بعد الفشل في”طوفان الأقصى”..موجة استقالات تعصف بجيش العدو
تاريخ النشر: 22nd, January 2025 GMT
الثورة نت../
ضربت موجة من الاستقالات جيش العدو الصهيوني، بدأها أمس الثلاثاء رئيس هيئة الأركان هرتسي هاليفي على خلفية الفشل في صد هجوم “طوفان الأقصى”، لتتواصل بذلك التداعيات الأمنية والسياسية للعملية التي نفذتها حركة المقاومة الإسلامية حماس في السابع من أكتوبر 2023.
وتتوالى العواصف السياسية والعسكرية داخل كيان العدو الصهيوني منذ بدء عملية “طوفان الأقصى”، أعنفها الهزة التي أحدثتها هذه التطورات في هيكل القيادة العسكرية الصهيونية، والتي تمثلت في استقالات متلاحقة لقادة عسكريين بارزين، على رأسهم هاليفي.
ويتفق الخبراء والمُحللون أن هذا الحدث ليس مجرد تغيير إداري، بل يعكس أزمة هيكلية عميقة ضربت جذور المؤسسة العسكرية الصهيونية وعلاقتها المتوترة مع حكومة بنيامين نتنياهو.
فشل جيش العدو الصهيوني
وفي التفاصيل أعلن رئيس الأركان الصهيوني هرتسي هاليفي استقالته رسميًا، على أن تدخل حيز التنفيذ في السادس من مارس المقبل.. وجاءت هذه الاستقالة عقب فشل جيش العدو الصهيوني في منع العبور الكبير الذي استهدف مستوطنات “غلاف غزة”، وترك بصماته المريرة على المشهد الأمني والسياسي داخل كيان العدو.
وتزامنت هذه الاستقالة مع توقف إطلاق النار في غزة، بعد أكثر من 15 عامًا من الإبادة الجماعية التي جوبهت بصمود واستبسال فلسطيني فريد؛ ما كشف الستار عن صراعات داخلية حادة بين القيادة العسكرية والسياسية في الكيان الصهيوني.
وحفزت استقالة هاليفي موجة جديدة من الاستقالات في المؤسسة العسكرية، أبرزها قائد القيادة الجنوبية يارون فينكلمان، والمسؤولة عن النيابة العسكرية اللواء يفعات يروشلمي.. كما سبق ذلك استقالة رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية أهارون هاليفا، الذي تحمل مسؤولية الإخفاق الأمني في أحداث السابع من أكتوبر.
وكشفت هذه الاستقالات توترًا متصاعدًا بين المؤسسة العسكرية وحكومة بنيامين نتنياهو، خاصة مع التدخل السياسي الواضح في شؤون الجيش.
وخلال حرب الإبادة، تكررت الانتقادات الموجهة إلى رئيس الوزراء ووزير الجيش يسرائيل كاتس، بسبب تدخلاتهما في القرارات العسكرية، وتعمدهما تأخير التحقيقات في إخفاقات الجيش، فضلًا عن فرضهما تعيينات مثيرة للجدل في المناصب العليا.
جيش الإحتلال غارقًا في أزمة قيادة
ويؤكد المحللون العسكريون الصهاينة أن استقالة هاليفي لم تكن بسبب الإخفاق الأمني فقط، بل جاءت أيضًا نتيجة ضغوط سياسية، ما يعكس عمق الأزمة داخل جيش الإحتلال.. مشيرين إلى أن هذه الاستقالات ستترك جيش الإحتلال غارقًا في أزمة قيادة، وسط استنزاف للموارد البشرية وصراعات سياسية متفاقمة.
ومنذ اللحظات الأولى لهجوم “طوفان الأقصى”، واجه جيش العدو اتهامات بالجهوزية المتدنية والارتباك في اتخاذ القرارات.
ويقول مراسل صحيفة “يديعوت أحرونوت” الصهيونية عميحاي أتالي: إن الجيش كان “فوضويًا”، منغمسًا في عقيدة عسكرية منفصلة عن الواقع.. فبعد 15 شهرًا من الحرب، لم تحقق “إسرائيل” أهدافها العسكرية، ولم تتمكن من تحرير رهائنها إلا ضمن صفقات تبادل.
