تنافس تركي عربي على تدريب الجيش السوري
تاريخ النشر: 22nd, January 2025 GMT
أنقرة (زمان التركية) – نشرت صحيفة الإيكونوميست البريطانية تقريراً عن نشاط تركيا في سوريا بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد.
وركز التقرير على زيارة وزير الخارجية السوري، أسعد حسن الشيباني، لـ تركيا في 15 يناير/كانون الثاني الجاري، وجاء فيه: “لا يمكن لأي بلد أن يكسب الكثير من سوريا المستقرة مثل تركيا، وعدد قليل جدًا من الدول يمكن أن تخسر الكثير إذا انهارت سوريا”.
وذكرت الإيكونوميست أن تركيا تستضيف أكثر من 3 ملايين لاجئا سوريا، وترغب في أن تكون سوريا آمنة بما يكفي لعودة العديد من اللاجئين.
وأوضحت الصحيفة أن تركيا ترغب في الإسهام في تدريب وتسليح الجيش السوري مفيدة أنه لا توجد قوة خارجية أخرى لديها أجندة بعيدة المدى لسوريا.
وفقًا لتقرير دارين خليفة من مجموعة الأزمات الدولية حول الخطوات المحتملة لتركيا في سوريا، يزعم أن تركيا يمكن أن تتوقف عن تمويل الجيش الوطني السوري وبدلاً من ذلك تساهم بشكل مباشر في الميزانية المركزية لسوريا، وبالتالي في جيشها الجديد.
وأسردت الإيكونوميست في تقريرها آراء دارين خليفة من مجموعة الأزمات الدولية بشأن الخطوات المحتملة لتركيا في سوريا.
وزعمت الإيكونوميست أن تركيا يمكن أن تتوقف عن تمويل الجيش الوطني السوري على أن تساهم بشكل مباشر في الميزانية المركزية لسوريا وبهذا ستساهم في تشكيل الجيش السوري الجديد.
من جانبها، أكدت خليفة أنه من المستحيل أن تتجمع الجماعات المسلحة في سوريا تحت سقف واحد دون دعم تركيا.
وأفادت الإيكونوميست في تقريرها أن جبهة تحرير الشام لا ترى نفسها تابعة لتركيا وأن الزعيم الفعلي لسويرا، محمد الجولاني، حريص على تلقي الدعم من جميع الأطراف.
وأشارت الإيكونوميست إلى أن المملكة العربية السعودية عرضت استبدال إيران كمورد رئيسي للنفط في البلاد مفيدة أن الرياض يمكن أن تنفق على إعادة إعمار سوريا أكثر بكثير من تركيا.
ونقلت الصحيفة أيضا عن مسؤول في جبهة تحرير الشام قوله إن تركيا تدريب وتجهيز الجيش السوري الجديد عير أن سوريا تلقت عرض أكثر جاذبية من دولة أخرى في الشرق الأوسط مفيدا أنهم “ممتنون” لدعم تركيا ولكن “ليست هناك حاجة لوضع أنفسهم في معسكر واحد”.
وصرحت خليفة أن خطوات تركيا في سوريا أزعجت بعض الحكومات العربية.
هذا وذكرت الإيكونوميست أن السعوديين يرون تركيا كمنافس للقيادة في العالم السني بينما تنزعج كل من الإمارات العربية المتحدة ومصر من دعم تركيا للجماعات الإسلامية السورية مشيرة إلى أن “جيران سوريا لا يريدون الخروج من تأثير إيران إلى تأثير تركيا”.
Tags: أحمد الشرعأسعد الشيبانيالإيكونوميستالتطورات في سورياالجيش السوري الجديدالجيش الوطني السوريالمملكة العربية السعوديةالنشاط التركي في سورياالنفوذ الترك في سورياتركيامحمد الجولاني
المصدر: جريدة زمان التركية
كلمات دلالية: أحمد الشرع أسعد الشيباني الإيكونوميست التطورات في سوريا الجيش السوري الجديد الجيش الوطني السوري المملكة العربية السعودية تركيا محمد الجولاني ترکیا فی سوریا الجیش السوری أن ترکیا یمکن أن
إقرأ أيضاً:
التناسق المذهبي يقود تركيا إلى الزعامة في سوريا
20 يناير، 2025
بغداد/المسلة: أصبحت تركيا لاعباً محورياً في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد الذي أنهى عقوداً من حكم عائلته، لتبرز أنقرة كأحد الأطراف الأكثر تأثيراً على مستقبل البلاد دبلوماسياً واقتصادياً وعسكرياً.
