إثيوبيا.. الانقسامات السياسية والدينية تهدد بانفجار تيجراى
تاريخ النشر: 22nd, January 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
على الرغم من مرور أكثر من عامين على انتهاء الحرب في إقليم تيجراي، الواقع في شمال إثيوبيا، إلا أن الانقسامات لازالت مستمرة بين القيادات السياسية والدينية على السواء، ما يشير إلى احتمالية انفجار الوضع في أي لحظة.
وعانى سكان تيجراي خلال الفترة من نوفمبر ٢٠٢٠ حتى نوفمبر ٢٠٢٢ من الحرب التي شنها الجيش الإثيوبي المتحالف مع الجيش الإيتري وميليشيات الأمهرة، ضد جبهة تحرير شعب تيجراي واستمرت عامين وتسببت في مقتل ٦٠٠ ألف شخص.
الحرب شهدت ذبح المئات من الكهنة وألحقت أضرارا بـ ٣١ موقعًا مقدسًا
على الرغم من مرور أكثر من عامين على انتهاء الحرب فى إقليم تيجراي، الواقع فى شمال إثيوبيا، إلا أن الانقسامات مازالت مستمرة بين القيادات السياسية والدينية على السواء، ما يشير إلى احتمالية انفجار الوضع فى أى لحظة.
وعانى سكان تيجراى خلال الفترة من نوفمبر ٢٠٢٠ حتى نوفمبر ٢٠٢٢ من الحرب التى شنها الجيش الإثيوبى المتحالف مع الجيش الإريترى وميليشيات الأمهرة، ضد جبهة تحرير شعب تيجراى واستمرت عامين وتسببت فى مقتل ٦٠٠ ألف شخص.
وتبرز فى الآونة الأخيرة الخلافات بين جيتاشو رضا رئيس الإدارة المؤقتة لإقليم تيجراى والمعين من جانب رئيس الوزراء الإثيوبى آبى أحمد، بالإضافة إلى رئيس جبهة تحرير شعب تيجراى دبرتسيون جبرمايكل.
وفى محاولة لرأب الصدع، أرسل قداسة ماتياس الأول، بطريرك كنيسة التوحيد الأرثوذكسية الإثيوبية، رسالة إلى الجانبين معربا خلالها عن قلقه إزاء الانقسامات المتزايدة بين كبار قادة جبهة تحرير شعب تيجراي، محذرًا من أن مثل هذه النزاعات قد تعرض السلام الهش فى المنطقة للخطر.
فى رسائل منفصلة موجهة إلى رئيس جبهة تحرير شعب تيجراى دبرتسيون جبرمايكل ورئيس الإدارة المؤقتة جيتاشو رضا، أعرب البطريرك عن أسفه لأن الخلافات المتزايدة داخل القيادة "تدمر بصيص السلام الذى وجدناه".
تقول الرسالة: "الوضع يزداد سوءًا بمرور الوقت"، مضيفا أن "اختيار الصمت من شأنه أن يجعلنا مسئولين أمام الإنسان والخالق، ولهذا السبب أجد نفسى مضطرًا لكتابة هذه الرسالة".
وأوضح البطريرك أن محاولاته للقاء الزعيمين شخصيًا باءت بالفشل، مما اضطره إلى التواصل من خلال المراسلات المكتوبة.
وقال: "لقد اضطررت إلى الكتابة لأن المواجهة تتزايد، والاختلافات تتسع، والأساليب غير العادية أصبحت شائعة"، مؤكدًا قلقه بشأن الوضع المتكشف.
واتسع الخلاف داخل جبهة تحرير شعب تيجراي، بين الفصيل الذى يقوده الزعيم المخضرم ديبريتسيون جبريميكائيل ورئيس الإدارة المؤقتة لتيجراى جيتاشو رضا، منذ ظهوره لأول مرة.
وأعرب عن خيبة أمله إزاء عدم وجود حوار بين الزعيمين، قائلاً: "كنا نتوقع أن تحلوا هذا الأمر من خلال المناقشة، بصفتكم شخصيات بارزة". وأضاف: "لقد صدمت انقساماتكم ليس فقط شعب تيجراى بل وبقية العالم".
كما سلط ماتياس الضوء على المعاناة التى تحملها شعب تيجراى أثناء الحرب، مشيرًا إلى "المذابح والجوع والنزوح" وتساءل: "هل هذه هى الطريقة التى تكافئون بها شعبكم؟" وانتقد البطريرك القيادة قائلاً: "إن العناد ومواقف "أنا أعلم الأفضل" أو "طريقتى فقط" تخلق مشاكل غير ضرورية".
وحذر البطريرك أيضًا من أن انقسامات القيادة قد تنتشر إلى السكان الأوسع نطاقًا، الذين كانوا متحدين فى السابق.
وقد أدى هذا الانقسام الداخلي، الذى نشأ فى أعقاب المؤتمر الرابع عشر لجبهة تحرير شعب تيجراي، فى السابق إلى إقالة فصيل ديبريتسيون جيتاشيو والعديد من المسئولين الآخرين من أدوارهم فى الإدارة، مدعيًا أنهم "لن يكون لديهم بعد الآن السلطة للقيادة أو اتخاذ القرارات أو إصدار التوجيهات".
