كشفت الناشطة الفلسطينية بشرى الطويل، التي أُفرج عنها مؤخرا من سجن الدامون شمالي إسرائيل، عن تفاصيل صادمة عن معاناتها خلال فترة اعتقالها، واصفة ما تعرضت له بأنه "الأصعب" في حياتها.

وجاء ذلك في مقابلة أجرتها وكالة الأناضول مع الطويل في منزل عائلتها بمدينة البيرة وسط الضفة الغربية المحتلة، بعد إطلاق سراحها ليل الأحد/الاثنين، ضمن المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى واتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وقالت الطويل، وهي صحفية وناشطة مجتمعية، إنها اعتُقلت عدة مرات سابقة في سجون الاحتلال الإسرائيلي، لكن اعتقالها الأخير كان "همجيا وشرسا أكثر من أي وقت مضى".

وأضافت: "تعرضت للضرب المبرح، وأجبرني جنود الاحتلال على الخروج من المنزل الذي اعتقلت منه دون حجابي لمدة 14 ساعة، وكان هذا أصعب موقف مررت به في حياتي".

وأشارت الطويل إلى أن التنكيل الإسرائيلي بحق الأسرى تفاقم بسبب حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، "الاحتلال بدأ حملات شرسة منذ 7 أكتوبر، واعتقل الصحفيين والحقوقيين وحتى الأسرى السابقين، وكل من عبر عن رأيه أو دعا لأطفال غزة".

الطويل قالت إن الأسيرات كنّ معزولات تماما عن العالم الخارجي، ومُنعن من الزيارات (مواقع التواصل الاجتماعي) اعتقال إداري دون تهمة

وأوضحت الصحفية الفلسطينية أنها اعتُقلت دون سبب واضح، إذ لم تكتب أي شيء على مواقع التواصل الاجتماعي، ومع ذلك حُولت للاعتقال الإداري دون توجيه تهمة محددة.

إعلان

كما كشفت أن القوات الإسرائيلية دمرت منزل صديقتها حيث كانت تتواجد وقت الاعتقال، وسخر المحقق منها قائلا: "سأجعلك مديونة لسنوات لصديقتك (من أجل إصلاح المنزل)".

ووصفت الطويل سجن الدامون بأنه "مقبرة للأحياء بكل معنى الكلمة"، مشيرة إلى أن الأسيرات كنّ معزولات تماما عن العالم الخارجي، حيث سُحب التلفاز والراديو، ومُنعن من الزيارات.

كما تحدثت عن الظروف السيئة داخل السجن، حيث إن الطعام كان سيئا للغاية "ولا يقدم للبشر، نأكل فقط لنبقى على قيد الحياة. الشوربة عبارة عن مياه قد تجد فيها حشرات".

وأكدت أن جميع الأسيرات فقدن وزنهن بسبب سوء التغذية والحرمان من العلاج، مشيرة إلى وجود حالات مرضية مستعصية لم تُجرَ لها أي فحوصات طبية.

وأطلقت إسرائيل سراح 90 أسيرا فلسطينيا، معظمهم من النساء والأطفال، مقابل إطلاق حركة حماس سراح 3 أسيرات إسرائيليات من قطاع غزة.

وتأتي شهادة الطويل لتكشف جانبا من المعاناة اليومية للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، وتسلط الضوء على الانتهاكات الجسيمة التي يتعرضون لها، في ظل صمت دولي مطبق. وتحتجز إسرائيل حاليا أكثر من 10 آلاف و300 أسير فلسطيني في سجونها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

طبيبة أمريكية تكشف لحظات الرعب في غزة بعد انهيار وقف إطلاق النار

بعد انهيار اتفاق وقف إطلاق النار بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية، شهدت غزة هجومًا عنيفًا من قبل الطيران الإسرائيلي، ليُنهي الهدوء النسبي الذي ساد المنطقة منذ بداية كانون الأول / يناير.

وأسفر الهجوم الذي وقع في 18 أذار / مارس، عن استشهاد أكثر من 700 شخص، أكثر من 40 بالمئة منهم من الأطفال، في الوقت الذي يزداد فيه الوضع الإنساني في القطاع تفاقمًا.