ويتفق المحللون على أن استقالة هاليفي ستفتح الباب أمام تداعيات خطيرة، أبرزها رحيل مزيد من القادة العسكريين واهتزاز الثقة بين القيادة السياسية والعسكرية.
ويرى المحلل السياسي والخبير في الشأن الصهيوني إيهاب جبارين، أن توقيت الاستقالة يأتي لإحراج رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحكومته.. مشيرًا إلى أن هاليفي باستقالته يعترف بفشل الجيش في أداء مهامه، محملا نفسه المسؤولية في ظل لجنة التحقيق والضغوط العامة.
ويؤكد جبارين أن الفشل لا يقتصر على المستوى العسكري، بل يمتد إلى المستوى السياسي الذي كتب السيناريوهات وأدار الحرب بشكل سيئ.. مُقدرًا أن الاستقالة تضغط على نتنياهو الذي يواجه تحديا كبيرا لإقناع الحلفاء الدوليين -مثل الولايات المتحدة- بقدرة حكومته على إدارة المرحلة المقبلة بعد 15 شهرا من الفشل العسكري والسياسي.
وأوضح أن استقالة هاليفي في هذا التوقيت تعني أن “إسرائيل” بدأت مرحلة جديدة من المحاسبة الداخلية.. مشيرا إلى أن الحرب على غزة وضعت أوزارها، لكن “الحرب السياسية داخل “تل أبيب” بدأت الآن”.
وتبقى استقالة هاليفي حلقة جديدة في سلسلة الأزمات التي تواجه الكيان الغاصب، ولا تقتصر على المؤسسة العسكرية، بل تمتد إلى النظام السياسي برمته.
وتنوعت ردود الفعل في الصحافة الصهيونية على استقالة هاليفي، ففي حين دعا كُتّاب، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى تقديم استقالة حكومته لأنها شريكة في الفشل، اعتبر آخرون الاستقالة جزءا أساسيا من حالة الاعتراف الصهيوني بالفشل في توقع هجوم طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023.
وسلط آخرون الضوء على أن حكومة نتنياهو ستستغل هذه الخطوة وما يليها من استقالات لضباط كبار آخرين للقيام بتعيينات جديدة تكرس المنهج اليميني المتطرف للحكومة في القضايا السياسية والعسكرية.
وكان هاليفي الذي ستدخل استقالته حيز التنفيذ في السادس من مارس المقبل، قال في خطابه: إن الجيش الصهيوني فشل في مهمة الدفاع عن “إسرائيل”، والدولة دفعت ثمنا باهظا”.. مضيفاً: “أتحمل المسؤولية عن فشل الجيش في السابع أكتوبر 2023.. مسؤوليتي عن الفشل الفظيع ترافقني يوما بيوم وساعة بساعة”.
ويعتبر وزير العدل الصهيوني الأسبق حاييم رامون أن هناك ثلاثة أشخاص مسؤولين عن هذا الفشل وهم بالإضافة إلى هاليفي، وزير الحرب يوآف غالانت الذي قدم استقالته في وقت سابق، ورئيس الوزراء نتنياهو.
ويقول “نتيجة لذلك، اضطررنا إلى إبرام صفقة تبادل كانت هزيمة كاملة”.. مستدركاً بالقول: “حتى لا يكون هناك سوء فهم، أعتقد أنه في ظل الظروف الحالية لم يكن هناك خيار سوى السعي للتوصل إلى اتفاق، وعلى الأقل سنحقق هدف إعادة المحتجزين حتى بثمن إنهاء الحرب وأن تظل السيادة في غزة بيد حماس”.
أبرز الاستقالات الصهيونية
وفيما يلي أبرز الاستقالات الصهيونية على خلفية الفشل العسكري والأمني والاستخباراتي في التوقع والتصدي لهجوم السابع من أكتوبر 2023م:
– في 21 يناير 2025: رئيس هيئة أركان جيش العدو هرتسي هاليفي يعلن استقالته بداية من السادس مارس المقبل، ويقول في كلمة متلفزة: “في السابع من أكتوبر فشلنا في الدفاع والهجوم، وسأحمل نتائج ذلك اليوم الرهيب معي لبقية حياتي”.
