فكرة سيئة.. ما التأثيرات الاقتصادية لترحيل المهاجرين في الولايات المتحدة؟
تاريخ النشر: 22nd, January 2025 GMT
يشكل المهاجرون في الولايات المتحدة، سواء كانوا موثّقين أو غير موثّقين، يشكلون جزءا كبيرا من القوى العاملة في مجالات حيوية كالبناء والرعاية، الأمر الذي يجعل من ترحيلهم خطوة تخلف تداعيات اقتصادية على سوق العمل والقطاعات الحيوية، حسب تقرير نشره موقع "كاونتر بانش".
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي 21"، إن العديد من الأكاذيب عن المهاجرين انتشرت خلال حملة الانتخابات الرئاسية لسنة 2024.
وأوضح الموقع أنه منذ بداية القرن الواحد والعشرين، كان هناك ملايين من المهاجرين غير المصرح لهم في الولايات المتحدة؛ حيث بلغ العدد ذروته في سنة 2007 بوجود 12.2 مليون، ثم انخفض إلى 11 مليونًا في سنة 2022، مع تقدير مؤقت لسنة 2023 بوجود 11.7 مليون، وهو لا يزال أقل من الذروة المسجلة في سنة 2007.
في بعض الحالات، يمكن أن تؤدي الزيادة المفاجئة والسريعة في عدد المهاجرين - المصرح لهم وغير المصرح لهم - إلى فرض ضغوط اجتماعية واقتصادية على المجتمعات المحلية التي تستقبل التدفق. وقد تكون هناك صعوبات في العثور على مساكن وإيجاد أماكن في المدارس، وقد يؤدي ذلك إلى عدم قدرة منظمات الخدمات الاجتماعية في استيعابهم. لكن تقارير عديدة توضح الفوائد الاقتصادية لهذه الزيادات في بعض المجتمعات.
وزادت مواجهات المهاجرين على الحدود الأمريكية المكسيكية بشكل مطرد بين سنتي 2020 و2023، لكنها تراجعت بحدة في سنة 2024. وارتفع عدد السكان المولودين في الولايات المتحدة من الأجانب بـ1.6 مليون بين 2022 و2023، وهي أكبر زيادة خلال 20 سنة، لكنها لم تؤثر بشكل كبير على حياة معظم السكان البالغين أكثر من 300 مليون.
وأفاد الموقع أن الأبحاث تشير إلى أن معدلات الجرائم بين المهاجرين غير المصرح لهم أقل من المواطنين الأمريكيين، حيث يُعتقلون بنسبة أقل لجرائم العنف والمخدرات والممتلكات، كما تساهم تجمعاتهم في خفض معدلات الجريمة بالمجتمعات.
وباختصار، فإن الوضع في الولايات المتحدة فيما يتعلق بالمهاجرين اليوم لا يختلف كثيرًا عما كان عليه قبل عقد من الزمن. أي أنه لا يوجد أزمة جديدة.
المهاجرون غير المصرح لهم والاقتصاد الأمريكي
وشدد الموقع على أن ترحيل ترامب الجماعي للمهاجرين سيؤثر سلبًا على الاقتصاد الأمريكي. فقد أظهرت دراسة حديثة أن ترحيل نصف مليون مهاجر سيؤدي لفقدان 44,000 وظيفة للمواطنين. ويعد العمل الذي يقوم به المهاجرون ضروريًا لوظائف العمال المولودين في الولايات المتحدة. وبالتالي فإن ترحيل ملايين العمال سيؤدي لخسائر كبيرة في الوظائف.
وعلى الرغم من أن عدد المهاجرين غير المصرح لهم صغير مقارنة بالسكان الأمريكيين بشكل عام، فإن تركيزهم في قطاعات معينة من الاقتصاد سيجعل إبعادهم السريع مدمرًا. فهؤلاء المهاجرون يمثلون نسبة كبيرة من العمال في القطاعات مثل التنظيف، والطهي، وصيانة الأراضي، والزراعة، والبناء.
وبحسب الموقع، فستؤدي خطة الترحيل الجماعي إلى زيادة تكاليف المنتجات والخدمات المرتبطة بتلك الصناعات. وفي تكساس، تعبر صناعة البناء عن قلقها من أن خطط ترامب ستدمر قدرتهم على بناء المنازل والبنية التحتية.
