يشارك الناشرون العرب داخل معرض القاهرة الدولى للكتاب، حيث يحرص صناع النشر فى العالم العربى على الوجود فى معرض القاهرة بعدد 250 دار نشر عربية مشاركة فى المعرض، وكان هناك عدد أكبر على قائمة الانتظار لم يشاركوا بسبب عدم توافر مساحات.

وأكد محمد رشاد، رئيس اتحاد الناشرين العرب، لـ«الوطن»: «معرض القاهرة من أهم وأفضل معارض الكتب الموجودة فى العالم، كما أنه يتميز بأنه أطول المعارض مدة، فمعظم المعارض العربية من 7 إلى 10 أيام، فى حين معرض القاهرة يمتد إلى 13 يوماً، كما أن عدد الزوار أو الرواد يفوق أى معرض آخر، ففى العام الماضى زار المعرض ما يزيد على 4 ملايين زائر، حتى الصين لا تحظى بهذا الرقم من الرواد على معارض الكتب الخاصة بها، لذلك يحرص صناع النشر فى العالم العربى على الوجود بمعرض القاهرة».

وأضاف: «جميع الدول العربية تحرص على المشاركة فى المعرض، وبالفعل تشارك الدول العربية هذا العام، ومعرض القاهرة الدولى يتميز بميزة لا توجد فى كثير من المعارض العربية أن جميع صناع النشر، سواء كانوا ناشرين أو مؤلفين أو مصممى أغلفة أو أصحاب مطابع أو موزعى كتب أو مستوردى مستلزمات طباعة، جميعهم موجودون فى معرض القاهرة الدولى للكتاب، وهى ميزة كبيرة فى المعرض، حتى إن لم يكن له جناح فى المعرض، وذلك من أجل تبادل الصفقات».

ولفت «رشاد» إلى أن معرض القاهرة هو الأكثر جماهيرية فى عدد الزوَّار، فقد وصل عددهم فى الدورة السابقة إلى أكثر من 4 ملايين و785 ألف زائر، وأيضاً إدخال اتحاد الناشرين العرب كشريك فى الإعداد والتنظيم من خلال تمثيله برئيسه فى اللجنة الإدارية العليا لتنظيم المعرض، فهو دون سواه من المعارض العربية يحرص على وجود الاتحاد كشريك، ممثلاً للناشرين العرب.

وكذلك يمنح معرض القاهرة سعراً مميزاً لأعضاء اتحاد الناشرين العرب، وهو يتفرّد بذلك بين سائر المعارض العربية، كما يحتضن معرض القاهرة الدولى للكتاب اجتماعات وفعاليات اتحاد الناشرين العرب أثناء المعرض، وهناك ميـزة لهذا المعرض تتمثل فى أن معظم صنّاع النشر فى العالم العربى، من ناشرين ومؤلفين ومصممى الكتب، وأصحاب المطابع، ومستوردى مستلزمات إنتاج الكتاب، وشركات التوزيع، جميعهم يحرصون على حضور المعرض، وهذه الميـزة قلما نجدها فى المعارض الأخرى.

وعن التسهيلات المقدّمة للناشرين العرب، قال «رشاد»: اتحاد الناشرين العرب ممثل فى شخصى، عضو اللجنة الإدارية العليا فى معرض القاهرة الدولى للكتاب، أى أنه شريك مع هيئة الكتاب فى تنظيم المعرض، وبالاتفاق مع الهيئة يقدم تخفيضاً خاصاً لأعضاء اتحاد الناشرين العرب، يتمتع به فقط عضو الاتحاد.

وأضاف: «الاتحاد له جناح مع هيئة الكتاب فى صالة العرض، يعرض فيها دراساته التى ينشرها، فى إطار العلاقة الطيبة بين الجهتين، وهذا الجناح ليس للبيع، بل يعرض إصدارات مركز الدراسات والأبحاث المنشأ منذ عدة سنوات ويصدر دراسات عن حالة النشر فى الوطن العربى، ونعرضها فى الجناح، وتتضمن الإصدارات أيضاً تعريفاً بالاتحاد، ودليل أعضاء الناشرين وعناوينهم، وأنشطة الاتحاد أيضاً من خلال شاشة ستكون موجودة فى الجناح».

وأشار «رشاد» إلى أنه تم إصدار منذ فترة عدة دراسات عن معدل القراءة فى الوطن العربى، «وأحب أن أقول إنه ليس لدينا إلى الآن قاعدة بيانات عن صناعة النشر فى الوطن العربى»، فلا أحد يعرف عدد المؤلفين أو عدد المطابع والكتب التى تصدر سنوياً فى البلاد العربية، وهى صناعة ليست بالقوة، وتتأرجح بين الصعود والهبوط.

