مواطنون يعثرون على جثة مشوهة في إب وشاب ينهي حياته شنقاً في تعز
تاريخ النشر: 22nd, January 2025 GMT
سجلت محافظتا إب وتعز الخاضعتان لسيطرة مليشيا الحوثي حادثين مؤلمين، خلال الأيام الماضية، في تصاعد ملحوظ لمعدل جرائم العنف العائلي التي تكشف عن الواقع المأساوي الذي يعيشه المجتمع.
في محافظة إب عثر الأهالي على جثة مشوهة لرجل في منطقة الثلاثين، تعرضت لرش بمادة الأسيد (حمض البطاريات)، في مشهد مروع يجسد مدى تفشي العنف.
الحادث التي وقع في منطقة خاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي تضاف إلى سلسلة جرائم متزايدة تهز المحافظة.
وفي محافظة تعز، وتحديدًا في سوق الذكرة بمفرق ماوية، فقد أقدم الشاب عمر عبد الله محمد سعيد الحشيبري (25 عاماً) على الانتحار شنقًا داخل الصندقة التي كانت مصدر رزقه الوحيد.
ووفقًا لشهادات أهالي المنطقة، عانى الشاب من ضغوط معيشية صعبة، لا سيما بعد تلقيه أمرًا بنقل الصندقة بسبب مخالفة وجودها، ما أثر بشكل كبير على نفسيته ودفعه إلى اتخاذ هذه الخطوة المؤسفة.
أكد اختصاصي اجتماعي في جرائم العنف الأسري أن اليمن يسجل يوميًا أكثر من خمس جرائم قتل بشعة، وهو معدل خطير يعكس أزمات متجذرة في المجتمع.
وأشار إلى أن الأسباب الرئيسة تشمل تردي الأوضاع الاقتصادية (الفقر، البطالة، وانعدام فرص العمل)، إضافة إلى الظروف الاجتماعية وانهيار الأسرة والتمييز العنصري والشعور بالظلم.
كما أن تردي الأوضاع وتأثيراته قد يتسبب في الأمراض النفسية وانتشار الاكتئاب واليأس من الفرج والانغماس في الإدمان، في ظل غياب الدولة والفساد وانتشار السلاح، وعدم تنفيذ الأحكام القضائية، والخطاب الإعلامي المشجع للعنف، وتأثير الحروب والنزاعات المسلحة.
يرى مختصون أن استمرار الوضع الراهن ينذر بمزيد من الجرائم والعنف، ما لم تُتخذ خطوات جدية لإعادة تفعيل مؤسسة الدولة ومحاربة الفقر والفساد، وتعزيز برامج الدعم النفسي والتوعية الأخلاقية.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
إقرأ أيضاً:
«المفتي»: الأمن في الأوطان هو المظلة التي تحفظ المقاصد الشرعية
أكد الدكتور نظير عياد، مفتي الديار المصرية، أن الحديث عن علاقة الأوطان بالمقاصد الشرعية في الوقت الراهن، يعد من القضايا الأساسية التي يجب التركيز عليها خاصة مع تنامي الاتجاهات المتطرفة والنظريات الغريبة التي تبتعد عن مراد الشارع وتسيء فهم المقاصد الشرعية.
وأوضح مفتي الديار المصرية، خلال حوار مع الدكتور عاصم عبد القادر، ببرنامج "مع المفتي"، المذاع على قناة الناس، اليوم الجمع، أن الشريعة الإسلامية قامت على حفظ الكليات الضرورية مثل الدين والنفس والنسل والعقل والمال، وهذه الكليات تحتاج إلى مظلة تحميها، وهو ما تمثله الأوطان.
وقال: "إذا لم يكن هناك وطن يحفظ هذه الكليات، فلا يمكن الحفاظ عليها، لذلك يجب أن نعتبر المحافظة على الأوطان جزءًا من المقاصد الضرورية التي تتطلب اهتمامنا".
وأشار إلى أن العلماء الكبار الذين تناولوا قضية الدولة قد أكدوا على أهمية الحفاظ على الأوطان باعتبارها عنصرًا أساسيًا لتحقيق المقاصد الشرعية، من أبرزهم الإمام الطاهر ابن عاشور الذي تحدث عن الدولة كمقصد شرعي، مؤكدًا أن الدولة تمثل الأداة التي من خلالها يتم الحفاظ على هذه المقاصد الضرورية.
وأضاف مفتي الديار المصرية أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم مثالاً رائعًا على حب الوطن، حيث قال: "والله إنك لأحب بلاد الله إلى الله ولولا أن أهلك أخرجونى منك ما خرجت"، لافتا إلى أن هذه الكلمات تعكس ارتباط الإنسان بوطنه، وهو ارتباط فطري وطبيعي، بعيدًا عن أي اعتبار ديني أو عرقي، خاصة إذا كان هذا الوطن يوفر الأمن والاستقرار.
كما ذكر أن الدعوات التي دعا بها الأنبياء، مثل دعاء الخليل عليه السلام "رب اجعل هذا البلد آمناً"، هي دليل على أهمية الأمن في الوطن، والذي يعد حجر الزاوية لتحقيق الاستقرار في الدنيا والقيام بفرائض الدين.
و شدد الدكتور نظير عياد، على أن الحفاظ على الأوطان ليس فقط من أجل حماية الحدود أو الموارد، بل هو جزء أساسي من تحقيق نظام يضمن الحكم بالشريعة الإسلامية ويحقق المصالح العامة للمجتمع.