أنصار الله في اليمن تفرج عن طاقم سفينة غالاكسي ليدر
تاريخ النشر: 22nd, January 2025 GMT
صنعاء"أ ف ب": أعلن "أنصار الله" في اليمن اليوم الإفراج عن طاقم سفينة "غالاكسي ليدر" المحتجز منذ نوفمبر 2023، مشيرين إلى أن ذلك يأتي في إطار وقف إطلاق النار في غزة.
وقال المجلس السياسي الأعلى التابع ل"أنصار الله" في بيان إنه "وبتواصل مع حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وجهود الأشقاء في سلطنة عمان أفرجت الحكومة اليمنية في صنعاء عن طاقم السفينة التي تم احتجازها في إطار معركة إسناد غزة".
وأعلنت قطر، مع الولايات المتحدة ومصر الأسبوع الماضي التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في الحرب بين إسرائيل وحركة حماس التي اندلعت قبل أكثر من 15 شهرا في قطاع غزة. ودخل الاتفاق حيز التنفيذ الأحد.
وعلى مدى تلك الأشهر، أي في أعقاب هجوم حماس غير المسبوق على الدولة العبرية في السابع من أكتوبر 2023، نفّذت حركة "أنصار الله"عشرات الهجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب، بصواريخ ومسيّرات بحرية وجوية من مناطق سيطرتها في اليمن.
ويؤكد "أنصار الله" اليمنيون إن السفن التي يستهدفونها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إليها، دعما لفلسطينيي قطاع غزة.
وكانت باكورة هجماتهم في 19 نوفمبر 2023، عندما نفّذوا إنزالا على السفينة "غالاكسي ليدر" في البحر الأحمر وخطفوها مع طاقمها المؤلف من 25 فردا من جنسيات مختلفة.
واقتادوا حينها السفينة إلى ميناء الصليف في محافظة الحُديدة الخاضعة لسيطرتهم، وسرعان ما رفعوا عليها أعلام اليمن وفلسطين وشعارات منددة بإسرائيل والولايات المتحدة وبدأوا بتنظيم زيارات لليمنيين على متنها.
والسفينة ناقلة مركبات تشغلها شركة يابانية وتملكها شركة بريطانية مرتبطة برجل أعمال إسرائيلي.
وسبق أن ظهر أفراد طاقم السفينة في صور يلفّون الكوفيات الفلسطينية على أكتافهم، أثناء لقائهم وفدا من اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مايو 2024.
وقالت شركة جالاكسي ماريتايم مالكة السفينة إن الطاقم يتألف من 25 فردا من بلغاريا وأوكرانيا والفلبين والمكسيك ورومانيا.وشركة نيبون يوسين اليابانية هي التي استأجرت السفينة.
وجرى اقتياد السفينة جالاكسي ليدر إلى ميناء الحديدة في شمال اليمن، وهي منطقة خاضعة لسيطرة أنصار الله، بعد أن صعد أفراد من الحركة على متنها في البحر في 19 نوفمبر 2023 عقب اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة.
وقال زعيم "أنصار الله" عبد الملك الحوثي الاثنين، إن جماعته مستعدة للتحرك إذا انتهكت إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
وأضاف أن جماعته مستعدة دوما للتدخل على الفور في أي وقت يعود فيه العدو الإسرائيلي للتصعيد وارتكاب جرائم الإبادة وحصار قطاع غزة.
ونفذ أنصار أكثر من 100 هجوم على السفن التي تعبر البحر الأحمر منذ نوفمبر 2023،تضامنا مع الفلسطينيين أمام الحملة الجوية والبرية المدمرة التي تشنها إسرائيل على حماس في غزة. وأغرقوا سفينتين واستولوا على أخرى وقتلوا أربعة بحارة على الأقل.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: إطلاق النار فی أنصار الله نوفمبر 2023 قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
اليمن.. سِــرُّ الصمود والوفاء
إسماعيل سرحان
عندما نتحدث عن الشعب اليمني، يتبادر إلى الذهن شعور عميق من الفخر والعزيمة، لكن ما هو سر هذا الصمود المذهل، وهذه الإرادَة الفولاذية التي لم تنكسر أمام مثالب الزمان؟ إن هذا السؤال هو ما يجعل القلوب تحنّ للإجَابَة، وتتلهف العقول للبحث عن الخيوط التي تربط بين الماضي والحاضر.
