ترامب وطالبان والمساعدات الأميركية لأفغانستان
تاريخ النشر: 22nd, January 2025 GMT
تظل المساعدات الأميركية إلى أفغانستان محط جدل متزايد، إذ تتزايد التساؤلات بشأن ما إذا كانت هذه الأموال تصل إلى حركة طالبان أو إذا كانت تستخدم لأغراض أخرى.
ومع تصاعد الجدل صرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن المساعدات الأميركية تصل إلى طالبان "وهو أمر لا ينبغي أن يحدث"، مهددا بقطع المساعدات عن أفغانستان.
وعبر الملياردير الأميركي إيلون ماسك المقرب من ترامب أيضا عن استغرابه على منصة "إكس" قائلا "هل نحن فعلا نرسل أموال دافعي الضرائب الأميركيين إلى طالبان؟".
ووسط هذه الأوضاع تظل المساعدات الأميركية عاملا مهما في استمرار الأنشطة الإنسانية بأفغانستان.
وفي هذا السياق، يتساءل الخبراء عن تأثير قطع المساعدات على الاقتصاد الأفغاني.
مساعدات دوليةورغم التصريحات السياسية بشأن تقليص المساعدات فإن مكتب تنسيق المساعدات الإنسانية التابع للأمم المتحدة يواصل خططا لتقديم الدعم إلى 16.8 مليون شخص في أفغانستان لعام 2025، مع ميزانية قدرها 2.42 مليار دولار، جزء كبير منها يأتي من أميركا.
وحسب تقرير "إدارة سيكار" (مكتب المفتش العام لإعادة الإعمار في أفغانستان)، تم استخدام 3.5 مليارات دولار من الأصول المجمدة للبنك المركزي الأفغاني التي كانت تحتفظ بها الولايات المتحدة، بالإضافة إلى أموال أخرى تم صرفها لأغراض مثل عمليات الإخلاء وإعادة توطين الأفغان في الولايات المتحدة بعد انسحاب القوات الأميركية في أغسطس/آب 2021.
من جانبه، دعا شير عباس ستانكزي نائب وزير الخارجية الأفغاني ترامب إلى "نسيان فترة بايدن"، مطالبا بسياسة أميركية أخرى غير التي كانت تتبعها إدارة جو بايدن، وفتح السفارة الأميركية في كابل، ورفع العقوبات عن أفغانستان، وإعادة الأموال المجمدة.
إعلانوفي تصريح خاص، أكد حمد الله فطرت نائب المتحدث باسم حكومة تصريف الأعمال أن الحكومة لم تتلقَ أي أموال من الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن الأموال التي يتم الحديث عنها هي في الواقع نفقات أميركية تتعلق بإجلاء القوات الأميركية أو إعادة توطين الأفغان الذين فروا معها.
وأضاف أن "ادعاءات أميركا بشأن تقديم مليارات الدولارات مساعدات لأفغانستان غير صحيحة تماما، ونحن نرفضها بشكل قاطع، الحقيقة هي أن أميركا لم تقدم للإمارة الإسلامية ولا حتى روبية واحدة، بل إنها استولت على مليارات الدولارات من الشعب الأفغاني وجمدتها".
التأثير الاقتصادي للمساعداتويؤكد خبراء اقتصاديون أن قطع المساعدات الأميركية سيؤدي إلى تأثيرات سلبية مباشرة على الاقتصاد الأفغاني.
ووفقا للخبيرة الاقتصادية صديقة زكي، فإن المساعدات قد ساهمت في تقليل عدد الأشخاص الذين يعانون من أزمة غذائية من 21 مليون شخص في 2021 إلى نحو 11 مليونا في 2023، وهو ما يعتبر تحسنا ملحوظا.
وتشير زكي في حديث للجزيرة نت إلى أن المساعدات لا يمكن أن تحل جميع مشاكل أفغانستان، فهي مجرد جزء من الحلول المؤقتة، إذ ما زال البلد يعاني من مشاكل متعددة، مثل التغيرات المناخية والهجرة.
وأضافت "رغم أن المساعدات الدولية ساعدت في تحسين الوضع الغذائي بأفغانستان فإن هناك مشاكل أعمق، مثل التغيرات المناخية والمشاكل الاقتصادية المتراكمة، والتي لا يمكن حلها بالكامل عبر المساعدات".
