إرهاب "كرداسة" يبحث عن أحضان دافئة وملاذ آمن
تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT
قبل الوقوف أمام جهاز الهاتف لتسجيل مشاهد الاستغاثة الخادعة، سقط من ذاكرة الإرهابي الهارب أن السنوات المنصرمة لا تمحو بصماته الإجرامية في اعتصاميْ "رابعة والنهضة" وما تلاهما من جرائم في "كرداسة" ومناطق أخرى في القاهرة الكبرى، ولم يدرك أن ملامح وجهه لا زالت تحمل الغِلظة التي كان يكتب بها اعترافاته المنشورة منذ سنوات في حساب "الفيس بوك" المُستخدم في ترويج "فيديو المظلومية الكاذبة" الذي زعم فيه أنه هرب من دولة إلى أخرى لأنه لا يستطيع العودة إلى مصر لأسباب "سياسية"، ولم يقل إنه وشركاء رحلة الهروب الكبير مطلوبون للعدالة وإن أحدهم هارب من حكم بالسجن المؤبد في افتتاحية لسلسلة من الأحكام القضائية التي تلاحق خلايا القتل وسفك الدماء.
في الثامنة من مساء الخميس السابع عشر من أغسطس 2023، وقف الإرهابي الهارب أمام كاميرا جهاز الهاتف، وأعلن أنه وصل إلى مطار الدولة الحاضنة للتنظيمات الإرهابية، يوم الإثنين الرابع عشر من أغسطس 2023، ومعه اثنان من شركائه في رحلة الهروب الكبير وبرفقتهم نساؤهم وأطفالهم، فاستقبلتهم سلطات المطار بإجراءات صادمة وسحبت جوازات سفرهم وأبلغتهم بأنها سوف تعيدهم إلى الملاذ الأول، أو يتم ترحيلهم إلى مصر لأنهم لا يحملون تأشيرات تسمح لهم بدخول البلاد، وزعم الإرهابي الهارب أنهم لم يتمكنوا من الحصول على تأشيرة سفر من القنصلية المختصة، فقرروا السفر بدون تأشيرات هروبًا من الخطر المتوقع.
اصطحب الإرهابي الهارب شريكه في رحلة الهروب ليقف بجواره صامتًا وبدأ في توجيه كاميرا الهاتف إلى ثلاث من النساء برفقتهن أربعة أطفال واعترف بأنهم هربوا من مصر منذ سبع سنوات ولا يستطيعون العودة مرة أخرى بادعاء أن "لهم مشاكل سياسية"، ولم يقل إنهم ثلاثة من الإرهابيين المطلوبين للعدالة.
وخلال دقائق كان فيديو المظلومية الكاذبة ينتشر بين حسابات التواصل الاجتماعي وشاركت شبكة إخوانية في ترويجه بهدف البحث عن حل يعرقل تنفيذ القوانين الدولية ويفتح أبواب الإيواء أمام المتورطين في جرائم إرهابية، وأشار أحد المشاركين في ترويج فيديو المظلومية الكاذبة إلى "عمر عبد الكافي" وآخرين من أعضاء وفد المُتعالمين الذين أعلنوا أنهم تلقوا وعودًا وتعهدات تضمن توفير حماية وأحضان دافئة للإرهابيين المصريين وغيرهم من المطلوبين للعدالة في سوريا وليبيا واليمن وغيرها، وارتفعت أصوات الاتصالات الهاتفية التي تطالب أصحاب الوساطات المعهودة وأعضاء "وفد المُتعالمين" بإجراء الاتصالات اللازمة لتوفير كامل الحماية للإرهابيين الهاربين، وقال آخر: "اطلعوا على دولة أخرى وهناك سوف تحصلون على اللجوء السياسي، حتى لو كنتم مطلوبين في جرائم جنائية".
وبالعودة إلى صفحة "الفيسبوك" الخاصة بأحد الإرهابيين الثلاثة، والذي يزعم أنه معارض سياسي" نجد مجموعة من الصور التي يظهر فيها بين عدد من الإرهابيين وهم جميعًا يرفعون شعار "رابعة"، كما يظهر في صورة أخرى وخلفه لافتة "ألتراس نهضاوي" السوداء وفي كلماتها "أنا مشروع شهيد"، كما تتضمن قائمة أصدقائه أهم وأخطر قيادات التنظيم الإخواني الإرهابي وبينهم عدد من المتورطين في جرائم الهجوم الإجرامي على رجال الشرطة في "كرداسة".
