سلامًا عليكِ يا «غزة»، سلامًا على رجالكِ، ونسائكِ، وأطفالكِ، وشيوخكِ، سلامًا لأولئك الصامدين فـي وجه الطغاة، سلامًا لبحرك، وسمائك، وأرضك، سلامًا حيث تكون الكرامة، وترتفع العزة، وتسمو الشهادة، أنتِ التي علّمتِ العالم معنى الكبرياء، وعلّمت العرب معنى الفخر، وعلّمت كل طفل فـيكِ كيف يعيش حرًا، أو يستشهد حرًا.
كنتِ إيمانا راسخًا بالأرض، ويقينًا مرتفعًا بالنصر، وثباتًا قلّ نظيره على الحق، لم تخضعي لشروط العدو، ولم تتراجعي أمام ضغوطات العالم، وهو يحاول أن يملي عليك إملاءاته للاستسلام، ولم تعيري اهتماما لأولئك الذين يبحثون عن حفنة مستوطنين، محتلين، تم أسرهم، وإكرام وفادتهم رغم كل نذالة وخسة المحتل، ووضاعته الفكرية، وانحطاطه الإنساني، وجرائمه التي يندى لها جبين البشرية، ونسي أولئك «الباحثون» عن أسرى اليهود، آلاف «الغزيين» الذين اُستشهدوا أو تقطعت بهم السبل، أو أصبحوا دون مأوى أو طعام، قاتلتِ ـ يا غزةـ ببسالة، وشرف، وأرهقتِ عدوكِ حتى انكسرت روحه المعنوية، وأعلن استسلامه، وخضوعه، ورجع إلى ثكناته صاغرًا، وضيعًا، ذليلًا.
كنتِ وحدكِ يا غزة، وأنت تستمعين لأشباه العرب فـي إعلامهم، وتصريحاتهم البغيضة، وهم يحاولون تدنيس جهادكِ، والانتقاص من نصرك، والاستخفاف بمقاتليك، ورغم أن العدو نفسه اعترف بعجزه أمام كبريائك، وعنادك، وجبروتك، إلا أن بعض «أخوتكِ» العرب، كان لهم رأي مغاير، لأنك كشفتِ أطروحاتهم الانهزامية، وفضحتِ أقنعتهم الزائفة، وهزمتِ قلوبهم الحاقدة على المقاومة، ولأنكِ عرّيتِ مواقفهم المريبة تجاه قضية الحق، والباطل، وكسرتِ حاجز الخوف من «الجيش الذي لا يٌقهر»، كما روّج له العرب، فإذا هو جيش من ورق، وفزّاعة لإرهاب الأطفال، والنساء.
كم أنتِ عظيمة يا غزة وأنت تنتصرين على أعدائك الكثر، الذين تكالبوا عليكِ، من كل مكان، وحشدوا لهزيمتك كل سلاح فتاك، وزجّوا بأنوفهم فـي معركة يعتقدون أنها معركة «إسرائيل» الأخيرة، ونسوا أن أصحاب الأرض باقون، وأن المحتل زائل، ولو طال الزمن، وقلّت الحيل، وضاقت السبل، ولكن من ينصره الله فلا غالب له، وفـي كل مرة سيجد «العدو» نفسه محاصرا بالخوف، والهروب، والعجز، وسيعود كل محتل إلى أرضه الأم، وسيبقى فـي فلسطين أهلها الذين ضحوا لأجل ترابها، ومقدساتها التي دافعوا عنها نيابة عن مليار مسلم، يتحدثون ولا يفعلون غير الندب، والشجب.
ستعودين يا غزة أقوى مما كنتِ، وستحملين شعلة الحرية للدنيا، وستبقين شعارا للعزة، والكرامة، والتمسك بالأرض، وستظلين رمزا لكل أحرار العالم الذين يستلهمون منكِ حكايات النصر، والصمود البطولي، والثبات على الحق، والمواقف، سيكتبكِ التاريخ أسطورة حيّة، وستحكي عنكِ الأجيال ملاحم لا تمحى، تماما كما طائر العنقاء الذي يقوم من الرماد، ولا يموت، فسلاما على ترابك، ورجالك، وروحك الصامدة، الخالدة التي تلهم الكون كم هو باهظ ثمن الحرية، ومكلّف! ولكن الوطن يستحق كل قطرة دم تراق على ترابه؛ لأنها شعلة لا تنطفئ تنير وحشة الطريق أمام طوابير طويلة من الشهداء، حتى النصر المبين.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: سلام ا
إقرأ أيضاً:
نقيب المعلمين: قرارات القمة العربية رسالة قوية للعالم بدعم الفلسطينيين دون تنازلات عن الثوابت العربية
ثمن خلف الزناتي نقيب المعلمين ورئيس اتحاد المعلمين العرب، قرارات القمة العربية الطارئة المنعقدة بالقاهرة، واعتماد خطة مصر لإعادة إعمار قطاع غزة، مع بقاء الفلسطينيين على أرضهم.
ووجه "الزناتي" الشكر باسم اتحاد المعلمين العرب، للرئيس عبد الفتاح السيسي، لمساعيه الكبيرة بتوحيد الصف العربى للحفاظ على حقوق الشعب الفلسطينى.
ونبه رئيس اتحاد المعلمين العرب أن هذه القرارات رسالة قوية للعالم بأسره بأن وحدة الصف العربي كفيلة بتقديم العون والمساندة لأهلنا في غزة، وتأمين مقومات الحياة الكريمة لهم دون أي تنازلات عن الثوابت العربية.
وأكد "الزناتي" أن الاجماع العربي الذى شهدته القمة العربية الطارئة بالقاهرة، يجسد روح التضامن العربي، وما تم اتخاذه من قرارات شجاعة لدعم أشقائنا في قطاع غزة، خاصة مبادرة إعادة الإعمار الشاملة التى طرحتها مصر، والتي تفتح باب الأمل لأهلنا الصامدين في وجه العدوان والدمار، بالإعمار والبناء مع الحفاظ على بقاء الشعب الفلسطينى على أرضه.
وأضاف "الزناتي" أن الالتزام العربي الواضح بإعادة بناء ما دمره الاحتلال، مع الإصرار الحازم على رفض أي مخططات تهدف إلى تهجير الفلسطينيين من أرضهم، يعكس وفاء الأمة العربية تجاه القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية، ويؤكد على التمسك بالحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني فى أرضه.