وفى الوقت نفسه فى اتحاد الناشرين العرب يسعى لأن يكون لدينا قاعدة بيانات بصناعة النشر فى العالم العربى، وقد أصدرنا من خلال مركز الدراسات عدداً من الدراسات عن حركة النشر، منها دراسة منشورة على موقع اتحاد الناشرين العرب عن صناعة النشر فى الوطن العربى من 2015 إلى 2019، ودراسة عن صناعة النشر فى زمن كورونا فى 2020، ودراسة ثالثة عن الجهود القرائية فى الوطن العربى.

وعن الجديد، قال: «كل سنة معرض القاهرة يكون فيه جديد، والفعاليات الثقافية والأنشطة الفنية والندوات والورش فى المعارض بدأها معرض القاهرة الدولى منذ أيام الدكتور سمير سرحان، وانتقلت هذه الفكرة إلى جميع المعارض العربية، وهذا العام يوجد عدد من المبادرات الجديدة، منها جناح الكتب المخفّضة، وبالنسبة للناشرين، فهى الكتب التى مر عليها عدة سنوات».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: معرض القاهرة للكتاب معرض القاهرة الدولي للكتاب معرض الكتاب معرض القاهرة الدولى للکتاب اتحاد الناشرین العرب المعارض العربیة فى الوطن العربى فى المعرض

إقرأ أيضاً:

"معرض هاينان الدولي".. ركيزة الصين في مواجهة التحديات التجارية

 

 

 

تشو شيوان **

يتساءل الكثيرون كيف ستكون قوة الاقتصاد الصيني على امتصاص الصدمات ومواجهة أزمة التعريفات الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة على الصين، والتي قامت الصين بدورها بفرض تعريفات جمركية على البضائع الأمريكية؟

وفي مواجهة هذه الإجراءات الحمائية، تعمل الصين على تسريع تكامل التجارة الداخلية والخارجية من ناحية، ومن ناحية أخرى، تمضي قُدمًا بخطى ثابتة نحو توسيع انفتاحها على الخارج، وخلال الفترة المقبلة سوف يرى العالم بشكل أكثر وضوحًا أن نزعة الحماية التجارية طريق مسدود، وأن الانفتاح والتعاون فقط هما القادران على كسب المستقبل، وهذا رهان قوي ستتكشف نتائجه يومًا بعد يوم.

وفي ظل التحديات الاقتصادية العالمية وتصاعد موجة الحمائية التجارية، يبرُز معرض هاينان الدولي الخامس للسلع الاستهلاكية كإحدى الركائز الحيوية التي تعتمد عليها الصين لتعزيز مرونة تجارتها الخارجية. ففي الوقت الذي تفرض فيه الولايات المتحدة تعريفات جمركية عشوائية وتواجه العولمة الاقتصادية عراقيل متزايدة، نجحت الصين في تقديم رسالة واضحة للعالم: أن الانفتاح والتعاون لا يزالان خيارها الاستراتيجي، وهذا الخيار لا يمكن للصين التخلي عنه أولًا كدولة مسؤولة تمارس دورها الإيجابي العالمي، وثانيًا كدولة كبرى اقتصاديًا ولها حلول الاستراتيجية لمواجهة جميع التحديات.

لقد اختتم المعرض في 18 أبريل الجاري، مُحقِّقًا أرقامًا قياسية؛ حيث استقطب أكثر من 1767 شركة و4209 علامات تجارية من 71 دولة ومنطقة حول العالم، وبلغ حجم التعاون المُوَقَّع خلال المعرض حوالي 92 مليار يوان صيني؛ مما يعكس الثقة المتزايدة بالسوق الصينية رغم التقلبات الدولية. المثير للاهتمام أن مئات الشركات أكدت رغبتها في المشاركة في الدورة المقبلة، ما يُبرهن على الجاذبية المتنامية للسوق الاستهلاكية الصينية، وهذه الأرقام خير برهان على أن الانفتاح والتعاون هما الأساس والطريق الأسلم لضمان استقرار العالم اقتصاديًا.

يأتي هذا النجاح مدعومًا بإمكانات السوق المحلية؛ إذ وصلت مبيعات التجزئة إلى 48.8 تريليون يوان صيني عام 2024؛ بزيادة سنوية قدرها 3.5% مقارنة بعام 2023؛ ما يُعزِّز مكانة الصين كثاني أكبر سوق استهلاكية في العالم. وقد أشار العديد من العارضين الأجانب إلى أن فرص النمو والتوسع التي يتيحها السوق الصيني كانت الدافع الرئيسي لمشاركتهم في هذا الحدث، وأيضًا برزت أهمية هذا المعرض لكونه نافذة للسوق الصيني والتي باتت فرصة أمام الكثير من الدول ممن تمارس عليهم الولايات المتحدة حمائية تجارية غير مسبوقة، وهؤلاء يجدون في الصين والسوق الصيني فرصة كبيرة لتعويض الخسائر وتدارك الأمر.

