اختارت اللجنة العليا لمعرض القاهرة الدولى للكتاب، الذى يأتى تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية لتفعيل استراتيجية بناء الإنسان تحت شعار: «اقرأ... في البدء كان الكلمة»، في الفترة من 23 يناير حتى 5 فبراير المقبل، بمركز مصر للمعارض الدولية، هذا العام اسم الدكتور أحمد مستجير، شخصية الدورة الـ56، لما له من إسهامات متعددة في الحياة العلمية والأدبية، حيث استطاع أن يجمع بين دقة العلم وجمال الشعر، وصار نموذجًا للتفوق في مجالين متباينين، تاركا بصمة واضحة في تاريخ ترجمة العلوم العربية.

 

الدكتور أحمد مستجير

الدكتور أحمد مستجير يعتبر شخصية فريدة جمعت بين العلم والأدب، ولد أحمد مستجير في ديسمبر 1934 في قرية الصلاحات مركز بني عبيد بمحافظة الدقهلية.

 أهتم في المرحلة الثانوية بكتب البيولوجيا لأنه أحب مدرسها «خليل أفندي» الذي تخرج في كلية الزراعة، فأحب مستجير أن يلتحق بنفس الكلية، أعجب بأستاذه في الكلية «عبد الحليم الطوبجي» أستاذ علم الوراثة، فسلك ذات التخصص، وبلغت ثقة «الطوبجي» في مستجير الطالب أنه لما أحتاج أن يكتب مذكرة للطلاب ولم يكن وقته يسمح بذلك أعطى الطلاب ما كتبه أحمد في المحاضرات.

عين بعد تخرجه باحثا في مركز البحوث ونال درجة الماجستير في علم تربية الدواجن عام 1958 ثم سافر إلى إنجلترا في سبتمبر 1960 ونال درجة الدبلوم في علم وراثة الحيوان عام 1961 ثم درجة الدكتوراه في علم وراثة العشائر عام 1963. 

الدكتور أحمد مستجير

عمل أحمد مستجير مدرسا بكلية الزراعة جامعة القاهرة سنة 1964 م، ثم أستاذا مساعدا عام 1971 م، ثم أستاذا سنة 1974 م، ثم أصبح عميدا للكلية من سنة 1986 م إلى سنة 1995 م، ثم أستاذا متفرغا بها، كما أنه عضو في 12 هيئة وجمعية علمية وثقافية منها: مجمع الخالدين، والجمعية المصرية لعلوم الإنتاج الحيواني، والجمعية المصرية للعلوم الوراثية، واتحاد الكتاب، ولجنة المعجم العربي الزراعي، ومجمع اللغة العربية بالقاهرة.

حصل على العديد من الجوائز منها وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى وجائزتَـيْ الدولة التشجيعية والتقديرية.
استطاع أن يقدم لنا أعمالاً أدبية، من بينها: (التحسين الوراثي للحيوان، مقدمة في علم تربية الحيوان، دراسة في الانتخاب الوراثي في ماشية اللبن، التحسين الوراثي لحيوانات المزرعة، النواحي التطبيقية في تحسين الحيوان والدواجن، في بحور الشعر: الأدلة الرقمية لبحور الشعر العربي، هل ترجع أسراب البط "ديوان شعر"، في بحور العلم "جزأين"، وعلم اسمه السعادة)، فضلا عن ترجمته للعديد من المؤلفات في العلوم والفلسفة من بينها: (قصة الكم المثيرة، والربيع الصامت، طبيعة الحياة، الانقراض الكبير، عقل جديد لعالم جديد، والطريق إلى دوللي، والمشاكل الفلسفية للعلوم النووية، صراع العلم والمجتمع، صناعة الحياة، الشفرة الوراثية للإنسان، الجينات والشعوب واللغات، الطريق إلى السوبر مان، الوراثة والهندسة الوراثية بالكاريكاتير)، وكانت رؤيته الثاقبة للتكنولوجيا الحيوية وإمكاناتها في حل المشكلات العالمية، مصدر إلهام للكثيرين، فقد كان أكثر من مجرد عالم أو شاعر، فهو نموذج يحتذى به للتفوق والابداع، حيث ترك لنا إرثًا غنيًا في العلوم والأدب، وأسهم في تطوير الزراعة، ونشر الثقافة والمعرفة.