وردًا على ذلك، اتهمت الإدارة المؤقتة بقيادة جيتاشو مجموعة ديبريتسيون بمحاولة "زعزعة استقرار" المنطقة من خلال أفعال وصفتها بأنها "انقلاب".
وحذرت الإدارة من أنها ستتخذ إجراءات قانونية ضد فصيل ديبريتسيون بتهمة زرع "الفوضى والاضطراب" فى تيجراي.
وقالت صحيفة الجارديان فى تقريرها المنشور منتصف يناير الجاري، أن الانقسامات العديدة تعكس الأزمة التى لا تزال تعانى منها هذه الأمة الشاسعة التى مزقتها الحرب والتى يبلغ عدد سكانها ١٢٠ مليون نسمة بعد أكثر من عامين من وقف إطلاق النار المعيب الذى أنهى إراقة الدماء فى تيجراى بينما زرع بذور صراع جديد فى منطقة أمهرة المجاورة.
وأشارت الجارديان إلى أنه ليس كل رهبان ديبرى دامو البالغ عددهم ٣٠٠ رهبان يعتقدون أن الانفصال هو القرار الصحيح.
وخلال حرب تيجراي، ذُبح المئات من الكهنة فى منطقة واحدة فقط، لحقت أضرارا بـ ٣١ موقعًا مقدسًا، ووقعت مذابح فى الكنائس بما فى ذلك واحدة فى مريم دينجلات، على بعد حوالى ٢٠ ميلاً جنوب شرق منطقة ديبرى دامو، حيث قُتل أكثر من ١٦٠ مصليًا فى مهرجان للقديسة مريم.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: إثيوبيا اقليم تيجراي الإدارة المؤقتة أکثر من
إقرأ أيضاً:
غوتيريش يدعو أعضاء مجلس الأمن للتغلب على الانقسامات لتحقيق السلام
دعا أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة ، أعضاء مجلس الأمن الدولي، إلى التغلب على الانقسامات فيما بينهم والتي من شأنها إعاقة العمل الفعال واللازم من أجل تحقيق السلام.
وحث غوتيريش، في كلمته أمام الإجتماع رفيع المستوى الذي عقده مجلس الأمن لبحث سبل تعزيز ممارسة التعددية وإصلاح وتحسين الحوكمة العالمية، أعضاء المجلس خاصة الدائمين منهم على البناء على عمل الجمعية العامة للأمم المتحدة، والزخم الذي يوفره “ميثاق المستقبل” لدفع المفاوضات الحكومية الدولية إلى الأمام.
وأوضح أن العالم يتطلع إلى أن يعمل مجلس الأمن بطرق ذات مغزى تسهم في إنهاء الصراعات، وتخفيف المعاناة التي تسببها هذه الحروب للأبرياء.
كما حث أعضاء المجلس على انتهاج روح ونهج العمل نفسه الذي اتبعوه سابقا للتغلب على الخلافات والتركيز على بناء الإجماع المطلوب، لتمكين المجلس من أداء مهامه في تحقيق السلام الذي يحتاجه ويستحقه جميع الناس، مؤكدا أن المنظمة الأممية وبعد ثمانية عقود من تأسيسها، تظل أرضية اللقاء الأساسية الفريدة من نوعها لتعزيز السلام والتنمية المستدامة وحقوق الإنسان.
وشدد غوتيريش، على أن الإيمان بمقاصد الأمم المتحدة يجب أن يدفع بالعمل إلى تحسين المؤسسة الأممية وطريقة عملها، وعلى أن التضامن والحلول على المستوى العالمي، مطلوبان أكثر من أي وقت مضى، حيث يواجه العالم تحديات متعددة، تستدعي حلولا متعددة الأطراف.
وذكر في هذا الصدد بميثاق المستقبل الذي تبنته الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي، ويهدف إلى تعزيز الحوكمة العالمية للقرن الحادي والعشرين، إلى جانب إعادة بناء الثقة في التعددية وفي الأمم المتحدة ومجلس الأمن.
وأشار إلى أن هذا الميثاق يمثل في جوهره ميثاقا للسلام بكل أبعاده، لا سيما وأنه يسلط الضوء على الحاجة إلى معالجة الأسباب الجذرية للصراعات والتوترات، وعلى أهمية التنمية المستدامة لإستدامة السلام ، لافتا إلى أن الميثاق أقر أن مجلس الأمن يجب أن يعكس عالم اليوم، وليس عالم ما قبل 80 عاما، وعليه يجب توسيع عضويته وجعله أكثر تمثيلا لحقائق اليوم الجيوسياسية، كما يجب الاستمرار في تحسين أساليب عمله لجعله أكثر شمولا وشفافية وكفاءة وديمقراطية ومساءلة.
وأضاف أن التعاون متعدد الأطراف هو القلب النابض للأمم المتحدة، مشيرا إلى أنه من خلال الاسترشاد بالحلول الواردة في ميثاق المستقبل، يمكن للتعددية أن تصبح أيضا أداة أكثر قوة للسلام.وام