صحيفة روسية: المفاعل السعودي يحصل على فرصة أخرى مع ترامب
تاريخ النشر: 22nd, January 2025 GMT
نشرت صحيفة "نيزافيسيمايا" الروسية تقريرًا تحدثت فيه عن اعتزام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إعادة صفقة تطبيع العلاقات بين "إسرائيل" والسعودية إلى الواجهة مرة أخرى.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الحرب على قطاع غزة شكلت حجر عثرة أمام تنفيذ هذا المخطط، بحيث أعادت الحملة العسكرية التي شنتها قوات الدفاع الإسرائيلية القضية الفلسطينية إلى واجهة الأجندة الإقليمية.
ولمحت الصحيفة إلى أنه رغم تراجع اهتمام الرياض بتطبيع العلاقات في الأشهر الأخيرة، غير أنها لم تتخل عن مطلبها بشأن المساعدة في تطوير برنامجها النووي من الولايات المتحدة باعتباره الحافز الرئيسي لإتمام الصفقة.
وخلال التوقيع على عدد من المراسيم أشار ترامب إلى أن السعودية قد تنضم قريبًا إلى اتفاقيات "أبراهام"، مرجحًا إمكانية التوصل إلى اتفاق تاريخي بين شريكي الولايات المتحدة في الشرق الأوسط في وقت مبكر من هذا العام.
من جانبه، أشار مستشار الأمن القومي الأمريكي مايكل والتز إلى أن العملية الدبلوماسية بين "إسرائيل" والسعودية ستكون واسعة النطاق، مضيفًا أن مبادرة التقارب بين القوتين الإقليميتين من شأنها وضع الحجر الأساس لإنشاء "مشاريع البنية التحتية والموانئ والسكك الحديدية وخطوط الألياف الضوئية ومراكز البيانات".
وبعد الهجوم الوحشي الذي نفذه الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة، أعلنت الرياض أنها تريد ضمانات من حكومة بنيامين نتنياهو للفلسطينيين بإنشاء دولة منفصلة. لكن صحيفة "هآرتس" العبرية ذكرت في كانون الأول/ديسمبر الماضي نقلا عن مصادر أن الأسرة الحاكمة في المملكة خففت من موقفها بشكل كبير خلال المفاوضات. وقد عزا مسؤولون في حكومة نتنياهو ذلك إلى "غياب مبالاة" ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بحماية الفلسطينيين.
وفي الوقت نفسه، أكدت صحيفة "هآرتس" أن المفاوضات بين "إسرائيل" والسعودية أحرزت تقدمًا. ولكن تجدر الإشارة إلى مشاركة الولايات المتحدة كطرف ثالث في المفاوضات حول اتفاقيات "أبراهام"، بحيث عرضت على المشاركين فيها مجموعة متنوعة من الحوافز العسكرية والاقتصادية. في هذا الشأن طالبت الرياض واشنطن بتقديم المساعدة في تطوير المشروع النووي الخاص بها، موضحة رغبتها في إنتاج الطاقة النووية المدنية مهددة بالتوجه إلى الصين في حال رفض الولايات المتحدة.
من جانبها، أشارت مجلة علماء الذرة الأمريكية إلى أن الجانب السعودي قد يرى في ولاية ترامب الثانية فرصة جديدة لإحياء التعاون النووي. وتشير المجلة إلى أن "البرنامج النووي السعودي، الذي لا يزال في مراحله الأولى، قد يكون فرصة للولايات المتحدة لإنشاء آليات جديدة لضمان عدم قيام السعوديين بتحويل موادهم النووية المدنية لأغراض عسكرية". ووفقا لتقديراتها، فإن واشنطن قد تنشئ هيئة استشارية مشتركة مع الرياض لهذا الغرض.
ولكن ينذر عدم توصل الولايات المتحدة والسعودية إلى اتفاق خلال ولاية ترامب الثانية، بتعزيز العلاقات السعودية الصينية، العامل الذي قد يغير المشهد النووي بأكمله في الشرق الأوسط. إن تحقق سيناريو مماثل من شأنه فتح الباب أمام الانتشار النووي وتعقيد القضايا الجيوسياسية الملحة في المنطقة.
ونقلت الصحيفة عن خبير العلاقات الدولية فلاديمير فرولوف أن السعودية كانت تقليديا موالية لترامب، لكن الموازين في الشرق الأوسط تغيرت منذ ولايته الأولى. فخلال تلك الفترة سعى السعوديون إلى كسب ترامب في دعم الجبهة المناهضة لإيران، ولكن بعد ذلك قاموا بتطبيع العلاقات مع إيران من خلال وساطة الصين. وعليه، باتت المواجهة لا تخدم مصالحهم. والأكثر أهمية أنهم في غنى عن عملية عسكرية لتدمير المنشآت النووية الإيرانية إذا قرر ترامب ونتنياهو القيام بذلك".
