وخلال الأيام الماضية تعامل العالم مع حدثين مهمين: الأول، هو وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتوقف حرب الإبادة الصهيونية التي استمرت على مدى 15 شهراً، والثاني، هو تنصيب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية، وطي صفحة المجرم بايدن، الذي سخر هو وحكومته كل جهودهم لمساندة “إسرائيل” والشراكة مع الكيان في تدمير القطاع، وتوسيع الحرب في مناطق متفرقة من المنطقة.

 منطقياً، يفترض أن المملكة العربية السعودية قد استوعبت الدرس جيداً من تجربة اليمن في مساندة غزة، فاليمنيين الذين ظلوا طيلة الأشهر الماضية في حالة استنفار تام نصرة لغزة، على كافة المستويات السياسية، والشعبية، والعسكرية، وفرضوا حصاراً خانقاً على الكيان، وانتصروا في معركة البحار على ثلاثي الشر أمريكا وبريطانيا و”إسرائيل”، لن يفضلوا الصمت أمام الحصار المفروض عليهم من قبل السعودية وتحالفها المشين.

لا يعني أن صنعاء التي انشغلت في معركة إسناد غزة تتجاهل المماطلة السعودية وعدم جنوحها للسلام، ولكن القيادة الثورية والسياسية حريصة على إقامة الحجة، وإتاحة الفرصة أمام الرياض للمبادرة والتوقيع على خارطة الطريق، لكن ما حدث هو العكس تماماً، فالرياض تستمر في سلوكها المتواطئ والمتجاهل لمسار السلام في اليمن، بل تلجأ إلى تقديم الدعم على كافة مستوياته للإضرار بأمن اليمن وسلامته، مثلما ظهر جلياً في شبكة التجسس السعودية البريطانية التي تم القبض عليها مؤخراً.

محاولات خجولة لتحريك عجلة السلام

 

وتواصل القيادة السياسية حث العدو السعودي على استيعاب الدروس من الأحداث الماضية، والكف عن ارتكاب أية حماقة جديدة في اليمن، لأنها لن تكون في صالحها على الإطلاق.

هنا نستحضر تصريحاً لعضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي قبل أيام حين قال: “نقول للسعودية قراءاتكم خاطئة في السابق وأي عدوان جديد على اليمن سيلحق باقتصادكم خسائر كبيرة”، لافتاً إلى أن من يريد أن يعتدي على اليمن لن يستطيع هزيمة هذا الشعب الذي أصبح لديه صواريخ عالية الدقة والإصابة، مؤكداً على وجوب الشكر لله تعالى على ما وصل إليه اليمنيون من دعم ومساندة لغزة”.

يأتي هذا التصريح في ظل الجفاء لتحريك عجلة السلام في اليمن، باستثناء بعض المحاولات الخجولة من قبل المبعوث الأممي الذي زار صنعاء مؤخراً حاملاً المزيد من رسائل التهديد والوعيد، بدلاً من فتح الأبواب نحو السلام العادل والمشرف، وهو ما أثار غضب صنعاء، ورفضت القيادة أن تلتقي به، وغادر الرجل بخفي حنين خالي الوفاض.

كان المبعوث الأممي يحاول الربط بين السلام في اليمن والعمليات اليمنية المساندة لغزة، لكنه وجد كل الأبواب مؤصدة أمامه، فصنعاء لا تساوم في قضاياها العادلة والثابتة، وإسناد غزة لا يخضع لأية معايير أو حسابات سياسية، وإنما ينطلق من مبادئ إيمانية وأخلاقية وإنسانية ثابتة لا تتغير أو تتبدل.

 

غضب صنعاء قد ينفد

من بعد معركة “طوفان الأقصى” كان واضحاً أن الإدارة الأمريكية هي التي أوعزت للنظام السعودي بإيقاف المضي في خارطة الطريق، وقد أعلنت واشنطن أنه لا سلام ولا مرتبات في اليمن إلا بإنهاء العمليات اليمنية المساندة لغزة، وكان هذا أحد أشكال العقاب لصنعاء على موقفها الإنساني والأخلاقي والديني الداعم والمساند لغزة”، لكن الآن وقد تم وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ما الذي يعيق المبعوث الأممي من التحرك من جديد، وإقناع المملكة بالجنوح نحو السلام، وعدم المماطلة والتلكؤ، وما الذي يجعل السعودية تختار هذا السلوك الذي سيغضب اليمن، ويعجل باستئناف قرع طبول الحرب.

في الجوانب الإنسانية، لا تزال اليمن تعاني بالفعل من الحماقة السعودية، فالحصار لا يزال قائماً على مطار صنعاء الدولي، ولا يسمح سوى برحلات مجدولة متفق عليها مسبقاً من قبل السعودية من وإلى الأردن، وهذا انتهاك واضح لسيادة اليمن، وتدخل سافر، ولا يحق للرياض المضي بهذه السياسة المزعجة.

