عثر فلسطينيون على مقتنيات خاصة برئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس يحيى السنوار، الذي قتله الجيش الإسرائيلي خلال اشتباكات في حي تل السلطان، غربي مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة.

وفي 18 أكتوبر/ تشرين الأول 2024، نشر الجيش الإسرائيلي مقطع فيديو قال إنه للحظات الأخيرة للسنوار، حيث ظهر وهو جالس داخل أحد المنازل برفح على مقعد (إسفنجي) مصابا في يده اليمنى، وملثما بالكوفية، فيما كان يحمل عصا رماها على طائرة إسرائيلية مسيرة كانت تصوره.

وقال الجيش إن قوة تابعة له "رصدت وقتلت 3 من عناصر حماس خلال اشتباك جنوبي قطاع غزة، وبعد استكمال عملية فحص الحمض النووي يمكن التأكيد أن السنوار قُتل"، وفق بيان نشره آنذاك.

وقال الفلسطيني أشرف أبو طه، صاحب المنزل الذي لجأ إليه السنوار، وقاتل من داخله في لحظاته الأخيرة، إنه انتشل بصعوبة كبيرة، الجعبة العسكرية التي ارتداها زعيم حماس في لحظاته الأخيرة وأجزاء من ملابسه والمقعد الإسفنجي (برتقالي اللون) الذي جلس عليه مصابا، من تحت أنقاض منزله المدمر.

ووثقت الأناضول، احتفاظ جعبة السنوار بآثار دمائه، بينما خرج المقعد من تحت الأنقاض ممزقا.

وأضاف أبو طه، للأناضول، أن أبناءه انتشلوا بـ"العافية" (صعوبة بالغة) المقعد وجعبة السنوار وبعضا من ملابسه الممزقة من تحت الأنقاض.

وعلى مدار أول يومين من سريان اتفاق وقف إطلاق النار، قال أبو طه، إن أطلال منزله تحول إلى "مزار" حيث توافد إليه عدد كبير من الفلسطينيين لتفقد المكان الذي "شهد آخر معركة خاضها السنوار قبل استشهاده"، حيث قالت حركة حماس، آنذاك إنه تقدم صفوف القتال خلال حرب الإبادة.

وذكر أن "استشهاد السنوار، في منزله يعد مبعث فخر له، حيث كان يقاوم في لحظاته الأخيرة من هناك".

وقال أبو طه، عن السنوار، إنه "قائد ثوري" سيشهد التاريخ له.

وبالعودة إلى تاريخ مقتل السنوار، حينما نشر الجيش فيديو اللحظات الأخيرة، قال أبو طه، إنه تلقى اتصالا آنذاك من ابنته في الإمارات تبلغه أن السنوار استشهد داخل منزلهم.

وفي رده على ابنته، استبعد أبو طه، وجود السنوار، داخل منزله مرجعا ذلك إلى حديث "الناس أنه يتواجد تحت الأنفاق".

لكن ما أظهره الواقع من وجود السنوار داخل المنزل يقاتل حتى الرمق الأخير، أكد أنه "يحارب من فوق الأنفاق"، على حد تعبير أبو طه.

وبعد مقتل السنوار، سوّى الجيش الإسرائيلي منزل أبو طه بالأرض بعد قصفه.

وفي 18 أكتوبر الماضي، نعت حماس قائدها السنوار، وأكدت استشهاده في مواجهة مع جنود إسرائيليين، وذلك بعد يوم من نشر الجيش الإسرائيلي وجهاز الشاباك بيانا مشتركا أعلنا فيه قتل 3 أشخاص في عملية نفذها الجيش في قطاع غزة كان من بينهم السنوار.

وتعتبر إسرائيل السنوار، مهندس عملية "طوفان الأقصى"، التي نفذتها فصائل فلسطينية بغزة، بينها حماس و"الجهاد الإسلامي"، ضد مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية محاذية للقطاع في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ما تسبب في خسائر بشرية وعسكرية كبيرة لتل أبيب، وأثر سلبا على سمعة أجهزتها الأمنية والاستخباراتية على المستوى الدولي.

نتيجة لذلك، أعلنت إسرائيل أن القضاء عليه يعد أحد أبرز أهداف حرب الإبادة الجماعية على غزة والتي استمرت حتى 19 يناير/ كانون الثاني 2025، وخلّفت أكثر من 157 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

والأحد، بدأ سريان وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، ويستمر في مرحلته الأولى لمدة 42 يوما، يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة، بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة

 

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

ما سر انتصارات الجيش السوداني الأخيرة على قوات الدعم السريع؟

قال قائد عمليات الخرطوم في الجيش السوداني اللواء الركن محمد عبد الرحمن البيلاوي "إن المعارك الأخيرة كسرت عظم قوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم".

