تحدثت فى مقالات سابقة عن " هيبة الدولة " وعن البلطجة التى تواجه الإدارة فى " بلدنا " مصر.
ولعل من أهم مظاهر البلطجة، هو عدم إحترام الشارع المصرى سواء من سائقى "لميكروباص" أو " التوك توك " هذا السرطان الذى هاجم المدينة فى غفله من الزمن، ومازال يعمل خارج القوانين المنظمة للحياه فى "مصر"، دون أية بادرة بتقنينه أو إلغائه، وهذا غير وارد، حيث تعدى مستخدميه إلى أكثر من خمسة ملايين فى محيط القاهرة الكبرى دون مبالغه !!
والتعدى على الشارع ليس فقط من هؤلاء بل من أصحاب محال الذين إستباحوا الأرصفة، والطرقات دون إحترام، ودون خوف من السلطة المنوط بها الحفاظ على المرافق العامة، ولعل ما أعلنته محافظة القاهرة مرات، وتراجعت عن قرارها، بتحديد، وقت لإغلاق المحال التجارية، أسوة بكل دول العالم المتحضر وكنت قد تحدثت أيضًا فى عمود سابق عن دور الشرطة فى التعامل مع البلطجة.


واستدعيت في مقالات تلك القصص الأدبية "لنجيب محفوظ" وغيره عن نظام (الفتوات) في أحياء القاهرة "قديمًا"، وكيفية تحكمهم في الشارع المصري، واعتماد السكان في القاهرة على هؤلاء "الفتوات" في حماية الممتلكات ودفعهم للإتاوات المفروضة عليهم، واستعانة الشرطة في أوقات لاحقة بهؤلاء "الفتوات" في المساعدة للسيطرة على الموقف في الشارع المصري.
وفي أوقات لاحقة أيضًا وحتى وقتنا الحالي سجلت الأحداث، بأن الشرطة وخاصة أقسام (المباحث العامة) بإستعانتهم "بالأشقياء" أو ما يسموا "بالمرشدين السريين" في ضبط الحركة في الشارع، وثبت أن "البلطجة" أصبحت "منظمة في القاهرة" وعواصم المحافظات، ويستعان بهم في أزمنة الإنتخابات العامة، مما عرف عنهم بسماسرة الإنتخابات، وتظهر "البلطجة" بأشكالها المختلفة سواء (نساء أو رجال) لمعاونة أفراد أو جماعات بعينها، في التسلط على الحياة العامة أو السيطرة على صناديق الإنتخابات، وكثير من الحوادث وصلت حتى القتل والتدمير، وهذا ما حدث في إنتخابات مجلس النواب فى بعض الدوائر، وقبل أن تبدأ الإنتخابات أيضًا في تصفية الحسابات.
ومع ذلك نبه الكثير من الكتاب والصحفيين وأصحاب الرأي من خطورة انتشار هذه الظاهرة في المجتمع الخارج عن القانون، ولكن في ظل نظام أمني لم يضع في اعتباره إلا "الأمن السياسي"، وصلت الأحوال إلى ما أصبحنا نعيشه اليوم وهذا جانب هام يجب أن يخضع لتحقيقات من قبل النائب العام المصري أثناء فتحه لملفات الفساد، وتطهير البلاد من "الفاسدين والمفسدين" وكذلك يجب الإهتمام بفتح ملف "البلطجة" في "مصر"، ومن ورائهم وإن كنت في تلك النقطة أجد بأن "البلطجة" تراث مصري قديم، وثقافة حافظت عليها النظم الأمنية في حقبات أمنية متتالية، ولكن بهذه الصورة وهذه الجرأة، وهذا الإنقلاب الذي حدث بأن ينقلبوا على من يرعاهم ومن يعملون لحسابهم فهذا الشيئ الجديد والذي أيضًا أنبئنا به في مقالات سابقة 
لا بد من إستعادة هيبة الدولة !!
ولن تعود "هيبة الدولة" إلا فى ظل تطبيق حاسم للقانون، أو تصحيح مفاهيم لدى الشعب، بأن الدستور والقوانين الملحقة، محترمة بقوة إنضباط الدولة ممثلة فى السلطة التنفيذية، وهذا يتطلب تحديث جهاز الشرطة بأكمله،ولعل ذلك يستتبع أن نستدعِ مقالات تحدثت عن "العدل" أساس الحكم.
[email protected]

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

آل حامد: العلاقات الإعلامية مع الكويت متقدمة

استقبل الشيخ فهد يوسف سعود الصباح، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بدولة الكويت، أمس، عبدالله بن محمد بن بطي آل حامد رئيس المكتب الوطني للإعلام بمناسبة زيارته الرسمية لدولة الكويت، بحضور عبد الرحمن المطيري وزير الإعلام والثقافة وزير الدولة لشؤون الشباب بالكويت، والدكتور مطر النيادي سفير دولة الإمارات لدى الكويت.
وأكد الشيخ فهد يوسف سعود الصباح خلال اللقاء الذي عقد بأكاديمية سعد العبدالله للعلوم الأمنية، متانة العلاقات الأخوية الراسخة بين البلدين، مشيداً بما تشهده من تطور مستمر في مختلف المجالات.
ونوه إلى أهمية تعزيز التعاون والتنسيق الإعلامي بين البلدين الشقيقين لما له من دور أساسي في دعم المسيرة التنموية المشتركة والمساهمة في تحقيق المزيد من الإنجازات.
من جانبه، أعرب عبدالله آل حامد عن اعتزازه بعمق العلاقات الثنائية وما تشهده من تقدم ملحوظ لا سيما في المجال الإعلامي، مؤكداً الحرص على مواصلة التنسيق وتبادل الخبرات لتعزيز التعاون الإعلامي بما يخدم الأهداف المشتركة بين البلدين الشقيقين.
كما التقى عبدالله بن محمد بن بطي آل حامد، أمس الأربعاء، عبدالرحمن المطيري وزير الإعلام والثقافة وزير الدولة لشؤون الشباب بدولة الكويت، وذلك خلال زيارته للكويت التي تأتي ضمن الزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين الشقيقين لتعزيز التعاون والعمل المشترك.حضر اللقاء، الدكتور مطر النيادي سفير الدولة لدى الكويت، والدكتور ناصر محيسن وكيل وزارة الإعلام الكويتية. (وام)

مقالات مشابهة

  • مراحل الدولة السعودية
  • مجلس الدولة: لا يجوز البناء على أماكن تخالف المخطط المعتمد من المحافظة
  • د. عبدالله الغذامي يكتب: الوعي والتجييش
  • [ مقدمات توعية قبل الإقدام على الإنتخابات ]
  • برلماني: إعادة إعمار غزة مسؤولية عربية ودولية لدعم صمود الفلسطينيين
  • استدعاء ناصر النعيمي لاعب النصر إلى قائمة عُمان
  • جهود مضاعفة لاستئناف التعليم في غزة.. وهذا موعد الثانوية العامة
  • ردود فعل الشارع الإسرائيلي بعد وصول توابيت الجثامين الأربعة
  • سحلاها في الشارع.. المشدد 10 سنوات لـ عاملين سرقا حقيبة وتليفون موظفة بأسيوط
  • آل حامد: العلاقات الإعلامية مع الكويت متقدمة