– في اليوم ذاته يُعلن قائد المنطقة الجنوبية بالجيش الصهيوني يارون فينكلمان استقالته، ويقول في كتاب الاستقالة: “في السابع من أكتوبر فشلت في الدفاع عن (منطقة) النقب الغربي، وسيبقى هذا الفشل محفوراً في ذهني لبقية حياتي”.
– في 12 سبتمبر 2024: قائد الوحدة 8200 الاستخبارية في الجيش يوسي سارييل يستقيل قائلاً: “في السابع من أكتوبر لم أقم بالمهمة كما توقعت وكما توقع المرؤوسون والقادة”.
– في اليوم ذاته استقال قائد الشرطة الصهيونية في الضفة الغربية المحتلة اللواء عوزي ليفي.
– في 11 يوليو 2024: قائد المنطقة الجنوبية في جهاز الشاباك (يشار إليه بالحرف “أ”) يستقيل جراء إخفاقه في التعامل مع هجوم حماس.
– في التاسع من يونيو 2024: استقالة قائد فرقة غزة في الجيش آفي روزنفيلد بسبب فشل فرقته في صد الهجوم، وتمكُّن مقاتلي كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، من احتلال مقارّ الفرقة.
– في 22 أبريل 2024: رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان) أهارون هاليفا يستقيل، ويعلن تحمله مسؤولية الفشل في السابع من أكتوبر.
– في الرابع من أبريل 2024: استقالة رئيس قسم لواء الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية عميت ساعر.
هذا ومن المتوقع أن يشهد جيش العدو الصهيوني مزيداً من الاستقالات حتى نهاية يناير الجاري، إذ حدد وزير الحرب يسرائيل كاتس هذا التاريخ الراهن موعداً لإنهاء الجيش تحقيقات داخلية في إخفاق السابع من أكتوبر.. في المقابل، يرفض رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو تحمُّل أيّ مسؤولية، ويتمسك بمنصبه، ويرفض دعوات المعارضة إلى انتخابات مبكرة.
سبأ
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: فی السابع من أکتوبر جیش العدو الصهیونی المؤسسة العسکریة بنیامین نتنیاهو استقالة هالیفی طوفان الأقصى رئیس الوزراء الفشل فی فشل فی
إقرأ أيضاً:
صحف إسرائيلية: استقالة هاليفي تعزز الدعوات لرحيل نتنياهو
تنوعت ردود الفعل في الصحافة الإسرائيلية على استقالة هرتسي هاليفي رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، ففي حين دعا كُتّاب، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى تقديم استقالة حكومته لأنها شريكة في الفشل، اعتبر آخرون الاستقالة جزءا أساسيا من حالة الاعتراف الإسرائيلي بالفشل في توقع هجوم طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وسلط البعض الآخر الضوء على أن حكومة نتنياهو ستستغل هذه الخطوة وما يليها من استقالات لضباط كبار آخرين للقيام بتعيينات جديدة تكرس المنهج اليميني المتطرف للحكومة في القضايا السياسية والعسكرية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحف عالمية: كابوس الضفة يغذيه حقد المستوطنين وإفلاتهم من العقابlist 2 of 2توماس فريدمان لترامب: لديك فرصة لإعادة تشكيل الشرق الأوسطend of list
هزيمة كاملة
وانطلق وزير العدل الإسرائيلي الأسبق حاييم رامون في مقالِه بصحيفة معاريف من خطاب استقالة هاليفي، والذي قال فيه إن "أهداف الحرب لم تتحقق بالكامل، وإن الجيش الإسرائيلي سيواصل القتال من أجل القضاء على حركة حماس"، ليقول "بعد 15 شهرا لم تتحقق الأهداف، لأن رئيس الأركان قدم خطة عسكرية لم يكن لها فرصة لتحقيق أهدافها، وعارض بشدة تولي إسرائيل المساعدات الإنسانية وتوليها مسؤولية توزيع الخبز والماء.
