كل المنافسات الرياضية المهمة تحتاج إلى (التسخين) وهي عملية تهيئة بدنية ونفسية، وهو مشروع من أجل إضفاء الحماسة والأهمية والإثارة، والتسخين حالة طبيعية في كل الرياضات وضرورية جدًا لكي يأتي الأداء متناسبًا مع الجهد المبذول لكي لا تحدث تقلصات قد تؤدي لتوقعات غير مرغوبة.
في اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد العُماني لكرة القدم كانت السخونة (حاضرة) من خلال أطروحات بعضها قانونية وبعضها كانت تحمل صيغة (جبر الخواطر).
ولهذا فإن النقاشات كانت غير مُرضية في هذا التوقيت، وكانت تحتاج لكمادات باردة بعد أن تعامل بعضهم بكل ما في القطبين الجنوبي والشمالي من برودة وكأن الأمر لا يعنيهم خاصة فيما يخص المادة (38) من النظام الأساسي برغم التفسيرات القانونية التي كانت بعضها تخالف نصوص اللوائح واعتمد على الاجتهاد في تفسير المعنى، وأن يلقي كل شخص بالمسؤولية على الآخرين والأسهل أكثر أن نقول «هذه بضاعتنا» لكن المسؤولية الكبرى تقع على عاتق من يدير اللعبة.
وإذا كانت المادة (38) قد اعتمدت وطبقت بحذافيرها في جميع أنظمة الاتحادات الرياضية فإن التغير الذي طال هذه المادة في النظام الأساسي للاتحاد العُماني لكرة القدم يضعنا في تساؤلات كثيرة حول وضع الأندية السبعة التي أوقفت من قبل اتحاد الألعاب المائية قبيل انعقاد الجمعية العمومية وحرمانها في الحضور والترشيح والترشح.
ويبدو أن (الكمادات الباردة) ستكون موجودة أكثر من أجل تخفيف سخونة الانتخابات القادمة بعد أن ظهرت وبصورة مبكرة (نوايا) الترشح لكرسي مجلس إدارة الاتحاد العُماني لكرة القدم الذي أصبح مغريًا للكثيرين من دون أن نعلم ماذا نريد من هذا الترشح، وماذا يحمل لنا المستقبل وما الأدوات التي نملكها من أجل التطوير وتحديث منظومة كرة القدم في وضعها الحالي.
لا نريد أن نعرج على الماضي بتبعاته التي أثقلت كاهلنا وكتبنا الكثير عنها حتى كادت ظهورنا أن تنحني، سكبنا مداد أقلامنا صفحات وصفحات لكن المستقبل يحتاج إلى جهد وفكر مختلف ولا يمكن أن نفكر بفكر السبعينيات والثمانينيات وعلينا أن نكون مستعدين لحقبة جديدة وتطورات متسارعة في عالم كرة القدم التي تحكمها (العولمة) والاحتراف والاستثمار ولغة المال والاقتصاد.
الرياضة وسيلة ترفيه ورسالة سلام توحّد القلوب ولا تفرّقها ولهذا يجب أن نفكّر بصوت مسموع؛ ماذا نريد في السنوات الأربع القادمة من مجلس الإدارة (المنتخب) ومن هم الأنسب لقيادة الاتحاد العُماني لكرة القدم ونبتعد عن العواطف والمحسوبية وأن يكون الاختيار مبنيًا على الكفاءة المهنية والعلمية.
5 أشهر قادمة قبل الانتخابات كفيلة بأن يدرس أعضاء الجمعية العمومية الكفاءات الراغبة في دخول هذا المعترك ولا بد أن يسمعوا لمن أراد الترشح وألا تكون (الشعارات الانتخابية) والوعود غير القابلة للتحقيق هي تقييم من ترشح للمجلس إنما يجب أن نضع في الاعتبار الكثير من الجوانب المهنية في اختيار الأنسب.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الع مانی لکرة القدم
إقرأ أيضاً:
ما هي الإمتيازات التي كانت تدافع عنها د. هنادي شهيدة معسكر زمزم
من أغرب أنواع الاختزال التحليلي الذي لا يصمد لثواني من الفحص قول بعض أهل اليسار أن الداعمين للدولة، وبالضرورة جيشها، هم صفوة حضرية غرضهم هو حماية إمتيازاتهم الإقتصادية التاريخية. هذا التبسيط مصاب بعمي الشعب الطوعي لانه يتعمد ألا يري عشرات الملايين من البسطاء من كل القبائل والمناطق يقفون مع الجيش – ومن معه من غاضبون وملوك إشتباك ومجموعات مني وجبريل ومتطوعين – لعدة أسباب منها بربرية الجنجويد غير المسبوقة التي استباحت دمهم وعرضهم ومالهم وأذلتهم وشردتهم. هذا الاختزال اليساري يعني أن معظم داعمي الدولة ضد الميلشيا هم من أثرياء المدن أو الريف ولكن هذا كلام لا تسنده الحقيقة التي يعرفها كل سوداني.
ولا أدري ما هي الإمتيازات التي كانت تدافع عنها د. هنادي شهيدة معسكر زمزم أو كيف يفسر إستشهادها أصحاب الاختزال الطبقي. المهم، جاءت قناة الجزيرة بخبر وفيديو لقاء المواطن حماد مع البرهان، وهذا حماد لا أعرف عنه شيئا سوي أنه من الدندر. سؤالي لاصحاب التحليل الطبقي هو هل يملك السيد حماد إمتيازات طبقية متوارثة تدفعه للوقوف مع الدولة لحماية هذه إمتيازات أم أنه مواطن بسيط لا يحب أن تنتهك حرماته؟ أم أن الحق في سلامة الجسد والمال من الاستباحة صار إمتيازا غير مشروعا في كتاب اليسار يدان من يطلبه بتهمة الأنانية الطبقية؟
** بدون التورط في شرعنة انفلات اللغة ولا التبرير له ولا لأي كائن، لا أملك من سطحية ونفاق التأدب البرجوازي ما يكفي لإدانة السيد حماد. أوفر غضبي لما فعل الجنجويد باهل منطقته واترك إدانة غضب الضحية لآخرين.
معتصم اقرع معتصم اقرع