، و الذين تعرضوا لهزائم سياسية وميدانية فى سوريا ولبنان والعراق جراء الأحداث الأخيرة ، ولم يتبقى سوى التهديد الحوثى فهل تستمر الإدارة الأمريكية الجديدة في توجيه ضربات عسكرية لتدمير بنيته التحتية وصد هجماته التى تهدد الملاحة البحرية وإسرائيل. 

نقطة التقاطع فى المصالح الأمريكية الأوروبية أحد أهم الملفات التى تواجه ترامب، وتعود للطرح مرة أخرى وفى مقدمتها مستقبل حلف الناتو ، معاهدة الدفاع المشترك والإنفاق العسكرى فى ظل خلافات سابقة بين واشطن والحلفاء الأوروبيين خلال فترة الرئاسة الأولى لترامب.

وتشكل بكين تحدى أخر لترامب على خلفية الحرب التجارية وصراع النفوذ، فالتحدى الأبرز للهيمنة الأمريكية عالميا هو المنافس الصيني اللدود ،لذلك وعد ترامب بزيادة التعريفة الجمركية على المنتجات الصينية ، واِتخاذ عقوبات تجارية لكن هل يستطيع أن يكبح جماح التنين الصيني سياسيا و اِقتصاديا.

علاقات الإدارة الأمريكية سواء بجيرانها أوبحلفائها أومن خلال إستراتيجياتها  فى التعاطى مع العديد من القضايا  متوقعا لها أن تشهد الكثير من المفاجات التى ستحملها السنوات الأربع القادمة ، فى ظل شخصية مثيرة بتصريحاتها وقراراتها  ولا يمكن التنبؤ بأفعالها.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: دونالد ترامب البيت الأبيض التعريفة الجمركية المزيد وهو ما

إقرأ أيضاً:

محكمة الاستئناف الأمريكية تصدر قرارها بشأن إنهاء حق الجنسية بالولادة

أعلنت محكمة الاستئناف الأمريكية، الخميس، أن الرئيس دونالد ترامب لا يستطيع إنهاء حق الحصول على الجنسية بالولادة، وفق ما ذكره موقع "إكسيوس" الأمريكي.

ويواجه الأمر التنفيذي الذي أصدره ترامب لإنهاء حق المواطنة بالولادة عدة دعاوى قضائية، بما في ذلك من مدعين عامين ديمقراطيين وجماعات حقوق مدنية، يقولون إنه ينتهك الدستور. ومن المرجح أن تنتهي القضية في المحكمة العليا الأمريكية.

وكان قاض اتحادي في مدينة سياتل الأمريكية أصدر منذ نحو الشهر حكماً بمنع إدارة الرئيس دونالد ترامب من تنفيذ أمر تنفيذي يحد من الحق في الحصول على الجنسية بالولادة تلقائياً في الولايات المتحدة، ووصفه بأنه "مخالف للدستور على نحو صارخ"، وفق "إكسيوس"

It was the first time an appellate court had weighed in on #DonaldTrump's executive order on birthright citizenship, whose fate may ultimately be decided by the #US #SupremeCourt.#WorldNewshttps://t.co/SZAgdWZeWE

— The Daily Star (@dailystarnews) February 20, 2025

وقرار محكمة الاستئناف بالدائرة التاسعة للولايات المتحدة برفض طلب عاجل من وزارة العدل لوقف أمر صادر عن قاض في سياتل يمثل المرة الأولى التي تصدر فيها محكمة استئناف حكما في هذه المسألة.

كما أصدرت محاكم في ماريلاند وماساتشوستس ونيوهامبشاير أحكاماً تمنع تنفيذ الأمر.

ووجد القضاة الثلاثة في محكمة الاستئناف في سان فرانسيسكو، والذين تم تعيينهم من قبل الرؤساء ترامب، جيمي كارتر، وجورج دبليو بوش، أن وزارة العدل فشلت في تقديم "مبرر قوي يدل على أنها ستنجح في الاستئناف".

تم تحديد موعد لمراجعة القضية بشكل أعمق، ومن المقرر الاستماع إلى المرافعات في يونيو (حزيران).

Trump's appeal on birthright citizenship order rejected by court https://t.co/Y0AK7eJMdE

— Axios (@axios) February 20, 2025

وكان ترامب، قد أصدر أمراً تنفيذياً في اليوم الأول من عودته إلى البيت الأبيض في 20 يناير (كانون الثاني)، وجه بموجبه الوكالات الأمريكية برفض الاعتراف بجنسية الأطفال المولودين في الولايات المتحدة بعد 19 فبراير (شباط) إذا لم يكن والدهم أو والدتهم مواطناً أمريكياً أو مقيمين دائمين قانونيين.

مقالات مشابهة

  • ترامب يوجه بتقييد الاستثمارات الصينية في القطاعات الاستراتيجية الأمريكية
  • مجلة لوبوان: "هل يمكن للولايات المتحدة أن تنفصل عن حلف شمال الأطلنطي في أوروبا"
  • ترامب يشدد القيود على الاستثمارات الصينية في القطاعات الاستراتيجية الأمريكية
  • اليمن والموقف الحازم.. تحديات المنطقة في ظل التهديدات الأمريكية والإسرائيلية
  • رئيس حزب الاتحاد: نرحب بالرؤية الفلسطينية لمواجهة تحديات القضية وإقامة دولة مستقلة
  • ترامب: كندا قد تكون الولاية الـ51 للولايات المتحدة الأمريكية
  • ترامب: كندا قد تكون الولاية الـ 51 للولايات المتحدة الأمريكية
  • في 4 أسابيع فقط.. ترامب يمحو إرث 80 عاماً من السياسة الأمريكية
  • محكمة الاستئناف الأمريكية تصدر قرارها بشأن إنهاء حق الجنسية بالولادة
  • محكمة الاستئناف الأمريكية تؤكد أن ترامب لا يستطيع إنهاء حق الجنسية بالولادة