بعد أكثر من 15 شهراً قضوها في الأنفاق والتخفي لصد الجيش الاسرائيلي في الخطوط الامامية، ظهر مقاتلو حماس بالزي العسكري في شوارع قطاع غزة المدمر بعد ساعات من وقف اطلاق النار، في تحدٍ لوعيد إسرائيل بسحقهم.

وبينما كان العالم يتابع الأحد، تسليم ثلاث رهائن إسرائيليات للصليب الأحمر الدولي، ظهر العشرات من كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحماس، ملثمين بلباسهم العسكري لتأمين تسليم الرهائن في ساحة السرايا رئيسية في مدينة غزة، حيث تجمع مئات المواطنين.


وفي اليوم التالي، قال نائب وزير داخلية حكومة حماس في القطاع محمد أبو وطفة خلال جولة في شوارع مدينة غزة، إن سكان القطاع "يعيشون لحظة انتصار للحياة والإنسانية، قوات الشرطة جاهزة لحماية المواطن استكمالاً لجهد المقاومة وانتصار القسام والمقاومة، واستكمالاً للمشروع الوطني وإعادة الحياة".

لماذا وضع عناصر حماس طاولة وكرسيين أمام الحشود قبل تسليم الرهائن؟

لمشاهدة المزيد من الفيديوهات:https://t.co/XKZstSvtfW pic.twitter.com/gaIC8ThrW6

— 24.ae | فيديو (@24Media_Video) January 20, 2025 ورغم الدمار الهائل الذي خلفته القوات الاسرائيلية في المناطق المكتظة بالسكان في القطاع، نجت حماس ونجحت في البقاء رغم توعد إسرائيل بالقضاء عليها، كما يرى محللون سياسيون. ويقول الخبير في شؤون الشرق الأوسط في تشاتام هاوس، يوسي ميكلبيرغ: "عندما تحدد القضاء عليها هدفاً، ويبقي رجل واحد منهم يمكن اعتبار أنك فشلت".
قضت إسرائيل على عدد من كبار قادة حماس، بينههم إسماعيل هنية وخليفته يحيى السنوار، وعلى عدد كبير من مقاتليها. والثلاثاء، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إن الجيش قتل "نحو 20 ألف مقاتل من حماس".
لكن ميكلبيرغ يدعو إلى التأني في تقييم الوضع العام للحركة. ويقول: "لقد تعرضوا لأعنف عمليات القصف التي يمكن لمثل هذه المنظمة أن تتحمل على الإطلاق، ولا يزالون هناك، ويجندون، ترى على شاشة التلفزيون أنهم لا يزالون هناك، بأوشحتهم وأقنعتهم".
وبدوره يقول المسؤول في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية محمد شحادة إن إسرائيل استهدفت بشكل خاص الموظفين المدنيين، ورجال الشرطة، والوزراء، ضمن جهودها لتفكيك قدرة حماس على الحكم.
ويوضح أن "بقاء هؤلاء المسؤولين والقوات يمثل رمزاً للتحدي، ما يدل على أنهم لا يزالون يعملون رغم الهجوم".

ويضع أداء الحركة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في موقف حرج بعد تعهده بالقضاء عليها تماماً ووضع ذلك هدفاً للحرب التي اندلعت إثر هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. حماس تستعرض قوتها في غزة: نحن "اليوم التالي" - موقع 24مع بدء سريان وقف إطلاق النار في غزة يوم الأحد، جاب مسلحون ملثمون، كانوا يستقلون شاحنات صغيرة بيضاء، شوارع غزة بينما كان أنصارهم يهتفون باسم الجناح العسكري لحماس.

 

ويرى المحلل السياسي لشؤون الشرق الأوسط في شركة الاستشارات الأمنية لو بيك مايكل هورويتز أن حماس أرادت باستعراض قوتها  نقل رسالة ردع  لمنافسيها في غزة، ولتؤكد لإسرائيل أن  "أي جولات إضافية من القتال لن تؤدي إلى أي مكان". ويضيف أن إفلات حماس من الهزيمة يعود "لسبب رئيسي واحد، وهو أن إسرائيل لم تحاول أن تستبدل حماس الكيان الحاكم في غزة"، مشدداً  على أن رؤية نتانياهو الذي رفض مراراً أن يكون للسلطة الفلسطينية في رام الله، مقراً أي دور في قطاع غزة، و"التركيز فقط على الأمن تعني أن إسرائيل عالقة في دوامة تكرار نهجها غير الفعال".


وترى إيفا كولوريوتيس، المحللة المستقلة في شؤون الشرق الأوسط، أن حماس احتفظت "بشعبية عارمة" في غزة، في حين "فشلت كل المحاولات لتوفير قاعدة شعبية للسلطة الفلسطينية، ورفض حكم حماس".
ويقول شحادة إن الدمار الذي خلفته الحرب أثار استياء مواطني قطاع، لكن الأراء متضاربة حول حركة حماس. ويضيف "الناس يشعرون أيضاً بالفخر، الناس تعرضوا للإذلال" ومشاهدة مقاتلي القسام يتحدون إسرائيل "مصدر فخر لهم".



ويضيف هورويتز أن الدمار في القطاع "مشابه لما رأيناه على نطاق واسع في معارك مماثلة أخرى، مثل معركة استعادة  الموصل" في العراق من تنظيم داعش.
ويلخص ميكيلبيرغ أن الحرب الإسرائيلية "لم تعالج الأسباب الجذرية للنزاع"، وهو ما يتوافق مع دعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى أن يكون وقف إطلاق النار "خطوة أولى" نحو تسوية سياسية طويلة الأمد بين إسرائيل والفلسطينيين، ويضيف أنها الطريقة الوحيدة أمام اسرائيل "لإيجاد مساحة فاصلة بين حماس وبقية الشعب الفلسطيني".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: اتفاق غزة سقوط الأسد عودة ترامب إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية غزة وإسرائيل فی غزة

إقرأ أيضاً:

إسرائيل: نريد اتفاقا بشأن تحرير الأسرى لتمديد وقف إطلاق النار بغزة

القدس المحتلة - الوكالات

قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر اليوم الثلاثاء إن إسرائيل مستعدة للمضي إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، لكنها تحتاج إلى اتفاق بشأن إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) لتمديد الإطار.

واتهم ساعر حماس باستخدام المساعدات لمواصلة قتال إسرائيل، قائلا إن هذا لا يمكن أن يستمر.

مقالات مشابهة

  • نتنياهو: غيرنا وجه الشرق الأوسط وسنعيد باقي المختطفين إلى إسرائيل
  • السيسي ورئيس المجلس الأوروبي يبحثان تعزيز العلاقات الاقتصادية وتطورات الشرق الأوسط
  • قي قمة القاهرة..مصر تعرض خطتها البديلة لريفيرا الشرق الأوسط التي وضعها ترامب لغزة
  • إسرائيل: نرغب في اتفاق بشأن إطلاق سراح الرهائن لتمديد وقف إطلاق النار
  • إسرائيل: نريد اتفاقا بشأن تحرير الأسرى لتمديد وقف إطلاق النار بغزة
  • «حماس»: استمرار غلق معابر القطاع أمام المساعدات عقاب جماعي بحق المدنيين الأبرياء
  • نتانياهو يهدد حماس.. ويروّج لتهجير سكان غزة
  • “حماس”: إسرائيل لن تحصل على الأسرى إلا بصفقة تبادل
  • إسرائيل تحسم مصير اتفاق غزة خلال أيام
  • بيان شديد اللهجة من مصر بعد وقف إسرائيل إدخال المساعدات لغزة