في تجوالٍ بين الآراء، نجد بعض الإخوة يتعجبون، ويحاولون جاهدين فهم سر تلك الوقفة القوية، إنهم يرون في ذلك شيئًا يفوق الوصف، شيئاً قد يبدو لهم بعيدًا عن الواقع أَو مُجَـرّد أساطير.
بينما البعض يعتقد بأن جذور القوة والثبات تعود إلى عصورٍ غابرة مثل (عهد شمر يهرعش ومعد يكرب، وغيرهم من الحضارات القديمة)، لكن علينا أن نكسر هذه الأسس المُتخيلة؛ لأَنَّها ليست صحيحة، فالجذر الحقيقي والسر للصمود والتفاني لا يرتبط بتاريخٍ قديم، ولا جغرافيا معينة، ولا اختلاف طينة عن أُخرى، فنحن كما جميع الشعوب، نعيش في القرن الواحد والعشرين، نأكل كما يأكلون، ونشرب مثلما يشربون، نحلم بتكوين أسر جديدة، وامتلاك منازل وسيارات حديثة، نسعى لتعليم أبنائنا، وتأمين مستقبلهم، نحلم بالمستقبل، نطمح إلى العيش الكريم، نبحث عن التعليم والرعاية الصحية، ونعتمد على التكنولوجيا في حياتنا..
لسنا كائنات من زمن الفتوحات، ولا نحمل جينات تختلف عن جينات الآخرين، نحن، مثل بقية الشعوب العربية، نعيش في عالم اليوم، ببساطة كأي إنسان آخر.
لكن هنا يكمن الفارق: القيادة، نحن نحظى بقيادة ربانية، تتبنى منهجًا قرآنيًّا خالصًا يجسد قيمنا ومبادئنا ويسير بنا نحو الحق، يشدنا إلى الله، ويربطنا به.
قائد يجسد الشجاعة بكل جوانبها، هو من يواجه المجرمين والطغاة والظالمين.
شخص يعرف أمريكا بحجمها الحقيقي من منظور إيماني، لا يعرف الخوف إلا من الله سبحانه وتعالى، فهو بحق سند للمظلومين، وشوكة في حلوق الطغاة والمستكبرين.
ومع كُـلّ ذلك، ليس الغرض من الصمود والوفاء مع المظلومين هو تحقيق مكاسب دنيوية، أَو شهرة، أَو شعبيّة وغيرها، بل إن هذا كله لا يتعدى كونه ابتغاءً لمرضاة الله عز وجل.
فهذا هو السر الجوهري وهذا الأمر ليس حكرًا على اليمنيين فحسب، بل يجب على كُـلّ الأُمَّــة أن تسعى لأن تتمسك به؛ لأَنَّها وصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، للأُمَّـة كُـلّ الأُمَّــة، كي لا تضل، وهي الثقلان: القرآن والعترة الطاهرة؛ فكم من أُمَّـة خسرَت وذَلَّت، وضلت، وتاهت؛ لأَنَّها ابتعدت عن تلك الوصية، وفارقت النبي وأوامره من اللحظات الأولى، فأصبحت في سقوط وانتكاسات.
في النهاية، إن النصر والغَلَبة والقوة تَتَجذر في ارتباط وثيق مع مَن يتولون الله ورسوله وأعلام الهدى من آل البيت عليهم السلام، كما قال الله في محكم التنزيل: “وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغَالِبُونَ”.
فلنتمسك جميعًا بهذه المبادئ العظيمة ولنعود إليها، ولنستمد منها القوة في مواجهة التحديات، فالمصير مشترك، والصمود واجب، والإيمان والتولي العملي والصادق هو السلاح الفعال، وسبب رئيسي للغلبة والنصر.