 الدكتور أحمد مستجير نموذج للعالم الشامل والشاعر المبدع، الذي جمع بين العقل والقلب، فأسس مدرسة علمية وأثرى الساحة العلمية بأعماله، فكان عالم أحياء مرموقًا، متخصصًا في التكنولوجيا الحيوية، وأستاذًا جامعيًا بارزًا، وقد أسهم بشكل كبير في تطوير مجال الزراعة في مصر والعالم العربي، وأجرى العديد من الأبحاث والدراسات التي كان لها أثر كبير في هذا المجال، وإلى جانب اهتمامه بالعلوم، كان الدكتور مستجير شاعرًا مبدعًا، كتب العديد من الدواوين الشعرية التي تعبر عن عمق تفكيره وشعوره بالمسؤولية تجاه وطنه، وقد تميز شعره بالعمق الفكري والجمال اللغوي، مما جعله يحظى بشعبية كبيرة بين القراء.

ومن إسهاماته العلمية والعملية، تطوير مجال الزراعة في مصر والعالم العربي، وإجراء العديد من الأبحاث والدراسات في مجال التكنولوجيا الحيوية، وتأسيس مدرسة علمية في مجال الوراثة والتحسين الوراثي للحيوان، ويعد إرث الدكتور أحمد مستجير كنزًا قيمًا للأجيال القادمة، فهو يمثل نموذجًا للعالم المثقف والمواطن المسؤول، وقد ترك لنا جميعًا إرثًا من العلم والمعرفة والأدب.

مؤهلات علمية

بكالوريوس كلية الزراعة جامعة القاهرة، عام 1954 م.
ماجستير في تربية الدواجن من كلية الزراعة جامعة القاهرة، عام 1958 م.
دبلوم وراثة الحيوان من معهد الوراثة من جامعة إدنبرة، عام 1961 م.
دكتوراه في وراثة العشائر من معهد الوراثة جامعة إدنبرة، عام 1963 م.
زمالة الأكاديمية العالمية للفنون والعلوم.


بعض الجوائز التي حصل عليها

جائزة الدولة التشجيعية للعلوم والزراعة 1974 م.
وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى 1974 م.
جائزة أفضل كتاب علمي مترجم 1993 م.
جائزة الإبداع العلمي 1995 م.
جائزة أفضل كتاب علمي عام 1996 م.
جائزة الدولة التقديرية للعلوم الزراعية عام 1996 م.
وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى 1996 م.
جائزة أفضل كتاب علمي لعام 1999 م.
جائزة أفضل عمل ثقافي لعام 2000 م.
جائزة مبارك في العلوم والتكنولوجيا المتقدمة لعام 2001 م.

توفي أحمد مستجير في 17 أغسطس 2006 عن عمر يناهز 72 عاماً في أحد المستشفيات بالنمسا بعد إصابته بجلطة شديدة في المخ إثر مشاهدته أحداث التدمير والمذابح التي ارتكبتها إسرائيل بحق المدنيين والأطفال في لبنان.
 

يذكر أن اللجنة العليا لمعرض الكتاب 2025 تضم في عضويتها الدكتورة درية شرف الدين وزير الإعلام الأسبق، ورئيس لجنة الثقافة والإعلام والسياحة والآثار بمجلس النواب، والشاعر إبراهيم عبدالفتاح، والكاتبة الدكتورة ريم بسيوني، والكاتب الصحفي أحمد الجمال، والشاعر أحمد الشهاوي، والدكتور جمال مصطفى السعيد الجراح، والدكتور حسام نايل المترجم وأستاذ النقد الأدبي بأكاديمية الفنون.

كما تضم الكاتب طارق رضوان رئيس تحرير جريدة "القاهرة"، ود. علي الدين هلال وزير الشباب والرياضة الأسبق، د. محمد أحمد مرسي، ود. صابر عرب ووزير الثقافة سابقا، ود. ممدوح الدماطي وزير السياحة الأسبق، ومحمد عزت المشرف على مكتب رئيس الهيئة "مقرر اللجنة". ود. أحمد نوار الفنان التشكيلي، والرئيس الأسبق لكل من هيئة قصور الثقافة وقطاع الفنون التشكيلية، ود. سعيد المصري الأمين الأسبق للمجلس الأعلى للثقافة، ود. علاء عبد الهادي رئيس اتحاد كتاب مصر وأمين اتحاد الكتاب العرب.
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: معرض الكتاب 2025 جائزة الدولة التشجيعية

