لجريدة عمان:
2025-04-08@13:23:28 GMT

رسالة إلى «غزّة» في صمودها

تاريخ النشر: 22nd, January 2025 GMT

سلامًا عليكِ يا «غزة»، سلامًا على رجالكِ، ونسائكِ، وأطفالكِ، وشيوخكِ، سلامًا لأولئك الصامدين فـي وجه الطغاة، سلامًا لبحرك، وسمائك، وأرضك، سلامًا حيث تكون الكرامة، وترتفع العزة، وتسمو الشهادة، أنتِ التي علّمتِ العالم معنى الكبرياء، وعلّمت العرب معنى الفخر، وعلّمت كل طفل فـيكِ كيف يعيش حرًا، أو يستشهد حرًا.

لم تفت فـي عضدك طائرات عدوك، ولم تخيفكِ دبابات الصهاينة، ولم ترهبك فلول المحتلين، ولم تيأسي حين تخلّى عنكِ الجميع، ولم ترفعي راية الاستسلام حين ارتفعت حصيلة شهدائك، كنتِ أنتِ السنديانة الباسقة التي لا تنحني للعواصف، وكنتِ أنتِ الشامخة بكبرياء فـي سماء الموت، كنتِ أنتِ وحدكِ تقاتلين قتلة بالفطرة، وكنتِ وحدك تدوسين على رقاب المحتل الغاصب، وكنت وحدك تواصلين الطريق حين رجع عنكِ المثبطون، والمنبطحون، والمزايدون.

كنتِ إيمانا راسخًا بالأرض، ويقينًا مرتفعًا بالنصر، وثباتًا قلّ نظيره على الحق، لم تخضعي لشروط العدو، ولم تتراجعي أمام ضغوطات العالم، وهو يحاول أن يملي عليك إملاءاته للاستسلام، ولم تعيري اهتماما لأولئك الذين يبحثون عن حفنة مستوطنين، محتلين، تم أسرهم، وإكرام وفادتهم رغم كل نذالة وخسة المحتل، ووضاعته الفكرية، وانحطاطه الإنساني، وجرائمه التي يندى لها جبين البشرية، ونسي أولئك «الباحثون» عن أسرى اليهود، آلاف «الغزيين» الذين اُستشهدوا أو تقطعت بهم السبل، أو أصبحوا دون مأوى أو طعام، قاتلتِ ـ يا غزةـ ببسالة، وشرف، وأرهقتِ عدوكِ حتى انكسرت روحه المعنوية، وأعلن استسلامه، وخضوعه، ورجع إلى ثكناته صاغرًا، وضيعًا، ذليلًا.

كنتِ وحدكِ يا غزة، وأنت تستمعين لأشباه العرب فـي إعلامهم، وتصريحاتهم البغيضة، وهم يحاولون تدنيس جهادكِ، والانتقاص من نصرك، والاستخفاف بمقاتليك، ورغم أن العدو نفسه اعترف بعجزه أمام كبريائك، وعنادك، وجبروتك، إلا أن بعض «أخوتكِ» العرب، كان لهم رأي مغاير، لأنك كشفتِ أطروحاتهم الانهزامية، وفضحتِ أقنعتهم الزائفة، وهزمتِ قلوبهم الحاقدة على المقاومة، ولأنكِ عرّيتِ مواقفهم المريبة تجاه قضية الحق، والباطل، وكسرتِ حاجز الخوف من «الجيش الذي لا يٌقهر»، كما روّج له العرب، فإذا هو جيش من ورق، وفزّاعة لإرهاب الأطفال، والنساء.

كم أنتِ عظيمة يا غزة وأنت تنتصرين على أعدائك الكثر، الذين تكالبوا عليكِ، من كل مكان، وحشدوا لهزيمتك كل سلاح فتاك، وزجّوا بأنوفهم فـي معركة يعتقدون أنها معركة «إسرائيل» الأخيرة، ونسوا أن أصحاب الأرض باقون، وأن المحتل زائل، ولو طال الزمن، وقلّت الحيل، وضاقت السبل، ولكن من ينصره الله فلا غالب له، وفـي كل مرة سيجد «العدو» نفسه محاصرا بالخوف، والهروب، والعجز، وسيعود كل محتل إلى أرضه الأم، وسيبقى فـي فلسطين أهلها الذين ضحوا لأجل ترابها، ومقدساتها التي دافعوا عنها نيابة عن مليار مسلم، يتحدثون ولا يفعلون غير الندب، والشجب.