وكانت النتيجة أن حركة حماس لا تزال تسيطر على المدنيين في قطاع غزة، ونتيجة لذلك حافظت على جزء كبير من سيطرتها العسكرية.
إعلانوكان هاليفي الذي ستدخل استقالته حيز التنفيذ في 6 مارس/آذار المقبل، قال في خطابه إن الجيش الإسرائيلي فشل في مهمة الدفاع عن إسرائيل، والدولة دفعت ثمنا باهظا". وأعلن رئيس الأركان بوضوح "أتحمل المسؤولية عن فشل الجيش في 7 أكتوبر 2023.. مسؤوليتي عن الفشل الفظيع ترافقني يوما بيوم وساعة بساعة".
ويعتبر رامون أن هناك 3 أشخاص مسؤولين عن هذا الفشل وهم بالإضافة إلى هاليفي، وزير الدفاع يوآف غالانت الذي قدم استقالته في وقت سابق، ورئيس الوزراء نتنياهو.
ويقول "نتيجة لذلك، اضطررنا إلى إبرام صفقة تبادل كانت هزيمة كاملة" ولكنه يستدرك على ذلك قائلا "حتى لا يكون هناك سوء فهم، أعتقد أنه في ظل الظروف الحالية لم يكن هناك خيار سوى السعي للتوصل إلى اتفاق، وعلى الأقل سنحقق هدف إعادة المحتجزين حتى بثمن إنهاء الحرب وأن تظل السيادة في غزة بيد حماس".
ويختم مقاله بدعوة نتنياهو إلى الاستقالة، لأنه "المسؤول الوحيد عن المجزرة والفشل في إدارة الحرب، ولا يمكنه الاستمرار في العمل كرئيس للوزراء وكأن شيئا لم يحدث، وإذا كان لا يريد الاستقالة، فعليه أن يذهب ويطلب استعادة ثقة الشعب بالانتخابات، إذا كان يعتقد أنه يستحق ذلك".
من جانبه، يذهب بن كسبيت الكاتب البارز في الصحيفة ذاتها إلى نفس ما ذهب إليه رامون من الدعوة لاستقالة نتنياهو، ولكنه يضيف إليها أيضا الدعوة لاستقالة الحكومة بأسرها، ويقول "لا جدوى من التوضيح والإثبات هنا مرة أخرى أن المسؤولية العليا الشاملة عن الفشل الذريع في 7 أكتوبر، تقع على عاتق الحكومة الإسرائيلية.
ويضيف "حقيقة أن دولة إسرائيل لا تزال تدار من قبل هذه الحكومة الدموية، وأنه بعد عام وثلاثة أشهر من الكارثة الكبرى التي حدثت لنا على الإطلاق، لا يزال هؤلاء الناس في مناصبهم، ولا يخجلون من الاستيقاظ كل صباح والقدوم إلى مكاتبهم، هي شهادة فقر بالنسبة إلى الإسرائيليين، وستظل وصمة عار ثقيلة علينا إلى الأبد. علينا جميعا".
إعلان
العودة للحرب
وعلى نفس الخط يمضي نداف أيال، المحلل السياسي والصحفي الاستقصائي في صحيفة يديعوت أحرونوت في الدعوة لاستقالة نتنياهو، ولكنه يحذر أيضا من استغلال الحكومة للاستقالات العسكرية للقيام بتعيينات تؤدي إلى تكريس الفشل الإسرائيلي في 7 أكتوبر.
وفي هذا السياق يحذر المحلل السياسي من أن نتنياهو ووزير دفاعه يسرائيل كاتس يخططان في ضوء استقالة قائد القيادة الجنوبية، لإطلاق جولة من التعيينات في هيئة الأركان العامة تساعدهما على العودة إلى الحرب والتخلي عن حياة المحتجزين الآخرين في غزة، بعد أن يتعرض نتنياهو لضغوط من اليمين المتطرف لخرق اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع حماس.
