بوابة الوفد:
2025-03-05@02:26:25 GMT

هدنة محفوفة بالمخاطر!

تاريخ النشر: 22nd, January 2025 GMT

من حق الفلسطينيين فى قطاع غزة وغير غزة أن يفرحوا بما انتهت إليه الأمور الأسبوع الماضى إثر اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين الذى يرى فيه البعض انتصارًا لكفاحهم على مدار أكثر من 15 شهرًا مضت. ومن حق فصائل المقاومة ومن بينها أو على رأسها حماس أن تزهو بما يمثل إفشالًا لخطط العدو فى القضاء عليها ما يؤكد أنها كانت ندًا لا يستهان به فى معركة لم تستنكف إسرائيل خلالها من أن تلجأ للغالى والرخيص من الأسلحة والخطط لكى تمحو قطاع غزة من الخريطة.

لكن فى غمرة هذه الفرحة وتلك النشوة، الممزوجة بالأسى على التضحيات التى تم تقديمها، لا يجب إغفال الظروف أو السياق الذى تم فيه التوصل إلى تلك الصفقة المتعلقة بوقف النار، وهى ظروف تثير من التساؤلات أكثر مما تقدم من إجابات بشأن صمود الاتفاق وإمكانية الالتزام به خاصة فى ضوء كونه ينفذ على مراحل.

للتفصيل أكثر نشير إلى ما ذهبنا إليه الأسبوع الماضى من أن الأمور لم تكن لتتحلحل عن وضعها الذى استمرت عليه شهورًا عديدة دون تدخل الرئيس الأمريكى– الحالى– ترامب. حتى ذلك الوقت كان نتنياهو يمثل جبهة الممانعة لتوقيع الاتفاق حتى تصور الكثيرون أنه يملك إرادة مستقلة عن الولايات المتحدة ومساحة يستطيع أن يلعب فيها منفردًا وعلى هواه! لكن التدخل الحاسم لترامب أفضى إلى النتيجة التى وصلنا اليها وهو أمر ربما يؤكده تسارع الأحداث وتسابقها لحد يشير إلى تصميم الإدارة الأمريكية الجديدة على بدء مهامها وقد أقفل هذا الملف على نحو ما تريد وفى الحدود التى تريد.

ليس مبالغة فى قدرات واشنطن أو تقليل من شأننا كعرب أو حتى كفلسطينيين الإشارة إلى أن الأمور سارت حتى الآن بل وتسير وفق الرؤية الأمريكية، وليس إيغالًا فى نظرية المؤامرة القول بأن حرص ترامب على التوصل إلى اتفاق ليس تعاطفًا مع الفلسطينيين أو تعويضهم عما اقترفته معهم إدارة بايدن من آثام، وإنما يأتى فى إطار رؤية أشمل لخطط الولايات المتحدة ليس فقط تجاه الشرق الأسط وإنما فى مواجهة مجموعة القضايا العالمية.

على ضوء هذا الطرح ربما يمكن استيعاب ما أشار إليه الرئيس ترامب الذى بدا داعمًا للاتفاق من أنه ليس واثقًا من استمراره، وهو ما أعاد التساؤلات بشأن ما إذا كانت إسرائيل ستعود للحرب من جديد أم ماذا؟ بل وأثار الشكوك بشأن تنفيذ المرحلتين الثانية والثالثة من الاتفاق؟ ربما كان ترامب يسعى لانتصار لحظى يبدأ به مهمته الرئاسية الجديدة وهو ما تحقق، وإن كان من المؤكد أن هناك ترتيبات أكثر دراماتيكية من الأهداف التى حددتها إسرائيل ذاتها للحرب على غزة.

ولعل الأنباء التى أشارت إلى دعوة ترامب لنقل الفلسطينيين من غزة إلى إندونيسيا لحين إعمار القطاع ما قد يشى بأن هناك خطة للتهجير الخادع يتم إعدادها على نار هادئة. كما أن استعجال الرئيس الأمريكى فى الإشارة إلى أن حلقة الاتفاقات الإبراهيمية ستكتمل تشير إلى أن أولويته إتمام مخططه الذى توقف فى فترته الأولى وصياغة ما يراه شرق أوسط جديدًا وهو ما قد ييسر قضم وهضم القضية الفلسطينية بأكملها وليس فقط إبادة غزة.

باختصار المشهد يشير إلى أن وراء الأكمة ما وراءها.. وأن كل ما يحدث ليس فيه شىء من البراءة، مع كل التقدير للصمود الفلسطينى. ولعل ذلك يكون دافعًا لأن تكون فرحتنا مكسوة بالقلق مما هو آت!

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تأملات د مصطفى عبدالرازق حق الفلسطينيين وقف إطلاق النار قطاع غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

مبارك الفاضل: مغالطات وادعاءات والمصدر واحد

مبارك الفاضل: مغالطات وادعاءات والمصدر واحد..
فى يوم 18 سبتمبر 2023م ، قال السيد مبارك الفاضل إن حميدتى مات يوم 17 مايو 2023م ، واضاف (ان معلوماته نابعه من نفوذ حزبه الكبير ولايات دارفور ) ..

يوم امس 2 مارس 2025م ، قال مبارك الفاضل (ان لديه مصادر أمريكية اخبرته أن الجيش وافق على دور محدود لحميدتى فى المرحلة القادمة)…

ذات الرجل الذى قتل حميدتي ودفنه ، هو ذات الرجل الذى يتحدث عن دور له فى أى الحياة ، فأيهما نصدق..
مبارك ونفوذ حزبه الكبير فى دارفور ووفاة حميدتي..
ام ..
مبارك ومصادره الامريكية التى تتحدث عن حوار ودور لى حميدتي..
لا يمكن إنكار تصريحات مبارك ، لإنها كلها بالصورة والصوت ، ومن ذات القناة (الجزيرة مباشر).. ولعل ذلك دافع للقناة للنظر ومراجعة كمية الأكاذيب والادعاءات التى تبث كل يوم وآخر..
نكتفى بهذا ، ولكن ما يفعله هؤلاء القوم أمثال مبارك الفاضل هذا لا يستقيم ابداً..

ويلقي ظلالاً على حقيقة ادوارهم فى الساحة السياسية والوطنية..
ابراهيم الصديق على
3 مارس 2025م..

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • استعراض واعتماد الخطة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة.. الرئيس السيسي يدعو إلى إطلاق مسار سياسي لحل القضية الفلسطينية ويثق في دور ترامب
  • مبارك الفاضل: مغالطات وادعاءات والمصدر واحد
  • ترامب: زيلينسكي "ينبغي أن يكون أكثر امتنانًا" للولايات المتحدة
  • ترامب: على زيلينسكي أن يكون أكثر تقديرا وامتنانا للولايات المتحدة
  • ترامب يحذر من أنه لن “يتسامح” مع زيلينسكي في هجوم جديد
  • ترامب: أوروبا أنفقت على الغاز الروسي أكثر من الدفاع عن أوكرانيا
  • الذهب يرتفع أكثر من 1% بدعم من ضعف الدولار والمخاوف الجيوسياسية
  • بعد حادثة التمثال.. من يمول الدكتور زاهي حواس وبعثته؟ ولماذا تصمت وزارة السياحة والآثار؟!
  • FT: أردوغان يخوض رهانا محفوفا بالمخاطر بشأن السلام مع الأكراد
  • ترند زمان.. أنا ضحية جبروت امرأة .. اعترافات المذيع إيهاب صلاح بقتل زوجته