ستعودين يا غزة أقوى مما كنتِ، وستحملين شعلة الحرية للدنيا، وستبقين شعارا للعزة، والكرامة، والتمسك بالأرض، وستظلين رمزا لكل أحرار العالم الذين يستلهمون منكِ حكايات النصر، والصمود البطولي، والثبات على الحق، والمواقف، سيكتبكِ التاريخ أسطورة حيّة، وستحكي عنكِ الأجيال ملاحم لا تمحى، تماما كما طائر العنقاء الذي يقوم من الرماد، ولا يموت، فسلاما على ترابك، ورجالك، وروحك الصامدة، الخالدة التي تلهم الكون كم هو باهظ ثمن الحرية، ومكلّف! ولكن الوطن يستحق كل قطرة دم تراق على ترابه؛ لأنها شعلة لا تنطفئ تنير وحشة الطريق أمام طوابير طويلة من الشهداء، حتى النصر المبين.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: سلام ا

إقرأ أيضاً:

سلام يبحث مع أورتاغوس استكمال الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان

لبنان – بحث رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام، امس السبت، مع نائبة المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس، تطورات الأوضاع في جنوب البلاد، بما يشمل استكمال الانسحاب الإسرائيلي منه.

انعقد اللقاء في قصر بعبدا الرئاسي شرق العاصمة بيروت، بحسب وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية.

ويأتي ضمن زيارة غير محددة المدة لأورتاغوس، بدأتها الجمعة، وتُجري خلالها سلسلة لقاءات مع عدد من المسؤولين اللبنانيين.

وقالت الوكالة اللبنانية إن الطرفين بحثا “تطورات الوضع في الجنوب، والتدابير التي يقوم بها الجيش اللبناني لتطبيق القرار 1701، واتفاق الترتيبات الأمنية لوقف الأعمال العدائية (اتفاق وقف إطلاق النار)”.

وينص القرار 1701، الذي أصدره مجلس الأمن عام 2006، على وقف العمليات القتالية بين لبنان وإسرائيل آنذاك، وإنشاء منطقة خالية من السلاح بين الخط الأزرق (المحدد لخطوط انسحاب إسرائيل من لبنان عام 2000) ونهر الليطاني جنوب لبنان، مع استثناء الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة المؤقتة “يونيفيل” من هذا الحظر.

كما بحث سلام مع أورتاغوس، “استكمال الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية”، وفق المصدر ذاته.

وفي 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، بدأت إسرائيل عدوانا على لبنان تحول لحرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول 2024، ما خلّف أكثر من 4 آلاف قتيل ونحو 17 ألف جريح، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.

ورغم سريان اتفاق لوقف النار في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، ارتكبت إسرائيل 1391 خرقا له ما خلّف 120 قتيلا و366 جريحا على الأقل، وفق إحصاء للأناضول استنادا إلى بيانات رسمية.

وتنصلت إسرائيل من استكمال انسحابها من جنوب لبنان بحلول 18 فبراير/ شباط الماضي، خلافا للاتفاق، إذ نفذت انسحابا جزئيا وتواصل احتلال 5 تلال لبنانية رئيسية، ضمن مناطق احتلتها في الحرب الأخيرة.

كما شرعت مؤخرا في إقامة شريط حدودي يمتد لكيلومتر أو اثنين داخل أراضي لبنان.

في سياق آخر، بحث سلام وأورتاغوس، “تطورات الوضع على الحدود اللبنانية السورية مع التأكيد على ضبطها بشكل كامل ومنع حصول أي توترات أو فوضى، بالإضافة إلى منع كل أشكال التهريب”.

ومنذ إسقاط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، تعمل الإدارة السورية الجديدة على ضبط الأوضاع الأمنية في البلاد، وبسط السيطرة على الحدود مع دول الجوار، لا سيما لبنان، بما يشمل ملاحقة مهربي المخدرات وفلول النظام السابق الذين يثيرون قلاقل أمنية.

وتعزز هذا التوجه في ضوء التوتر الأمني الذي شهدته الحدود السورية اللبنانية منتصف مارس/ آذار الماضي، إثر اتهام وزارة الدفاع السورية الفصائل اللبنانية باختطاف وقتل 3 من عناصرها، وهو ما نفته الفصائل.

 

وكالات

مقالات مشابهة

  • أسطورة برشلونة يشيد بنجم ريال مدريد: أحد اللاعبين الذين أحبهم كثيرًا
  • رئيس الحكومة اللبنانية يعلن عن زيارة مرتقبة الى سوريا
  • برلماني: جولة الرئيسين السيسي وماكرون في خان الخليلي رسالة سلام للعالم
  • ماكرون: هناك زيادة في عدد الطلاب المصريين الذين التحقوا للدراسة في المدارس الفرنسية
  • ومضات: في ذكرى (6) أبريل لنا أن نتذاكر وشهداء الثورة
  • «قبل زيارة ماكرون إلى سيناء».. أسماء الزعماء والقادة الذين زاروا معبر رفح منذ بداية الحرب
  • سلام يبحث مع أورتاغوس استكمال الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان
  • رحم الله صديق أحمد وكل الذين وهبونا أجمل ساعاتنا
  • «رسالة سلام من المنيا»: المحافظ وبيت العائلة يؤكدان على نبذ التعصب وتعزيز المواطنة
  • الحديدة .. تشييع جثامين شهداء مؤسسة المياه الذين استهدفهم العدوان الأمريكي