وتشهد منشورات صفحة الإرهابي الهارب على انتمائه لتنظيم إرهابي، فنجد أنه يدعو إلى تحويل "كرداسة" إلى منطقة خالية من الشرطة ومن أي وجود أمني، وينشر في العشرين من أغسطس 2013 فيديو بعنوان: "مساء السبت.. تجربة كرداسة منطقة بلا شرطة"، وتتضمن الصفحة العديد من منشورات التحريض على استهداف رجال الشرطة.
وفي الثاني والعشرين من أكتوبر 2013، نشر الإرهابي الهارب صورة تجمعه بعدد من الإرهابيين في "كرداسة" ودعا إلى المشاركة في مظاهرة بعد صلاة العشاء من أحد المساجد، كما نشر في الثامن والعشرين من أكتوبر 2013، تحريضًا على التظاهر في "كرداسة"، وقال: "هو انتوا مبتحسوش بالعار وانتوا قاعدين.. الناس كلها لازم تخرج في كل المسيرات ومتخافوش مفيش حاجة هتحصل" وأعلن أن مواعيد التظاهر هي الأحد والثلاثاء والخميس والجمعة، ثم ختم المنشور بكلمات "شهداء كرداسة مكملين".
ولم يكتف الإرهابي الهارب بما كان ينشره في صفحته الخاصة، فكان يتنقل بين جروبات "كرداسة" ليستقطب المزيد من المشاركين في الجرائم الإرهابية، وكانت منشوراته تتضمن ألفاظًا بذيئة في التحريض على مؤسسات الدولة واستهداف رجال القوات المسلحة والشرطة وقطع الطرق والتخريب، والاعتصام في الميادين الكبرى، وذلك بزعم الانتقام لمن وصفهم بـ"الشهداء" والعمل على إعادة المعزول محمد مرسي إلى الحكم.
وهكذا كان لسان الإرهابي الهارب شاهدًا عليه وعلى أكاذيب المتحدث في "فيديو المظلومية الكاذبة" المنشور في صفحة "الفيسبوك" الشخصية الفاضحة لجرائمه وجرائم "خلية كرداسة" التي تبحث عن أحضان دافئة وملاذ آمن.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
لغة الجسد كشفتها.. هل ترغب ميلانيا ترامب بلقب “السيدة الأولى” مرة أخرى؟ (فيديو)
#سواليف
زعم خبير في #لغة_الجسد أن تصرفات #ميلانيا عندما ظهرت إلى جانب زوجها دونالد #ترامب الرئيس الأمريكي الـ47 في مركز الاقتراع بفلوريدا، تكشف عدم رغبتها في حمل لقب ” #السيدة_الأولى ” مرة أخرى.
وقام دارين ستانتون خبير لغة الجسد بتحليل مظهر ميلانيا ترامب البالغة من العمر 54 عاما، وبحسب قوله فإن “لغة جسدها تشير إلى إحجامها عن العودة إلى دور السيدة الأولى”.
وذكر دارين ستانتون أنه وعلى الرغم من قدومها مع زوجها دونالد ترامب (78 عاما) للتصويت إلا أن سلوكها يبعث برسائل معقدة.
مقالات ذات صلة الدويري: إسرائيل لا تحقق إنجازا على الأرض رغم قصفها المكثف للبنان 2024/11/07ويقول ستانتون إنه لاحظ بعض العلامات البارزة من أهمها لغة الجسد المنعزلة، وتعبيرات الوجه المنغلقة والخالية من التعبير، بالإضافة إلى اختيار الملابس المتواضعة نسبيا والتي يبدو أنها هدفت من ارتدائها “الاندماج مع الجمهور”.
وأفاد ستانتون: “لم تبدُ ميلانيا متحمسة أبدا لدور السيدة الأولى.. والآن أصبح من الواضح أنها ليست مهتمة بالعودة إلى هذا المنصب.. سلوكها يشبه شخص يضطر إلى المشاركة في حدث لا يرغب في التواجد فيه”.
وأعلن المرشح دونالد ترامب فوزه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية ليصبح الرئيس الـ47 للولايات المتحدة.