وتوقع البيلاوي -في تصريحات خاصة للجزيرة نت- نهاية وشيكة لقوات الدعم السريع، قائلا إنه "من المتوقع انهيار المليشيا عما قريب، فالضغط المستمر أفقد العدو توازنه وقدرته على القتال، وهذا نهجنا بكل وضوح".

وأفاد اللواء البيلاوي الذي أشرف على معارك تحرير القصر الجمهوري وسط الخرطوم، بأن سر الانتصارات المتواصة للجيش السوداني ناتج عن التخطيط السليم والإرادة القوية للقيادة والقوات في سحق وتدمير العدو وتحقيق الأمن والأمان للشعب السوداني في كل ربوع السودان.

وعن أحدث تطورات المعارك الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع، كشف اللواء البيلاوي عن سيطرة الجيش اليوم الأحد على مواقع جديدة مهمة في منطقة وسط الخرطوم منها: عمارة السلام، وبرج البركة، وفندق أراك، ومول الواحة، وأبراج الضرائب، وعمارة الذهب.

ويأتي هذا التطور الميداني بعد يوم واحد من إعلان الجيش السوداني سيطرته على مواقع حيوية وسط العاصمة من بينها البنك المركزي والمخابرات العامة، في الوقت الذي يتقدم فيه بمنطقة المقرن، وذلك بعد استعادته القصر الجمهوري من قوات الدعم السريع.

إعلان 8 نقاط شارحة

وبدروه، كشف العميد الركن بالجيش السوداني عمر عبد الرحمن باشري -للجزيرة نت- عن 8 نقاط تشرح سر صمود الجيش وانتصاراته المتتالية على قوات الدعم السريع في محاور القتال المختلفة، وهي وفقا لباشري:

التخطيط الإستراتيجي لإدارة هذه الحرب التي تدور في مسرح عمليات كبير بإمكانيات تفوق قدرة العديد من الجيوش في المنطقة. الخطأ الكبير الذي وقعت فيه المليشيا باستهدافها المواطن السوداني، مما وحَّد الجبهة الداخلية، وأمد القوات المسلحة بسند شعبي غير محدود. العبقرية في تسمية هذه الحرب بـ"حرب الكرامة" وهي أغلى ما يملك المواطن السوداني البسيط. الإدارة السيئة للحرب من قبل المليشيا، والتي ظهرت في اعتمادها على أسلوب الهجوم بموجات بشرية هائلة وكثافة عالية للنيران، الأمر الذي أسهم في تكبيدها خسائر كبيرة في الأرواح والعدة والعتاد. تطبيق القوات المسلحة لمبادئ حرب المدن المعروفة، واعتمادها على أساليب التخطي والتطويق والالتفاف والإحاطة في بعض الأحيان، الأمر الذي أكره المليشيا في كثير من الأحيان على التخلي عن بعض النقاط الحصينة. روح الشجاعة والإقدام والتضحية التي تميز بها الجيش السوداني، وقد ظهرت بجلاء ووضوح في استشهاد وإصابة كثير من الرتب الكبيرة والضباط الأقل رتبة. افتقاد المليشيا للقيادة الحقيقية على الأرض، في حين ظل القائد العام للقوات المسلحة عبد الفتاح البرهان ومساعدوه موجودين على أرض المعركة في الوقت الذي اختفى فيه قائد التمرد تماما، وصار علامة استفهام كبرى مع بعض الظهور الخجول لنائبه المتمرد عبد الرحيم دقلو. الروح القبلية التي ظهرت في حرب المليشيا على الدولة والتي أسفرت عنها -بوضوح- شعارات دولة "العطاوة الكبرى"، وهو مسمى يشمل 3 قبائل كبيرة، ولاحقا انضمت لها بعض القبائل الأخرى خاصة في ولاية جنوب دارفور، وقد ظهر ذلك واضحا عند استهداف المليشيا لقبيلة المساليت في ولاية غرب دارفور، وارتكابها أكبر جريمة تطهير عرقي موثقة، وكذلك التصفية البشعة لوالي الولاية خميس أبكر. إعلان قطع خطوط الإمداد

وكشف خبير عسكري لصيق بتطورات العمليات الحربية الميدانية -للجزيرة نت- أن سر التحول الكبير في موازين القوى وترجيح كفة المعارك لصالح القوات المسلحة السودانية التي تمكنت من إلحاق هزائم متتالية بقوات الدعم السريع، يعود لأسباب عدة تتعلق بالتخطيط والقيادة والسيطرة.

