مهتز نفسي يذبح مواطنا في الأقصر.. وأهالي المنطقة: كان مركبنا الرعب
تاريخ النشر: 22nd, January 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شهدت محافظة الأقصر، ليلة عصيبة ومؤسفة، تفاصيلها تعد أبعد ما يكون عن عادات المجتمع الأقصري وتقاليده، حيث تفاجئ أهالي المدينة بإقدام شخص على ذبح آخر بسكين كانت بحوزته في وسط الشارع بمنطقة أبو الجود، مما أسفر عن فصل رأسه عن جسده، وهو ما أثار الذعر والرعب في نفوس الأهالي.
تفاصيل الجريمةالبداية، كانت بتلقى الأجهزة الأمنية بمحافظة الأقصر، بلاغًا يفيد بإقدام شاب في أواخر العقد الثالث من العمر، بارتكاب جريمة بشعة حيث قتل جاره وفصل رأسه عن جسده باستخدام سلاح أبيض، ثم حملها وتجول بها في الشارع بمنطقة أبو الجود بمدينة الأقصر.
وعلى الفور، انتقلت الأجهزة الأمنية إلى موقع الحادث، حيث تم القبض على القاتل، والذي تبين أنه يدعى "س ر" يبلغ من العمر 38 عامًا، عاطل ومضطرب نفسيًا ويعاني من مرض يسبب له نوبات هياج متكررة، حيث أقدم على قتل جاره المسن، "ح ك م" البالغ من العمر 58 عامًا، والذي يعمل موظفًا بالتضامن الاجتماعي، ويعاني من جلطة في القلب وحالته الصحية متدهورة، حيث قتله باستخدام آلة حادة (سكين مطبخ)، وذلك أثناء مرور المسن بالشارع وقت نوبة هياج أصابت الشاب نتيجة مرضه النفسي، حيث أقدم الشاب على قطع رأس المسن، كما رسم بالدماء على جدران المنازل بالمنطقة، في مشهد أصاب أهل المنطقة بالذعر، في واقعة لم تعهدها الأقصر من قبل.
مصادر تؤكد عدم تناول الجاني للمخدراتوتم نقل جثمان الضحية إلى مشرحة مستشفى الكرنك الدولي، بينما باشرت السلطات التحقيقات، وانتداب الطبيب الشرعي للكشف على الجثة واستكمال الإجراءات القانونية، وتولت النيابة التحقيقات.
وكشف مصدر، عن أن الشاب قاتل جاره بمنطقة أبو الجود في الأقصر لا يتعاطى أي نوع من أنواع المخدرات، كما أشيع في بعض المواقع والصفحات الإخبارية، مشيرًا إلى أنه في أثناء تفتيش منزله عقب الحادث، لم يتم العثور على أي نوع من أنواع المخدرات، ولا حتى الأدوات المستخدمة في تعاطيها، مضيفًا أن الشاب يعاني من حالة اضطراب نفسي، حتى إنه كان يهذي خلال التحقيقات بكلام مبهم وغير مفهوم.
وأضاف المصدر، أن الشاب قد أُدين في 5 قضايا اعتداء سابقة منذ عام 2011، بسبب حالات الهياج والاضطراب النفسي التي تنتابه جراء مرضه، مشيرًا إلى أنه لا صحة لما يتم تداوله عن وجود خلاف بين القتيل، الذي يعمل في مديرية التضامن، وبين الجاني بسبب معاش “تكافل وكرامة”، مؤكدًا أن المجني عليه يتمتع بسيرة طيبة وسمعة حسنة، وأنه لا توجد أي علاقة بينه وبين القاتل، بل إنهما لم يعرفا بعضهما من الأساس، حيث إن القاتل منعزل تمامًا عن الآخرين بسبب حالته النفسية.
شهود عيان : "كان مركبنا الرعب"وأجمع شهود العيان بالمنطقة، أن القاتل مهتز نفسي واصفين حالته "كان مركبنا الرعب بسبب تصرفاته" ، موضحين أن القاتل كان يخضع للعلاج منذ فترة طويلة، حيث تصيبه نوبات هياج من حين لآخر، وأن أسرته، المتمثلة في والده وشقيقه وشقيقته، عزلته اتقاءً لشره بعد أن يأست من علاجه، وأسكنته في شقة بعيدة عنها، خاصة بعد أن اعتدى على شقيقه بآلة حادة، موضحين أن الجريمة وقعت خلال إصابته بحالة هياج نفسي شديدة، حيث تصادف مرور رجل يبلغ من العمر 58 عامًا، في الشارع، وكان بحوزة الجاني سلاح أبيض، واعتدى على الرجل، ما أدى إلى فصل رأسه عن جسده، ثم رسم بالدماء على الحائط.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: محافظة الأقصر منطقة أبو الجود الأقصر حادث الاقصر من العمر
إقرأ أيضاً:
سامح فايز يكتب: وهْم القراءة العشوائية
ونحن على أعتاب معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الحالية، التي تنطلق خلال أيام أستعيد قراءة مشهد نشر الكتاب في مصر، وقد ميزته مجموعة من الظواهر، أبرزها انتشار الرواية التاريخية إلى جانب رواية الرعب وأدب الفانتازيا وأدب الخيال العلمي؛ والتي أعتبرها التصنيفات الأكثر انتشارا بين قراء الشباب في العقدين الأخيرين اعتمادا على بعض الأرقام والإحصائيات غير الرسمية، التي جمعتها من مشاهدات بحكم اهتمامي الصحفي بمسألة النشر وصناعة الكتاب.
