أكد نائب الرئيس الإيراني للشؤون الإستراتيجية محمد جواد ظريف، أن النظام الإيراني الحالي هو الأول الذي لم يخسر أرضا منذ قرنين، مشيرا إلى أن بلاده لا تشكل تهديدا أمنيا للعالم.

وأضاف ظريف، خلال كلمته في المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس، أن بلاده تمتلك تأثيرا عالميا وقدرة على تحريك الناس في أي مكان، مشددا على "أننا لن نكون لقمة سائغة لأحد".

وفيما يخص حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، قال ظريف إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فشل في تحقيق هدفه بتدمير الحركة، معربًا عن أمله في استمرار وقف إطلاق النار في غزة.

وأشار ظريف -الذي يعمل حاليا أستاذا مشاركا للدراسات العالمية في جامعة طهران- إلى أن المقاومة لم تُهزم، وأن أماني إسرائيل بزوالها تعكس فهما خاطئا لطبيعة ارتباطات إيران.

وفي تصريحات سابقة، قال ظريف إن رد فعل طهران على جرائم إسرائيل "سيأتي في الوقت المناسب ووفقا لاختيار إيران".

أمل في العقلانية

وفي سياق آخر، أعرب ظريف عن أمله في أن يختار الرئيس الأميركي دونالد ترامب العقلانية في التعامل مع الجمهورية الإسلامية، مؤكدًا أن طهران لم تسع يوما لامتلاك أسلحة نووية.

وأبدى ظريف أمله في أن يكون ترامب "أكثر جدية وأكثر تركيزا وواقعية" خلال ولايته الثانية.

إعلان

وتعليقا على انسحاب ترامب من الاتفاق النووي عام 2018، قال ظريف إن بلاده اكتسبت قدرات نووية أكبر منذ الانسحاب الأميركي من الاتفاق المبرم عام 2015.

وتعهد ترامب بالعودة إلى السياسة التي انتهجها في ولايته الأولى والتي سعت إلى استخدام الضغوط الاقتصادية لإجبار طهران على التفاوض حول اتفاق بشأن برنامجها النووي وبرنامجها للصواريخ الباليستية وممارساتها الإقليمية.

كما تزايدت المخاوف بين كبار صناع القرار في طهران من أن ترامب قد يسمح خلال ولايته الثانية لبنيامين نتنياهو بضرب المواقع النووية الإيرانية بالتزامن مع تشديد العقوبات الأميركية على صناعة النفط في البلاد.

وقد تُضطر طهران نتيجة لتلك المخاوف، فضلا عن تزايد السخط في الداخل بسبب المصاعب الاقتصادية، إلى الانخراط في مفاوضات مع إدارة ترامب بشأن برنامجها النووي.

وكان ظريف أوضح في مقالة سابقة نشرت بمجلة فورين أفيرز الأميركية أن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان تبنّى سياسة خارجية مرنة تعطي الأولوية للانخراط في الجهود الدبلوماسية، والحوار البنّاء بدلا من الاعتماد على "نماذج عفا عليها الزمن". لكنه أكد أن إيران لن ترضخ للمطالب غير المنطقية، وستقف دائما في وجه أي عدوان إسرائيلي.

والاثنين الماضي، انطلق الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي بمدينة دافوس السويسرية، تحت شعار "التعاون من أجل العصر الذكي".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

تعويلٌ على تشييع نصرالله... هل بدأت إيران بخسارة لبنان؟

شكّلت الحرب الأخيرة على لبنان ضربة لإيران، بسبب نتائجها السلبيّة على "حزب الله" الذي خسر أمينه العام حسن نصرالله، إضافة إلى قيام إسرائيل بتدمير أنفاق عديدة في الجنوب، والسيطرة على أعتدة عسكريّة تعود لـ"الحزب". وأتى إتّفاق وقف إطلاق النار ليمنع "المقاومة" من شنّ هجمات ضدّ المواقع الإسرائيليّة، على الرغم من أنّ الجيش الإسرائيليّ لا يزال يحتلّ 5 تلال لبنانيّة استراتيجيّة ولا يزال يستهدف البلدات الجنوبيّة ويقوم بعمليّات إغتيال في العمق اللبنانيّ.
 
كذلك، فإنّ سيطرة "هيئة تحرير الشام" على سوريا، قطعت خطوط الإمداد بين إيران و"حزب الله"، وبات الأخير مُحاصراً وغير قادر على إدخال السلاح إلى لبنان. أمّا سياسيّاً، فلم يستطع "الثنائيّ الشيعيّ" انتخاب مرشّحه سليمان فرنجيّة، كما أنّه شارك في حكومة لم يُسمّ فيها رئيسها ولا أغلبيّة الوزراء التابعين له، وأصبح مضطرّاً للسير مع رئيسيّ الجمهوريّة ومجلس الوزراء لترجمة خطاب القسم والبيان الوزاريّ، عبر دعم الجيش وحده لحماية سيادة البلاد، والعمل ديبلوماسيّاً من أجل الضغط على العدوّ الإسرائيليّ للإنسحاب الكامل من الأراضي اللبنانيّة في الجنوب.
 