أيضاً، ليس هناك أي بوادر من قبل السعودية لدفع رواتب موظفي الدولة، الذين يعانون الأمرين منذ 10 سنوات، فالثروات النفطية والغازية اليمنية منهوبة من قبل الرياض، وهي المتحكم في المسار الاقتصادي اليمني، كما أن تعويضات الحرب لا تزال طي النسيان، والأهم من ذلك، أن ملف الأٍسرى لا يزال عالقاً، ولا يزال الآلاف من المجاهدين يعانون ويلات التعذيب والهوان في سجون المرتزقة والعملاء سواء في مأرب أو عدن وغيرها.

لم يتبق سوى 3 أشهر فقط على انتهاء العام الثالث من اتفاق خفض التصعيد، والذي لم يتحقق منه إلا وقف الغارات السعودية الإماراتية على بلدنا، مقابل إيقاف صنعاء للعمليات العسكرية على البلدين، لكن الأذى السعودي الإماراتي لم يتوقف، فالمحافظات اليمنية الجنوبية والشرقية لا تزال محتلة، ولا تزال أبو ظبي والرياض تتحكمان بالمرتزقة، ويحركونهم كالدمى وبيادق الشطرنج، ما يعني أن المخاطر على اليمن مرتفعة، ومؤشرات السلم متدنية، وبالتالي فإن صمت الشعب اليمني لن يطول، وإذا ما اندلعت شرارة الحرب من جديد، فإن السعودية والإمارات لن تكونا في مأمن من غضب اليمنيين وسطوتهم.

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: السلام فی الیمن لا تزال من قبل

إقرأ أيضاً:

عضو التحالف الوطني تشارك بـ5 شاحنات في القافلة الإغاثية التاسعة لغزة

شاركت مؤسسة الجود، عضو التحالف الوطني، في القافلة التاسعة للمساعدات الإنسانية إلى غزة، وذلك من خلال 5 شاحنات من بينها شحانتان للمواد الغذائية ومثلهما للبطاطين وشاحنة لعبوات المياه، فضلا عن 5 سيارات إسعاف بالتعاون مع التحالف الوطني للعمل الأهلي.

الجود تعرب عن استعدادها للمساهمة في تلبية احتياجات الشعب الفلسطيني

وأعرب مدير المؤسسة محمد فرغلي، في بيان، عن استعداد مؤسسة الجود التام للمساهمة في تلبية احتياجات الشعب الفلسطيني عبر تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة؛ بالتنسيق الكامل مع التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي ومؤسسات الدولة المصرية.

وأضاف أن المؤسسة بدأت في دعم أهالي غزة قبل فترة طويلة من الإعلان عن وقف إطلاق النار، إذ أرسلت قوافل مساعدات إنسانية تشمل الغذاء والدواء والمستلزمات الأساسية وسيارات إسعاف، وتمكنت من إرسال أكثر من 8 قوافل مساعدات.

ودعا مدير المؤسسة إلى ضرورة استمرار الجهود الإنسانية والتنموية في غزة لضمان تلبية احتياجات أهالي القطاع بشكل مستدام خلال الفترة المقبلة، مؤكدا أن مؤسسة الجود تظل في طليعة المشاركين بهذه الجهود.

اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

كما رحبت مؤسسة الجود الخيرية، عضو التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، باتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مؤكدة أهمية هذا الاتفاق في التخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني الذي عانى طيلة الأشهر الماضية، وثمنت الدور البارز الذي قامت به الدولة المصرية في التوصل إلى هذا الاتفاق.

يذكر أن الجود مؤسسة خيرية لا تهدف إلى الربح، وجرى تأسيسها منذ 10 سنوات، وتقوم بالعديد من الأنشطة لخدمة الأسر الأكثر استحقاقا، وتنقسم أنشطتها إلى الرعاية الطبية والإطعام والإعانات الشهرية وغيرها.

مقالات مشابهة

  • حرائق في الحدود السعودية مع اليمن.. ما الذي جرى ..! (فيديو) 
  • أحمد الشلفي يكتب: سيناريوهات وتحديات التصعيد العسكري المحتمل في اليمن خلال 2025 بعد وقف إطلاق النار بغزة
  • السيسي: ندفع بمنتهى القوة لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بغزة والسعي نحو السلام
  • الصفدي: أي مقاربة مستقبلية لغزة يجب أن ترتكز إلى وحدتها مع الضفة
  • أوتشا: تقديم المساعدات لغزة بأسرع ما يمكن بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ
  • عضو التحالف الوطني تشارك بـ5 شاحنات في القافلة الإغاثية التاسعة لغزة
  • قطر تعلن توفير أكثر من 12 مليون لتر وقود لغزة
  • خيارات نتنياهو لإفشال اتفاق وقف إطلاق النار.. هل يشعل جبهة الضفة الغربية؟
  • الأمم المتحدة: مستعدون لإدخال 30 ألف طن مساعدات غذائية لغزة