حكم سداد الدين المؤجل عند وفاة الدائن وقبل حلول الأجل.. الإفتاء توضح
تاريخ النشر: 22nd, January 2025 GMT
أجابت دار الإفتاء المصرية، عن سؤال ورد اليها عبر موقعها الرسمي مضمونة:"ما حكم سداد الدين المؤجل عند وفاة الدائن وقبل حلول الأجل؟ فقد اقترض رجلٌ من آخَر مبلغًا من المال، واتفق معه على أن يرد إليه المبلغ كاملًا بعد ثلاثة أشهر، ولكن المقرِض مات بعد شهر واحد، فجاء ورثته يطالبون بسداد الدَّين على الفور باعتباره قد أصبح مالَهم، فهل يحق لهم تعجيل قبض الدَّين قبل موعده؟".
لترد دار الإفتاء موضحة: أن الواجب على المدين أن يسدِّد الدَّين المؤجَّل عند حلول أجَل استحقاقه، لا عند موت الدائن، ولذلك فليس لورثة الدائن المذكور الحق في إلزام المدين بتعجيل الدَّين الذي كان عليه لمورِّثهم، ومع ذلك فإن كان المدينُ موسرًا ورغب في رد الدين قبل حلول أجل استحقاقه، جاز له ذلك شرعًا، وكان من باب رد الإحسان بالإحسان، ومقابلة المعروف بالفضل والإكرام.
فضل إقراض المحتاجإقراض المحتاج رفقًا به وإحسانًا إليه دون نفعٍ يبتغيه المُقرِض يحصل به أجرٌ عظيم عند الله تبارك وتعالى، مصداقًا لقوله سبحانه: ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ﴾ [الحديد: 11].
والواجب على المقترِض أن يُحسِن الأداءَ، فلا يليق مقابلةُ إحسان المقرِض للمقترض إلَّا بالإحسان، قال تعالى: ﴿هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ﴾ [الرحمن: 60]، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ خِيَارَكُمْ أَحْسَنُكُمْ قَضَاءً» رواه البخاري.
حكم سداد الدين المؤجل عند وفاة الدائن وقبل حلول الأجل
من المقرر شرعًا أن الإنسان إذا مات وله دَين انتقل الدين إلى ملك ورثته، كما في "الحاوي الكبير" للإمام أبي الحسن المَاوَرْدِي (3/ 172، ط. دار الكتب العلمية).
والدَّين المنتقل إلى مِلك ورثة الدائن إن كان مؤجَّلًا إلى وقت معينٍ فإنه لا يَحلُّ وقت أدائه إليهم قبل الوقت المتفق عليه بين الدائن والمدين بإجماع العلماء.
قال الإمام ابن المُنْذِر في "الإجماع" (ص: 112، ط. دار الآثار): [وأجمَعوا على أن دُيُون الميت على الناس إلى أجَلٍ لا تَحِلُّ بموته، وهي إلى أجَلِهَا] اهـ.
وقال في "الإشراف" (6/ 232، ط. مكتبة مكة الثقافية): [وأجمَع كلُّ مَن نَحفَظ عنه مِن أهل العلم على أن دُيُون الميت على الناس إلى الآجال أنها إلى آجالها، لا تَحِلُّ بموته] اهـ.
فإذا رغب المَدينُ في سداد الدَّين قبل حلول أجل استحقاقه وهو قادرٌ على ذلك، كان له من الله أجرٌ عظيمٌ، وتحقق بالسماحة المطلوبة شرعًا في قضاء الدَّين، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «أَحَبَّ اللهُ عَبْدًا سَمْحًا إِذَا بَاعَ، وَسَمْحًا إِذَا اشْتَرَى، وَسَمْحًا إِذَا قَضَى وَسَمْحًا إِذَا اقْتَضَى» رواه الإمامان: مالك في "الموطأ"، والبَيْهَقِي في "شعب الإيمان" واللفظ له.
قال الإمام الزُّرْقَانِي في "شرحه على الموطأ" (2/ 512، ط. مكتبة الثقافة الدينية): [«سَمْحًا إِنْ قَضَى» أي: أدى ما عليه طيِّبة به نفسُه، ويقضي أفضلَ ما يَجِدُ، ويُعَجِّل القضاء] اهـ.
