بخلاف وقف الحرب وتبادل الأسرى والمحتجزين، لم يتوقف الطرفان المتحاربان على أرض قطاع غزة أمام شىء آخر، وبالذات فى مرحلة ما بعد توقف القتال.
ولأن الحرب دامت ١٥ شهرًا كاملة، ولأنها أطول حرب تخوضها إسرائيل فى تاريخها، فإن ما بعدها سوف يكون على غير ما كانت الأمور عليه قبلها تمامًا، وسوف لا يختلف ذلك فى القطاع عنه فى الدولة العبرية، وسوف تروح السَكْرَة كما يقال لتجىء فى مكانها الفكرة.
وقد جرى ذلك فعلًا قبل أن تتوقف الحرب، فدار جدل كبير فى الساعات السابقة على وقفها فى صباح اليوم التاسع عشر من هذا الشهر.. وكان الجدل يدور ولا يزال وسوف يستمر حول اليد التى تدخلت فأوقفت المقتلة الإسرائيلية، وكان السؤال ولا يزال أيضًا عما إذا كانت اليد هى يد الرئيس الأمريكى السابق جو بايدن، وباعتبار أنه كان فى السلطة وقت وقف الحرب؟ أم أنها يد الرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب، وقد كان يوصف وقتها بأنه الرئيس المنتخب، لأنه كان لا يزال خارج أسوار البيت الأبيض؟.. سؤال سوف يظل مطروحًا لفترة غير قصيرة، حتى ولو كان أحد الرجلين قد غادر المكتب البيضاوى وجاء الثانى فى مكانه.
وقد غطى طغيان هذا السؤال على سؤال آخر هو عمن سوف يحكم القطاع فى مرحلة ما بعد وقف الحرب، أو عن «اليوم التالى» كما قيل عنه دائمًا؟
ولم يكن غياب هذا السؤال الثانى عن تجاهل مقصود له، ولكن غيابه كان لأن الطرفين انشغلا به طويلًا ومعهما أطراف أخرى ثم لم تصل الأطراف كلها إلى شىء فيه !.. ويبدو أن الحل كان أن تؤجل الإجابة عنه لعل الواقع نفسه يقدم إجابة فى مرحلة لاحقة. وهذا ربما هو ما جعل الرئيس محمود عباس يسارع إلى القول بأن السلطة الفلسطينية جاهزة لإدارة أمور الناس فى القطاع.
وحقيقة الأمر أن هذا هو الحل، وبشرط أن يتم ذلك بتوافق مع حماس وأن يكون التوافق برضا منها، وإلا، فإن السلطة الفلسطينية يمكن أن تتسلم القطاع، ثم نُفاجأ بعودة الحال إلى ما كان عليه وقت الانقسام الشهير بينهما فى ٢٠٠٧.
السلطة هى التى يجب أن تحكم القطاع، وحكمها يجب أن يكون بداية لإنهاء الانقسام بجد، لا لشىء إلا لأن أهل مكة أدرى بشعابها، ولأنه لا يوجد مَنْ هو أدرى بغزة من الفلسطينيين، ولأن طرفًا لم يستفد من الانقسام إلا إسرائيل.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: خط أحمر سليمان جودة وقف الحرب قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
الرئيس الأمريكي الـ 47 يتسلم السلطة في الولايات المتحدة - عاجل
بغداد اليوم- متابعة
أدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الإثنين، (20 كانون الثاني 2025)، اليمين الدستورية رئيساً للولايات المتحدة، معلناً بداية ولايته الثانية وسط ترقب عالمي بسبب التغييرات الكبيرة التي وعد بإحداثها.
وتتويج ترامب رئيساً للمرة الثانية والـ 47 بتاريخ الولايات المتحدة، يأتي بعد أن نجا من محاولتي مساءلة كادتا تؤديان إلى عزله، بالإضافة إلى تجاوز اتهامات جنائية ومحاولات لإلغاء نتائج انتخابات عام 202، كما أنه تعرض لمحاولتي اغتيال، مما يزيد من الرمزية المحيطة بتنصيبه.
وجرت المراسم داخل قبة الكابيتول في مبنى الكونغرس الامريكي، التي كانت شاهدة على أحداث اقتحام أنصاره في يناير كانون الثاني 2021، بدلاً من موقعها التقليدي أمام البيت الأبيض بسبب البرد القارس.
وأدى ترامب القسم على كتاب مقدس ورثه عن والدته، متعهداً بحماية الدستور الأمريكي.