وبما أن المهاجرين غير المصرح لهم يشكلون أيضًا جزءًا كبيرًا من قطاع الرعاية، فقد تسببت عمليات الترحيل بين سنتي 2008 و2014 في تعطيل هذا القطاع. وقد وجد الاقتصاديون أن فقدان عمال رعاية الأطفال أدى إلى تقليص عدد الأمهات الحاصلات على تعليم جامعي ولديهن أطفال صغار في سوق العمل المدفوع.
المهاجرون الشرعيون والاقتصاد الأمريكي
ورغم أن حملة ترامب تحدثت عن تقليص الهجرة غير المصرح بها علنًا، إلا أن هناك احتمال أن تقلل الإدارة الجديدة من الهجرة الشرعية بمقدار أكبر أو مشابه. كما أشار معهد كاتو إلى أن إدارة ترامب الأولى قد قلصت الهجرة القانونية بشكل كبير، لكنها فشلت في تقليص الهجرة غير المصرح بها.
وأضاف الموقع أنه قد يكون لدى الناس صورة نمطية عن العمال المهاجرين كعمال ذوي أجور منخفضة، لكنهم يعملون في جميع قطاعات الاقتصاد. فعلى سبيل المثال، يعمل العديد من المهاجرين كممرضين، ومبرمجي حاسوب، ومعلمين، ومهندسين معماريين.
كما أن هناك معدل أعلى من ريادة الأعمال بين المهاجرين مقارنة بالمواطنين الأمريكيين. فقد أسس المهاجرون أو أبناؤهم نحو نصف من أكبر 500 شركة في الولايات المتحدة. إن فقدان هؤلاء العمال ورواد الأعمال سيؤثر سلبًا على الاقتصاد الأمريكي.
نظام الهجرة معطل والسياسة تعيق الحلول المحتملة
وبين الموقع أن الملايين من الأشخاص ينتظرون لعدة سنوات للدخول إلى الولايات المتحدة بشكل قانوني. ويعد هذا النظام المترهل أحد العوامل التي تدفع الناس إلى الهجرة غير القانونية. وهناك اعتراف من الحزبين بأن نظام الهجرة في الولايات المتحدة معطل ويحتاج إلى إصلاح، لكن المناورات السياسية تواصل إعاقة الإصلاح. فقد تم حظر جهد من الحزبين في سنة 2007 في مجلس الشيوخ.
كما تم حظر جهد آخر في 2013 من قبل رئيس مجلس النواب الجمهوري جون بوينر. وفي 2024، تم قتل جهد آخر من الحزبين بواسطة دونالد ترامب، الذي سعى للترويج لهذه القضية في حملته الانتخابية.
واختتم الموقع التقرير بان دونالد ترامب أكد لمؤيديه أنه يعتزم تنفيذ السياسات المعادية للمهاجرين الأجانب والعرقية التي كان يدافع عنها أثناء حملته الانتخابية. ولم يذكر أنه سيسعى إلى تنفيذ إصلاح شامل للهجرة من أجل إصلاح النظام المكسور وتعزيز الاقتصاد الأمريكي.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الولايات المتحدة المهاجرين ترامب الولايات المتحدة المهاجرين ترامب صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الولایات المتحدة الاقتصاد الأمریکی الموقع أن فی سنة
إقرأ أيضاً:
الولايات المتحدة تعد مسودة للإشراف على وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا
أفادت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية بأن الولايات المتحدة شاركت مسؤولين أوكرانيين وأوروبيين مسودةً لمفهوم مراقبة وقف إطلاق النار في أوكرانيا.
وقف الحرب الأوكرانيةووفقًا للتقرير، قدّم وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو مسودة مقترح وقف الحرب الأوكرانية إلى مسؤولين من موسكو وكييف والاتحاد الأوروبي، لكنه لم يُفصّل تفاصيلها.
وذكرت صحيفة كييف إندبندنت الأوكرانية أن المقترح قُدّم يوم الخميس خلال سلسلة اجتماعات طويلة استضافها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للضغط من أجل مشاركة أوروبية في وقف إطلاق النار.
يأتي هذا في الوقت الذي أعلنت فيه فرنسا عن اجتماع في لندن الأسبوع المقبل مع مسؤولين أمريكيين وأوكرانيين وأوروبيين لمحاولة دفع محادثات السلام قدمًا.
