غزة.. صمود لا ينكسر
تاريخ النشر: 22nd, January 2025 GMT
فاطمة بنت هبيس الكثيرية
في قلب خريطة العالم، تقبع بقعة صغيرة بحجمها، عظيمة بأثرها، تسمى غزة. لم تكن يومًا مجرد مكان جغرافي، بل أصبحت رمزًا عالميًا للمقاومة والصمود في وجه المستحيل. على مر العقود، أثبتت غزة أن الانتصارات الحقيقية لا تُقاس بعدد الطائرات ولا بمدى تعقيد التكنولوجيا العسكرية، بل بما تحمله النفوس من إرادة لا تُقهر، وبما يُمكن أن تصنعه العقول حين تتوحد الرؤية ويتجسد الإيمان.
الصمود كهوية
غزة ليست مدينة، بل روح تسكن شعبًا اختار التحدي منهجًا. أجيال تربت على صوت القصف، ورائحة الدمار، لكنها في كل مرة، نهضت لتعيد تعريف معنى الحياة والكرامة. تحت الحصار، تُصنع المعجزات. من رحم الأزمات، يولد الأمل. بين زوايا البيوت المهدمة، تُنسج حكايات لا تشبهها أخرى: طفل يحمل كتابًا بيد، ومقلاعًا باليد الأخرى، أم تحيك علمًا وطنيًا على ضوء شمعة، وشيخٌ يُعلّم الصغار أن الأوطان لا تُباع.
انتصار يصعب تقليده
ما يجعل انتصار غزة فريدًا من نوعه هو جوهره الإنساني. ليس مجرد معركة بين طرفين، بل هو صراع بين قيم الحرية والعدالة من جهة، والاستبداد والظلم من جهة أخرى. في هذا الصراع، امتلكت غزة سلاحًا لا يمكن تقليده: إرادة جماعية. لا يمكن لأحد أن يُعيد خلق تجربة تُبنى على التضحية المطلقة وحب الأرض بهذا العمق.
غزة لا تعتمد على ما يمتلكه العالم من أدوات الحرب الفتاكة، بل تبتكر أسلوبها الخاص، حيث المقاومة لا تتوقف عند البندقية. هناك مقاومة بالكلمة، بالصورة، وبالصبر الذي لا يعرف الانكسار. يكمن سر هذا الانتصار في أنه لا يعتمد على فرد واحد أو قيادة واحدة، بل هو امتداد لشبكة متماسكة من العقول، تمتد من الطفل الذي يكتب شعرًا على الجدران، إلى المهندس الذي يُعيد بناء الأنفاق تحت الأرض.
درس للعالم
غزة لا تنتصر فقط بسواعد أبنائها، بل بقدرتها على أن تصبح مصدر إلهام لشعوب العالم. في عصر باتت فيه العولمة تسحق الخصوصيات، تبرز غزة كاستثناء، تُذكّرنا أن الهوية الثقافية والكرامة الوطنية يمكن أن تكون أقوى من أي جيوش. يعلمنا أهل غزة أن الانتصار الحقيقي لا يعني هزيمة عدوك فقط، بل الحفاظ على إنسانيتك وسط أحلك الظروف.
الرسالة الأعمق
انتصار غزة ليس حدثًا عابرًا يُسجل في كتب التاريخ وينتهي أثره مع مرور الزمن. هو فكرة تُشعل النفوس، تلهم الحالمين، وتُرعب من يرى في الحرية تهديدًا. غزة لا تطالب العالم بمساعدتها، بل تُعلّمه كيف يقف شامخًا أمام طغيان العصر. لقد أصبحت غزة مدرسة لمن أراد أن يكتب معنى جديدًا للحرية، ولمن يؤمن أنَّ الكرامة ليست قابلة للمساومة.
في النهاية.. انتصار غزة هو رسالة لمن لا يزال يؤمن أن الحقوق تنتزع، لا تُمنح. من بين الركام، تكتب غزة حكاية العالم الذي نريده: عالم يقف فيه المظلوم، مهما بدا ضعيفًا، على قدميه ليُغيّر معادلات القوة بجرأة الفكرة، وحرارة الإيمان، وعمق الروح.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
دفاع الشيوخ: التفاف الشعب المصري في العريش انتصار جديد للتضامن مع القضية الفلسطينية
أشاد النائب اللواء طارق نصير امين عام حزب حماه الوطن ووكيل اول لجنة الدفاع والامن القومي بمجلس الشيوخ ونائب رئيس البرلمان العربى بزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مدينة العريش.
ونوه أنها تحمل في طياتها العديد من الرسائل السياسية والإنسانية من أهمها زيارة الزعيمان لمستشفى العريش العام للاطمئنان على صحة المصابين من أبناء اهل غزة جراء الاعتداءات الإسرائيلية الوحشية على الشعب الفلسطيني الاعزل وكذلك تفقد اسطول الشاحنات الغذائية والمواد الطبية الموجهه للشعب الفلسطيني.
أضاف نصير أن ( الاصطفاف) الشعبي الذي شهدته مدينة العريش اليوم من احتشاد الآلاف من أبناء محافظات مصر المختلفة ياتي تعبيرًا عن الالتفاف الوطني حول القيادة السياسية ودعمًا لموقف مصر الثابت والراسخ من القضية الفلسطينية ورفضها القاطع لكل محاولات التهجير ( القسري) للفلسطينين وحقة في اقامة دولتة المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967.
وأشاد امين عام حزب حماة الوطن بمشاركة الشعب المصري بكل طوائفه السياسية والنقابية ومنظمات المجتمع المدني الذين سيظلون يهتفون بصوت واحد لاللتهجير... وطمس القضية الفلسطينية.
وأكد أن مدينة العريش أصبحت اليوم رمزًا للسلام والإنسانية إذ تتحول إلى نقطة عبور للدعم (الإغاثي) والطبي إلى قطاع غزة في مواجهة حرب وحصار مستمرين ومحاولات مستمرة لتصفية القضية الفلسطينية.
وأوضح أن مصر كانت وستظل متمسكة بثوابتها القومية ودورها الأخلاقي في الدفاع عن القضية الفلسطينية باعتبارها قضية مصر الأولى.
وحيا اللواء طارق نصير الشعب الفلسطيني الأعزل الذي يفقد الان أبسط أسباب البقاء على قيد الحياة مع تعمد الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي الغاشم الذي يفرض علية إما الموت قصفًا وجوعًا أو التهجير وترك وطنه وأرضه.
وطالب اللواء طارق نصير كل الشعوب التي تسعى للسلام بالتضامن مع الشعب الفلسطيني في تحقيق مصيرة مثل باقي شعوب العالم في العيش امنا مستقرا فهو واحب إنساني وأخلاقي قبل أن يكون التزامًا سياسيًا تفرضه كافة المواثيق والأعراف الدولية.