الخلاصة
بناءً على ذلك وفي واقعة السؤال: فالواجب على المدين أن يسدِّد الدَّين المؤجَّل عند حلول أجَل استحقاقه، لا عند موت الدائن، ومن ثَمَّ فليس لورثة الدائن المذكور الحق في إلزام المدين بتعجيل الدَّين الذي كان عليه لمورِّثهم، ومع ذلك فإن كان المدينُ موسرًا ورغب في رد الدين قبل حلول أجل استحقاقه، جاز له ذلك شرعًا، وكان من باب رد الإحسان بالإحسان، ومقابلة المعروف بالفضل والإكرام.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: سداد الدين حكم سداد الدين المؤجل المزيد ل استحقاقه سداد الد قبل حلول
إقرأ أيضاً:
قبل عيد الأضحى 2025.. دار الإفتاء توضح حكم حلاقة الشعر وتقليم الأظافر
مع اقتراب عيد الأضحى المبارك لعام 2025، يتجدد التساؤل حول حكم حلاقة الشعر وتقليم الأظافر لمن ينوي الأضحية دار الإفتاء المصرية أوضحت أن هذا الأمر يُستحب تركه، وليس واجبًا، ويُفضل للمضحي أن يمتنع عن إزالة شعره وأظافره بدءًا من غروب شمس آخر يوم من شهر ذي القعدة وحتى ذبح الأضحية.
حكم حلاقة الشعر وتقليم الأظافر للمضحيأوضحت دار الإفتاء المصرية أن من أراد أن يضحي، يُسن له ألا يأخذ شيئًا من شعره أو أظافره أو بشرته بدءًا من دخول شهر ذي الحجة حتى يذبح أضحيته، وذلك تشبهًا بالمحرمين في الحج. لكنها أكدت أن هذا ليس واجبًا، ومن فعل ذلك لا يأثم ولا يؤثر على صحة أضحيته
آراء المذاهب الفقهيةالحنفية: يرون أن الأخذ من الشعر والأظافر مباح.
المالكية والشافعية: يستحب عدم الأخذ من الشعر والأظافر.
الحنابلة: يرون أن ذلك محرم.
دار الإفتاء المصرية تميل إلى الرأي القائل بالاستحباب، مؤكدة أن من أخذ من شعره أو أظافره لا يأثم ولا يؤثر ذلك على صحة أضحيته.
متى يبدأ الامتناع عن الحلاقة والتقليم؟يبدأ الامتناع عن حلاقة الشعر وتقليم الأظافر للمضحي من غروب شمس آخر يوم من شهر ذي القعدة، أي مع دخول شهر ذي الحجة، ويستمر حتى ذبح الأضحية.
نصائح للمضحين قبل عيد الأضحى.. تعرف على شروط الأضحية وأسعارها في الأسواق المصرية قبل عيد الأضحى دليلك الكامل لشراء الأضحية 2025.. الأسعار، الشروط، والنصائح الشرعية التخطيط المسبق: إذا كنت تنوي الأضحية، يُفضل التخطيط لحلاقة الشعر وتقليم الأظافر قبل دخول شهر ذي الحجة.النية: تأكد من نيتك للأضحية والتزم بالسنن المستحبة لتعظيم الأجر.الاستشارة: في حال وجود أي استفسارات، يُفضل الرجوع إلى العلماء أو الجهات المختصة مثل دار الإفتاء المصرية. شروط الأضحية الشرعية:حسب الشريعة الإسلامية، يجب توفر شروط الأضحية التالية:
أن تكون من بهيمة الأنعام (إبل – بقر – غنم).بلوغ السن الشرعي (الإبل 5 سنوات، البقر سنتان، الضأن 6 أشهر بشرط أن يُشبه الكبير).خلو الأضحية من العيوب الظاهرة (العرج – العور – الهزال الشديد).الذبح يتم في الوقت المحدد شرعًا من بعد صلاة العيد حتى غروب شمس يوم 13 ذو الحجة، مع التسمية واتباع الذبح الشرعي الصحيح.