ويتساءل أيال "هل سيختار نتنياهو ضباطا من أفضل الناس من أجل دولة إسرائيل وأمنها؟، أم أولئك الأكثر ولاء لجميع رغباته؟ وإذا عين أشخاصا مناسبين لهذه المهمة، ألن يحاول شل قدراتهم؟".
أما المحلل العسكري لصحيفة يديعوت أحرونوت ناحوم برنياع، فيرى أن رئيس الأركان المستقيل قرر استباق خطوة إقالته من وزير الدفاع، في إطار سعي حكومة نتنياهو لتجنب تحمل المسؤولية عن فشل الحملة العسكرية على غزة، وخطأ الاتجاه الذي تسير فيه إسرائيل في التعامل مع المقاومة الفلسطينية.
ويؤكد برنياع أن رفض نتنياهو تشكيل لجنة تحقيق حكومية في فشل 7 أكتوبر/تشرين الأول كان هدفه تجنب توجيه الإدانة له، ولذلك أصر على تشكيل لجنة تابعة للجيش الإسرائيلي بهدف حصر المسؤولية على الجانب العسكري دون السياسي.
ولكن المحلل يقرر تسليط الضوء على جانب خطير لم يتطرق له كثير من الكتاب الإسرائيليين، وهو عقلية الانتقام التي قادت الجيش الإسرائيلي طوال 15 شهرا من الحرب، والتي يرى أنها كانت أحد أسباب فشل الجيش الإسرائيلي في غزة.
ويختم المحلل العسكري بنقض الهدف الذي أعلنته حكومة نتنياهو بالقضاء على حماس، ويقول "تخيلوا أن الحرب في غزة ستنتهي باستبدالنا ليحيى السنوار بمحمد السنوار!".
إعلانويخلص إلى القول "يجب أن نقبل بوجود حماس، لأنه بدون حماس لا يوجد إطلاق سراح الرهائن".
أهداف نتنياهو
أما الكاتب يوسي فيرتر في صحيفة هآرتس فيرى أنه باستقالة هاليفي، فإن الحكومة لم تنجُ من الفشل فحسب، بل نجحت أيضا في تعزيز أهدافها، وعلى رأسها تطهير القيادة العليا في الجيش الإسرائيلي، وتعزيز الرواية التي بموجبها يتحمل الجيش وحده المسؤولية عن الإخفاقات.
ويقول "استقالة هاليفي وقائد المنطقة الجنوبية يارون فينكلمان بالأمس، ومن سيأتي بعدهما، ستساعد آلة السم البيبية (نسبة إلى نتنياهو) واليمينية على الاستمرار بل وتكثيف الرواية الكاذبة التي بموجبها يتحمل كبار الجيش فقط المسؤولية، وبالتالي هم وحدهم الذين يجب أن يدفعوا الثمن، أما القيادة السياسية، فلا يتم استبدالها إلا من خلال الشعب".
ويؤكد فيرتر أن المهمة الرئيسية التي تم تعيين وزير الدفاع كاتس من أجلها كانت دفع هاليفي للاستقالة بهدف إحكام السيطرة على الجيش الإسرائيلي، وتسهيل إقرار قانون تجنيد الحريديم، الذي كان يعارضه هاليفي ومن قبله وزير الدفاع المستقيل يوآف غالانت، وكذلك إلغاء القيود على المستوطنين الإرهابيين الذين يعتدون على الفلسطينيين في الضفة الغربية.
ويشير في هذا السياق إلى قرار كاتس بإلغاء مذكرات الاعتقال بحق هؤلاء، الأمر الذي تسبب في اعتداءات المستوطنين الأخيرة على قرية الفندق في الضفة الغربية.
ويحذر الكاتب من أن نتنياهو سيسعى لاتخاذ إجراءات وتعيينات في الجيش الإسرائيلي شبيهة بما تم في الشرطة من خلال تعيين ضباط موالين للوزير المستقبل إيتمار بن غفير.
ويختم بالتأكيد على أن "تحمل المسؤولية يجب أن يتم بداية من الأعلى في الهرم السياسي، وإلا فإن ميزة الاستقالة من الضباط ستظل محدودة في إحداث التغيير المطلوب".