ويرى فرولوف أن "الصفقة المثالية" مع إيران، التي أشار ترامب إلى إمكانية التوصل إليها في خطاباته، قد تخدم الأسرة الحاكمة في السعودية، وتجنبها نشوب حرب شاملة في المنطقة. ولكن من ناحية أخرى، فإن الاتفاق المحتمل من شأنه أن يخفف العقوبات المفروضة على إيران ويحد من تطوير برنامجها النووي، العامل الذي يحرم الرياض من حجتها الرئيسية في المطالبة بتطوير البرنامج النووي.
ويشير فرولوف إلى أنه "من غير المنطقي مساعدة السعودية على تطوير برنامجها النووي في وقت يمنع فيه ذلك على إيران".
وبحسب فرولوف، فإن مصالح السعودية تغيرت في تطبيع العلاقات مع "إسرائيل"، مشيرا إلى أنه قبل الحرب في قطاع غزة، كانت الرياض غير مهتمة بموعد وكيفية تنفيذ حل الدولتين، ولكن بعد بدء الحرب، أضحى حل الدولتين المطلب الأساسي للسعودية، الأمر الذي لن يلبيه الائتلاف الحاكم في "إسرائيل".
وفي ختام التقرير نوه فرولوف بأن القصة المتعلقة بـ "الاتفاقية الأمنية" بين الولايات المتحدة والسعودية، فضلاً عن الضمانات الأمريكية بموجبها، يشوبها الغموض. ويرجح فرولوف تعليق هذه القضايا في الوقت الراهن إلى حين الموافقة على المناصب الرئيسية في وزارة الخارجية والبنتاغون.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية تطبيع النووي السعودية امريكا السعودية النووي تطبيع صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة إلى أن
إقرأ أيضاً:
أمريكا ليست وجهتنا..أوروبيون يقومون بإلغاء رحلاتهم إلى الولايات المتحدة
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- نشأ رائد الأعمال الفرنسي ديفيد بيريرا، وهو يشاهد المسلسلات التلفزيونية الأمريكية، وكان مهووسًا بثقافة البلاد.
هذا الصيف، كان بيريرا يتطلّع إلى تحقيق حلم حياته بزيارة منتزه "يلوستون" الوطني مع عائلته.
لكن بعد أشهر من متابعة التصريحات العدوانية للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قال رائد الأعمال الفرنسي الذي يبلغ من العمر 53 عامًا إنّ ضميره لم يسمح له بالمضي قدمًا، حيث قام بإلغاء الرحلة.
وقال بيريرا، الذي يعيش على بُعد ساعة تقريبًا شمال العاصمة الفرنسية باريس لـCNN: "مثل العديد من الفرنسيين، نحن منغمسون في الثقافة الأمريكية. لذا نحبّها. لكن الأمر لا يُصدق الآن".
انتشرت مشاعر مماثلة من الغضب، والقلق، والخوف عبر المحيط الأطلسي، إذ أصبح المسافرون الأوروبيون يقومون بإلغاء رحلاتهم المُخطط لها أو يُعيدون النظر في خطط سفرهم إلى الولايات المتحدة في ظل خطاب إدارة ترامب المُعادي لأوروبا، وحرب الرسوم الجمركية.
كما تفاقمت مخاوف السلامة في أعقاب سلسلة من حوادث تحطم الطائرات، وتخفيضات الميزانية التي طالت إدارة الطيران الفيدرالية، إضافةً إلى تقارير عن احتجاز سياح في مراكز توقيف من دون إجراءات قانونية، أو منعهم من الدخول ربما بسبب مواقفهم المناهضة لترامب.
تأثير مُخيفمع تراكم المواقف التحذيرية من السفر إلى الولايات المتحدة، أدركت الكاتبة البريطانية، فرح مندلسون، أنّها ستُضطر إلى التخلي عن رحلة مدتها شهر كانت ستبدأها من اسكتلندا، وصولاً إلى أوريغون، وسياتل، وفانكوفر هذا الصيف.
وألغت مندلسون رحلتها بعد أن قرأت عن امرأة من ويلز احتُجزت لـ19 يومًا في الولايات المتحدة وأُعيدت إلى وطنها مكبّلة بالقيود بعد اتهامها بالعمل بشكلٍ غير قانوني أثناء حصولها على تأشيرة سياحية، متكبدةً خسارة بلغت 1050 دولارًا تقريبًا.
كما خشيت من أنّ توجّهاتها السياسية اليسارية قد تُعرّضها لمشاكل عند الحدود.
