الوحدة نيوز:
2025-04-17@07:27:06 GMT

عبدالله علي صبري: غــزة انتصرت وانـتصرت

تاريخ النشر: 22nd, January 2025 GMT

عبدالله علي صبري: غــزة انتصرت وانـتصرت

 

انتصرت غزة منذ الساعات الأولى لطوفان الأقصى، فقد كانت العملية نوعية جدا واستثنائية جدا، وقيل منذ لحظاتها الأولى أن ما بعد طوفان الأقصى ليس كما قبله. وانتصرت غزة لأنها كانت جاهزة شعبيا وعسكريا وسياسيا وإعلاميا لخوض معركة طويلة المدى، لكن غير متكافئة، وتحت حصار خانق وشامل.

انتصرت غزة لأن أبطال القسام وسرايا القدس، وكل المجاهدين في بقية الفصائل، كانوا يستعدون للالتحام مع العدو من المسافة صفر أياً كانت الظروف، ومهما اشتدت وحشية وضراوة العدوان، مقبلين غير مدبرين ومرابطين في متارسهم لا يبرحونها إلا وبنادقهم في صوب جنود وضباط العدو ومدرعاتهم.

انتصرت غزة لمَا هرع القادة الأمريكيون إلى تل أبيب يعرضون كل أشكال الدعم حتى لا ينهزم الكيان الصهيوني، وينذرون العالم وكل من سيتحرك دعما لفلسطين وغزة، أن الحرب حرب أمريكا وحرب الغرب الأوروبي وحرب حلف الناتو أو الأطلسي، وأنهم سيحمون ظهر إسرائيل حتى يتفرغ جيشها وقياداته المجرمة للتنكيل بكل المدنيين في غزة رجالا ونساء وأطفالا.

انتصرت غزة وعشرات الآلاف ينزحون مرة إثر أخرى من شمال القطاع إلى الوسط وإلى الجنوب أو العكس، في رحلات بحث شاقة عن مكان آمن، لكن في داخل غزة نفسها، فأفشلوا مخطط التهجير القسري، وتحملوا كل الأهوال غير المسبوقة في تاريخ الحروب والصراع مع العدو الصهيوني، وظلوا ثابتين رغم الجوع والبرد ووحشة الطريق. وعندما توقفت الحرب ومع الدقائق الأولى من سريان الاتفاق، خرجوا بالآلاف فرادى وجماعات محتفلين بالنصر ومستعدين للعودة إلى الأحياء المدمرة، وبقايا منازل تكاد أن تكون يبابا.

وانتصرت غزة لأن أبطال المقاومة خرجوا في اللحظات الأولى لوقف إطلاق النار بكامل عتادهم ومركباتهم، يستعرضون قوتهم وكأن الحرب لا تزال في أيامها الأولى.

انتصرت غزة وقد وزعت صفقة تبادل الأسرى الفرحة الكبرى على المقدسيين قبل الغزاويين، وعلى فتح قبل حماس، في لوحة وطنية راهن العدو على طمسها وقد ورط السلطة الفلسطينية في حرب موازية على كتائب المقاومة في جنين والضفة الغربية.

انتصرت غزة حين زفت قادتها إسماعيل هنية ويحيى السنوار وصالح العاروري شهداء على طريق القدس، فلم يهنوا ولم يفشلوا، بل استمر الأداء العسكري في تصاعد مستمر نوعا وكما طيلة 15 شهراً، حتى في جباليا وشمالي القطاع، حيث كانت ” خطة الجنرالات ” تستهدف كل ما يدب في الأرض صغيرا أو كبيرا بشرا أو حجرا.

وانتصرت غزة لأن المفاوض الفلسطيني والأداء السياسي لحركة حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية بفرعيها مع بقية الفصائل، كانت كلها على قلب رجل واحد، لكنه قلب رابط الجأش صلب المراس، لا يهادن ولا يساوم.. ولا ينخدع بالإغراءات أو يستجيب للتهديدات، فكانت النتائج في مستوى التضحيات والتطلعات، على عكس ما سعى إليه المجرم نتنياهو، حين أعلن عن أهداف عالية السقوف ولم يحصد سوى السراب والحتوف.

انتصرت غزة لأنها أفشلت مخطط العدو الصهيوأمريكي، فلم تنصاع لمطالب إطلاق الأسرى إلا بصفقة تبادل عادلة ومشرفة، ولم تقبل بتسليم أسير واحد تحت النار، ولم تخضع لأية إملاءات بشأن إدارة غزة في اليوم التالي لإيقاف الحرب ورفع الحصار. وانتصرت غزة لأن إرادة شعبها ومقاومتها كانت الأمضى والأقوى، ولأن الإيمان بالله وبالنصر كان سلاحها وذخيرتها على مدى 471 يوماً.