إقرأ أيضاً:

قميص لـ"داون" ومطب إلكتروني.. طلاب الأحساء يحصدون 12 جائزة في معرض جنيف

حقق ثلاثة طلاب وطالبات من الإدارة العامة للتعليم بمحافظة الأحساء إنجازًا دوليًا مشرفًا للمملكة، بفوزهم بثلاث ميداليات برونزية عالمية، وجائزة كبرى، وثماني جوائز خاصة، وذلك ضمن مشاركتهم مع الفريق السعودي في معرض جنيف الدولي للاختراعات لعام 2025.
وأعرب مدير عام تعليم الأحساء، حمد العيسى، عن سعادته بهذا الإنجاز الوطني العظيم الذي حققه أبناء وبنات المملكة.
أخبار متعلقة تدخل طبي دقيق ينقذ حياة مريضة من نزيف حاد في تجمع الشرقية الصحيتشغيل الإشارة والرصد الآلي بتقاطع جامعة الإمام وطريق الملك فيصل غداًنهنئة للطلاب
ووجه العيسى تهانيه للطلاب والطالبات الفائزين، وهم فرح بنت فهد النعيم، ومحمد بن ياسر العباس، وديمة بنت عبدالله العايد، واصفاً إنجازهم بأنه يترجم حجم الاهتمام والعناية الكبيرة التي توليها القيادة الرشيدة للمبتكرين والمتميزين من الطلاب والطالبات.
وأشار إلى أن هذا التميز مكن المملكة من تحقيق إنجاز يُعتبر الأول من نوعه لمنظومة التعليم السعودية منذ انطلاق المعرض.
وأشاد مدير تعليم الأحساء بمتابعة وتحفيز ودعم معالي وزير التعليم، يوسف البنيان، للمبتكرين والمبتكرات من التعليم الجامعي والعام، مؤكداً أن هذا الدعم كان له الأثر الكبير في نجاح هؤلاء المبدعين في رفع اسم المملكة عالياً في هذا المحفل العالمي المرموق، الذي شهد مشاركة خمس وثلاثين دولة، متمنيًا التوفيق للجميع في مساعيهم المستقبلية.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } تعليم الأحساء (اليوم)
وكانت الابتكارات التي قدمها طلاب وطالبات الأحساء قد حظيت بتقدير كبير في المعرض؛ حيث فازت الطالبة فرح النعيم بالميدالية البرونزية والجائزة الكبرى عن ابتكارها «قميص ذكي لمرضى متلازمة داون». كما حصل الطالب محمد العباس على الميدالية البرونزية وأربع شهادات دولية خاصة عن ابتكاره «مطبات إلكترونية للحد من السرعة». ونالت الطالبة ديمة العايد الميدالية البرونزية وأربع شهادات دولية خاصة عن ابتكارها «كاشف المطر الحمضي».
يُذكر أن مدير عام تعليم الأحساء كان قد أجرى اتصالاً مرئياً مع الطلاب والطالبات المشاركين قبل إعلان النتائج، اطمأن فيه عليهم، وعبر لهم عن ثقته الكبيرة في قدرتهم، مع زملائهم في الفريق السعودي، على المساهمة في رفع راية الوطن عالياً في هذا التجمع العلمي الدولي الهام.

مقالات مشابهة

  • إصدارات جديدة للنادي الثقافي في معرض مسقط الدولي للكتاب
  • وزير الثقافة: معرض الشلاتين للكتاب نافذة معرفية مهمة لنشر الوعي
  • انطلاق فعاليات الدورة الثانية من معرض الشلاتين للكتاب
  • وزير الثقافة: معرض شلاتين للكتاب يمثل نافذة معرفية مهمة
  • قميص لـ"داون" ومطب إلكتروني.. طلاب الأحساء يحصدون 12 جائزة في معرض جنيف
  • مسلسل يناقش التحديات الجامعية.. ليلى عز العرب: «عايشة» فرصة جديدة لتقديم شخصية مميزة
  • السفيرة سيريناد جميل تحصل على جائزة أفضل شخصية دبلوماسية في 2024
  • معرض شلاتين للكتاب ينطلق غدا في دورته الثانية
  • الكتاب والأدباء تكشف عن أعمال فكرية تعكس الغنى الثقافي في معرض مسقط الدولي للكتاب
  • وفاة الدكتور محمد الزيدية نائب رئيس جامعة المنوفية الأسبق