وقد جعل الله -عز وجل- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر معيارا لخيرية الأمة الإسلامية وتفضيلها، وبيّنت الشريعة الإسلامية أن تقصير الفرد والمجتمع في العمل بشريعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تترتب عليه جملة من العواقب، فمن سنن الله تعالى أن يعم العقاب في المجتمع بأسره في حال السكوت عما يرتكبه البعض من المنكرات.

ويقول الأمين العام لرابطة لعلماء السنة جمال عبد الستار إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو أصل من أصول الدين الإسلامي، والمعروف هو ما تعارف عليه الناس من خلال شرع الله سبحانه وتعالى، والمنكر هو ما نهى عنه الله سبحانه وتعالى والنبي صلى الله عليه وسلم.

ويشير إلى أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو أصل من أصول الدين عند كل الفرق والمذاهب الإسلامية، ولكن المعتزلة جعلوه أصلا من الأصول الخمسة، لأنه جزء من منطلق المشروع السياسي الذي كانوا يروجون له.

ويذكر أن الأمة الإسلامية كلها معنية بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، طبقا لقوله عز وجل في سورة آل عمران ﴿كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر﴾، فمهمة المسلم ليست مقتصرة على العبادات فقط، بل أيضا على إقامة الدين وصناعة الحياة بشرع الله عز وجل.

إعلان

كما أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يحافظ على الدين من الانحراف، ويحافظ على الفرد المسلم الفاعل الذي لا ينطوي حول نفسه وحول مصالحه، وقد قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- "إن من لا يهتم بأمر المسلمين فليس منهم".

وحسب الأمين العام لرابطة لعلماء السنة، فإن الأمة إذا لم تلتزم بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فإنها ستتعرض لعقوبة من الله سبحانه وتعالى.

وبشأن المجالات التي يدخل فيها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، يوضح عبد الستار أن الناس يحتاجون إلى شرع الله سبحانه وتعالى في معاملاتهم وفي سلوكياتهم وفي أخلاقهم وفي كل مجالات حياتهم.

من جهة أخرى، يُرجع الباحث في قضايا الفكر الإسلامي شفيق شقير تراجع شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في القرون الأخيرة إلى الدولة الحديثة التي قال إنها أخذت بوظائف هذه الشعيرة، مشيرا إلى أن الأمر المعروف والنهي عن المنكر هو سلسلة من المصالح التي تنتهي بإجماع الأمة.

وبشأن مسألة إنكار الاستبداد السياسي، يشدد عبد الستار على أن مواجهة أو إنكار الاستبداد السياسي هو إنكار لكل أنواع المنكر، لأنه يحرم الأمة من روادها ومن علمائها ومن مفكريها الذين يحمون المجتمع وعقيدته، مبرزا أن إنكار الاستبداد السياسي هو من أعظم الواجبات في هذا التوقيت.

من جهته، يرى شقير أن الاستبداد بالمفهوم الشرعي هو تجاوز لحدود وأوامر الله تعالى واعتداء على حقوق الناس.

22/1/2025

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الأمر بالمعروف والنهی عن المنکر الله سبحانه وتعالى

إقرأ أيضاً:

لماذا تعددت واختلفت كتب تفسير القرآن؟.. الشيخ خالد الجندي يجيب

أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن الأدلة الشرعية التي يعتمد عليها العلماء في استنباط الأحكام الفقهية تنقسم إلى ثلاثة أقسام رئيسية: دليل قطعي الثبوت، دليل ظني الثبوت، ودليل قطعي الدلالة.

خالد الجندي: هذا النبي أوقف الله له الشمس ليفتح بيت المقدسخالد الجندي: القصص النبوي وحيٌ من عند الله وباب عظيم من أبواب التشريع والتربية

وأوضح عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الاثنين، أن الدليل القطعي الثبوت هو الذي لا خلاف فيه، مثل القرآن الكريم، حيث لا شك في صحة ما ورد فيه، مضيفا أن هناك دلالات قطعية تؤكد معاني معينة بشكل لا يختلف عليه اثنان، مثل قوله تعالى "قل هو الله أحد". 

وأوضح أن الدليل الظني يتعلق بأمور قد تكون محلاً للاجتهاد أو تعدد الفهم، مثل بعض الآيات التي لها معاني متعددة بحسب سياقها، مثل "المطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء" أو "لامستم النساء"، وهذه النصوص يمكن أن تختلف دلالتها بناءً على تفسير العلماء.

وأشار الجندي إلى أن الأحاديث المتواترة تعد دليلاً قطعي الثبوت، حيث يتم نقلها عبر سلسلة من الرواة بحيث يستحيل تواطؤهم على الكذب، مستشهدًا بمثال من الصلاة، حيث يجتمع المسلمون في جميع أنحاء العالم على نفس عدد الركعات في الصلاة، وهو دليل على صحة النقل المتواتر.

وتطرق الجندي إلى الاختلاف في تفسير النصوص القرآنية، حيث قال: "القرآن الكريم كله قطعي الثبوت، لكن التفسير يختلف من عالم لآخر، مثل تفسير ابن كثير، والطبري، والقرطبي، وهذا الاختلاف يرجع إلى أن المعاني ظنية، وليست قطعية، لو كانت المعاني قطعية، لما كان هناك مجال لاختلاف التفسير."

وأكد أن الاختلاف في التفسير ليس أمرًا سلبيًا، بل هو مرونة علمية، تعكس رحمة الله في فهم النصوص، موضحا أن العلماء يجب أن يكونوا على دراية واسعة باللغة العربية وأصولها، بما في ذلك الصرف والنحو والبلاغة، حتى يتمكنوا من استنباط الأحكام بدقة.
 

مقالات مشابهة

  • تقرير أميركي لشيعة لبنان: لماذا لا تسلمون أسلحة حزب الله؟
  • هذا الأمر يجعل دعاءك مستجابا وتفتح له أبواب السماء.. اغتنمه
  • لماذا عاد ترامب إلى المفاوضات مع إيران؟
  • ملتقى الأزهر: الانصراف عن منهج الله بات ظاهرة بين بعض الشباب
  • رابطة علماء اليمن تنظم لقاءًا بعنوان “لا عذر للجميع أمام الله في القعود عن نصرة غزة وفلسطين”
  • علي جمعة: لفظ الجلالة الاسم الأعظم وهو أعلى مرتبةً من سائر أسماء الله الحسنى
  • ماذا يعني هذا في اليمن ؟
  • لماذا تعددت واختلفت كتب تفسير القرآن؟.. الشيخ خالد الجندي يجيب
  • لعله خير
  • علي جمعة يكشف عن اسم الله الأعظم الذي إذا دعى به أجاب