وصرح روبيو بأنه منفتح على حضور المحادثات إذا رأى أن هناك تقدمًا في المفاوضات، التي تراوح مكانها منذ أسابيع.
ويرفض الممثلون الروس قبول أي اتفاق لا يعالج "الأسباب الجذرية" للصراع، وصرح بوتين قائلاً: "نتفق مع مقترح وقف الأعمال العدائية، لكن علينا أن نضع في اعتبارنا أن وقف إطلاق النار هذا يجب أن يهدف إلى سلام دائم، وأن يتناول الأسباب الجذرية للأزمة".
وأشار وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إلى أن الكرملين يعتقد أنه "ليس من السهل الاتفاق على العناصر الرئيسية للتسوية"، التي تدعمها الولايات المتحدة.
تنازل أوكرانيا عن الأراضيوقدّم المسؤولون الأمريكيون عدة تنازلات لإنهاء الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات، بعضها سيشهد تنازل أوكرانيا عن ما يقرب من 20% من أراضيها.
وأفادت وكالة بلومبرج نيوز صباح السبت أن الولايات المتحدة منفتحة على اعتبار شبه جزيرة القرم جزءًا من أراضي موسكو.
شهدت المنطقة الساحلية الأوكرانية نزاعًا حادًا بين البلدين بعد أن غزتها روسيا ومحاولة ضمها عام ٢٠١٤.
بعد لقاء المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف ببوتين، أفادت التقارير أنه أكد لترامب أن أسهل طريقة للتوصل إلى وقف إطلاق نار بين الدولتين المتحاربتين هي دعم استراتيجية تمنح روسيا ملكية المناطق الشرقية الأربع التي حاولت ضمها بشكل غير قانوني عام ٢٠٢٢.
أشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى اعتقاده بأن مثل هذه التنازلات منحازة جدًا لجانب الكرملين.
وقال زيلينسكي للصحفيين الأوكرانيين يوم الخميس: "أعتقد أن ويتكوف قد تبنى استراتيجية الجانب الروسي، هذا أمر خطير للغاية لأنه - عن علم أو بغير علم، لا أعلم - ينشر روايات روسية على أي حال، هذا لا يُجدي نفعًا".
ومع ذلك، أشارت صحيفة وول ستريت جورنال إلى أن الوفد الأوكراني قال إنه سيحترم وقف إطلاق النار المحتمل إذا التزمت روسيا به.
بعد محادثات يوم الخميس في باريس، اتصل روبيو بوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف لمناقشة الاجتماع.
صرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية تامي بروس، تعليقًا على المكالمة: "يريد الرئيس ترامب والولايات المتحدة إنهاء هذه الحرب، وقد عرضا الآن على جميع الأطراف الخطوط العريضة لسلام دائم ودائم".
وعلاوة على ذلك، يعتقد بعض المسؤولين الأمريكيين أن اتفاق وقف إطلاق النار المتعلق بالأوكرانيين قد اكتمل بنسبة "90%"، وفقًا لما ذكرته صحيفة نيويورك بوست يوم الجمعة، نقلًا عن مصدر لم تُسمه.
وأفاد التقرير، الذي لم يُتحقق من صحته، أن الولايات المتحدة تنوي نقل إطار العمل من باريس إلى الجانب الروسي كعرض نهائي.
الانسحاب الأمريكي من المفاوضاتهدد كل من وزير الخارجية والرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانسحاب من طاولة المفاوضات إذا اعتقدا أن أيًا من الجانبين يُشكل عقبة أمام محادثات السلام.
وقال روبيو للصحفيين يوم الخميس: "لذلك، علينا أن نحدد بسرعة كبيرة الآن، وأنا أتحدث عن مسألة أيام، ما إذا كان هذا ممكنًا في الأسابيع القليلة المقبلة أم لا".
وأكد ترامب أنه بينما لا يزال يعتقد أن الحرب يمكن تسويتها بجهود إدارته، فإن المسؤولين الأمريكيين "سيتجاهلون" محاولة حل الحرب.
وقال ترامب للصحفيين يوم الجمعة: "إذا صعّب أحد الطرفين الأمر بشدة، لسبب ما، فسنقول: 'أنتم حمقى أنتم حمقى أنتم أشخاص فظيعون' - وسنتجاهل الأمر.
لكن نأمل ألا نضطر إلى ذلك".