أيضًا يجب أن نذكر هنا أن المعرض يُعزِّز مكانة هاينان بوصفها منصة رئيسية للانفتاح الاقتصادي؛ ففي إطار سياسات المنطقة الحرة يتمتع المشاركون بمزايا مثل التعرِفة الصفرية؛ مما يسهم في تدفق السلع عالية الجودة إلى الأسواق الصينية والعالمية على حد سواء، وهذا التوجه يضع هاينان في موقع الريادة كمحور حيوي للتجارة الحرة والانفتاح، وهنا يجب القول إن الصين تمضي في الاتجاه المعاكس للولايات المتحدة؛ فالصين تدفع نحو الانفتاح والتشارك، بينما الولايات المتحدة تسير نحو الانغلاق والحمائية.

من جهة أخرى، يعكس المعرض ديناميكية الابتكار في الصين، فمع تسارع تطوير قوى إنتاجية جديدة وعالية الجودة، يتم تجديد السوق الاستهلاكية الصينية باستمرار؛ ما يوفر بيئة خصبة لنمو الشركات المحلية والأجنبية على حد سواء. وأظهر تقرير الابتكار الوطني الأخير أن الصين قفزت 10 مراكز خلال عقد واحد، لتصبح ضمن العشرة الأوائل عالميًا في مجال الابتكار، وهو عامل محوري في تعزيز مرونة التجارة الخارجية، وهذه النقطة تحديدًا أجدها من أهم النقاط؛ حيث إن الصين تؤمن بأن الابتكار هو من سيقود المستقبل وهو المحرك الأساسي للاقتصاد.

وفي ظل استمرار انعقاد معارض دولية كبرى مثل معرض كانتون ومعرض الصين الدولي للاستيراد، تواصل الصين الوفاء بوعودها بالانفتاح العملي، لا بالأقوال فقط؛ بل بالأفعال، خصوصًا وسط حالة الاضطراب في النظام التجاري العالمي. وهنا يقدم معرض هاينان دليلًا حيًا على قدرة الصين على تحويل التحديات إلى فرص، معتمدة على سوقها الواسعة، وسياساتها التفضيلية وديناميكية الابتكار الدائم.

وفي النهاية، لدي رأي أجده مهمًا بأن الانفتاح هو الحل؛ إذ إن الصين لا تزال قلب الاقتصاد العالمي النابض من خلال الجمع بين قوة السوق المحلية، والابتكار التكنولوجي، والشراكات العالمية، كما تُظهر الصين أن الحمائية ليست حلًا؛ بل الانفتاح والتعاون هما الطريق لاقتصاد مستقر ومزدهر. وكما قال أحد العارضين الأجانب: "السوق الصينية ليست فقط كبيرة، ولكنها ديناميكية وتقدم فرصًا لا مثيل لها". وبهذه الروح، تواصل الصين كتابة فصل جديد في تاريخ التجارة العالمية؛ فصل تقوده الشراكات وليس الحواجز، والثقة لا الشكوك.

** صحفي في مجموعة الصين للإعلام، متخصص بالشؤون الصينية وبقضايا الشرق الأوسط والعلاقات الصينية - العربية

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • معرض للكتاب في صالة مسرح التربية بالسويداء وثقافي شهبا
  • أجنحة بأرفف فارغة وبدون إصدارات| القصة الكاملة لأزمة الناشرين المصريين في معرض الرباط الدولي للكتاب
  • وزير الخارجية الإيراني يوقع كتابه "قوة التفاوض" في معرض مسقط الدولي للكتاب.. الجمعة
  • معرض مسقط للكتاب وضيف الشرف
  • "معرض هاينان الدولي".. ركيزة الصين في مواجهة التحديات التجارية
  • راشد بن حميد النعيمي يشيد بجناح «تريندز» في «الرباط الدولي للكتاب»
  • بمشاركة أكثر من 30 دولة.. انطلاق الدورة الـ51 لمعرض طرابلس الدولي
  • أبوظبي للكتاب.. فعاليات تدعم القراءة المستدامة في عام المجتمع
  • الدار البيضاء تحتضن المعرض الدولي لطب الأسنان بمشاركة دول افريقية 
  • تكريم عدد من المثقفين العرب مع انطلاق الدورة 30 لمعرض الرباط للكتاب