وكانت الدكتورة تانيا الحاج حسن، الطبيبة الأمريكية المتطوعة تعمل في العناية المركزة للأطفال، واحدة من الأطباء الذين عايشوا هذا الهجوم من داخل المستشفيات.

ووصفت تانيا، التي تعمل لدى منظمة "المساعدة الطبية للفلسطينيين" غير الحكومية، اللحظات التي عاشتها في تلك الليلة في تسجيلات صوتية أُرسلت إلى شبكة CNN. وقالت خلالها: "كانت القنابل تتساقط من كل اتجاه، ولم أتمكن من تحديد مكان انفجارها، فقط كنت أدعو الله أن أتمكن من النجاة. كنت في المستشفى أحاول إنقاذ الأطفال، لكن الوضع كان خارج السيطرة".

أضافت تانيا أن الهجوم كان مفاجئًا للغاية، حيث أصابت القنابل المباني المحيطة بالمستشفى، مما جعل الوضع في العناية المركزة أكثر تعقيدًا، قائلة "كنت أسمع أصوات القصف من الخارج، وداخل المستشفى كان الأطفال في حالة حرجة يحتاجون إلى رعاية عاجلة، ومع ذلك، لم يكن لدينا ما يكفي من الأدوية أو الإمكانيات، وظروف الحرب كانت تؤثر على قدرتنا على تقديم العلاج اللازم".


ويذكر أن الهجوم الذي شنه الاحتلال الإسرائيلي في 18 آذار / مارس كان جزءًا من التصعيد المستمر منذ بدء الحرب في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، منذ ذلك الوقت، استشهد أكثر من 50 ألف فلسطيني، وفقًا لوزارة الصحة في غزة، في وقت يعاني فيه القطاع من نقص حاد في المواد الطبية والإمدادات الأساسية.

وقد وصفت حكومة الاحتلال الإسرائيلي الهجوم الذي استهدف غزة بـ"العودة القوية للمعركة" ضد حماس، في إطار محاولات لاستعادة السيطرة على الوضع الأمني في المنطقة وإطلاق سراح الأسرى المحتجزين في غزة .

وأشار رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تصريحات له إلى أن "القتال ضد حماس مستمر وسيستمر من أجل حماية الإسرائيليين وضمان أمنهم".


فيما يتعلق بالوضع الإنساني، تؤكد المنظمات الدولية أن غزة تشهد واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في تاريخها، حيث يعاني أكثر من مليوني شخص من تدمير البنية التحتية، ونقص حاد في الوقود، والمياه الصالحة للشرب، والمواد الطبية. منظمات مثل منظمة الصحة العالمية والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين تطالب بمزيد من الدعم الإنساني لإغاثة المتضررين.

وبينما تستمر الاشتباكات العسكرية، يبقى الأفق السياسي غامضًا فيما يتعلق بإمكانية التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، وسط فشل الوساطات الدولية في إقناع الأطراف المتنازعة بالهدنة.

مقالات مشابهة

  • نتنياهو يتوعد بمواصلة الإبادة في غزة للضغط على حماس لإطلاق الأسرى
  • حماس: نتنياهو يكذب على أهالي الأسرى
  • طبيبة أمريكية تكشف لحظات الرعب في غزة بعد انهيار وقف إطلاق النار
  • يونيسيف تكشف عن أرقام صادمة عن سوء التغذية في اليمن
  • “واللا” العبري”: مصر تقدم مقترحا جديدا بشأن الأسرى الإسرائيليين الأحياء والأموات بغزة
  • تقرير: إسرائيل تخطط لهجوم بري واسع في غزة يشمل 50 ألف جندي
  • متحدثة باسم نتنياهو تكشف تفاصيل عن "إدارة المغادرة الطوعية" من غزة
  • الكشف عن تفاصيل مقترح الصفقة الجديدة بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة
  • متحدثة باسم نتنياهو تكشف تفاصيل عن "إدارة المغادرة الطوعية"
  • العدوان على غزة.. استشهاد 16 فلسطينيًا في غارات إسرائيلية بالقطاع