وانتصرت غزة حين وقف قادتها السياسيين والعسكريين شامخين رافعي الرؤوس والهامات، يزفون النصر للأمة كل الأمة، ويخصون بالتحية إخوان الصدق في اليمن ولبنان والعراق وإيران، حيث كانت جبهات الإسناد جزءا من مشهدية النصر الكبير.

20-1-2025م

المصدر: الوحدة نيوز

كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا انصار الله في العراق ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي

إقرأ أيضاً:

تزايد الاحتجاجات داخل جيش العدو للمطالبة بوقف الحرب

 

 

الثورة  /عباس السيد

 

يوم إثر يوم،  يتزايد عدد جنود الإحتلال المطالبين بوقف الحرب ..وكأنهم ملوا عمليات القتل والتدمير التي يمارسونها في غزة منذ عام ونصف .

العرائض التي يتم توقيعها من وحدات عسكرية وامنية مختلفة لا تعبر فقط عن اعداد الموقعين عليها وهم بالآلاف ، لكنها تبدو غيضاً من فيض .

مطالبة جنود الإحتلال بوقف الحرب على غزة ، لا تعكس اخلاقا سوية لهذا الجيش  ، فما ارتكبه خلال عام ونصف من جرائم ضد الانسانية وابادة جماعية اكسبه صفة الجيش الأكثر ارهابا في التاريخ .

لم يعد جنود الإحتلال يجدون من يقتلونه بسهولة   او مبنى يدمرونه ..حركة الناس باتت مقيدة وشحيحة ، و المباني كلها انقاض .

سنة ونصف من جرائم الاحتلال في غزة تتحول الى ورقة سياسية يستغلها المتنافسون على السلطة في الكيان .

شبع الصهاينة من عمليات القتل ، غرقوا في دماء عشرات الآلاف من النساء والأطفال ، واختلفوا اخيرا :

منهم من يطالب بالمزيد ، ومنهم من يقول شبعنا وكفى . بينما يواصل العرب والمسلمون – شعوبا وأنظمة – التفرج بصمت لا يخلو من التواطؤ في بعض الحالات .

يرفع القتلة في جيش الإحتلال العرائض مطالبين  بوقف الحرب ، فكم من العرائض رفعتها النخب في مصر او السعودية او في الجزائر على سبيل المثال .؟.

الخذلان العربي والإسلامي اللامحدود للفلسطينيين سيعود وبالا على دول  وشعوب هذه الأمة .

نحن امة مستباحة ، هذا ما تم ترسيخه بتخاذلنا وصمتنا ..

لقد بات من السهل على أي عدو ان يستبيحها في أي زمان ومكان ، فالعالم أجمع بات يعرف اننا بلا كرامة ولا غيرة ، قطيع يمكن توجيهه في  أي اتجاه .

لم يخذل العرب والمسلمون  الفلسطينيين فقط ، بل خذلوا أنفسهم قبل أن يخذلوا الفلسطينيين الذين تعودوا القتال والنزوح والحروب طوال اكثر من سبعين عاما .

نحن امة مستباحة ، ليس لضعف قدراتنا ، أو لقوة عدونا ، بل بسبب تخاذلنا ، تواطئنا ، صمتنا.

ومن حكمة الله وفضله على اليمنيين، أن جعل من الموقف اليمني المساند للفلسطينيين دليلا على خذلان بقية الأمة رغم قدراتها .

 

 

مقالات مشابهة

  • الرصاصة الأولى ونظرية (الطرف الثالث)..!
  • الرصاصة الأولى في السودان ونظرية (الطرف الثالث)..!
  • رسالة الدكتور عبدالله حمدوك إلى الشعب السوداني في الذكرى الثانية للحرب
  • ارتفاع حصيلة الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة إلى 51 ألف شهيد منذ بدء الحرب
  • 150 ضابطًا في جيش العدو ينضمّون للمطالبين بوقف الحرب على غزة
  • المرشد الإيراني: الخطوات الأولى في المحادثات النووية مع أمريكا كانت جيدة
  • دهشة مُستحقة حول معركة القادسية في القصر الجمهوري..!
  • تزايد الاحتجاجات داخل جيش العدو للمطالبة بوقف الحرب
  • وليد عبدالله يحتفل مع جماهير الدرعية بعد الصعود إلى يلو.. فيديو
  • سياسي أنصار الله يدين الاقتحامات الصهيونية للأقصى ويؤكد استمرار الانتصار لغزة مهما كانت التداعيات