«جريمة الأقصر».. سلبية المتفرجين هي الأخطر
تاريخ النشر: 22nd, January 2025 GMT
جريمة الأقصر بالفعل صادمة بكل المقاييس، فهي تخلو من أدنى معاني الإنسانية والرحمة وبغض النظر عن الأسباب التي دفعت مرتكبها إلى ارتكاب هذا الفعل الشنيع، سواء كانت حالة نفسية أو تأثير مخدرات، تظل هذه جريمة فردية لا تعبر عن أخلاق أهل الأقصر الذين عرفوا على مر الزمن بطيبتهم وأخلاقهم النبيلة. والجهات المختصة بلا شك ستعمل على تحقيق العدالة ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة البشعة.
لكن ما يدعو للتأمل والنقاش بعمق هنا ليس الجريمة وحدها بل المشهد الأكبر الذي يكشف عن أزمة أخلاقية واجتماعية خطيرة، وهي سلبية المتفرجين. إن فقدان الإحساس بالآخرين هو الجريمة الأخطر التي تتجاوز في خطورتها الجريمة ذاتها. كيف يمكن لمجموعة من الأشخاص أن يقفوا متفرجين وكأنهم يشاهدون مشهداً تمثيلياً في فيلم، دون أن يتحرك أحدهم لمنع وقوع الكارثة أو محاولة ردع الجاني؟ كيف أصبح التصوير ونشر المقاطع أولوية على التدخل لإنقاذ الأرواح أو تقديم المساعدة؟
هذا المشهد المؤلم يعكس أزمة أعمق في المجتمع: فقدان الروح الإنسانية التي تدفعنا للتكاتف والوقوف صفاً واحداً في مواجهة الخطر. لم نعد نرى ذلك الرجل القوي الذي يهبّ لحماية المظلوم أو تلك المرأة الشجاعة التي تركض لإنقاذ الضحية. بدلاً من ذلك، رأينا كاميرات وهواتف لتوثيق الجريمة، وكأن الهدف أصبح السعي وراء الشهرة أو التفاعل على حساب القيم الإنسانية.
ما حدث هو جرس إنذار يدعونا لإعادة التفكير في قيمنا وأولوياتنا كمجتمع. استعادة روح الإنسانية ليست خياراً، بل ضرورة حتمية. علينا أن نسأل أنفسنا: كيف نعيد بناء مجتمع يحترم قيمة الحياة، ويتحلى بالتعاطف والتكافل، ويتحرك لمساعدة الآخر؟ لأن فقدان الإحساس بالآخرين هو الجريمة الأولى والأخطر، وهو المؤشر الحقيقي لانهيار المجتمعات إذا لم نتصدى لها بكل حزم.
اقرأ أيضاًماذا حدث قبل جريمة الأقصر؟.. مفاجآة صادمة في أقوال شهود العيان والداخلية تكشف الدوافع
«فصل الرأس وتذوق الدماء».. القصة الكاملة لـ جريمة الأقصر وكواليس إنهاء حياة مسن على يد جاره
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: جريمة بشعة جريمة الأقصر جریمة الأقصر
إقرأ أيضاً:
الرائحة الكريهة كشفت الجريمة.. تحقيقات موسعة مع المتهم بقتل مسن في الجيزة
تباشر جهات التحقيق إجراءاتها مع المتهم بقتل مسن داخل شقته لوجود خلاف بينهما سابق بمنطقة الأهرام في الجيزة، وأمرت النيابة بإعداد تقرير مفصل عن سبب الوفاة، كما كلفت المباحث الجنائية بسرعة إنهاء التحريات حول الواقعة للوقوف على ملابساتها.
تلقى قسم شرطة الأهرام، بلاغا من الأهالي مفاده بانبعاث رائحة كريهة داخل شقة سكنية في إحدى مساكن حدائق الأهرام، على الفور انتقلت قوة أمنية إلى مكان البلاغ، وبالفحص تبين العثور على جثة مسن تظهر على جسده علامات الخنق.
تحريات رجال المباحث أكدت أن وراء ارتكاب الجريمة، شابًا لوجود خلافات مع المجني عليه، حيث أنه دلف لمسكنه وقام بخقنه حتى لفظ أنفاسه الأخيرة بدافع الانتقام منه وتركه ولاذ بالفرار.
عقب تقنين الإجراءات تمكن رجال المباحث بإشراف العميد عمرو حجازي رئيس مباحث قطاع غرب الجيزة من القبض على المتهم، وبمواجهته اعترف بارتكاب الجريمة.
حرر محضرًا بالواقعة وتولت النيابة التحقيقات.
اقرأ أيضاً«بتحضر صوتها الشتوي».. تأجيل محاكمة الإعلامي نيشان بتهمة سب ياسمين عز
تفاصيل جديدة تكشفها أسرة الضحية الثالثة لسفاح الإسكندرية بعد العثور على سيارته التي كان يمتلكها