المانيا.. جدل إثر تسريب وثيقة دبلوماسية تنتقد ترامب
تاريخ النشر: 22nd, January 2025 GMT
تدرس وزارة الخارجية الألمانية التداعيات المحتملة إثر الكشف العلني عن رسالة داخلية بعث بها السفير في واشنطن، أندرياس ميشائيليس للتحذير من حدوث تغييرات سلبية في السياسة الأميركية خلال ولاية الرئيس دونالد ترامب.
وأوضح متحدث باسم الوزارة في برلين أن الرسالة التي كتبها السفير الألماني لدى واشنطن بشأن سياسة ترامب، كانت عبارة عن "تقرير خاص بالسلك الدبلوماسي"، أي مراسلة دبلوماسية، ومُصنفة على أنها "سرية وللاستخدام الرسمي فقط".
وأضاف المتحدث أن "نقل معلومات مصنفة بهذا الشكل غير مسموح به، وقد يؤدي ذلك إلى عواقب تأديبية، وربما جنائية على الأشخاص المعنيين".
وأضاف المتحدث أن الطريقة التي تم بها تسريب الوثيقة تشير إلى وجود "عمل احترافي"، قائلاً: "لا أعتقد أن هذا حدث ببساطة". وأوضح أن الوزارة بدأت "تحقيقًا داخليًا" على خلفية هذا الحدث.
وتابع أن التحقيق يشمل طلب تقديم "بيان رسمي" من جميع "الزميلات والزملاء" الذين تلقوا البرقية الدبلوماسية داخليًا، يؤكدون فيه أنهم لم يقوموا بنقل الرسالة إلى جهات خارجية، لافتا إلى أن بعض الموظفين الذين تلقوا الرسالة قدموا بالفعل هذه البيانات.
وأكد أن أي شخص يكذب أو يُدلي بمعلومات خاطئة في هذا البيان الرسمي، يجب أن يضع في حسبانه أنه سيتعرض لعواقب وظيفية "صارمة". كما أوضح أن الوزارة على اتصال مع ديوان المستشارية الألمانية والوزارات الأخرى بشأن هذه القضية.
وتأتي هذه التطورات على خلفية الرسالة التي كتبها السفير ميشائيليس، والتي كُشف عنها النقاب خلال عطلة نهاية الأسبوع، حيث حذر بشكل واضح من سياسة الرئيس الأميركي الجديد، وذلك قبل وقت قصير من توليه مهام منصبه رسميا يوم الاثنين.
وذكر السفير في الرسالة التي اطلعت أن أجندة ترامب تهدف إلى "إحداث اضطراب كبير، وتفكيك النظام السياسي والإداري القائم، بالإضافة إلى خططه الانتقامية التي تؤدي في النهاية إلى إعادة تعريف النظام الدستوري".
وفي أعقاب الكشف عن الرسالة الحساسة، أعربت وزارة الخارجية الألمانية عن دعمها للسفير. وصرّحت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك للتلفزيون الألماني مساء الأحد الماضي، بأن ميشائيليس كان يصف في رسالته أحداثًا وقعت في الماضي، مثل اقتحام مبنى الكابيتول، والنقاشات التي أثارها ترامب حول هذه الأحداث، وتأثيرها على سيادة القانون. وأوضحت بيربوك أن هناك خلاف في وجهات النظر في عدة نقاط حول هذا الموضوع".
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات ترامب ألمانيا سفير ألمانيا ترامب ترامب أخبار ألمانيا
إقرأ أيضاً:
مرشح المستشارية الألمانية: أوروبا بحاجة للوحدة في مواجهة ترامب
يرى مرشح التحالف المسيحي لمنصب المستشار الألماني فريدريش ميرتس، وهو المرشح الأوفر حظاً لشغل هذا المنصب عقب الانتخابات العامة المقبلة، أن هناك حاجة ملحة للتنسيق في أوروبا عقب تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب.
وقال رئيس الحزب المسيحي الديمقراطي لإذاعة "دويتشلاند فونك" الألمانية: "يتعين على الأوروبيين الآن أن يجلسوا معاً بسرعة ويناقشوا سؤالين كبيرين، أولاً: ماذا نفعل من أجل أمننا؟ وقد تأخرنا في ذلك كثيراً، إذ كان من الضروري القيام بذلك منذ سنوات، وثانياً: كيف نعزز مكانتنا في التجارة مع أمريكا؟".
وعندما سئل عما إذا كان ترامب يبدو على وفاق مع الساسة اليمينيين في أوروبا، قال ميرتس: "يبدو أن هذا هو الحال. ولكن هذا لا يعني أن دونالد ترامب لن يجري محادثات عقلانية مع الآخرين جميعاً إذا كان ذلك يصب في المصلحة الأمريكية".
ويرى ميرتس أنه يتعين على بلاده تحمل مسؤولية قيادية مع آخرين في أوروبا، مضيفاً أنه من المهم على سبيل المثال المصادقة على اتفاقية تحرير التجارة مع السوق المشتركة لدول أمريكا الجنوبية. كما أكد ميرتس أنه يتعين على الحكومات الأوروبية أن تتعاون فيما بينها بشكل أوثق في مجال شراء المعدات العسكرية، وقال: "هناك العديد من الفرص المتاحة للأوروبيين والتي لا نستغلها في الوقت الحالي".
وأكد ميرتس ضرورة أن تظهر أوروبا بشكل متحد أمام الولايات المتحدة، وقال: "مع عدد سكان يبلغ 450 مليون نسمة، تشكل أوروبا سوقاً أكبر من أمريكا وكندا مجتمعتين"، مشيراً إلى أن أوروبا لا تزال معتمدة على الولايات المتحدة في المشتريات العسكرية، مثل الطائرات المقاتلة، موضحاً أنه إذا طلبت دول الاتحاد الأوروبي بشكل مشترك عدداً أكبر من تلك الطائرات، فمن الممكن التفاوض على أسعار أفضل.
وفي سياق متصل، أدان ميرتس بشدة التحليل السري للسفير الألماني في واشنطن، أندرياس ميشائيليس، والذي أصبح علناً الآن، وقال: "هذه الرسالة من واشنطن مكتوبة بلغة ناشط سياسي، ومن الواضح أنها أصبحت علانية عمداً. هذان خطآن فادحان في السياسة الخارجية الألمانية"، معترفاً في المقابل بأن "هناك بعض الأمور الصحيحة في التحليل".
وأورد السفير الألماني تحذيراته في تقرير يعرف بـ"تقرير السلك الدبلوماسي" وبعث به إلى وزارة الخارجية الألمانية في برلين وجهات أخرى في ألمانيا.
وفي إشارة إلى تنصيب ترامب الذي جرى، أمس الاثنين، كتب ميشائيليس: "هذا يعني أقصى قدر من تركيز السلطة في يد الرئيس على حساب الكونغرس والولايات الفيدرالية"، لافتاً إلى أن "المبادئ الديمقراطية الأساسية وآليات الرقابة والتوازن ستقوض إلى أبعد حد، كما ستجرد السلطات التشريعية والتنفيذية ووسائل الإعلام من استقلاليتها، وستستغل كأذرع سياسية، بينما ستمنح شركات التكنولوجيا الكبرى سلطة المشاركة في الحكم".