وأوضحت الكاتبة البريطانية: "لا أعتقد أنّني أرغب في الذهاب إلى أمريكا في ظل هذه الظروف، واستثمار أموالي بالاقتصاد الأمريكي".
وكان وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، قد سعى الجمعة إلى التقليل من مخاوف المسافرين الدوليين وإمكانية احتجازهم عند زيارة الولايات المتحدة، مؤكِّدًا وجود "سبب وجيه" لمن يتم توقيفهم عند الحدود.
لكن التأثير المُخيف على المسافرين الدوليين بدأ يتجلى في الأرقام.
تُظهر الأرقام الجديدة الصادرة عن المكتب الوطني للسفر والسياحة (NTTO) أنّ عدد الوافدين الدوليين إلى أمريكا خلال مارس/آذار انخفض بنسبة 12% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي. ولا يشمل هذا الرقم الوافدين من كندا والمكسيك.
صرّح الرئيس التنفيذي لشركة "Voyageurs du Monde" الرائدة في مجال تنظيم الرحلات السياحية الفاخرة في فرنسا، جان فرانسوا ريال، أنّه منذ تنصيب ترامب في أواخر يناير/كانون الثاني، انخفضت حجوزات السفر إلى الولايات المتحدة بين عملائه الفرنسيين الأثرياء بنسبة "هائلة" بلغت 20%.
قال ريال لـ CNN: "خلال 30 عامًا من العمل في هذا المجال، لم أرَ شيئًا كهذا يحصل لأي وجهة".
كما أنّه انتقد الحكومة الأمريكية لتقليلها من شأن تأثير سياسات ترامب على السفر الدولي، مشيرًا إلى أنّ زملاء له في هذا القطاع بفرنسا يُبلغون عن اتجاهات مماثلة.
تحول غير مسبوقرأى المدير العام لشركة "Protourisme" للاستشارات السياحية في فرنسا، ديدييه أرينو، أنّ المشاعر المعادية لترامب أدت إلى انخفاض "غير مسبوق" في الاهتمام بالسفر إلى الولايات المتحدة، قائلًا: "هذا أمرٌ غير مسبوق. لقد حدث ذلك سابقًا ببلدٍ في حالة حرب، أو في منطقة شهدت خطرًا أمنيًا أو أزمةً صحية، ولكن في الظروف العادية، لم نشهد تحولاً من هذا النوع".
وفقًا لأرقام هيئة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية، انخفض متوسط عدد المسافرين اليوميين الذين يعبرون الحدود البرية بين كندا والولايات المتحدة بالسيارة بنسبة 15% في فبراير/شباط مقارنةً بالفترة ذاتها من العام الماضي.
فيما يتعلق بالسفر الجوي، تُظهر حجوزات الرحلات الجوية بين كندا والولايات المتحدة للسفر بين أبريل/نيسان وسبتمبر/أيلول انخفاضًا حادًا تجاوز 70% مقارنةً بالفترة ذاتها من العام الماضي، بحسب شركة "OAG" المتخصصة في تحليلات الطيران.
بينما قامت أكبر شركتي طيران في كندا، "Air Canada" و"WestJet"، بتقليص عدد المقاعد المتوفرة للحجز استجابةً لانخفاض الطلب الحاد، أفاد كبير المحللين في "OAG"، جون غرانت، عدم تطبيق تعديلات كبيرة من أوروبا أو الأسواق الدولية الأخرى حتى الآن، ويعود ذلك غالبًا إلى التحديات اللوجستية المرتبطة بذلك.
وأضاف غرانت: "دعونا لا ننسى أنّ الجزء الأكبر من السياحة في الولايات المتحدة لا يزال يتمثّل في سياحة محلية. وإذا استمر الأمر على هذا المنوال، فإن تراجع عدد السياح القادمين من أوروبا ببضعة ملايين يمكن تعويضه".
خطأ على مستويات عديدةتشهد حركة المقاطعة الشعبية، التي انطلقت من كندا، زخمًا متزايدًا في أوروبا.
يعتبر السويدي يوهان بيورنسون، أنّ إلغاء رحلته البحرية التي ستنطلق من مدينة ميامي الأمريكية في عام 2026 بمثابة موقف رمزي مهم، رغم أنّه سيخسر وديعة قدرها 500 دولار.
قال بيورنسون، الذي يبلغ من العمر 43 عامًا، إنّه لم يكن متابعًا للشؤون السياسية أبدًا، ولكن فور مشاهدته لمقاطع تُظهر ترامب ونائبه، جي دي فانس، وهما يوبخان الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في المكتب البيضاوي، شعر بأنّه مضطر لاتخاذ موقف.
بالنسبة للأوروبيين الذين يعيشون على مقربة من الحرب في أوكرانيا، فإنّ خطر العدوان الروسي يُخيّم على القارة بأكملها.