و تمثل الحدود الطويلة بين تركيا وسوريا، والتي تمتد لنحو 911 كيلومتراً، عاملاً جغرافياً مهماً منح تركيا القدرة على التأثير المباشر في مجريات الأحداث داخل سوريا.
ومنذ بداية الثورة السورية، لعبت أنقرة دور الداعم الرئيسي للمعارضة المسلحة، خاصة “الجيش الوطني السوري”، بالإضافة إلى استضافتها نحو ثلاثة ملايين لاجئ سوري، وهو العدد الأكبر على مستوى العالم. كما استخدمت تركيا موقعها الجغرافي كنقطة عبور رئيسية للمساعدات الإنسانية الدولية إلى الداخل السوري.
و تتمتع تركيا بميزة إضافية في المشهد السوري تتمثل في التناسق المذهبي والديني الذي يجمعها مع غالبية الشعب السوري، مما يعزز من قدرتها على التأثير والاندماج في الشأن السوري بشكل أعمق مقارنة بإيران ذات الأغلبية الشيعية.
هذا التناسق المذهبي والديني خلق روابط اجتماعية وثقافية جعلت تركيا شريكاً أكثر تقبلاً من قبل السوريين، لا سيما بعد سقوط نظام الأسد. وبالرغم من وجود اختلافات سياسية، فإن القرب الثقافي والمذهبي يعزز من فرص التعاون بين أنقرة والقيادة السورية الجديدة.
على النقيض، تواجه إيران تحدياً كبيراً في سوريا بسبب الفجوة الطائفية التي تعمق العداء المجتمعي لها. إذ ينظر العديد من السوريين إلى النفوذ الإيراني باعتباره تدخلاً مذهبياً يسعى لفرض أجندة طائفية، ما دفع قطاعات واسعة إلى تفضيل العلاقة مع تركيا التي تمثل نموذجاً أقرب دينياً ومجتمعياً.
و تسعى تركيا إلى تحقيق جملة من الأهداف الاستراتيجية التي تشمل تعزيز التعاون التجاري، والمشاركة الفاعلة في إعادة إعمار سوريا، وتوسيع نفوذها في مجالات الطاقة والدفاع. كما تأمل في إنهاء وجود “وحدات حماية الشعب” الكردية على حدودها الجنوبية، والتي تعتبرها تهديداً لأمنها القومي.
وترى أنقرة في القيادة السورية الجديدة حليفاً محتملاً لمواجهة الجماعات الكردية التي قادت تحالف “قوات سوريا الديمقراطية” المدعوم أميركياً في الحرب ضد تنظيم داعش. هذه القضية كانت مصدر توتر دائم بين تركيا والولايات المتحدة، حيث تأمل تركيا أن يتخذ الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب موقفاً داعماً لمطالبها.
و في سياق تعزيز نفوذها، سارعت تركيا إلى فتح قنوات اتصال مباشرة مع القيادة الجديدة في دمشق. قام رئيس المخابرات التركي إبراهيم كالين بزيارة سريعة إلى دمشق، تلاها لقاء وزير الخارجية التركي هاكان فيدان مع أحمد الشرع، قائد الإدارة الجديدة. وأعادت تركيا فتح سفارتها في دمشق كأول دولة تقوم بهذه الخطوة.
و عسكرياً، تستمر الاشتباكات في شمال شرق سوريا بين القوات المدعومة من تركيا والجماعات الكردية، إلا أن هناك مؤشرات على استعداد “قوات سوريا الديمقراطية” للتفاوض، بما في ذلك استعدادها لانسحاب المقاتلين الأجانب من سوريا إذا وافقت أنقرة على وقف إطلاق النار.
و تلعب تركيا دوراً رئيسياً في جهود إعادة الإعمار، حيث عرضت دعمها في إصلاح البنية التحتية وتزويد سوريا بالكهرباء وفتح المجال لعودة الرحلات الجوية. كما تأمل أن يبدأ اللاجئون السوريون في العودة تدريجياً إلى وطنهم دون إجبارهم على ذلك، وهو ما يمثل جزءاً من استراتيجيتها لتخفيف العبء الداخلي.
و هذه العوامل تتيح لتركيا أن تكون اللاعب الأكبر في سوريا ما بعد الأسد، مستفيدة من التوافق الديني والقدرة على بناء تحالفات قائمة على المصالح المشتركة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts