فايزة سويلم الكلبانية

faizaalkalbani1@gmail.com

 

يُواجه العديد من أصحاب المشاريع تحديات تطال استمرارية أعمالهم، ومن أبرزها تراكم الرسوم الحكومية الناتجة عن "غرامات تأخير سداد الرسوم الحكومية"، هذه الغرامات قد تُصبح السبب الرئيسي لخسارة مشاريعهم؛ حيث يضطر البعض- خاصة أصحاب المشاريع الصغيرة- إلى إغلاق أعمالهم بعد سنوات من الكفاح والجهد.

والمفارقة أنهم لم يعانوا من نقص في العملاء أو سوء في جودة الخدمات؛ بل كانت المشكلة في تراكم الغرامات بشكل يفوق قدرتهم على السداد.

ولقد فوجئ الآلاف من أصحاب الأعمال والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، بالقرار الذي بدأ تنفيذه قبل أيام، ويفرض غرامة 50 ريالًا على كل سجل تجاري، غير مُدرج في نظام حماية الأجور. ومع إيماننا الكبير بأهمية هذا النظام في الحفاظ على حقوق العمال، لكن في المُقابل هل يُعقل أن يتم فرض الغرامات دون مُقدمات ودون توعية واضحة للمُستهدفين؟! من الغريب في هذه الأيام أن نجد وزارة أو جهة تقول إنِّها نظمت حملة توعوية عبر وسائل التواصل الاجتماعي!! وكأنَّ هذه الوسائل باتت المنابر التي يمكن من خلالها الوصول إلى جميع رواد الأعمال وأصحاب المؤسسات. وكان من المفترض أن يتم إطلاق حملة إعلامية موسعة، وعندما أقول إعلامية فإنني أقصد الصحف المطبوعة والمواقع الإخبارية والمحطات الإذاعية والقنوات التلفزيونية، تتولى هذه الحملة التوعية بأهمية ما تريد الوزارة أو الجهة إخبار المواطن به، ولا يجب أن تتركه عرضة لهكذا صدمات.

المطلوب دائمًا أن تتعزز الشراكة بين الجهات الحكومية، ووسائل الإعلام، بصورة تبرهن على التضافر المنشود بين الجميع، لا أن تعمل الوزارات والهيئات الحكومية في معزل عن المجتمع، بحجة أنها نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي!

ما يزيد الأمر تعقيدًا هو غياب أنظمة فعّالة تُخطر أصحاب المشاريع بالمواعيد النهائية للسداد، إضافة إلى عدم دراية البعض بالإجراءات اللازمة لتجنب الغرامات. وكل تأخير- مهما كان بسيطًا- يتحول مع الوقت إلى عبء مالي ثقيل، حتى يجد أصحاب المشاريع أنفسهم أمام مأزق مالي يصعب الخروج منه. هذه التحديات لا تُؤثر فقط على الأفراد، بل تمتد آثارها لتنعكس على الاقتصاد الوطني ككل، مما يجعل البحث عن حلول أمراً بالغ الأهمية.

هذه المواقف ليست حالة فردية؛ بل تمثل تحديًا يعاني منه العديد من أصحاب المشاريع والمؤسسات في مختلف القطاعات. وإدراكًا لهذه المشكلة وأهميتها، بادر فرع غرفة تجارة وصناعة عُمان بمحافظة جنوب الباطنة بالتعاون مع جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بالمصنعة بإعداد دراسة بحثية بعنوان "دراسة معاينة نظام غرامات التأخير من سداد الرسوم الحكومية". هدف الدراسة كان واضحًا: فهم جذور المشكلة وآثارها على الشركات والمؤسسات، وتقديم توصيات عملية لمُعالجتها بما يدعم بيئة الأعمال في السلطنة.

اعتمدت الدراسة على منهج علمي دقيق، حيث شملت عينة مكونة من 120 مؤسسة متنوعة في أحجامها وقطاعاتها الاقتصادية، من بينها قطاعات التعليم، السياحة، الزراعة، والنقل. استخدمت الدراسة أدوات بحثية متعددة، مثل الاستبيانات والمقابلات والزيارات الميدانية، لتقديم رؤية شاملة حول تأثير نظام الغرامات على مختلف أنواع المؤسسات.