والحقيقة التي من المهم أن نضعها في عين الاعتبار أنّ تفسير سبب انتشار نوع معين من الكتابة في السنوات الأخيرة باهتمام دور النشر بالروايات الأكثر مبيعا ورواجا، اعتمادا على المنطق الاقتصادي وطبيعة العرض والطلب هو تفسير سطحي؛ فانتشار نوع أدبي معين مرتبط في المقام الأول بقراءة ثقافية تحلل أسباب الانتشار.
شهدت مصر انتشار أنواع أدبية عقب أحداث يناير 2011 أبرزها أدب الرعب وأدب الفانتازيا وأدب الخيال العلمي، وأيضا ذاع بين الشباب روايات الديستوبيا أو ما يعرف أيضا بأدب المدينة الفاسدة، ومن الأنواع الأدبية المنتشرة بين الشباب تلك الفترة ما عرف بالرواية التاريخية.
انتشار الرواية التاريخية مؤخرا شرحه دكتور محمد عفيفي، أستاذ التاريخ بكلية الآداب، في مقابلة صحفية أجريتها معه قبل أشهر: «من المعتاد في لحظات التحولات الكبرى في تاريخ الأمم أن يعود الناس إلى التاريخ لمعرفة الأسباب التي أوصلتهم إلى المرحلة الحالية، ودائما في تلك اللحظات والطفرات والثورات والانكسارات والانهزامات الاهتمام بالتاريخ يظهر بشكل كبير جدا، وبشكل بارز في الدراما والرواية أكثر حتى من كتب التاريخ الأكاديمية محدودة الجمهور».
الرواية الرائجة مصطلح قديم بيد أنّه انتشر مع مطلع الألفية الثالثة تأثرا بثورة تكنولوجيا المعلومات وانتشار تطبيقات التواصل التي أسهمت في سهولة وسرعة التواصل بين القراء، وهي الميزة التي استفاد منها كاتب الرعب الراحل أحمد خالد توفيق، والذي يمثل بذرة الانطلاق في انتشار أدب الرعب عربيا.
توضيح أستاذ التاريخ محمد عفيفي لأسباب انتشار الرواية التاريخية سبقه توضيح من أحمد خالد توفيق لأسباب انتشار رواية أدب الرعب، أو على الأقل لماذا اهتم توفيق بكتابة أدب الرعب؟ يقول في لقاء أجريته معه عام 2015 بمدينة طنطا: «الخوف كان يتملكني وأنا صغير ووجدت أنني حين ألجأ لكتابة الرعب أرى نفسي خلف المدفع وليس أمامه، ثم بعد ذلك وجدت أن ستيفن كينج قال نفس الكلام حين قال إن كتابة الرعب تحيطه بدائرة سحرية هو وأسرته فلا تقربنا الأخطار، فالمسألة لها بعد نفسي واضح».
علماء النفس يقولون إنّ هذا النوع من الأدب يعدّ من أساليب مواجهة الخوف، التي ابتكرها الإنسان من خلال الخوف المتخيل الذي يواجه به الخوف الحقيقي، وأنّ هذه الآلية تسمى «الإشباع البديل»؛ فأنت تواجه هنا خوفا يتعلق بأحداث وكوارث ودمار يحدث للآخرين، لا للقارئ أو الكاتب.
جميع ما سبق وأكثر يظهر أنّ اتجاهات القراءة لدى الشباب ليست عشوائية، وأنّ لها تحليلات علمية وثقافية مرتبطة بواقعهم، وأنّ المسألة ليست مجرد مجموعات من الشباب المراهق الذي تستميله كتابات ركيكة لا تقدم فكرا ولا وعيا؛ وهي نظرة استعلائية من المثقف (القديم) في مواجهة عالم جديد تغيرت معطياته وآلياته بشكل جذري في سنوات قليلة.
يظهر من ذلك أيضا أن قراءة ذلك الإنتاج بعين الفاحص ربما تسهم في فك تركيبة تلك الأجيال المعروفة بأجيال زد وألفا، المنفصلة تقريبا عن الشكل التقليدي لأجيال المثقفين التي عرفناها منذ الستينات وحتى اليوم، أو شكل المثقف المصري عموما منذ مئة عام.