المتطوعون بالدمازين: اعتقالات أمنية وخصم للدعومات يثقل كاهل مراكز الإيواء
تاريخ النشر: 22nd, January 2025 GMT
يعمل المتطوعون في مراكز الإيواء بمدينة الدمازين في ظروف إنسانية قاسية متمثلة في المضايقات الأمنية والاعتقالات، بالإضافة إلى خصومات “مفوضية العون الإنساني” للدعم المقدم للمراكز علاوة على توقف الخدمات الصحية وانعدام الأدوية..
التغيير: الدمازين
يشكو المشرفون والمتطوعون في دور الإيواء بمدينة الدمازين عاصمة ولاية النيل الأزرق، من عدم وصول الدعم الخارجي للمراكز، أو وصول جزء يسير منه بسبب الاستيلاء عليه بواسطة أشخاص أو جهات حكومية.
وفي الفترة الماضية قدمت الوكالة الأمريكية للتنمية دعما لمركز إيواء حي الزهور بالدمازين غير أن الدعم لم يصل كاملا للمشرفين القائمين على مشاريع مركز الإيواء.
وقال مشرف في أحد المراكز فضل حجم اسمه، إن الموازنات السياسية دخلت مراكز الإيواء، وتأثر بها العمل الطوعي كاشفًا عن أن مدراء الوحدات الإدارية التابعين للحركة الشعبية يختطفون الدعومات.
وقال في حديثه لـ”التغيير“: هنالك مدير وحدة أخذ المساعدات وخزنها في منزله ليتم توزيعها عبره هو شخصيا بغرض التكسب السياسي.
وأضاف: هنالك مساعدات مخصصة لمراكز الإيواء، ولكن حاكم إقليم النيل الأزرق ممثل الحكومة يمنع وصولها للنازحين.
وبحسب مشرف آخر، فإن هنالك خلافات وتقاطعات في العمل بين مشرفي مراكز الإيواء وموظفي مفوضية العمل الإنساني.
وقال المشرف لـ”التغيير“: لا نجد القبول من موظفي المفوضية ولا من منسوبي الرعاية الاجتماعية.
وأضاف: الباحث الاجتماعي لا يقوم بدوره، بل يؤدي دور المراقب في رصد المساعدات الإنسانية التي تصل إلى الدار.
وتابع: من التحديات التي تواجهنا كمتطوعين في مراكز الإيواء أن هنالك دعماً نقدياً من مانحين عبر دولة يوغندا، ولا يصلنا في المراكز، هنالك متطوعون من الدمازين متواجدين في كمبالا، ويقدم الدعم عبرهم لتحويله لمحسوبيهم هنا في الدمازين وللأسف هؤلاء ليس لديهم أي وجود في مراكز الإيواء.
وكشف عن أن الدعم المقدم للأسر تخصم منه المفوضية نسبة 10% حيث أنها تزعم أنها تخصصها لسداد مرتبات موظفيها.
وبحسب مصادر التغيير في مراكز الإيواء أن هنالك أموال تحول للدور، ويستولي عليها بعض الأشخاص، ولا تصل غالبا للنازحين، أو تصل منقوصة.
غرف الطوارئوكانت الأجهزة الأمنية في ولاية النيل الأزرق قد حلت جميع غرف الطوارئ، ومنعتها من العمل، واشترطت على المتطوعين عدم التواصل مع الجهات الخارجية والمانحين لاستقطاب الدعم الإنساني.
وكشف مصدر بأحد مراكز الإيواء إن السلطات حذرتهم من التعامل مع تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) تحديدا لأي سبب من الأسباب.
ويتعرض الشباب المتطوعون إلى الاعتقال حال التواصل مع الجهات الخارجية، ويعمل الكثير من المتطوعين في ظروف أمنية صعبة، ويفضلون التواجد خلف الكواليس بسبب المضايقات الأمنية والاعتقالات.
ومنذ سقوط مدينة ود مدني وسط السودان في ديسمبر الماضي تزايد تدفق النازحين إلى ولاية النيل الأزرق؛ مما جعل المتطوعين في دور الإيواء والمطابخ الخيرية يجتهدون في استقبال النازحين وفتح المزيد من المدارس وتجهيزها ويعتمدها هؤلاء على جمع التبرعات بالجهد الشعبي.
وساهم الوضع الأمني والمضايقات في إحجام الشباب عن المشاركة وترك العمل الطوعي ليتقلص عدد المبادرات الجمعيات الخيرية.
ومع اقتحام الدعم السريع للمنطقة الغربية من ولاية النيل الأزرق تزايدت أعداد النازحين بمراكز إيواء الدمازين وسط.
توقف الأدويةوتعيش المراكز أحوالا صحية بالغة الخطورة بعد توقف المجلس النرويجي للاجئين عن تقديم الأدوية منذ شهرين.
ويضطر المرضى من النازحين إلى الذهاب للمستشفى للعلاج أو الموت في مركز الإيواء حال عدم وجود المال الكافي للكشف والعلاج.
وأسفر الحصر الكلى لعدد النازحين في الدمازين عن نزوح حوالي 9756 شخصاً تقريبا للمنطقة.
ويقيم في َمراكز إيواء الدمازين وسط 3567 نازحا ونازحة بينهم 2905 من النساء والأطفال، فيما بلغ عدد كبار السن 503، وقدر عدد أصحاب الأمراض المزمنة ب 407 أشخاص
الوسومأوضاع النازحين الدمازين حرب الجيش والدعم السريع مراكز الإيواءالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: أوضاع النازحين الدمازين حرب الجيش والدعم السريع مراكز الإيواء ولایة النیل الأزرق فی مراکز الإیواء
إقرأ أيضاً:
محيطات الأرض بالكامل كانت خضراء يوما ما
في دراسة نشرتها دورية "نيتشر إيكولوجي آند إيفولوشن"، قدّم باحثون يابانيون حُجة دامغة على أن محيطات الأرض التي تبدو اليوم زرقاء، كانت في الماضي السحيق ذات لون أخضر.
ويعتقد الباحثون أن ذلك حصل في العصر الأريكي، وهو من العصور الجيولوجية السحيقة، حيث امتد من 4031 إلى 2500 مليون سنة مضت، وهي فترة خلت فيها أجواء الأرض ومحيطاتها من غاز الأكسجين، وظهرت فيها أيضًا أولى الكائنات الحية التي تُولّد الطاقة من ضوء الشمس، والتي استخدمت عملية التمثيل الضوئي اللاهوائي، مما جعلها قادرة على القيام بذلك في غياب الأكسجين.
ويقول البروفيسور سيدريك جون، أستاذ ورئيس قسم علوم البيانات للبيئة والاستدامة، جامعة كوين ماري في لندن، في تصريحاته الخاصة للجزيرة نت: "يعود سبب ظهور المحيط باللون الأزرق، في الوقت الحالي، إلى تفاعل ضوء الشمس مع الماء..
ويضيف جون أنه "من المعروف أن ضوء الشمس يحتوي على جميع الألوان، وعند وصوله إلى المحيط يمتص الماء الألوان المختلفة بشكل مختلف، على سبيل المثال، يمتص الماء الألوان الأحمر والبرتقالي والأصفر بسرعة أكبر، وعند الغوص في المحيط يتغلغل الضوء الأزرق في أعماق المحيط ويتشتت، وبالتالي فإن تشتت الضوء الأزرق الذي يعود إلى أعيننا هو ما يجعله أزرق".
إعلانويقول المؤلف الرئيسي للدراسة تارو ماتسيو، الباحث من جامعة ناغويا في اليابان في تصريح خاص للجزيرة نت "منذ ظهور البكتيريا الزرقاء، ازدادت أكسدة بيئة سطح الأرض تدريجيا، بما فيها المحيطات".
وكشفت عمليات المحاكاة الحاسوبية التي قام بها الباحثون في جامعة ناغويا، أن الأكسجين المُنبعث من عملية التمثيل الضوئي المبكرة أدى إلى تركيز عالٍ من جزيئات الحديد المؤكسد بما يكفي لتحويل مياه السطح إلى اللون الأخضر.
وجاء اكتشاف اخضرار المحيطات في الماضي السحيق، من خلال ملاحظة المياه المحيطة بجزيرة إيو جيما البركانية اليابانية، والتي تتميز بصبغة خضراء مرتبطة بنوع من الحديد المؤكسد، كما تزدهر الطحالب الخضراء المزرقة في المياه الخضراء المحيطة بالجزيرة.
وذكرت الدراسة أنه وقبل ظهور عملية البناء الضوئي والأكسجين، احتوت محيطات الأرض على الحديد المُذاب المُختزل (الحديد المُترسب في غياب الأكسجين)، حيث أدى الأكسجين المُنطلق من ظهور عملية البناء الضوئي في العصر الأريكي إلى تأكسد الحديد في مياه البحر.
ويقول جون في تصريح خاص للجزيرة نت "إن السبب الرئيسي الذي أدى الى أن تأخذ مياه المحيطات اللون الأخضر، يعود إلى وجود أشكال مختلفة من الحديد المؤكسد، إذ إن وجود مواد كيميائية مختلفة، مثل الحديد، يُغير طيف امتصاص الماء".
ويقول ماتسيو "بعد ظهور البكتيريا الزرقاء، وهي من أقدم الكائنات الحية على كوكب الأرض، وتتميز بقدرتها على إجراء التمثيل الضوئي، كما تلعب دورًا رئيسيًا في إنتاج الأكسجين في الغلاف الجوي وتحسين جودة المياه، بدأت المياه الضحلة بالتأكسد خلال العصر الأريكي، محولةً الحديد المؤين إلى هيدروكسيد الحديد، الذي ترسّب بعد ذلك".
إعلانوعندما يبقى هيدروكسيد الحديد عالقًا في المياه السطحية، فإنه يمتص كلًّا من الأطوال الموجية الزرقاء والحمراء (بواسطة هيدروكسيد الحديد والماء، على التوالي)، بينما يُشتّت الضوء الأخضر بكفاءة، ونتيجة لذلك، بدت المحيطات خضراء خلال هذه الفترة الانتقالية بين حالتي الاختزال والتأكسد.
هل يمكن أن يتغير لون المحيطات مجددًا؟ويقول جون "إذا تغيرت التركيبة الكيميائية للمحيط، فسيتغير لونه أيضًا، لكن من غير المرجح أن يحدث هذا قريبًا"
ويعلق ماتسيو "وفقًا لدراسة نُشرت في دورية "نيتشر" عام 2023، يمكن أن يتغير لون المحيطات تدريجيًا على مدار فترات زمنية جيولوجية، بالإضافة إلى ذلك، قد تتكرر تفاعلات الأكسدة والاختزال استجابة للتغيرات البيئية، حيث إنه معروف أن ظواهر محلية مثل "المد الأزرق" تُحفزها عمليات الأكسدة والاختزال هذه.
علاوة على ذلك، تشير دراسة أخرى نُشرت في "نيتشر جيوساينس" إلى أن حالة أكسدة سطح الأرض قد تنخفض خلال الـ5 مليارات سنة القادمة بسبب زيادة الإشعاع الشمسي، مما قد يُحفز تفاعلات أكسدة واختزال واسعة النطاق -وبالتالي، تغيرات في لون المحيط – مرة أخرى.
ويقول البروفيسور سيدريك جون "إذا تغيرت التركيبة الكيميائية للمحيط، فسيتغير لونه أيضًا، لكن من غير المرجح أن يحدث هذا قريبًا، فالتركيب الكيميائي للمحيطات مستقر نسبيًا، لذا يتطلب حدوث بعض التغييرات المهمة".