كشفت النتائج أنَّ غرامات التأخير تُثقل كاهل المؤسسات، خاصة الصغيرة والمتوسطة، التي غالبًا ما تفتقر إلى الموارد اللازمة لإدارة المستحقات الحكومية بشكل منتظم. كما أظهرت الدراسة أن غياب نظام تنبيه مبكر يُخطر المؤسسات بمواعيد السداد، إلى جانب تعقيد الإجراءات وتعدد الجهات المسؤولة، يمثلان عقبتين رئيسيتين أمام الامتثال الكامل. وأبرزت النتائج أيضًا أن القطاعات الموسمية، مثل السياحة والزراعة، تتأثر بشكل أكبر، حيث تعتمد أعمالها على دورات اقتصادية غير منتظمة.

قدمت الدراسة مجموعة من التوصيات التي تهدف إلى تحسين بيئة الأعمال ومعالجة هذه الإشكاليات. من أبرز هذه التوصيات إنشاء نظام إلكتروني للإشعارات المبكرة يُنبه الشركات بالرسوم المستحقة ومواعيد السداد، مما يقلل من فرص التأخير غير المقصود. كما دعت إلى إنشاء منصة موحدة لجميع المعاملات الحكومية، لتسهيل الإجراءات وتقليل الوقت والجهد المبذول من قبل المؤسسات.

أوصت الدراسة أيضًا بتقديم تسهيلات للشركات التي تواجه أزمات استثنائية، مثل الركود الاقتصادي أو الكوارث الطبيعية، من خلال أنظمة تقسيط ميسّرة أو تخفيضات جزئية على الغرامات. هذه الخطوات من شأنها أن تخلق توازنًا بين تحصيل الإيرادات الحكومية وضمان استدامة الشركات.

الدراسة أكدت أهمية العمل المشترك بين الجهات الحكومية ومجتمع الأعمال لتحسين السياسات والإجراءات بما يدعم التنمية الاقتصادية المستدامة. وتطبيق التوصيات سيعزز من قدرة المؤسسات على الامتثال، وسيسهم في تقليل الأعباء المالية والإدارية، مما يتيح للمشاريع النمو والازدهار في بيئة أعمال تنافسية ومستقرة.

إننا يجب أن نطرح دائمًا سؤالًا بالغ الأهمية: ما دور القرارات التنظيمية والإجرائية التي تفرضها المؤسسات الحكومية على القطاع الخاص؟ هل هي بهدف تسهيل الأعمال وتوسيع القاعدة الإنتاجية وضمان نمو القطاع الخاص؟ أم بهدف التضييق عليه وإزعاجه في كل شيء، حتى نجد رائد العمل أو صاحب المؤسسة الصغيرة أو المتوسطة، يتخارج من السوق وينسحب تمامًا من ممارسة الأعمال؟ الواقع أنه خلال اليومين الماضيين فقط، وقعت غرامات بمئات الآلاف على الآلاف من شركات ومؤسسات القطاع الخاص، فهل هذا الأمر يتماشى مع رؤية "عُمان 2040" وسعيها الحثيث من أجل تعظيم أدوار القطاع الخاص، لا سيما فيما يتعلق بالتشغيل والإسهام في نمو الناتج المحلي؟! سؤال أتركه بلا إجابة، لكل من يهمه الأمر!

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

“سكاي هيلز أسترا” تطلق المشروع السكني الرائد في دبي “إتش آر إي للتطوير العقاري”

 

أطلقت “إتش آر إي للتطوير العقاري” الشركة الرائدة في مجال التطوير العقاري في دبي، اليوم المشروع السكني الفاخر “سكاي هيلز أسترا” والذي يقع في البرشاء جنوب مقابل ” دبي هيلز استيت”، حيث يمثل رؤية فريدة تعكس روح المسؤولية الاجتماعية والالتزام بأعلى معايير الجودة الاستثنائية وتعزيز نمط المعيشة الراقية للسكان. وأقيم حفل الإطلاق في فندق جراند حياة دبي بحضور كبار الشخصيات ونخبة من رواد القطاع العقاري والمستثمرين والمدراء من شركات الوساطة العقارية.

ويحظى مشروع “سكاي هيلز أسترا” السكني بتصميم معماري مبتكر يجمع بين الفخامة والراحة وسط أجواء راقية تعزز تجربة المعيشة للسكان، ويضم مرافق عصرية للياقة البدنية، ومناطق ترفيهية، ومساحات مخصصة للفعاليات الاجتماعية نابضة بالحياة توفر سبل الرفاهية والتواصل بين السكان جنباً إلى جنب مع تصميم معماري عصري فريد، مما يجعل المشروع العقاري الرائد الوجهة المثالية للباحثين عن أفضل نمط حياة ملهم ومتوازن.

