عبدالسلام عامر.. الرحيل الصامت والمُفجع للاعب منتخبنا الوطني
تاريخ النشر: 22nd, January 2025 GMT
الرؤية- أحمد السلماني
تلقى الوسط الرياضي العُماني فجر الثلاثاء خبرًا مؤلمًا بوفاة النجم الدولي السابق ولاعب نادي ظفار الحروي عبدالسلام عامر المخيني، الذي غادر الحياة عن عمر ناهز 37 عامًا. وقد أثارت وفاته صدمة كبيرة في أوساط محبيه وزملائه وعشاق كرة القدم.
وقد أفادت بعض المصادر الرسمية والإعلامية أن وفاة اللاعب كانت طبيعية، حيث وافته المنية داخل منزله أثناء نومه نتيجة نوبة قلبية مفاجئة.
وأكدت التقارير أن النجم الراحل لم يعانِ من أي مشكلات صحية واضحة قبل وفاته، مما جعل الخبر صادمًا لجميع أفراد الأسرة الرياضية.
حظي اللاعب الراحل بإجماع واسع على أخلاقه العالية وأدائه المميز داخل وخارج الملاعب. وسارعت المؤسسات الرياضية والإعلامية إلى نعيه، حيث نشر حساب المنتخب العُماني الرسمي على منصة "إكس" بيانًا قال فيه: "إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ. خالص العزاء والمواساة لعائلة المغفور له بإذن الله، لاعب المنتخب الوطني السابق عبدالسلام بن عامر المخيني".
وُلد عبدالسلام عامر في عام 1988 بمدينة صور في منطقة مخا، وبدأ مسيرته الرياضية كلاعب دفاع مميز في فرق المراحل السنية لنادي العروبة الرياضي ومن ثم انتقل للفريق الأول بالنادي في موسم (2005/2004)، حيث امتاز بالقوة البدنية والذكاء التكتيكي بفضل طوله البالغ 189 سم وقدرته على قيادة خط الدفاع، أصبح أحد أبرز نجوم كرة القدم العُمانية، وترك بصمة لا تُنسى على مستوى الأندية المحلية والإقليمية وكذلك المنتخب الوطني.
لعب عبدالسلام عامر لعدد من الأندية المحلية والخارجية، منها، نادي العروبة (منذ 2004 إلى 2011) ونادي ظفار (منذ 2016 وحتى وفاته) ونادي بني ياس الإماراتي (عام 2013) وقبل ذلك في نادي الرائد السعودي (عام 2012) ونادي الكويت الكويتي (عام 2014).
وعلى الصعيد الدولي، كان له دور كبير في تشكيلة منتخبنا الوطني، حيث مثّل بلاده في العديد من البطولات القارية والإقليمية.
حقق عبدالسلام خلال مسيرته العديد من الألقاب والبطولات، أبرزها مع نادي العروبة إذ حقق معه بطولة كأس جلالة السلطان المعظم لكرة القدم مرتين (2010، 2015/2014) وبطولة الدوري العماني مرتين(2007-2008 و2014-2015) وبطولة كأس السوبر الاعوام (2008و 2010)، ومع نادي ظفار بطولة كأس جلالة السلطان المعظم لكرة القدم مرتين (2019-2020، 2023-2024)، وبطولة الدوري العماني مرتين (2016-2018، 2017-2019) وبطولة كأس الاتحاد العماني (2018-2019)، ومع ظفار قبل أسبوع من وفاته حقق كأس السوبر العام (2025).
وكانت آخر مباراة لعبها الراحل مع نادي ظفار في بطولة كأس السوبر الأسبوع الماضي؛ حيث ظهر بحالة صحية جيدة، ليكون هذا الظهور هو الوداع الأخير داخل المستطيل الأخضر.
مع رحيل عبدالسلام عامر تفقد كرة القدم العُمانية أحد أبرز المدافعين الذين ساهموا في رفع راية الكرة العُمانية عاليًا.
رحم الله أبو دانة وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
في ذكرى ميلاد محمد القصبجي.. عود لا يصمت وملحن غيّر ملامح الطرب بأكتشافه لـ أم كلثوم (تقرير)
يوافق اليوم الثلاثاء ذكرى ميلاد الموسيقار الكبير محمد القصبجي، أحد أعمدة الموسيقى العربية، وصاحب البصمة العبقرية التي لا تزال تتردد في وجدان المستمعين، اسمه ارتبط بعمق مع صوت كوكب الشرق أم كلثوم، فشكّلا معًا ثنائيًا فنيًا استثنائيًا رسم ملامح مرحلة كاملة من تطوّر الغناء العربي.
بداية الرحلة.. من الإنصات إلى الخلود
في عام 1923، سمع القصبجي صوت فتاة ريفية تنشد قصائد في مدح الرسول، فشدّه صوتها وصدق أدائها. لم تكن تلك الفتاة سوى أم كلثوم، التي قرر أن يمنحها من فنه ما يليق بصوتها، وفي العام التالي، لحن لها أولى أغانيها بعنوان “آل إيه حلف مايكلمنيش”، معلنًا بداية شراكة فنية طويلة ومثمرة.
لم يكن القصبجي مجرد ملحن، بل كان مدرسة موسيقية متكاملة، أدخل أساليب تجديدية على قالب المونولوج الغنائي، فجعل منه حالة درامية متكاملة، كما في “إن كنت أسامح” و”رق الحبيب” التي تُعد من روائع أم كلثوم، وبلغت ذروة المزج بين العاطفة والتقنية الموسيقية.
محمد القصبجي وأم كلثومالمعلم الصامت.. وأسطورة الوفاءرغم توقفه عن التلحين منذ نهاية الأربعينيات، ظل القصبجي عضوًا أساسيًا في فرقة أم كلثوم، عازفًا على العود من مكانه المعتاد خلفها، لا يطلب الأضواء ولا يسعى إلى الواجهة، وكانت آخر ألحانه لها في فيلم “فاطمة” عام 1947، من كلمات الشاعر أحمد رامي.
وبعد وفاته في أواخر الستينيات، ظلت أم كلثوم وفية له، تُبقي مقعده خاليًا في كل حفل، كأن وجوده الصامت لا يزال يحرس اللحن والكلمة والصوت.
تراث لا يُنسى
قدّم القصبجي للموسيقى العربية ألحانًا خالدة ومفاهيم جديدة، ونجح في الجمع بين التطوّر والهوية الشرقية الأصيلة، ويُعد من أوائل من حاولوا دمج الموسيقى الغربية بالشرقية دون أن تفقد الأخيرة روحها.
محمد القصبجي لم يكن فقط ملحنًا، بل كان شاعرًا ناطقًا بأوتار العود، ومهندسًا أعاد بناء الموسيقى العربية على أسس رفيعة، ولهذا لا تزال أعماله تُدرّس وتُستعاد، كعلامة على زمن لا يتكرر.