ولعلّ السياسة الجديدة المتّبعة في لبنان، ساهمت كثيراً في تراجع ليس فقط نفوذ "حزب الله"، وإنّما إيران أيضاً، فقد تمّ تعليق الرحلات الجويّة من طهران وإليها، بينما أمست الطائرات المدنيّة الإيرانيّة تخضع لتفتيش دقيق، خوفاً من إدخال الأموال إلى "الحزب"، وتهديد العدوّ بأنّه سيستهدف مطار بيروت الدوليّ إنّ استمرّ تدفق المال إلى "المقاومة".
 
وكانت حركة الإحتجاج والشغب على طريق المطار لا تُعبّر فقط عن الرفض القاطع لإملاءات إسرائيل على الدولة اللبنانيّة، وإنّما على الخطوات التي استهدفت إيران وتحدّ من نفوذها في لبنان. فبعد سوريا، تخشى طهران بشدّة خسارة لبنان إنّ لم تستطع إعادة تنظيم حليفها الشيعيّ في بيروت عبر إيصال السلاح والمال له لينهض من جديد، ويُشكّل تهديداً لامن تل أبيب.
 
من هنا، أتت إحتجاجات المطار التي قد تُستأنف بعد تشييع نصرالله وهاشم صفي الدين إنّ استمرّ تعليق الرحلات والتضييق على الخطوط الجويّة الإيرانيّة، لتُعبّر عن الغضب الشيعيّ من مُقاطعة إيران، الراعي الرسميّ لـ"محور المقاومة" في الشرق الأوسط. وبحسب أوساط سياسيّة، فإنّ تلك التظاهرات تحمل في طياتها خشية من أنّ ينجر لبنان إلى المحور الغربيّ، وإضعاف "حزب الله" في الداخل غبر الضغط سياسيّاً عليه، كما عبر قطع الأوصال بينه وبين طهران.
 
ويجد "حزب الله" نفسه بعد الحرب وبعد انتخاب رئيس الجمهوريّة وتشكيل الحكومة الجديدة في موقعٍ ضعيفٍ، وقد تُؤثّر الإنتخابات النيابيّة المُقبلة كثيراً عليه إنّ لم يستطع مع الدولة إعادة بناء القرى الجنوبيّة، وإنّ لم يتبدلّ المشهد في المنطقة لصالحه. فهناك رغبة في تهجير سكان قطاع غزة إلى دول مُجاورة بهدف القضاء على حكم "حماس" في القطاع، وإبعادها عن الحدود الإسرائيليّة، كما أنّ هناك مُخططا لضرب النوويّ الإيرانيّ، الأمر الذي سيُشكّل إنتكاسة كبيرة للنظام في طهران ولكلّ "محور المقاومة".
 
ويُعوّل "الحزب" كما إيران على أنّ يُشارك أكبر عدد مُمكن من الجمهور في تشييع نصرالله وصفي الدين غدا الأحد ، كما مُشاركة شخصيّات بارزة من طهران ومن الدول حيث تتواجد "فصائل المقاومة" مثل العراق واليمن، لإرسال رسالة واضحة إلى الخارج من أنّ "حزب الله" لا يزال شعبيّاً يُحافظ على قوّته، وأنّه لم ينتهِ في الحرب الإسرائيليّة الأخيرة على لبنان، وأنّه سيظلّ ذراع طهران الأقوى في المنطقة. المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • بعد أسابيع من زيارة الرئيس الإيراني موسكو.. وزير الخارجية الروسي في طهران
  • رسائل جديدة.. المقاومة توجه عدة رسائل خلال تسليمها أسرى الاحتلال
  • تعويلٌ على تشييع نصرالله... هل بدأت إيران بخسارة لبنان؟
  • رغم النفي الإيراني.. وفد من واشنطن سيصل بغداد قريبا لبدء مفاوضات مع طهران - عاجل
  • الرئيس الإيراني: نرغب في التفاوض لكن ترامب يضع يده على رقابنا
  • الرئيس الإيراني: نريد التفاوض مع أمريكا ودول المنطقة ولن نخشى إسرائيل
  • حماس تقصف نتنياهو بعنف وتوجه له رسائل موجعة خلال تسليم جثث الأسرى
  • بوتين يشكر ولي العهد على استضافة المملكة محادثات بلاده المثمرة مع أميركا
  • رسائل نارية من المقاومة.. جثث الأسرى الإسرائيليين تفضح فشل نتنياهو
  • رسائل موجعة من المقاومة لنتنياهو خلال تسليم أول دفعة من جثث الأسرى