ومن أكثر السمات المميزة للمشروع السكني الفريد من نوعه، توافقه مع أهداف دبي العطاء، وهي منظمة مجتمع مدني مرتبطة رسمياً بإدارة الاتصالات العالمية التابعة للأمم المتحدة (UN DGC). ويعكس ذلك الشراكة التي وقعتها “إتش آر إي للتطوير العقاري” مؤخراً مع دبي العطاء، والتي التزمت من خلالها الشركة بتقديم مساهمة مالية قدرها 30 مليون درهم إماراتي لدعم البرامج التعليمية للمؤسسة حول العالم.
وستساهم مبيعات الوحدات السكنية في المشروع بشكل مباشر في تعزيز تعليم الأطفال في البلدان النامية، وسيحصل السكان على شهادات شخصية من “دبي العطاء” وشركة “إتش آر إي للتطوير العقاري”، وذلك تقديراً لمشاركتهم في دعم تعليم الأطفال في البلدان النامية، مما يرسخ رسالة “إتش آر إي للتطوير العقاري” المتمثلة في خدمة المجتمع ويجسد رؤيتها التي تركز على “نبني لنترك أثراً”.

وقال سعادة الدكتور طارق محمد القرق، الرئيس التنفيذي ونائب رئيس مجلس إدارة دبي العطاء: “إن التعليم هو المحرك الرئيسي لبناء مستقبل مشرق، ومع ذلك لا يزال ملايين الأطفال حول العالم يفتقرون إلى فرص الحصول على التعليم السليم. ومن خلال شراكتها مع ‘دبي العطاء’، تعمل شركة ’إتش آر إي للتطوير‘ على إعادة تعريف مفهوم العقارات الموجهة نحو التأثير من خلال تمكين مالكي العقارات من المساهمة في التأثير العالمي الهادف. وتثبت الشركة أن العقارات يمكن أن تكون قوة من أجل الخير من خلال تحويل كل عملية شراء منزل إلى استثمار في التعليم العالمي. ويشكل هذا النموذج المبتكر للعطاء مثالاً يحتذى به للقطاعات الأخرى أيضاً، حيث يُبرز كيف يمكن للشركات دمج التأثير الاجتماعي في صميم عملياتها وتحقيق التغيير المستدام”.

وأوضح وسام بريدي، الرئيس التنفيذي لشركة ” إتش آر إي للتطوير العقاري”: ” يرسي مشروع ’سكاي هيلز أسترا‘ السكني الرائد معايير مبتكرة في المعيشة الراقية، حيث يوفر للسكان أفضل نمط للحياة العصرية وسبل الراحة وسط المناظر الخلابة في دبي، فضلاً عن ان شراء الوحدات السكنية في هذا المشروع سيساهم بشكل كبير في توفير مستقبل أكثر إشراقاً لعدد كبير من الأطفال في جميع أنحاء العالم.” وأضاف وسام بريدي: “نفخر بشراكتنا الواعدة مع ‘دبي العطاء’ ونتطلع للتعاون جنباً إلى جنب مع هذه مؤسسة الإنسانية الرائدة لدعم التغيير الإيجابي في المجتمعات”.

هذا وقد تم تصميم “سكاي هيلز أسترا” لترسيخ أسلوب حياة يرتكز على العطاء، حيث يصبح كل منزل رمزاً للأمل والتغيير، ويشكل المشروع مبادرة تسهم في إعادة تعريف مفهوم العيش الهادف، حيث يلهم السكان ليكونوا قوة فاعلة في إحداث تغيير إيجابي داخل مجتمعاتهم.


مقالات مشابهة

  • أربيل تكشف عن عائق لاستئناف تصدير نفط كوردستان يتطلب موافقة السوداني
  • التعليم العالي: صندوق رعاية المبتكرين يدعم المشروعات التي تحقق التنمية المستدامة
  • وزير المالية الإسرائيلي يتهم الاحتلال بالضعف بسبب التأخير في القضاء على حماس
  • «حليمة» تتابع إنشاء منصة للتطوير القانوني والقضائي عن بعد
  • الإمارات نموذج للكفاءة الحكومية
  • 200 مشروع ريادي في معرض تكاتف الخليجي
  • المبادرات والبرامج الحكومية .. نجاح متزايد في توفير البيئة المواتية وإرساء الثقة في آفاق ريادة الأعمال
  • الإعلامي “سليمان السالم”: المنتدى السعودي للإعلام فرصة لاكتشاف أحدث الابتكارات والتقنيات التي تشكل مستقبل الإعلام (خاص)
  • “سكاي هيلز أسترا” تطلق المشروع السكني الرائد في دبي “إتش آر إي للتطوير العقاري”
  • 200 مشروع عُماني صغير ومتوسط في "معرض تكاتف الخليجي"