وقال الخبير العسكري -الذي فضل حجب اسمه- إن أول هذه العوامل التخطيط الجيد الدقيق للعمليات والذي التزمته قيادة القوات المسلحة في كل المستويات، وثانيها عامل القيادة والسيطرة، حيث بدا انتشار مراكز القيادة والسيطرة وهيئاتها في مختلف المحاور ملحوظا.

وأشار إلى أن من أسرار انتصارات الجيش السوداني الأخيرة أيضا توفر الاتصالات المرنة والآمنة واستخدام مبدأ المفاجأة بتنفيذ عمليات نوعية غير متوقع هدفها وأسلوبها، بالإضافة إلى قطع خطوط الإمداد وتطويق مواقع العدو.

ورأى الخبير أن هذه الانتصارات جعلت قوات الدعم السريع أمام خيارين: إما الانهيار وإما التسليم بدليل فقدانها الجزء الأكبر من قوتها إما بالقتل وإما الهروب، إلى جانب دمار أسلحتها ومعداتها وفقدانها معظم مقراتها العسكرية أو المواقع التي استولت عليها وتحصنت فيها سابقا في جبل موية والكباري والبنايات العالية وسط الخرطوم، فضلا عن فقدانها الانتشار الواسع الذي يهيئ ميزات في المناورة والقتال.

اقتراب مرحلة الحسم

ولم يحقق الدعم السريع أي انتصار منذ توالي انتصارات الجيش السوداني بدءا من سبتمبر/أيلول الماضي بعد إعلان سيطرته على العديد من المواقع كولاية سنار وولاية الجزيرة والعاصمة بمدنها الثلاث: الخرطوم والخرطوم بحري وأم درمان، إضافة لمواقع في كردفان، وكذلك استماتته في الدفاع عن الفاشر عاصمة إقليم دارفور.

وكان الناطق باسم الجيش السوداني نبيل عبد الله قد أعلن أمس السبت أن الجيش سيطر على مقر بنك السودان المركزي، وبرج زين، ومصرف الساحل، والصحراء، وبرج التعاونية في منطقة مقرن النيلين بالخرطوم.

إعلان

وأضاف في تصريح صحفي، أن الجيش حقق في الساعات الماضية مزيدا من النجاحات، قضى بها على المئات من عناصر قوات الدعم السريع التي حاولت الهروب من خلال جيوب وسط الخرطوم.

وأكد الخبير العسكري -الذي تحدث للجزيرة نت- أن انتصارات الجيش حطمت قوة قوات الدعم السريع بشكل كبير، وكبدتها خسائر في الأرواح تقدر بأكثر من مئة ألف مقاتل حتى الآن، ومنعتها من تحقيق أي تقدم أو نصر عسكري، مما دفعها لتغطية عجزها باللجوء إلى استخدام المسيرات في استهداف ولايتي الشمالية ونهر النيل، واستخدام المدفعية ضد المدنيين الأبرياء كما نشهد حاليا في مدينتي الفاشر والأبيض وبعض أحياء مدينة أم درمان.

وفي الوقت الذي يتوقع فيه مراقبون أن تكون انتصارات الجيش بمثابة إعلان نهاية الدعم السريع خلال المدة المقبلة مع ترجيحهم إعلان الجيش سيطرته بشكل تام على العاصمة الخرطوم قبل عيد الفطر المقبل، يستبعد آخرون إمكانية سيطرة الجيش على الخرطوم بشكل كامل قبل العيد لانتشار قوات الدعم السريع حتى الآن في أجزاء واسعة بأم درمان وشرقي الخرطوم وجنوبها.

مقالات مشابهة

  • الصحة الفلسطينية فى غزة: ارتفاع عدد الشهداء لـ 50.144 شهيدا
  • اللعبة الأخيرة.. مرجيحة تزهق روح طفل في الواحات البحرية
  • هكذا بدا برج الفاتح بعد استعادة الجيش السوداني السيطرة عليه
  • حيث الإنسان يبعث الحياة في سكن الطالبات بجامعة تعز ويتكفل بكل إحتياجاته حتى  زهور الزينة .. تفاصيل العطاء الذي لن يندم عليه أحد
  • ما سر انتصارات الجيش السوداني الأخيرة على قوات الدعم السريع؟
  • لقطات جديدة للشهيد يحيى السنوار.. مصاب ويحمل قنابل يدوية (شاهد)
  • استشهاد مرافق يحيى السنوار في غزة
  • شاهد: صحيفة عبرية تنشر فيديو للسنوار وتفاصيل جديدة سبقت استشهاده
  • “37 ثانية”.. موقع عبري ينشر فيديو جديدا للحظات السنوار الأخيرة وتفاصيل هامة عن عملية اغتياله
  • فيديو جديد يوثق اللحظات الأخيرة في حياة يحيى السنوار | شاهد