أما أستاذ الاقتصاد السابق في جامعة كابل ضياء شفايي فيعتبر أن الاقتصاد الأفغاني "متعود" على المساعدات الخارجية، وأي قطع لهذه المساعدات سيكون له تأثير "فوري" وجدّي على الاقتصاد.
وقال للجزيرة نت "لقد اعتمدت سياسة البنك المركزي الأفغاني على بيع الدولار الذي يصل عبر المساعدات الخارجية للحفاظ على استقرار العملة الأفغانية، وإذا توقفت هذه المساعدات فسنرى انخفاضا حادا في قيمة العملة، مما سيؤدي إلى تضخم وارتفاع الأسعار، وسيؤثر بالتلي سلبا على حياة المواطنين".
وعلق ضياء شفايي بالقول "الحكومة الأفغانية لا تمتلك احتياطيات كافية لمواصلة دعم العملة كما كان الحال مع المساعدات الخارجية، انهيار قيمة العملة سيكون له تأثير مباشر على حياة الناس وسيؤدي إلى تدهور الوضع المعيشي".
إعلانوتظل قضية المساعدات الأميركية إلى أفغانستان معقدة، إذ تتباين الآراء بين من يرون أنها ضرورية للاستقرار الإنساني والاقتصادي، ومن يرون أنها تستخدم لأغراض سياسية.
وفي ظل التحديات الاقتصادية العميقة التي تواجهها أفغانستان، يتساءل الخبراء عن كيفية تأثير قطع المساعدات على الوضع الداخلي، خاصة على مستوى العملة والتضخم، وفي النهاية تبقى هذه القضية محط جدل مستمر بين الأطراف المعنية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات المساعدات الأمیرکیة قطع المساعدات
إقرأ أيضاً:
عملة إيران تهبط لمستوى غير مسبوق أمام الدولار
تراجعت العملة الإيرانية اليوم الثلاثاء، إلى أقل من مليون ريال للدولار في وقت لا يرى فيه المتعاملون نهاية قريبة للعقوبات في ظل استئناف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لممارسة سياسة "أقصى الضغوط" على طهران.
وقال ترامب في وقت سابق من الشهر الجاري، إنه بعث برسالة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي، ولفت إلى أن البرنامج النووي لطهران يمكن التعامل معه عسكرياً أو التفاوض بشأنه.
ورفض خامنئي الدعوة الأمريكية لإجراء محادثات ووصفها بأنها "مخادعة"، فيما قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الأسبوع الماضي إن المفاوضات مع واشنطن مستحيلة ما لم تتغير سياستها.
وأثار الجمود الدبلوماسي مخاوف من اندلاع صراع رغم أن مسؤولين إيرانيين سعوا إلى تهدئة تلك المخاوف.
وذكر موقع بونباست لتتبع العملة الإيرانية أن العملة هبطت إلى مستوى منخفض قياسي بلغ 1039000 ريال مقابل الدولار الأمريكي، اليوم.
ويمثل هذا انخفاضاً بأكثر من النصف في قيمة العملة من نصف قيمتها منذ تولى الرئيس مسعود بزشكيان منصبه في العام الماضي.
ويلجأ الإيرانيون الباحثون عن ملاذات آمنة لمدخراتهم في ظل معدل تضخم سنوي يبلغ نحو 40% إلى شراء الذهب والدولار وعملات أخرى، مما ينذر بتحديات إضافية للريال.
وبلغ سعر العملة الإيرانية نحو 55000 ريال مقابل الدولار في 2018 عندما فرضت إدارة ترامب خلال ولايته الأولى عقوبات لإجبار طهران على التفاوض عبر تقليص صادراتها النفطية والحد من وصولها إلى العملات الأجنبية.
Iran's currency drops to a record low of 1,039,000 rials per U.S. dollar, according to data from Bonbast. pic.twitter.com/YYaJOssCMo
— AMK (@AmkBreaking) March 25, 2025وفرضت الولايات المتحدة أربع جولات من العقوبات على مبيعات النفط الإيرانية منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض.